الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا الاسد ..... بين مطرقة الداخل وسندان الخارج

يوسف كريم حسن

2011 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


سوريا القلقة سوريا المقلقة هكذا وصفها البعض ... قلقة بالنسبة للداخل لانها مكونة من نسيج اجتماعي متنوع من حيث القومية والمذهبية فعدم جريان رياح الاصلاح بما تشتهيه مطالب المتظاهرين يعني دخولها بمتاهات لايحمد عقباها ان لم نقل وصول الازمة فيها الى طريق مسدود.
سوريا المقلقة بالنسبة للجوار ودول المنطقة بشكل عام لان استقرارسوريا يعني استقرار المنطقة بشكل عام نظرا لما تتمتع به من موقع جيوستراتيجي يعطي لها هذه الميزة لان السياسة الجغرافية لاي دولة يجب ان تكون متوازية ومتناغمة ومنسجمة مع جغرافيتها السياسية لا لشي سواء ان سياسة الدولة تكمن في جغرافيتها كما يقول نابليون بونابرت.
هذا من جهة اما من جهة اخرى فان السيناريو السوري يبدو مختلف نوعما عن سيناريوهات الدول التي انتقل اليها اريج رحيق اثير عبير الديمقراطية لان ماحدث في الدول الاخرى لم تخرج نتائجه عن ضبط الايقاعات الامريكية ان لم اقل ان ثورتي مصر وتونس على سبيل المثال لا الحصر قد جيرتا لصالح الغرب وحلفائه بالدرجة الاساس.لذلك فان خصوصية الوضع السوري يمكن لي ان اوجزها في امرين :
الاول الجيش السوري هو ليس جيش الدولة كالجيش المصري مثلا وهذا امر مهم بل هو جيش النظام واداته يستخدمه متى وانى شاء وهذا لم نكد نلحظه بشكل واضح وجلي في دول اخرى كما في سوريا .
الثاني وهو الاهم انتماء سوريا الى محور الممانعة (ايران وحزب الله) وهذا جعل امريكا وحلفائها تعمل بالدرجة الاساس على سقوط سوريا وانهيارها باقصى سرعة ممكنة لان تفتيت هذا التحالف يعني اولا واخيرا عزل حزب الله عن ايران وهذا ما تسعى اليه الادارة الامريكة جاهدة وبكل ما اوتيت من قوة من اجل حماية مصالحها القومية والستراتيجية استنادا الى نظرية الامن الوقائي التي تاخذ بها الادارة الامريكية منذ زمن بعيد.
فمن هنا يمكن القول ان الاصلاح هو الطريق الوحيد ان لم نقل الاوحد والحصري بالنسبة لسوريا وحلفائها في المنطقة لان المباشرة بالاصلاح يعني في النهاية عدم تصدع سوريا وتفككها. وهذا ماشار اليه الرئيس الفرنسي ساركوزي عندما قال متحدثا عن الاصلاح في سوريا مامعناه (على النظام السوري ان ينتقل من لغة الاقوال الى لغة الافعال) وكذالك قيام تركيا اردوغان بجمع المعارضين السورين في تركيا ماعدا الاكراد (اي الاكراد المعارضين للنظام السوري لان تركيا لديها موقف من الاكراد وهذا معروف للجميع ) كخطوة ضاغطة على النظام لكي يباشر ويسارع بالقيام باصلاحات مهمة وملموسة على ارض الواقع لذلك فقيام بشارالاسد بجمع المعارضين السورين جميعهم بلا استثناء في وطنهم الام سوريا يعني ارسال رسائل تطمينيه للداخل والخارج وتعتبر خطوة اصلاحية وتصالحيه في ان واحد.
ويذكر هنا بان بشارالاسد قام ببعض الاصلاحات منها رفع قانون الطؤارى وحل حكومة ناجي العطري وتشكيل حكومة جديدة مع الابقاء على بعض الوزراء كوزير الخارجية وليد المعلم الا ان هذه الخطوات تعتبر غيركافية من وجهة نظر المختصين والمتابعين للشأن السوري.
فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبشكل ملح؟
هل انتقل اوسينتقل بشار الاسد من لغة الاقوال الى لغة الافعال؟ ام ان هنالك من هو في داخل مؤسسة الحكم (النظام السوري) لايريد للاصلاحات ان ترى النور لاعتبارات عدة لست الان بصدد تبيانها ...
واذا سلمنا جدلا بان هنالك اصلاحات حقيقية فهل هذه الاصلاحات قادرة على تطويق الازمة وهل هي كفيلة بنقل سوريا الى بر الامان ؟ ام ان للغرب وحلفائه بالشرق الاوسط والذين لهم مصلحة بسقوط سوريا كلام اخر؟؟؟
اعتقد جازما بان المستقبل ان طال وان قصر سيجيب على كل هذه التساؤلات حتما.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ