الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين مؤتمرات المعارضة والمجلس الوطني

محمد زهير الخطيب

2011 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



المؤتمرات المتنوعة التي عقدها السوريون كانت تمثل نفسها ومن يؤيدها، وجاءت لخدمة ودعم الثورة. والاكثار منها جيد ما دامت لا تدعي تمثيل الثورة والنيابة عن المتظاهرين، بينما المجلس الوطني القادم مطلوب منه تمثيل الثورة والنيابة عن المعارضة والمتظاهرين لتحصيل تأييد المجتمع الدولي ورسم خارطة طريق للتحول الديمقراطي الوطني لسورية.

مطلوب من المعارضة السورية باحزابها ومستقليها ولجانها وتنسيقياتها العمل بشكل دؤوب لخدمة الثورة ودعمها وتامين احتياجاتها الاعلامية والسياسية والمادية والمعنوية، ويقبل من كل جهة من هذه الجهات اقصى ما عندها ولا يعاب عليها كثرة الحضور الاعلامي والنشاط والبذل واللقاءات والمؤتمرات بل يطلب منها الزيادة. ولا مانع من تعدد عناوين النشاطات والمؤتمرات، مؤتمر للعلمانيين وآخر للاسلاميين وثالث للشباب ورابع للعلماء وخامس للفنانين... لا مانع من هذه النشاطات ما دامت تحافظ على هدف خدمة الثورة ودعمها وتأمين احتياجاتها المتنوعة ولا تدعي تمثيلها.

ولكن مع الوقت تظهر الحاجة الى تشكيل مجلس وطني يمثل المعارضة والمتظاهرين والشعب الحر المنتفض، هنا يلزم ان يكون في تشكيل المجلس نوع من العدل والانصاف.

اليوم أصبح تشكيل مجلس وطني للثورة السورية حاجة ملحة بغض النظر عن كيفية تشكيله، فبما أن المظاهرات لم تصل الى نتيجتها الطبيعية بان يسقط النظام وان يقوم بمهام المرحلة الانتقالية الجيش مثلاً كما حصل في تونس ومصر، فلابد اذن من تشكيل مجلس وطني يمثل الثورة ويجد حلاً ومخرجاً لاسقاط النظام المستبد الفاسد القاتل.
مهام المجلس الوطني هو تمثيل المعارضة والمتظاهرين والشعب المتطلع الى اسقاط النظام، ويمكن ان يتم اختياره بالانتخاب او التوافق واهم صفات اشخاصه هي توازن التمثيل والكفاءة والقبول من الجهات التي يمثلها ومن المجتمع الدولي،

ولابد لاحد أن يبدأ بالسعي لهذا المجلس، ويكون المبادر مستحقاً للشكر ومطلوب منه الانصاف والعدل واشراك الجميع بدأً من التحضير وانتهاءً بالتشكيل النهائي.

لقد كان واضحا في المؤتمرات المتعددة التي عقدتها المعارضة السورية أنها تمثل نفسها ولا تمثل الثورة ولا تتحدث بالنيابة عن الشعب والمتظاهرين ولم يدّعو بانهم يمثلون الثورة، فجهدهم مشكور وعملهم نبيل، أما لقاء استانبول الاخير فهدفه تشكيل المجلس الوطني الذي سيكون له صفة تمثيلية، لذا يقتضي منا الانتباه والمشاركة والمراقبة ليأتي تشكيله صحياً ناجحاً، وهذا يكون بالتشاور والتعاون والصراحة والايجابية في التعامل.

طبعاً يمكن أن يتم طرح فكرة الانتخاب بدل التوافق، وهي ممكنة ولكل طريقة من الطريقتين ايجابيات وسلبيات، ولكن طريقة التوافق تبدو أسرع وأكثر واقعية.
واحب ان اذكّر الذين يكثرون من التشكيك في نوايا عاقدي المؤتمرات أن الذين تصدوا لادارة مؤتمر انطاليا مثلا اعطوا العهد على أنفسهم بأنهم لن يتسلموا أيّة مسؤوليات في الدورة الاولى للعهد الجديد لسورية الديمقراطية، وهذا التزام أدبي يجب أن يكون موضع احترام وتقدير وليس موضع تشكيك.
ومن أسباب نجاح هذا المجلس أن يساهم في تشكيله إعلان دمشق لتمتعه بصفات كثيرة ايجابية منها أنه منتخب، وانه يمثل طيفا واسعا من المجتمع السوري.
آمل من جميع أطياف المجتمع السوري أن تساهم في إنجاح تشكيل هذا المجلس فقد آن أوانه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينية تشاهد قوات الاحتلال تهدم مساكن عائلتها بوادي الخليل


.. نازحة فلسطينية تتكفل بطفل فقد والديه في قصف إسرائيلي جنوب قط




.. من زورق لخفر السواحل الجيبوتي.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع ف


.. معاناة نساء غزة بسبب الحرب




.. منديل أول اتفاق لنادي برشلونة لضم ميسي في مزاد علني بأكثر من