الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الشحات والعربي علم

تميم منصور

2011 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


أحمد الشحات هو الشاب العربي ، المصري الغيور على عزة وكرامة وطنه وشعبه ،فهو كغيره من آلاف المواطنين المصريين لم يحتمل ان يرى العلم الاسرائيلي خفاقاً في سماء القاهرة الازرق المليء بأصوات الرفض ، في الوقت الذي كانت فيه اسرائيل تصب حمم غضبها وحقدها وفشلها ضد دورية من الجيش المصري ، كانت ترابط على الحدود الشمالية الشرقية لصحراء سيناء .
فبعد ان فشلت القوات الاسرائيلية بمنع مجموعة من المسلحين مجهولي الهوية ، لا يعرف احد من اين قدموا لمهاجمة اهداف داخل اسرائيل ، شمالي مدينة ايلات ( ام الرشراش سابقاً ) كان الجنود المصريون ضحايا هذا الفشل ، فقتل من بينهم ضابط وثلاثة جنود وجرح آخرون .
كان هذا العدوان غير المبرر جزءاً من عدوان آخر نفذته الطائرات الاسرائيلية ضد اهداف مدنية في قطاع غزة ، أسفر عن استشهاد وجرح عشرات المواطنين من بينهم العديد من الاطفال والنساء .
استهدف الغاضبون في مدينة القاهرة السفارة الاسرائيلية التي زرعها السادات فوق ارض الكنانة لتكون بمثابة مستوطنة استخبارتية ضد الأمن القومي المصري خاصة والعربي عامة ، أثناء محاصرة السفارة المذكورة قررالشاب احمد الشحات انزال العلم الاسرائيلي تعبيرا عن غضبه ، كما يفعل الكثير من المتظاهرين في انحاء العالم والتاريخ ينضح بصور تنزل الأعلام وترفع الأعلام ، والفلسطينيون كانوا يخاطرون بانفسهم وهو يرفعون العلم الفلسطيني على اعمدة الكهرباء ، خاصة اثناء الأنتفاضة الأولى ، ولا ننسى صورة العلم الأسلامي في فيلم ( الرسالة )للمخرج مصطفى العقاد الذي أظهر فيه مدى قوة الأيمان وربطه بالعلم حيث كان كلما يستشهد حامل العلم يتلقفه مسلم آخر ، وكنا نرى حرص المخرج ان لا يسقط العلم على الأرض ، لأن سقوطه يعني الأخفاق والتنازل ، ورفعه يعني الأنتصار والتفوق .
الشاب أحمد الشحات قامر وغامر في نفسه وروحه عندما اخذ يتسلق الجدران والشرفات وانابيب الصرف الصحي للعمارة التي تتواجد فيها السفارة الاسرائيلية في منطقة الجيزة ، معرضا نفسه لخطر الموت ، لأنه لم يكن يملك وسائل خاصة للتسلق.
اعترف احمد الشحات ان واجبه الوطني وغيرته على كرامة وطنه ودماء الشهداء الزكية ، كانت هي وحدها القوة التي تدفعه للاستمرار للوصول الى هدفه ، واعترف بانه حتى لو سقط واستشهد فان سقوطه لن يكون سقوط الاذلاء والجبناء .
لقد وصل احمد الشحات الى العلم المذكور بعد ان قطع 23 طابقاً محققاً رغبات غالبية ابناء الشعب المصري وابناء العروبة جميعا ، لانهم يرون باستمرار وجود هذا العلم دون اعتراف اسرائيل بحق الشعب الفسطيني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ، ووقف عدوانها على كافة الجبهات العربية مذلة لمصر والعرب جميعاً .
لقد اعتبر شباب الثورة خاصة في مصر بأن الخطوة الاولى التي قام بها احمد الشحات عملا تاريخياً وبطولياً ، لأنه ثار لكرامة كل واحد منهم ، كما ايقظ الضمائر والحس الوطني لدى الكثيرين منهم ، وهناك من شبه هذه الخطوة بانزال العلم الاسرائيلي عن مواقع كثيرة تم تحريرها في حرب اكتوبر وفي قطاع غزة وجنوب لبنان .
لقد اضافت ثورة 25 يناير بطلا جديدا من ابطالها هو احمد الشحات لأنه بمثابة الشهيد الحي خلال دفاعه عن كرامة الوطن ، كما انه كسر بعمله هذا كل حواجز التهادن والتسامح والمداراة والتبعية التي تبناها كل من نظام السادات ومبارك مع اسرائيل والولايات المتحدة .
اما قرين احمد الشحات في العنوان فهو نبيل العربي ، أحد وجوه ثورة 25 يناير ، فقد كان اول وزير خارجية لمصر بعد الثورة ، واستبشر الجميع خيرا به ، لكن المجلس العسكري الحاكم في مصر سارع في تصديره كي يكون اميناً عاما لجامعة الدول العربية ، على امل ان يبث الحياة في عروق وشرايين أطول المؤسسات العربية قامة واكثرها انحناءاً .
الجامعة العربية في عهد نبيل العربي حتى الآن هي الجامعة التي تستوحي قراراتها من وحي وروح عصر مبارك ، وروح ملوك وامراء الفساد من اعضائها ، ان تغيير وتبديل امينها العام لا يغير في ميثاقها ونهجها في العمل شيئاً ، وبمجرد موافقة امينها العام الجديد على تولي رئاستها ، هذا يعني انه موافق على ميثاقها البالي الذي لا يلائم روح العصر والثورات ، كان دورها هامشياً ، وسيبقى كذلك اذا لم تدق ابوابها نسائم الربيع العربي الحالي .
يجب على شباب الثورات في كل من مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين اجبار حكوماتهم على نقل نبض الثورات الى الجامعة العربية قبل غيرها ، كي تكون جامعة للشعوب العربية وليس اطاراً مفلساً يتستر على عيوب هذه الانظمة .
عندما دخل امين الجامعة الجديد نبيل العربي بوابة هذه الجامعة كان يرتدي عباءة وقناع الامين العام السابق عمرو موسى والذين سبقوه .
فقد اطفأت الجامعة الروح الوطنية المعروفة عند عمرو موسى بعد توليه رئاستها ، وها هي تخمد نيران حماسة العربي ، ففي اجتماع مندوبي الجامعة الأخير الذي تم يوم الاثنين الماضي استنكر العربي قيام المواطن المصري احمد الشحات بانزال العلم الاسرائيلي من سفارتها في القاهرة ، مدعيا ان هذا العمل يناقض القوانين الدولية ( اهلا قوانين دولية ) يا ترى هل نضحك ام نبكي لهذا الهراء !! هذا النفاق لاسرائيل والولايات المتحدة لا يليق بالسيد "العربي" الذي كان يعتبره الكثيرون وجهاً من وجوه الرفض القاطع للفساد والتبعية للولايات المتحدة خاصة .
العربي لم يقدر ولم يعرف معنى الخطوة التي قام بها احمد الشحات ، هذا النفاق لاسرائيل والشد على اياديها يشجعها على الاستمرار في عدوانها واعتبار مصر بالذات "حيط واطي" يمكن ان تدوس فوقه متى شاءت ، ، ان تقزيم هذا الحدث يؤكد ان ثورة 25 يناير في مصر بحاجة لقوة دفع لغربلة الكثير من الشوائب وازالة العثرات من طريقها، لعل نبيل العربي وأمثاله يسقطون مع زوانها
نهدي هذا النشيد لنبيل العربي – هل من قبيل الصدف اسمه عربي – نشيد العلم الذي انتشر زمن الأنتداب في فلسطين ، وقد اخذته ايضاً عدة مؤسسات وجمعيات في العالم العربي .
تقول كلمات النشيد :
يا علم العرب اشرقي
واخفقي في الأفق الأزرق
يا نسيج الأمهات في الليالي الحالكات
كيف لا نفديك
كل خيط فيك
من دماء الشهداء
من جراح الكبرياء
دمت للمجد يا علم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر