الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرصفة !!!

محمد بابكر عثمان

2011 / 8 / 26
الادب والفن


في أرصفة الخرطوم كل الوجوه يعتريها البؤس والرهق ,,

جموع المتسولين, مرضي الجزام والكلازار,,أطفال الأسبيريت والسلس,,

حفنة من الباعة المتجولين أرتسم علي وجوههم الوجوم والقلق من كرات عربات (الكشة),,طفلة متسولة تقترب طالبة ليد العون ,,فتفرغ ما تحمله من عملات معدنية في جيبك لتفتدي قميصك الأبيض,,

أو ربما لتوهم ضميرك أنك مازلت تشفق علي الفقراء والمهمشين,,





وفي الغالب تعطيها طمعا في الجنة التي قيدت في مخيلتك بالملذات والحور والأطايب ,,

لطالما حيرتني طريقة العصا والجزرة التي علمونا في المدارس أن الله يعامل بها الخلق,,

والحق أني كنت دوما أشك في أن الله أعظم من أن يعتمد هذه الطريقة الرخيصة,,

وأن سبب الوجود أجل من موضوع الجنة والنار,,



بل لطالما تسائلت في صغري ,كيف لله أن يعذب الظرفاء ك (عباس ركس ,,وعامر قون ) بالنار وكيف له أن يثيب الأغبياء وثقلاء الظل ك(معلم التربية الأسلامية) بالجنة ,,





هذا ليس عدلا !!!





لكنهم يقولون أن الله عادل !!

أذن هناك خطب ما ؟؟





دعك من كل هذا ,,





فأرصفة الخرطوم ماعادت هي ,,تبدت رتيبة وموحشة...,

خلت من قفشات شهاب الامين وأحمد الساير, ورادكالية عيسي أسحق ,,





و(نيو كوش ) خاوية علي عروشها بعد أن توجه الرفاق صوب جوبا

فلقد صارو أجانب في الجمهورية الثانية,,من كان يصدق أن القدر سيعبث بأحلامنا هكذا ,,

عذرا دعني أجلي الأمر ليس هو القدر بل هو التخاذل





,,اللعنة ...يالهم من رفاق !!!





اتيم وحكيم وجيمس كوات أيزك وتلك الشقية المحببه ناني ,,,,,,,قاتل الله النوستالجيا



**********

أعترف أنني قد عشت مع رجال ونساء يحملون وطن في قلوبهم حيثما يولو وجوههم فثمة وطن لهم وطنهم هو الحرية ,,يعشقون المهمشين وستات الشاي والعرقي ,,

أبطال واقعيون ليسو كأبطال القصص بطهرانيتها الزائفة ,,أناس ياكلون الفول ويجترعون العرقي

ويمشون بين الناس حبا,,



ويحلمون بوطن لايصنف مواطنيه لكفار ومسلمين ,,

********

وأحمد الساير في رحيله المفجع يجدد القول بأن النوارس ترحل ,,,

ووحدهم العقبان والضباع أمثالنا هم من يقتاتون علي جيف الحياة وبؤسها..





سنكتب عنكم وسنروي عنكم ,,سنقول لأطفالنا أن كل الناس كان لديهم وطن يعيشون فيه

إلا أنتم كان لكم وطن يعيش فيكم,,





سنهتف في الارصفة وسنعلم الناس معني الحرية التي لامقابل لها ,,

سنعلمهم الحرية التي هي ذات نفسها المقابل,,



سأكتب عن شهاب الذي رحل وتركته هي ( آلة عود +كثير من الكتب+ بضع ملابس بالية,,







سنروي لأطفالنا أن ذات زمان ردئ مر أنبياء مثلكم ولم يحفل الناس بهم,,,











محمد بابكر



الخرطوم 24-8 -2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟