الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتاتوريات العربية انظمة مقدسة يجب اطاعتها !!

رفعت نافع الكناني

2011 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ان فقدت الحكومات المستبدة شرعيتها التي اكتسبتها منذ عقود بشتى الوسائل المتسلطة والطرق الملتوية العقيمة ، من خلال براكين الغضب التي سطرتها اغلب شعوب منطقتنا العربية في وجة حكومات ونظم اوغلت في اذلال شعوبها وقهرها وتجويعها وسلب حريتها ونشر كل ما يؤدي الى تحييدها واخراجها من ساحة الصراع . طغت هذة الايام موجة عارمة منظمة ومخطط لها ، ومدعومة من قبل دول ووسائل اعلام كثيرة تخاطب الشعوب العربية بوقاحة ساذجة بتقديم فروض الطاعة والولاء للحاكم باعتبارة ولي امرهم ويجب اطاعتة حتى لو كان ظالما وباغيا ومتسلطا وسارقا . اي ما معناة وبصريح العبارة ان الرضا عنة والسكوت على ظلمة وجورة هو ما يرضي اللة ورسولة حسب اعتقاد هذة الفئة من وعاظ السلاطين .

ان هذا الدعم المقدس غير المحدود من قبل بعض رجال الدين والمؤسسة الدينية المرتبطة بمصالح الحكام والسلاطين ، تعطي الحق المطلق للحاكم المستبد الاوحد سواء كان اميرا او ملكا او رئيسا للجمهورية لكسب شرعيتة وديمومتة ما دام وجودة وشرعيتة مدعومة ومؤطرة بفرمان الهي مقدس من قبل هؤلاء الدعاة تضمن بقاءة على رأس السلطات الى ما شاء اللة. هذة النظرية تقوم على تنمية ثقافة الخضوع والخنوع والولاء التام واليأس وحرمة التفكير بالمس بمكانة وقدسية الحاكم ونظامة ، مهما كان لونة وشكلة وعملة ، لانة مؤتمن على املاك الناس ودمائهم واعراضهم . وبذلك يصبح هذا المستبد وليا على شعبة من الناحية الدنيوية والدينية . وبذلك لا يحق لشعبة شرعا وعرفا المطالبة بحقوقة وحريتة من خلال التظاهر او التجمع .

هذا التوجة المفاجئ الجديد من قبل رؤساء الحكومات وخاصة الجمهورية منها ، صوب التعلق بفتاوي اهل الدين والشرع لنصرتهم ودعمهم وتسويغ شرعية بقائهم ، وحرمة اي عمل ضدهم مهما كان نوعة وشكلة سواء التظاهر السلمي لنيل مكاسب مشروعة او المطالبة بحقوق مسلوبة ، انما يؤشر على ان هناك مأزق حقيقي امام هؤلاء المستبدين بعد ان بدأت دورة السقوط المتتابع لانظمتهم الشمولية تأخذ طريقها المتسارع . فهذة الحكومات الجمهورية ظهرت بداية الامر وهي تحمل لواء العلمانية والليبرالية والتحرر والدفاع عن الحريات المدنية وحقوق الانسان ، وقد حاولت طيلة عقود من عمرها في محاربة ومنع الاحزاب والمنظمات الدينية من العمل العلني وعزلها عن الحياة السياسية . وقد اتبعت في سبيل ذلك اشد انواع القهر والمطاردة ضد هذة المجموعات وخاصة في العراق ومصر وتونس وليبيا .اليوم بعد هذا الحراك السياسي والثوري الجماهيري الذي يسيطر على الساحة في كافة البلدان العربية من شرقها الى غربها ، وما حققتة الجماهير في تونس ومصر وليبيا وقبلها العراق ، نرى ان اغلب هذة الانظمة الايلة للسقوط تنتهج اسلوبا جديدا في سياستها لادارة هذة الازمة ، والتي ستعصف بعروشهم حتما ، انها وبسطحية وغباء سياسي مطبق اخذت بالسير في طريق ما يسمى بنظرية استحضار الدين وفتاوية لدعم انظمتها الدكتاتورية ، والوقوف ضد مطامح ومصالح جماهيرها المشروعة وبدعم جمهرة من علماء الدين الموالين للسلطة ، ومؤسسات دينية اخرى مدعومة من دول خليجية نفطية تنظًرلقضية نصرة الحاكم ضد آمال ومطالب شعبة في الحرية والعدالة الاجتماعية والتداول السلمي للسلطة .

هذا النفاق السياسي والخواء الفكري اتبعتة انظمة عربية كثيرة في فترات حكمها الطويل ، ففي العراق اتبعة صدام حسين بعد اندحارة في حروبة الخاسرة الواحدة تلو الاخرى ، بما اطلق علية الحملة الايمانية وعلى نفسة قائد الحملة الايمانية . وفي مصر الصراع معروف للقاصي والداني من عداوة وصراع عنيف وطويل بين الحكومة المصرية والتيارات الدينية من الاخوان المسلمين الى المجاميع السلفية والوهابية . واخرها ما كان يتبعة العقيد معمر القذافي بالجماعات الدينية والتي كان يطلق عليهم ( الزنادقة ) من قتل وتشريد طيلة فترة حكمة التي جاوزت الاربعة عقود من الزمن ... ورأيت بأم عيني ما فعلتة الطائرات بالجبال التي كان الاسلاميون يتحصنون بها على الطريق الساحلي الممتد من بنغازي الى درنة ، حيث انها احرقت بالقنابل الفسفورية والنابالم ولم يعد للبساط الاخضر الذي كان يغطي سفوحها من وجود الى الوقت الحاضر ... واليوم يطالب القذافي نصرة ولي الامر ودعمة وعدم رفع السلاح ضدة وبدعم وتنظير من مشايخ ودعاة دين مأجورين . الانظمة العربية الدكتاتورية فقدت شرعيتها وقدسيتها ورياح التغيير آتية لامحال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف