الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الإعلام في خلق تنمية مجتمعية.

فاطمة الفدادي

2011 / 8 / 28
الصحافة والاعلام


لا عجب أن يطلق على عصرنا الحالي عصر المعلومات، ففي حقيقة الأمر لم تعد البيئة التي نعيش فيها قابلة للحد أو الضبط نظرا لما يعتريها من انفجار معرفي سريع. إن مصادر المعرفة مثلا: لم تعد مقتصرة على الأهل والمعلمين والأقران، بل أصبحت وسائل الاتصال الإعلامية أكثر أهمية منها وحلت محلها في التأثير على كل جانب من جوانب نمو الأفراد وسلوكهم.

فهذه البيئة الجديدة لا يمكن الخروج منها بسهولة متى نشاء، لأننا غارقون فيها وجزء منها ونتاج لها، وهي من صنعنا، وجزء من أسلوبنا في التفكير والشعور، ونتاج لنا نكيفه ونتكيف معه.

إن الإعلام يعد في حقبتنا الحالية واجهة من واجهات تقدم الأمم التي تسعى جاهدة إلى الاضطلاع بدور رائد، وفاعل على الصعيد العالمي، حيث بات من غير اللائق والمقبول تجاهلها، وعدم الاهتمام بها وتطويرها، وتكوين أجيال ذات عقول موسوعية للنهوض بأممنا من أجل ولوج عالم المعلومات بإستراتيجية واضحة وذات آفاق وتطلعات عريضة حتى يتسنى مسايرة ركب التفجر الإعلامي الذي تشهده الساحة العالمية على المستوى التكنولوجي.

مما لاشك أن الإعلام يعد بمثابة الضوء الوهاج الذي ينير الحياة الإنسانية، ويساهم بشكل فعال في رقي الأمم، وتصنيفها ضمن الدول الطامحة لتحقيق تقدم إعلامي بارز.

وبالتالي فإنه بات في حكم الأمر النافذ دراية مدى أهمية الإعلام في الحياة اليومية للإنسان، لأنه من الصعب عليه حاليا الانعزال والانطواء على نفسه دون مراعاة التحولات التي يشهدها هذا القطاع.

فمن ناحية جدواه فإنه لا أحد يستطيع أن ينكر أن له تداعيات إيجابية من ناحية تحقيق التواصل، والتقارب الثقافي بين الأمم، وتقريب المسافات البعيدة والمساهمة في تحقيق التواصل الاجتماعي داخل المجتمع نفسه، وتحقيقه لمكاسب أخرى كالترويج والدعاية التي تسعى إلى تسويق حضارتها خارجيا بشكل مذهل ودوره الأكيد في تنوير العقول، وفتح آفاق واسعة على المستوى المعرفي.

ولا ننسى كذلك المساهمة في تحقيق ازدهار إداري للمؤسسات الاقتصادية والمالية حتى يتسنى الدخول في ركب التقدم الاقتصادي، لذا بات أكيدا ولزاما على الدول التي تعي مدى أهمية الإعلام أن تضع إستراتيجية واضحة المعالم، وذات خطوط عريضة حتى تتاح لها فرصة تحقيق إقلاع إعلامي شامل، وهذا لا يتأتى-إلا بتكريس- الإعلام لمبدأ الحرية التي تؤخذ ولا تعطى، هذا إذا أراد أن يكسب ثقة المجتمع، لأننا في منعطف تاريخي ليس فيه من خيارات سوى السير إلى الأمام، وهذا لا يتأتى إلا بوجود إعلام هادف يخاطب واقع المجتمع الذي ينتمي إليه، وليس إعلاما غريبا يخدم مصالحه هو دون مراعاة الفئة الموجه إليها. والإعلام هو المسؤول عن شرح هذا المنعطف وإبرازه، والمطلوب منه في الوقت الحاضر هو أن يقلب صفحة الإنشاء التي نشأ عليها منذ سنوات، وأن يفتح صفحة المعلومات والحقائق.

فالإعلام يعد منتجا طبيعيا لواقع المجتمع، والمجتمعات المتقدمة هي التي تنتج إعلاما متقدما... بينما يفتقد الإعلام العربي لثقة الجماهير، إلى درجة أن الوعي والثقافة في المجتمع العربي سبقا معا بمراحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و