الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عائد من دمشق

عدنان الأسمر

2011 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


ألتقيت مؤخرا بصديق لي زار سوريا وقد أكد لي إن الأوضاع هادئة تماما ومستقرة وان النظام السوري لن يسقط ولو بعد 30 سنة كما أن النظام يمتلك أوراق عديدة لفك الحصار الإقليمي عنه وإن ما تبثه القنوات الفضائية وخاص الجزيرة هو محض كذب وافتراء إعلامي مفبرك ضد سوريا وبمناسبة هذا اللقاء فأنني أؤكد ما يلي .....

1. سوريا هي حاضرة العرب وحاضنة حركات التحرر ووطن الأبجدية الأولى والنظام السوري لم يصنف يوما جزء من الأنظمة الرجعية أو حلفاء أمريكا ويسجل للنظام السوري دعمه للمقاومة اللبنانية ورعايته لحركة المقاومة الفلسطينية والقوى القومية العربية ويسجل عليه العديد من السقطات السياسية والتحالفية المختلفة .

2. إننا مع استقرار النظام السياسي السوري وضد تفكيك الدولة السورية للأهمية السياسية والضرورة التاريخية وذلك لمنع تحقق مشروع إسرائيل الكبرى وحماية الدولة اللبنانية والدولة الأردنية والحقوق الفلسطينية ومنع توفر الشروط الإقليمية للتوسع التركي أو العدوان على إيران

3 تتحكم قوتان باستمرار الدولة واستقرارها هما قوة الجذب (التكامل الداخلي ) وقوة الطرد (التكامل الخارجي ) مما يفرض على النظام السياسي الدور التطوري داخليا والدور الوظيفي خارجيا فأن الحراك الشعبي السوري منذ 15 اذار لن يكون نتاج مؤامرة خارجيا مهما بلغة قوة المتآمرون وأدواتهم وإنما هو نتاج عوامل ذاتية وشروط موضوعية متراكمة تاريخيا تتمثل في الخواص الطبيعية لدولة أو تناقض التركيبة السكانية أو تفاوت مستويات المعيشة وعوائد الدخل الوطني أو تناقض آليات التحديث مع أهداف التحديث وفي هذه الظروف تنطلق الانتفاضات والثورات الشعبية تعبيرا عن ضرورة التحول الاجتماعي والتغير المجتمعي فالنخب العربية الحاكمة هي مجموعات عائلية صغيرة استحوذت على مقدرات الشعب ومارست أبشع أشكال الفساد والاستبداد والديكتاتورية وإقامة علاقات وثيقة وتحالفيه مع دول المراكز المتهمة الآن بالتأمر عليها مما جعل استمرار الحكم بالطبيعة والأدوات السابقة غير ممكن أبدا ..

4.التأمر على الأمة بما فيها سوريا قديم وموثق في العديد من الكتب ودراسات مراكز الأبحاث الأمريكية كما أن مساعي دول المراكز الامبريالية للسيطرة على منطقتنا قديمة منذ انطلاق النظام الاقتصادي العالمي عام 1494 وانطلاق الثورة الصناعية عام 1780 وانعقاد مؤتمر برلين عام 1878حيث بحث المسألة الشرقية حتى الاحتلال الأميركي للعراق ومحاولات دول المراكز الالتفاف على ثورات الربيع العربي فالحكام العرب يتحملون وحدهم مسؤولية نجاح المؤامرات والمتآمرون لأنهم يوفرون العوامل المحلية والمبررات والشروط المختلفة لنجاح المؤامرات فلماذا لم يتبعوا سياسات تحول دون خلق الظروف التي تسهل التدخل الخارجي .


5. يتحمل النظام السوري وحده المسؤولية التاريخية عن حماية سوريا والحفاظ على الدولة السورية فهو يمتلك مقدرات الدولة والمؤسسة العسكرية والأمنية ويمتلك القرار فلاستمرار في معالجة الأزمة بالأسلوب الحالي سيؤدي حتما لتوسع الاحتجاجات الشعبية وتصاعدها وتطورها إلى مستوى أعلى وبتالي قصر عمر النظام فلا بد من اتخاذ قرارات جريئة وبسرعة وأهمها السماح بالتظاهر وحماية المتظاهرين وتحريم إطلاق الرصاص الحي وسحب الجيش وتكليفه بحماية الحدود وإطلاق صراح المعتقلين والتعويض على اسر الشهداء وإجراء تغيرات واسعة في البنية التقليدية لقيادات مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية فقد تجاوز الوقت استجابة الشعب لبعض القرارات الإصلاحية فلمطلوب اعتماد خطة طوارئ لإدارة الأزمة تؤدي لاحتواء الحراك الشعبي وتقطع الطريق على قوى التأمر الخارجي ومن ثم يمكن تطبيق خطة إصلاح سياسي اقتصادي اجتماعي شاملة تؤدي إلى التحديث والتغير والتعددية والحريات العامة وتوسيع المشاركة الشعبية فنحن مع استقرار النظام السوري الذي يتبنى إصلاحات جذرية شاملة وعميقة تنهي الحقبة التاريخية السابقة وتضع سوريا أمام مستقبل جديد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت