الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنها عربة مثيرة للاعجاب!

جمال الخرسان

2011 / 8 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أنها عربة مثيرة للاعجاب!

عربة البوعزيزي الشهيرة .. يا لها من عربة مثيرة للاعجاب! لازالت تمارس هوايتها الابدية في رسم ملامح جديدة للشرق الاوسط، اربكت سياسة المحاور، وتحكمت بما يحلو لها في مواعيد القمم الصغيرة والكبيرة، حرّكت اروقة مجلس الامن الدولي واستصدرت منه مجموعة من القرارات الدولية المؤثرة. الكل يخاف من لعنتها، والكل يعمل جاهدا للخلاص من عقدة العربة التي لاتختلف كثيرا عن عقدة اوديب!
آه من تلك العربة .. قلبت الموازين وخلطت الاوراق للحكام او المعارضين لهم على حد سواء، لا بل حتى لاولئك الذين نأوا بانفسهم عن كل شيء واعتزلوا السياسة. رفعت قوما واذلت آخرين.. اخافت من لم يسقط، ادخلت الى السجون طابورا من الجلادين والاحرار! وحركت مياه الحرية الراكدة في الوطن العربي، عصفت بكل شيء، انتبه البعض بعد فوات الاوان أراد النجاة فلم تحن له مناص، والبعض الاخر اراد تدارك الموقف إما بتعديل دستوري، او بإطلاق خطط ومبادرات اقتصادية املا في امتصاص غضب الجماهير.
العربة الصغيرة دخلت الاعلام من اوسع ابوابه فاشتهرت فيه ومن خلاله.. حتى عشعشت هناك، وحلى لها تعديل ملامح المشهد الاعلامي بمختلف آلياته وادواته وتنوعاته ومافيه من ابطال. انها عربة قديمة متجددة تهوى المعاصرة فاستهواها الفيسبوك .. عربة حداثوية من نوع آخر.. قد تتنازل عن جميع هواياتها لكنها لن تتنازل ابدا عن هواية توزيع الادوار على جميع المستويات.
لقد ضربت المحاور الاعلامية وسياسة توزيع الادوار بين وسائل الاعلام .. تلاعبت في الولاءات وفضحت المسكوت عنه، انها اشبه بنيزك قادم من الفضاء بسرعة الضوء اصاب جسد الاعلام العربي فمزق نسائجه التقليدية وتوجهاته المعروفة وتحالفاته الصلبة، أين حافظ الميرازي من قناة العربية؟! أين غسان بن جدو من خزائن الجزيرة ؟! خرج منها بعد نهاية عقد من العلاقة الحميمة بين ماسمي بتيار المقاومة وقناة الجزيرة. أين جورج قرداحي من قناة m.b.c حيث ابعد قرداحي عن القناة السعودية بناءا على مواقفه من المظاهرات في سوريا هكذا بررت القناة موقفها من قرداحي .. ( احتراما لمشاعر الشعب السوري! ) فيما تناست هذه الاخيرة مشاعر الشعب المصري ومواقف السعودية من مبارك! الامر ذاته وبشكل اكبر تجاهل القنوات السعودية لمشاعر الشعب البحريني!
في مختلف اذرع الاعلام العربي الكبرى هناك اطراف منحازة بشكل او باخر لهذا الطرف او ذاك وحان وقت الحصاد او ربما تضارب المصالح الذي لايسمح بالاستمرار اكثر من ذلك، هكذا وصلت الامور الى نقطة فاصلة معها تكون الخلافات كفيلة باظهار الحقائق. ومن هنا جاءت قائمة الاقالات والاستقالات.. كذلك الحال مع إستقالة الاعلامية السورية لونا الشبل التي فتحت نيرانها على قناة الجزيرة واتهمتها بخيانة الأمانة الاعلامية بسبب تلفيق الأخبار التي تبثها حول الأحداث في سورية وتتحدث عن الغرفة السوداء في قناة الجزيرة حول ما تبثه من تقارير مصورة تدس فيها القناة الخبر المفبرك والمغلوط بالخبر الصحيح، الغريب ان تلك الاثارات والمواقف لم تظهر الا حينما تضاربت المصالح بين هذا وذاك، الاستقالات قد تبدي أصحابها للرأي العالم في موقف اكثر شجاعة ولكنها تضعه امام ادانات اخرى أولها القفز على مبادىء واخلاقيات المهنة! التي يرضاها لخصومه ويرفضها اذا وقفت ضده! هكذا هي مواثيق الشرف واخلاقيات المهنة تقف في ذيل قائمة اولويات الاعلام في المشهد الاعلامي العربي للاسف الشديد! ذلك الاختلال في الموازين يفرض نفسه على الجميع شاءوا ام أبوا الا عربة البوعزيزي فانّ لها رأيا آخر.. ولذلك فانها مثيرة للاعجاب!
جمال الخرسان
[email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في لندن تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة


.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف حجم الدمار في بلدة كفرشوبا جنوب




.. نتنياهو أمام قرار مصيري.. اجتياح رفح أو التطبيع مع السعودية


.. الحوثيون يهددون أميركا: أصبحنا قوة إقليمية!! | #التاسعة




.. روسيا تستشرس وزيلينسكي يستغيث.. الباتريوت مفقودة في واشنطن!!