الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنامل ومخالب

رحمن خضير عباس

2011 / 8 / 26
الادب والفن



لاأشك لحظة واحدة , في كون علي فرزات هو المنتصر , في تلك الغزوة غير المتكافئة . بين علي الطفل الستيني , الحامل عبىء هموم الوطن واحزانه , الحالم بغد اسعد . وبين تلك المجموعة من بلطجية النظام وشبيحته , الذين لاهم لهم سوى التدمير . هذه المجموعة الخارجة عن القانون والمنبثقة منه . انتظروه في ساحة الأمويين , وعلى طريقة عصابات المافيا اعترضت سيارتهم لسيارته , جروه بعنفهم المعروف وانطلقوا به على طريق المطار..كيف استطاع جسده الناحل ان يتحمل هوس ضرباتهم المسعورة ؟ كيف استطاع ان يصمد امام هذا الحقد المدمر الأعمى ! . بعد ان اشبعوه ضربا حتى الموت , حاولوا كسر انامله ..( سر قوته وسر ضعفهم ) بعد ان افرغوا مافي جعبتهم من شتائم واهانات , لم يلتقط منها سوى القليل
" حتى تعرف قيمة اسيادك .... " . كانت الأوامر ان يبقوه حيّا لأن علي فرزات الشهيد , سيتحول موته ( لاسامح الله ) الى اعصار سيطيح بعرشهم.
حينما قال فرزات يوما في معرض حديثه عن الكاريكاتير ( ان الواقع ينافس الكاريكاتير ) لم يكن مبالغا. فالواقع السوري او العربي برمته عصي على الفهم , يرتقي الى اللامعقول في قلبه للحقائق , وفي تعسفه ضد ابناءه , وفي سياساته , وفي تصوره لمفهوم الدولة والمواطنة والسيادة ...الخ , حتى أن هذا الواقع يتفوق على الخيال .
يعتبر الفنان علي فرزات من اشهر واهم خمسة فنانين على مستوى العالم في فن الكاريكاتير . ومنذ طفولته كان ساخرا , قوي الملاحظة وسريع النكتة . حتى ان اهله كانوا يخرجونه من الدار حينما يأتيهم زوار , لحدة نقده وجرأته وسلاطة تعليقاته , التي لاتعرف المجاملة . وقد رافقته هذه الروح الناقدة ليجد في فن الكاريكاتير اداة للتعبير عنها . وقد استطاع ان يتفوق في هذا الفن ويمتلك ادواته الساحرة . وليصبح العين المراقبة , والعين المدافعة عن الناس وذالك بكشف المستور فهو يرى ان الكاركاتير الناجح , هو الذي يتمتع ( بمهارة الجرّاح وقسوة الجزّار ) . لذالك لم تر اعماله طريقها الى صحافة الحكومة في عهد الأسد / الأب , وقد اقام معارض لأ عماله خارج سورية . ومنها معرضه الذي اقيم في باريس والذي احدث ضجة , واثار أزمة دبلوماسية بين بغداد وباريس .وذالك ان سفير العراق انذاك عبد الرزاق الهاشمي اعتبر ان بعض اعمال الفنان تتعرض الى شخصية صدام حسين , ولاسيما الكاريكاتير الذي يتعرض لشخصية الدكتاتور . وطلب هذا السفير من الفنان ان يسحب هذه الأعمال . فرفض علي فرزات هذا الطلب وساندته فرنسا التي جعلت حراسا لحمايته وحماية اعماله .! تعرف بشار الأسد على الفنان واعجب بأعماله حينما كان بشار طالبا في الخارج . واستمرت هذه العلاقة والتي منحت الفنان بعض صكوك الأمان , ومنحته فسحة من الحرية. وحينما اصبح بشار رئيسا لسورية , سمح لفرزات ان يصدر مجلة . فكانت ولادة مجلة الدومري . وهي اول اصدار خاص لاعلاقة له بمؤسسات الدولة . وقد ادت هذه المجلة دورها في المراقبة والكشف والمحاسبة, بأسلوب ساخر ومؤثر حتى اصبح النظام يتخوف من هذا الوليد المشاغب , وقد حوصرت المجلة وحوربت ثم اتى قرار اغلاقها . وكان فرزات قد اطلق العنان لريشته ان تحارب الفساد , وان تتصدى للظلم , وقد ادرك الفنان نهاية المجلة , فاطلق على العدد الأخير إسم ( العدد الأنتحاري ) . ولكن اعماله المراقبة في سوريه كانت ترى النور في مجلات عربية واجنبية خارج سوريه . وفي انتفاظة الشعب السوري كان علي فرزات قد اعلن انحيازه مع الحرية والكرامة , وكانت اغلب اعماله دعوة للأصلاح والأنعتاق . ولكن النظام السوري المتعطش للسلطة , لايريد سوى الولاء المطلق من الفنانين والأدباء ومن كل شرائح المجتمع . إن حادثة الأعتداء على هذا الفنان ما هي الا انتهاك لحقوق الأنسان , واعتداء على الفن والأدب . وانني ادعو من كل الشرفاء في العالم استنكار هذا العمل الآثم , والأنتصار للفنان المبدع علي فرزات .
اوتاوة 25/آب /2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك


.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??




.. رقم قياسي في إيرادات فيلم #شقو ?? عمرو يوسف لعبها صح??


.. العالم الليلة | محامية ترمب تهاجم الممثلة الإباحية ستوري دان




.. نشرة الرابعة | السعودية.. مركز جديد للذكاء الاصطناعي لخدمة ا