الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة إسقاط النظام والسيناريو القادم

أحمد جمعة

2011 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


السيناريو القادم هو ذات السيناريو السابق مع بعض التعديل الذي يواكب المرحلة والظروف، فما دامت الوفاق والجمعيات الأخرى معها ماضية في اللعبة التصعيدية غير مدركة خطورة الوضع الراهن وغير مستفيدة من الدروس السابقة فاننا نوشك على البدء بمرحلة السيناريو القادم ولكن باختلاف في التفاصيل، فكما المسمى بالمعارضة لم تستفد من التجربة المرة التي مررنا بها كذلك الدولة لم تستثمر الدروس التي حصدتها من هذه التجربة وبالتالي فاننا أمام سيناريو جديد سوف يستنزف مرة أخرى الطاقات والامكانيات وسيؤجل التفرغ لمرحلة التنمية التي عقدنا العزم على المضي بها بعد نهاية مرحلة الحوار الوطني وبالتالي يجب الانتظار حتى اكتمال التفاصيل الواجبة لاتخاذ الخطوات الازمة لتحصيل بقية فاتورة المحنة السابقة التي تم تأجيل سداد بعض الحسابات المترتبة على الدولة تجاه مسئوليتها وبالتالي سيحين الوقت لتسديد بقية الحسابات في الفاتورة القادمة والسؤال مفتوح على فرعين: أولاً لماذا تصر ما تسمى بالمعارضة على الإغراق في السلوك الدراماتيكي والانغماس في لعبة التصعيد حتى حافة الهاوية لتعود مرة أخرى الى أرض الواقع ثم تبدأ من جديد بالعودة للعبة حافة الهاوية مضيعة على نفسها وعلى أعضائها فرصة الاستفادة من معطيات الوضع الجديد الذي دخلت في الدولة بعد مؤتمر حوار التوافق الوطني ؟ هل تظن هذه الجمعيات وهذه القوى داخلها بأنها ستستلم السلطة بعد ان تسقط النظام مثلما يحدث في الجمهوريات الانقلابية التي اعتادت عل الإطاحة برؤسائها؟ ثانياً : لماذا تصر الدولة في كل مرة على تسديد فواتيرها بالأقساط المريحة ولا تتعلم من دروس خطورة لعبة الأقساط التي تلحق بالمجتمعات الكثير من الاحباطات وفرص العمل والاستثمار والعودة الى التنمية ومباشرة العمل على خلق القواعد الصلبة للمجتمع المدني الجديد، ان لعبة الدولة هي الأخرى تشبه موقف المعارضة في عدم الاستفادة من دروس وتجارب الماضي واستثمار الفرص المتاحة لتعديل أوضاع المراحل التي تمر بها الدولة وبالتالي تحسم الأمور في وقتها ومن دون انتظار الاشارات القادمة من هنا وهناك وتفويت الفرص على التدخلات الخارجية، لقد استنفدنا كل الوسائل لمعالجة الأزمة بالحكمة التي تراها الدولة بطريقة تسديد الفواتير بالأقساط وما علينا في السيناريو القادم الا اتخاذ الخطوة التي لابد منها وهي المعالجة الجراحية على الطريقة الصينية والبريطانية وحتى الأمريكية التي نظن اننا ندين لها بالعقلانية الديمقراطية لكننا لم نقرأ تاريخها في التعامل مع كل ما يتهدد الأمن القومي الامريكي.. فقط نحن فالحون في الاستماع الى تقارير حقوق الانسان الكاذبة التي تبعث بها منظمات مثل هيومن رايتس والعفو الدولية التي تأسست بتوجيه من مكتب الاستخبارات الأمريكية ابان الحرب الباردة. بكلمات قليلة ومختصرة أقول السيناريو القادم آت لا محالة والمؤشرات واضحة حتى للأعمى الذي لا يرى.. لأنه بلا شك يسمع كل يوم بل وكل ليلة عما يجري في شوارع ومدن وقرى البحرين وبالتالي لا يمكن السكوت والقبول بما يجري من حيث المبدأ الذي أقر به قادة البلاد السياسيون والميدانيون ولا زلت اذكر كلمات بعض رجال مرحلة الحسم الأولى وهم يرددون ان عادوا عدنا، وها هم قد عادوا. أما ان كان لابد من العودة الى العقل والصواب والبحث عن إرادة سياسية عقلانية وانا اشك هنا في ان الجمعيات السياسية المرافقة للوفاق بإمكانها الاستفادة من المرحلة الجديدة فان على أعضاء هذه الجمعيات ان يستخدموا حقهم المشروع في تغيير قيادات هذه الجمعيات لأنهم ليسوا ملزمين في كل مرة بتحمل أخطاء فادحة يرتكبها هؤلاء المغيبون وراء الوفاق، فأعضاء وعد والمنبر التقدمي الذين عرفوا بوطنيتهم وعروبتهم وقوميتهم وتقدميتهم أين هم اليوم عما يجري في جمعياتهم؟ هل هذه حقاً جمعية المناضل عبد الرحمن النعيمي شافاه الله ؟ وهل هذه هي جمعية المناضل احمد الذوادي رحمه الله ؟ هل بقي شيء من جمعيات المرحلة الوطنية الشعبية التي مثلت تاريخ البحرين النضالي القديم؟ استغرب كيف يحتمل أعضاء هذه الجمعيات الصبر على ما آلت اليه هذه الجمعيات بعدما كانت عليه تاريخياً طوال عمرها لتلتحق اليوم بذيل جمعيات دينية تراهن على منهج غيبي كولاية الفقيه ؟ اذن قبل ان يقع الفأس في الرأس وأنا أرى السيناريو القادم يطل بوجهه منذ الآن.. على الدولة ان تدفع فاتورتها هذه المرة كاملة وعلى ما سمي بالمعارضة ان تنأى بنفسها عن لعبة اسقاط النظام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح