الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طيور الجنة تنتحر في جامع أم القرى

ناجي الغزي

2011 / 8 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الذي حدث اليوم في جامع ام القرى والذي ذهب ضحيته 20 شهيدأ وخمسين جريح بينهم عضو البرلمان خالد الفهداوي رحمه الله, وجرح الدكتور أحمد السامرائي رئيس الوقف السني. ليس العمل الإرهابي الأول ولا الآخير بل هو حلقة في مسلسل الإرهاب الطويل, الذي تمارسه العصابات السياسية الإرهابية الخارجة عن القانون والمدعومة داخلياً وإقليمياً من أجل الإطاحة بالحكومة الحالية وإفشال التجربة السياسية بكل ما تحمله من نجاحات وإخفاقات.

وهذه التفجيرات بواسطة انتحاري هي جزء من مخطط سياسي تحوك خيوطه أطراف داخل العملية السياسية وخارجها, كما جاء على لسان عبد الناصر الجنابي البرلماني السابق عندما كان هو وغيره من أعضاء البرلمان حواضن للإرهاب, وداعمين له مادياً ولوجستياً. وتلك المجاميع الإرهابية التي تشكل خريطة متنوعة من سياسيين وعسكريين داخل منظومة الدولة العراقية, التي تعمل بشكل جدي ضد تخريب التجربة السياسية. من خلال أختراق المجاميع الارهابية الى مؤسسات حكومية أمنية وسياسية, وخلق حالة من الفوضى وأرباك في مسيرة الحياة اليومية.

وهذه العملية هي خرق أمني بأمتياز رغم ما تدعيه قوى الامن من جاهزية, ورغم ما تتمتع به المؤسسات الدينية والشخصيات بحمايات كثيرة واجهزة تشويش وكامرات, إلا أن هناك مؤشرات وتساؤلات كبيرة على من يسهل مهمة هذا الانتحاري للوصول الى الهدف وتنفيذ مهمته, وهذا دليل واضح على قدرة القاعدة وقوى الارهاب في الوصول الى الهدف بسهولة.

وللاسف أن الحادث الجلل الذي ضرب المؤمنين القانتين لله في صلاة التراويح في جامع أم القرى يوم 28/8/2011 لم توقفه (المادة أربعة من قانون مكافحة الإرهاب لسنة2005 ) وذلك بسبب ضعف القانون والتدخل في مجريات الأحكام القضائية وتعطيل تنفيذها من قبل بعض السياسيين بحج واهية. وهذا الخلل الناتج يعود الى طبيعة العلاقة بين الساسة ومسؤولياتهم من جهة وبين الرقابة وتنفيذ القوانين من جهة أخرى. فلا توجد في الدولة العراقية ضوابط وقوانين صارمة تحدد صلاحيات العضو في البرلمان أو صلاحيات المسؤول في الحكومة, فالكل يرسم حدوده بنفسه ويجتهد في صلاحياته.

وهذا الفعل الاجرامي الذي ضرب جامع أم القرى هو دليل قاطع على أيدلوجية الارهابيين وتوجهاتهم الفكرية التي تشبه سلوكيات أجهزة النظام الصدامي القمعية التي تعاقب الناس بحرب جماعية. وقتل وجرح بعض السياسيين يعدها ساسة الارهاب ضربة للعملية السياسية ورموزها, متناسين ثمن التجربة السياسية الذي قدمها العراقيين بدماءهم الزكية, ومتجاهلين إرادة الجماهير التي عاشت سطوة النظام البائد, ولايمكن ان تنثني أو تتوقف تلك التجربة مهما كانت التحديات .

وهذا السلوك الارهابي الذي لايستثني شيعياً أو سنياص هو رسالة لكل من يتبنى مشروع الدفاع عن قتلة الشعب العراقي ويساهم في تعطيل الأحكام الجنائية ضدهم.
والفكر الارهابي الذي تتبناه مجاميع سلفية عقائدية وأطراف سياسية مفلسة, لايميز بين عراقي سياسي داخل اللعبة السياسية وعراقي مسالم يسير قرب الحائط. فهؤلاء يضربون بلا رحمة ولاضمير من أجل مقاصد وغايات سياسية معينة, تستهدف الحكومة والتجربة السياسية ورموزها. والقاعدة التي تبنت الكثير من الاعمال الارهابية في العراق, ساهمت مع مجاميع سياسية عام 2008 بتشكيل تنظيم"طيور الجنة"، الذي يتألف من مجاميع من الصبية العراقيين الصغار مستغلين فقرهم واليتم الذي تعرضوا له لتنفيذ هجمات انتحارية، وهذه العملية التي طالت دماء الابرياء في جامع أم القرى ربما قام بتنفيذها أحدى الصبية الانتحاريين في تنظيم"طيور الجنة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تدخلت أمريكا عسكريًا في عملية إسرائيل لإعادة 4 رهائن؟


.. مراسلنا: قتلى وجرحى من جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مبنى سك




.. حزب الله يعلن استهداف مبنيين يتمركز فيهما جنود إسرائيليون في


.. الاتفاق الدفاعي بين الرياض وواشنطن يلزم السعودية بتطبيع العل




.. رئيس معهد أبحاث الأمن القومي: الضغط العسكري سيؤدي إلى مقتل ا