الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسخرة الثورات العربية

محمد السينو

2011 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك كولنا تابعنا ونتابع ما يجري في ليبيا من اباده للشعب وقتل الابرياء العزل من المعتوه القذافي ونحن واقفون فراجه لا نقدم ولا نأخر.. تفائلنا خيرأ بااجتماع مايسمي جامعة الدول العربية وقلنا أخيرأ العرب حسو وتحركو ولكن سرعان مافوجئنا بتصريح يقول.. جامعة الدول العربي تطالب المجتمع الدولي بالقيام بدوره لايقاف القذافي وكتائبه من استهداف المدنيين الليبين..الخ
تساءلت مع نفسي؟؟؟؟ هل الليبين ليسوا عربا أو مسلمين حتى نطالب الغرب بحمايتهم؟؟؟
نحن لسنا قلة.. نحن اكثر من مليار ونصف المليار يجمعنا رب واحد وكتاب واحد ونبى واحد.. بلداننا تمتلئ بالمدرعات والمجنزرات والطائرات القاتلات.. نملك المال والثروة ونملك الخبرات ولكن لا نملك الإرادة ولا العزيمة ولا نسعى للوحدة من اجل القوة.. جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى تدعو لفرض الحظر الجوى على ليبيا باساطيل فرنسا واروربا وامريكا فمادورها؟؟؟ هل دورها فقط الشجب والاستنكار والمؤتمرات واللقاءات.. بعد اكثر من نصف قرن على تأسيس الجامعة العربية ولا زالت تترنح ولا تملك القوة الرادعة التى تحمى بها الشعوب العربية من طغاتها وفجارها.. ولا تملك السلطة على اى حاكم عربى يظلم شعبه ويستبد بهم ويذبحهم كالانعام نهاراً جهاراً وعلى مرآى ومسمع العالم.. يا لها من ذلة وعار لضعف حيلة جامعة الدولة العربية ومنظمات المسلمين امام المعتوه القذافي..
سأل سائل ما هو موقف القانون الدولي من مقاطعة الدول الاوروبيه وامريكا واسرائيل للسلطه الفلسطينيه؟ وهل من الممكن الغاء الشرعيه عن حكومه وبرلمان تم اختيارهما من قبل الشعب بانتخابات ديمقراطيه؟ وهل تستطيع اسرائيل التحلل من اتفاقياتها مع السلطه الفلسطينيه ومن ضمنها اتفاقيات اوسلو؟
لقد باتت عباره الديمقراطيه (وتعني في الاصل "حكم الشعب") في الاونه الاخيره عباره عن السجاده العجيبه والتي نستطيع ان نكنس تحتها كل ما لا نريد ان تراه العين من اوساخ وقاذورات بل وقد بات من الممكن ان نخفي تحتها الظلم والعنتره والاستبداد.
اما فيما يتعلق بالعلاقات الدوليه فان عبارة "الديمقراطيه" اصبحت, وبدون كثرة كلام و"صف حكي" كما يقال وبال"عربي", مسخره.
ان الاسابيع الاخيره قد شهدت مسرحية جديدة من النوع الساخر اعلاه فيما يتعلق بالتصريحات تجاه الانتخابات في السلطه الفلسطينيه في الاراضي المحتله.
بشكل عام فقد عايشنا في الاونه الاخيره في تعامل المجتمع الدولي, "المتحضر" طبعا, وفي تصريحات الدول الكبرى فيما يخص امتنا الاسلاميه والعربيه تناقضات تجعل كل فرد منا يتساءل وبحق هل وصل الاستخفاف بعقولنا الى هذا الحد؟ هل يظن بوش وبلير ومن ورائهم بوتن ومن هم على نهجهم وشاكلتهم اننا سنشتري ما يقال لنا من دوافع الرحمه والديمقراطيه وحقوق الانسان وتحرير "النسوان"؟
هل يظن هؤلاء حقا اننا نستطيع ان نفهم او على الاقل ان "نتفهم" وجهات نظرهم في مسعاهم لنشر الديمقراطيه في مصر وتعميم الامن والامان للاهل العراق وملاحقة المجرمين في لبنان وتحرير اهل الشام من الطغيان؟ وهل يظن هؤلاء اننا نتعاطف مع مساعيهم النبيله لتأديب الشعب الفلسطيني وتعليمه آداب الديمقراطيه ومن قبل ذلك مساعيهم غير المشكوره لتعليم الامه الاسلاميه فن الحضاره؟
لا أظن ان احدا من هؤلاء يظن ولو للحظة واحده ان هنالك من يشتري هذا الكلام ولا اقصد فقط من هم على اطلاع واسع او من عندهم الحنكة السياسيه ولكن يكفي ان نتحدث عن اي فرد يستطيع ان يميز الفيل من الحمار فانه سيرى مباشرة انه لا علاقة بين هذه التصريحات وبين ما يتم تنفيذه وانتهاجه على ارض الواقع.
وهنا لا بد ان نتساءل اذا وبما ان "الطابق مكشوف" فلماذا لا يقول هؤلاء ما عندهم يشكل واضح وصريح ولماذا لا يصرحون بحقيقة نواياهم المكشوفه والمدحوضه اصلا وحيث انهم يعتبرون ان القوة بايديهم وان الامه الاسلاميه والعربيه باتت لا حول لها ولا قوه؟
ان الجواب على هذا من جزءين: اولا فان هذه التصريحات الجميله شكلا والفارغة مضمونا ما هي الا ضريبة شفاه لا تكلف شيئا ولا يوجد من يحاسب قائلها عليها, وثانيا فانها موجهه اصلا الى قسم من شعوب هذه الدول والذين يعيشون في تعمية وتضليل ومسخ للافكار عشرات السنين ومثل هؤلاء قد تنطلي عليهم هذه الاكاذيب ولو لفترة من الزمن.
ان قصة الذئب والنعجه معروفه لنا وباختصار يحكى ان ذئبا جاور نعجه وسكن في الطابق العلوي وفي احد الايام جاع الذئب والتقي بالنعجه فقال لها يا هذه انك قد اعتديت علي وسقطت اغراضك في ساحة بيتي, قالت النعجه ولكن الاغراض لا تسقط الى الاعلى, فقال الذئب اذا فانت قد شتمتني قبل سنه فقالت لكن عمري اقل من سنه فقال الذئب اذا فان امك قد نطحتني ثم انقض عليها وافترسها, وهكذا بات حالنا مع امريكا وحلفائها.
ان القصد من ذلك انه وفي هذه الظروف فان "الوضعيه القانونيه" باتت غير ذات صله حيث انها لا تحكم تصرفات وتصريحات الدول لا من حيث التنفيذ ولا من حيث التعقيب.
ان اللغه الدارجه اليوم هي لغة القوه والغصب والاكراه ويبقى القانون الدولي والسياسه حكرا متداولا بين الشعوب "المتحضره" اما فيما يتعلق بالامة العربيه والاسلاميه فلا يعدو الامر من كونه صوريا لا يحتوي على اي مضمون حقيقي, فالقانون والمبادئ والديمقراطيه معمول بها طالما انها تخدم وجهة نظر هذه الدول فقط.
لا شك ان القانون الدولي يعترف بحق كل شعب في انتخاب واختيار ممثليه ولا يتيح القانون الدولي باي شكل من الاشكال الغاء هذا الاختيار الا اذا ما ثبت ان من انتخب قد خان مبادئه وحاد عن برنامجه الذي اختير لتنفيذه لانه في هذه الحاله اصبح لا يمثل "اختيار الشعب".
لا يوجد في قاموس القانون الدولي ما يسمى الغاء شرعية شعب, وان مقاطعة الدول الاوروبيه وامريكا واسرائيل "للشعب الفلسطيني", وبل والتصريح بان ذلك لمعاقبة الشعب الفلسطيني على اختيار ممثليه, هو امر غير مسبوق في التاريخ الحديث بل وربما في التاريخ كله.
ان المناداه بدعوى الديمقراطيه كلاما ثم محاربتها ان كانت لا توافق رغبة هذه الدول فعلا هو عار ينطبق عليها قول الشاعر: "لاتنهي عن خلق وتاتي بمثله عار عليك ان فعلت عظيم".
اما بالنسبه لاتفاقات اوسلو فان الجانب الاسرائيلي كان يدعي سابقا انه ملتزم بها طالما ان الجانب الفلسطيني ملتزم بدوره وفي كل مرة ارادت اسرائيل التحلل من التزاماتها كان الادعاء ان الجانب الفلسطيني قد اخل بالاتفاقات, اما ما نسمعه اليوم من تصريحات مضمونها ان اسرائيل لن تتعامل مع حكومة حماس اكانت هذه الحكومه التزمت ام لم تلتزم بالاتفاقات فانه امر مستهجن وغريب واغرب ما فيه انه يلقى دعما ومصادقه من الدول "المتحضره".
يقول الشاعر يعبر عن القوه الكامنه في ارادة شعب: "اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر" اي ان القدر يمشي ويسير بحسب ارادة هذا الشعب, ويقول هؤلاء "اذا الشعب يوما اراد الحياه فيجب اولا ان توافق امريكا واوروبا واسرائيل".
طبعا لا ندري كيف تدور الامور مستقبلا ولكن مما لا شك فيه ان القانون الدولي المتعارف عليه قد انهار في عصر "القوة الواحده" وحيث ان التاريخ لا يتوقف عند احد او لاحد فلا شك ان المستقبل سيحمل تغيرات في المفاهيم والمصطلحات المعمول بها والمتعارف عليها اليوم واظن انها ستتبلور اصطلاحات تكون اقرب للواقع تكون فيها اوراق الاطراف ونواياهم مكشوفه علنا ولا بد ان المسقبل سيضع عنوانا واضحا للنزاع.
في محاولة لفهم ما يحدث في عالمنا العربي من ثوراتٍ متتاليةٍ أو ما يسميه البعض بـ (ربيع البلاد العربية ), نضع بين يديكم حقيقة الثورات العربية, ولكن لابد من معرفة السبب الحقيقي والدافع لها .
إن الحديث عن (برنارد هنري ليفي) يقف بنا بعيدا للتأمل ، الى أين وصل بنا حالنا ، ثورات دينوية قامت بهدف الحرية المزعومة ، لا من أجل كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ، كان عرابها ذلك الرجل الصهيوني ، إن من يتابع أخباره وتصريحاته وكتاباته يكتشف أنه ليس مفكرا و صحفيا عاديا يعيش بكسل وراء مكتبه المكيف ،إنه رجل ميدان عرفته جبال أفغانستان، و سهول السودان، ومراعي دارفور، و المستوطنات الصهيونية بتل أبيب، و أخيرا مدن شرق ليبيا ... حيث أنزل العلم الأخضر الذي اعتمدته القيادة الليبية ، كردة فعل على اتفاقيات كامب ديفيد سنة 1977م ورفع علم الملكية السنوسية البائده وحيثما مـر تفجرت حروب أهلية وتقسيم، و طائفية ،و مجازر مرعبة ،و خراب كبير،وجهده المبذول من اجل الترشح للرئاسة في اسرائيل ولكن بعد أن ينهي المهمة التي يقوم عليها ليمهد لإسرائيل جديدة ،وعرب جدد، وشرق اوسط جديد بمباركة امريكا وبريطانيا وفرنسا ، نعم كلنا ضد معمر وحسني وزين العابدين وعلي صالح وغيرهم ممن كان مستعملا ومستخدما لخدمة امريكا واخماد ثوراتهم ضد اسرائيل والتدخل الاجنبي في العراق وغيرها، إلا أن امريكا وجدت أن هؤلاء غير صالحين للعهد الجديد والشرق الاوسط الجديد الذي تحدثت عنها السمراء كونداليزا رايس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو تعزيزات أمنية مكثفة في كاليدونيا الجديدة • MCD


.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR




.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما


.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟




.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح