الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى أيام العتق

ريم ابو الفضل

2011 / 8 / 26
الادب والفن


خلق الله الإنسان حرا.. كريما ..عزيزا
يتنسم الحرية.. ويلتحف الكرامة... وتتوّجه العزة

كل ما حرّمه أو فرضه الله على عبده كان حفظا لكرامته، وتهذيبا لشهوته، وترسيخا لعزته

ليست الحرية هى انطلاق المرء خلف شهواته وأهوائه.. بل هذه هى العبودية والذلة بعينها ,ومن يرى فى ذلك قيدا نراه نحن قانونا لاحترام حرية الآخرين، والحفاظ عليهم

ولو كانت قيمة الإنسان تقاس بمقدار ما يناله من لذة ..فسيكون الحيوان أكثر منه قيمة وأعلى قدرا.. فهو ينفلت من كل قيد هائما كما يحب، وينطلق وراء كل لذة راكضا كما يهوى

يقول الله عز و وجل "أرأيت من اتخذ إلهه هواه"

قد يكون هوى العبد إلهه فيطيعه، ويعبده، ويخشاه

فالسلطة شهوة، وصاحب السلطة لها عبدا... والكرسى هوى ،ومن يألفه صار له عبدا

من هذا المنطلق نجد أن الحاكم قد يكون عبدا، والشعب المستعبد هو من يكون حرا، أو بالأحرى يناضل من أجلها

أن يحكم طاغية شعبا.. فهذه غُمة
أن يستبد الهوى بطاغية موتور فيتحكم فى شعب أربعين عاما ... فهذه كارثة

عاش الشعب الليبى أربعون عاما من التغييب الثقافى، والعلمى، والسياسى، والحضارى.. فلا تواجد لليبيا فى محافل ثقافية ..ولا مؤتمرات علمية ..ولا فى أى مجال

عاش الشعب الليبى أربعون عاما تحكمه فلسفة العته واللامنطق..فالمجد لمن يستحق السحق ، والسحق لمن يستحق المجد

موازين ظلت مقلوبة فى هذا البلد الطيب عشرات السنين... سنوات من الحظر والعقوبات... أموال تنفق بلا حساب على التسليح.. ثم مليارات فى تعويضات عن جرائم إرهابية وّرط فيها القذافى بلده ؛ لتدفع هى الثمن

المعارضون إما فى المنفى أو المعتقل.. و فى ليبيا غالبا ما يخرج المعتقل من محبسه الى قبره

مثلما فُعل بما يزيد عن ألف شاب من المعارضين الإسلاميين فى سجن أبو سليم قتلوا بليلٍ، ودفنوا دون أن يسمح لذويهم بإلقاء النظرة الأخيرة عليهم، أو توديعهم إلى مثواهم الأخير، أو إقامة العزاء

أربعون عاما فى دولة عائمة على آبار النفط ، وللأسف تعانى معاناة من لا يملك أى ثروة

لا مستشفيات تعالج.. ولا مدارس تعلم... ولا ثروة تنعش أصحابها

ومن شاء أى من ذلك فليخرج من ليبيا.. وكأنما حُكم على الليبيين أن يعيشوا فى غياهب الجب، وليسوا فى دولة نفطية تستطيع إيراداتها أن تجعل ليبيا فى مصاف دول العالم الأول

عاش أحفاد عمر المختار أكثر من أربعين عاما من الاسترقاق والاستعباد يأتي بعدها تحرير الرقاب
فالعتق من نيران العبودية جاء فى أيام العتق ،بعد أن ذاق الشعب ويلات الرق على يد سيد أخرق

فليرحم الله آلاف الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل أجمل ما منحه الله لنا ألا وهى الحرية..وليحتفى الشعب المجاهد الذى صبر شهورا بحريته وبعتقه من العبودية

ومن ....النار إن شاء الله


ريم أبو الفضل
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟