الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة الشيعية..الحركة المفترى عليها !

مهند حبيب السماوي

2011 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ان سقط نظام صدام البعثي وحكومتة" الورقية " في العراق، تم تسويق فكرة وهمية لا تستند الى اساس موضوعي او منطلق تاريخي صحيح تتعلق بدور الشيعة في التعاون مع قوى الاحتلال في إسقاط أنظمة الحكم ، وتبنيهم، بعد ذلك، للخيار السلمي الديمقراطي في مواجهة الاحتلال .
وتحت تأثير ماكينة الإعلام العربي الطائفية الكاره للتغير في العراق وصعود الشيعة للحكم وظهورهم اللافت ككيان كبير كما يشير الى ذلك الأستاذ ولي نصر في كتابه انبعاث الشيعة على الرغم من اعتبارهم اغلبية ومن حقهم، وفقا لمبادئ الديمقراطية، ان يحكموا العراق، اقول تحت هذا التأثير تنامت هذه الفكرة " التضليلية " ككرة الثلج بحيث صدّق الكثير هذا الوهم وتلك الفكرة التي تتحدث عن " عمالة " الشيعة للاحتلال الجديد للعراق.
هذا الفكرة والمغالطة الواضحة حول التشيع عززها الإعلام العربي بفكرة أن اهل السنة قد أصبحوا الان ، وتحت هذا الايقاع الكاذب " ممثلون للمقاومة العسكرية المسلحة ضد الاحتلال" في حين ان الشيعة اصبحوا هم من يتعاونون معه حيث تسلموا السلطة والمناصب الحكومية بعد عام 2003 ، وهذا الاعلام يغض النظر عن الكتل والاحزاب والشخصيات السياسية السنية الكبيرة التي شاركت في العملية السياسية بعد 2003 جنبا الى جنب نظرائهم الشيعة.
وكان اصحاب هذا الراي، وهم منقسمون بين مغرض يعلم الحقيقة واخر مُضلل منساق تحت تاثير تخدير الآلة الإعلامية ، يتبجحون ويفتخرون بما يقوله بعض المسؤولين والقادة العسكريين الأمريكيين حول المقاومة والجماعات المسلحة في العراق ويتذكرون، مثلا، ما عبر عنه الناطق باسم قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة في العراق في 6 يوليو 2005 عن اعتقاده أن الجماعات المسلحة مازالت قوة قوية ومتكيفة، متوقعاً أن يستمر استخدام سلاح "السيارات المفخخة" الفتاك لفترة من الزمن.
هذه التصريحات الأمريكية وغيرها من مثيلاتها كانت هي الحجة والدليل التي يستند له من يسمون انفسهم بالمقاومين حول مافعلوه، وكانوا يتفاخرون بها أمام الآخرين من حيث اعتراف الآخر بقوتهم ومقدرتهم على توجيه الضربات والفضل ، كما نعرف ، ماشهدت به الاعداء !.
لذا حاولوا ان يقدموا المقاومة العسكرية في العراق ضد الوجود الامريكية بنكهة طائفية سنية بحيث تكون حركة المقاومة من جهة والطائفة السنية من جهة اخرى مرتبطتان برباط عضوي بحيث يؤدي كل منها نحو الاخر.
ولايجد الباحث المحايد صعوبة في الرد على هذا الادعاء ولامشقة في الكشف عن مدى التضليل الذي يتضمنه وذلك من خلال ثلاثة نقاط نتعرض لها الان باختصار :
الاول: ان العملية السياسية في العراق ومنذ ولادتها بعد سقوط نظام صدام كانت لاتخلو من العناصر السنية سواء كانت شخصيات مستقلة سنية او حركات اسلامية اصولية سنية ايضا او احزاب علمانية وليربالية ذات اصول سنية.
الثاني: ان الراي الذي يتحدث عن تاريخ طويل للشيعة في التعاون مع قوى الاحتلال وعدم رفعهم السلاح لمقاومة أي قوى محتله له هو راي مغلوط يمكن تسفيه اساسه بسهولة ولنا نموذج قريب يصلح ان نأتي به هنا، اذا ان الثورة العراقية الكبرى المعروفة بثورة العشرين قادها ضد الاحتلال الانكليزي المرجع الديني الأعلى للطائفة الأمامية ورئيس الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة الشيخ محمد تقي الشيرازي وتم التهيئة لها من قبل بعض المراجع بدءا من السيد كاظم اليزدي وصولا إلى السيد محمد تقي الشيرازي وانتهاء بالأصفهاني بل وحتى السيد محمد سعيد الحبوبي التي كانت له مساهمات فاعلة في دعمها.
الثالث: هنا سوف نحتكم الى عين الحجج التي يعتمدها هؤلاء من حيث الرجوع الى مايقوله عنهم الاخر.... ويجد المتتبع لمسار الأحداث في العراق الكثير من التصريحات الامريكية الاخيرة حول عمليات عسكرية ضد القوات الأمريكية ولكن هذه المرة ليست من قبل تنظيمات سنية وانما من قبل حركات وتنظيمات مسلحة شيعية.
فقد اقرت صحيفة نيويورك تايمز في 26 مارس 2011بان المليشيات الشيعية تفرض تهديدا جديا على القوات الامريكية بينما تستعد للخروج من العراق ...
اما الجنرال جيفري بيجنان المتحدث باسم القوات الامريكية فقد وجدناه يتحدث عن اسلوب وتكتيكات الجماعات الشيعية في تنفيذ الهجمات في 24 حزيران 2011 كما نقلت ذلك شبكة ال CNN الأمريكية.
وذكرت لارا جاكس من وكالة اسوشييت بريس في 30 حزيران 2011 ان المليشيات الشيعية قامت بتصعد عملياتها العسكرية ضد القوات الامريكية جاعلة من حزيران الشهر الاكثر دموية منذ سنتين....
واعتبرت صحيفة كرستيان ساينس مونيتر في 16 اب 2011 المليشيات الشيعية اكبر تهديد للقوات الامريكية بل انها اكبر من تهديد تنظيم القاعدة.
بل هدد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، في زيارته التي قام بها للعراق في حزيران
الفائت، بتحرك منفرد " إذا لزم الأمر", للتعامل مع التهديد الذي تواجهه القوات الأميركية في العراق من جانب مليشيات شيعية بعد ان قامت المليشيات الشيعية بقتل 14 جنديا أميركيا في حزيران وحده ليصبح أكثر الشهور دموية منذ ثلاث سنوات, كما قتل ثلاثة جنود أميركيين على الأقل في تموز من بينهم جندي قتل في يوم 10 من تمز الماضي وهو اليوم الذي وصل فيه بانيتا للعراق.
وقبل ان انهي المقال بطرح بعض الاسئلة المهمة يجب ان نذكر القارئ بانه لا يجب ان نقع في مغالطة التعميم الخاطئ في هذه القضية ، فلا يعني اذا ماقامت مجموعة مسلحة سنية بحمل السلاح ان جميع الطائفة السنية يحمل السلاح والامر عينة ينطبق على الشيعة ، فلايستطيع احد ان يحتكر الطائفة باسمه ويدعي انه ممثلها الوحيد وغيره لايمثلها وخارج عن ساحاتها.
هنا نختم المقال بهذه الاسئلة التي وعدنا بها القارئ ...
لماذا لا يقوم الإعلام العربي المتهالك بالحديث عن هذه التصريحات الأمريكية حول الهجمات العسكرية التي تتبناها الان علنا ضدهم فصائل شيعية مسلحة ؟
وكيف لا تعتبر هذه العمليات شهادة واقعية وحية على المقاومة الشيعية للوجود الامريكي في العراق ؟
وهل خيار المقاومة يمكن ان يُحتكر بأسم طائفة معينة ؟
ومن يحق له ان يتحدث باسم المقاومة ؟
وهل يمكن ان تقتصر على حمل السلاح ومحاربة الاخر بواسطته ..ام ان لها طرق ووسائل اخرى؟
وهل يمكن لنا ان نجري مسحا تقويميا واجراء مقارنة دقيقة بين العمليات والهجمات المسلحة التي كانت تقوم بها مجاميع سنية وبين العمليات التي تقوم به مجاميع وفصائل شيعية لنرى مدى الالتزام بضوابط حرمة دم المسلم ومن منهما يراعي هذا الامر ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكذب تحت مسميات التمدن
غلي ( 2012 / 5 / 8 - 15:24 )
للاسف اصبح التمدن معناه قلب الخقائق وكانه احتلال العراق كان قبل الف عام وكاننا لن نعيش الحالة ولازلنا نعيشها ونرى بام العين مافعله التحالف الامريكي الاسرائيلي مع الفتاوي الدينية الشيعية فقد قتلت المليشيات الشيعية اضعاف اضغاف العراقيين سنة وشيعة وصولا للسلطة ليس خدمة للشيعة بل خدمة للمشروع الاسرائيلي الايراني فعندما تم تصفية العلماء القادة العسكريين من قبل المخابرات الامريكية والايرانية خدمة لاسرائيل لم يتم التفريق بينهم بكونهم سنة او شيعة والدليل على ذلك وجود معسكرات التدريب للمليشيات الشيعية وبالقرب منها معسكرات تدريب القاعدة وقرب الحدود العراقية الايرانية ولم تحرك القوات الامريكية التي في العراق قيد انملة والادهى المعسكرات التدريب لحزب الله قرب الحدود اللبنانية الاسرائيلية والنرى الان ماذا تفعل هذه المجاميع في العراق وقد عاثة فساد تحت المفاهيم التي يتبجحون بها من انهم اخرجوا الاحتلال والكل بدا يترحم على الاحتلال ومن ثم صدام المقبور ويعلم الجميع ان الامريكان خرجوا لمصالحة الامريكان وحتى لايتحملوا ثمن الفشل ويجعلوا العراقيين تحت سيف الفوضى الذين كانوا واتباعهم سببا بها السلام

اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ