الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرزات.. انهم قطع غيار

عبدالمنعم الاعسم

2011 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


سيدي، ايها الموزع بيننا هذا اليوم، خبرا قصيرا عن قطيع من الهمج اغار عليك، وأدمى اصابعك، ووجنتيك، والقى بك على قارعة طريق موحش بعد ان اعطاك درسا في لزوم البيعة للسلطان، الجلاد، حيث تتسلق الاعشاب الميتة على نوافذه، وتتكسر من حواليه قطع الغيار الصدئة للاعوان والقتلة.
ايها المسجى على سرير بعرض الشاشة الملونة التي لا تكذب، وعلى امتداد مواكب الاحتجاج التي لا تقهر، انك اطلقت رسومك وهم اطلقوا الرصاص، وفي المسافة بين الرسم والرصاصة ينشق عمود الضياء المُبهر، اشارة الى طريق النصر، وكنت ماهرا في توليف تلك الحكاية الابدية.
انها محاولة اغتيال تضم نفسها الى سلسلة طويلة من اعمال الاغتيال المسلكية منذ ان كمن قابيل في منعطف طريق للايقاع باخيه هابيل ويشج راسه بصخرة ويصرعه، وذلك قبل ثلاثة وتسعين الف سنة، حتى اغتيال آخر متظاهر مسالم في شوارع دير الزور، وجميعها تنطلق من رغبة في استئصال الخصم.
ما اصابك هذا اليوم يعـْبر بالسلطة من حاضرة وادارة ومشيئات الى رجال ملثمين، وهنا، ابخست ثمنها الى احط منسوب إذ تقتص من معارضيها في الشوارع، وتهرب.
عرفناك، سيدي، منذ زمن بعيد، حين خالفتَ انحطاط انصار الدكتاتورية الفاجرة في العراق وصوّرت الطاغية بما يليق من الاحتقار، واعطيتنا بلاسم من تخطيطاتك المبدعة، فيما هرع الكثير من كتاب وفناني ونافخي ابواق المرحلة الى الخدمة في ماكنة التهريج والحرب والقتل.
نتذكر، موقفك النبيل من حق العراقيين بالخلاص من العلبة الخانقة لحكم الفرد الطاغية، وكنتَ تعلـّم غيرك بان الموقف من الحرية ليس سلعة معروضة للنقاش، ففي كل التفاتة من خطوط رسومك الساخرة تسكن صيحة احتجاج ضد المهانة والاستبداد وحكم العشيرة والقبضة الامنية.
في رسومك الساخرة يتوالد الخطر عليهم. هذه هي القضية، ذلك لأن العاصفة اقامت في رسومك، ووجدت مكانها في سيمفونية الهتافات الشبابية التي لا تخاف.
احسب انك، اليوم، ولدت مرة اخرى، صدّقني، فقد اعطيت كلمة السر لنا: لا غد اكيد للجناة الذين يأذنون بالقتل وكم الافواه وتجريف حدائق الافكار. اما المستقبل فهو لاولئك الشجعان الذين لا ينحنون امام الجلاد.
قفْ سيدي على قدميك، وانهض من سرسرك، وغادر شاشتك الملونة الى رسومك وعصافيرك ولعبتك البارعة في ترويض الجلادين. ضعهم في البالوعات، واعط امهات المحتجين شهادة اضافية لتضميد جراحات ابنائهم.
*
"كل الازهار شريفة حيث تترك لحالها، ما عدا القرنفلات الحمراء التي يضعها الجنرالات ما بين وسام ونجمة".
محمود درويش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا عبد المنعم الاعسم
وليد يوسف عطو ( 2011 / 8 / 26 - 15:21 )
الاعلامي والكاتب الراقي عبد المنعم الاعسم شكرا على الموضوع جميعنا نتضامن مع فنان الشعب فرزات مع الاسف هناك من الكتاب من يدافع عن النظام في سوريا ويحاول ربط المسالة بين القبول بالنظام البعثي القمعي او القبول بالسلفية تحياتي لك






2 - ما أشبه اليوم بالبارحة
الحارث العبودي ( 2011 / 8 / 26 - 15:50 )
فيكتور جارا الفنان التشيلي الثوري، كان مؤيداً لحكم الزعيم سلفادور الليندي، حاكم سانتياغو، والذي فاز بائتلاف القوى الاشتراكية ، الشيوعية، واليسارية …
مناصري سلفادور الليندي، وأثر وصول خبر اغتياله، نظموا مهرجاناً ثورياً نضالياً في ساحة الملعب ، وكان هناك حاضراً شاعر ومغني الثورة التشيلية فيكتور جارا …
والذي بدأ يغني أغانيه للثورة وللحرية وللفقراء، وكان القهر يمزق أبناء سنتياغو المتواجدين في الملعب، والذين تجاوز عددهم ألوف مؤلفة …
كان يغني وعيناه تقطر دماً … حتى وصلت دبابات
الانقلاب على مشارف الملعب، وحاصروا الملعب وأغلقوا جميع أبوابه … ثم طلبوا من فيكتور جارا كسخرية أغنية النصر للبسطاء التي غناها قبل ثلاثة سنوات لانتصار سلفادور الليندي .. وبدأ جارا يغنيها، والمسدسات والبنادق فوق رأسه، بدأ يغنيها ويداه تتمزق من عزف الجيتارا، حتى تجرحت يداه، من شده قهره، ثم بتروا يديه وقهقهوا وصرخوا به أن يعزف الآن، وفعلاً بقي يغني، وغنى أغنية ” المناضل جيفارا ” وغنى لابنته ” أذكرك أماندا ” ثم أردوه قتيلاً ، وأبادوا الألوف المتواجدة في الملعب ، في إحدى أبشع المجازر الدموية …



3 - مع فرزات
نوفل معله ( 2011 / 8 / 26 - 21:44 )
الطغاة يبحثون دوما عن مداحين ومهرجين وانصاف مثقفين ليس لهم من واجب سوى فرفشة ولي الامر وتنظيف صورته التي تنوشها القذارات كل يوم اما مثقفين وفنانين يبحثون في هموم الشعب واهل السوق والكسبة وفي معاناة الفقراء وفي آلام الجياع فهم اعداء الوطن والمارقين والذين لايطيعون اولي الامر ولهذا حقت عليهم لعنة الاخرة ليقيمو في سقر ولعنة الدنيا على يد جلاوزة النظام لك الله يا فرزات تمنياتنا لك بالشفاء وقلوبنا معك ومع شعب سوريا الكريم في محنته


4 - الأستاذ حارث العبودي
إسراء لبابيدي ( 2011 / 8 / 27 - 00:03 )
على عيني أن تزكر اللي حصل ببلد متتل تشيلي خود المثل من بلد أدام بلدنا عتدوا عليه ، لأن سليم اللوزي وقف ضد التدخل السوري الهمجي بلبنان وكتب عنهم بالحوادث راحوا خطفواه وموتوه أبشع موثة لا تسكتوا على النظم اللي بلش ينزنق بعدما شافوا ما صار بالأهبل الليبي ويمكن نص أفراد الحكم هربانين ومهربين أموالهم قتلوا أبنائنا في حماة المناضلة وشوهوا وجوههم وعذبوهم ومنهم حتى الآن لا نعرف ميتين ولا طيبين شو بدك بالتشيلي ؟ خود المثل من الأقربشكراً لمواقفكم الوطنية على كل حال وللأستاذ كاتب المقال تحية وطنيه وتسلم إيديك وخلليك بعيد عن البلد حتى لا يعملوا شي لأصابعك سلمت أخي

اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية