الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر وحلم الديمقراطية - النظم البديع (7)

باسمة موسى

2011 / 8 / 29
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ان البديل والذى يحل معضلة المشكلات الناتجة عن الديمقراطية التنافسية هو النظم البديع الادارى الرحب الذى جاء به الدين البهائى ويشمل كل افراد المجتمع تكون فيه الانتخابات حرة بدون ترشيح ومبنى على التطوع اى انه لن يكون وسيلة لجذب الاموال وله مدة زمنية محددة من عام الى 5 سنوات فقط حسب ان يكون على المستويين المحلى والمركزى لمدة عام والمستوى العالمى 5 سنوات يعاد بعدها اجراء الانتخابات مرة اخرى . ان هذا النظم البديع هو الحل لمشكلات المجتمعات فى العالم .والنوذج الان بين ايدينا بالفعل , فالجامعة العالميّة البهائيّة، والتي تضم ما لا يقل عن سبعة ملايين نسمة ينحدرون من أكثر من 2100 أصل عرقي ويقيمون في جميع بلدان العالم، والتي يسوس الحياة الاجتماعيّة والأخلاقيّة لأعضائها نظام واحد، تقدّم نموذجاً حيّاً لنظام أمثل لعالم المستقبل. لأنّ الجامعة العالميّة البهائيّة اليوم هي نموذج مصغّر للجنس البشري برمته. ومع اختلاف عناصر هذه الجامعة وانتشار مجتمعاتها، فأنهم يطبقون، رجالاً ونساءً، نظاما فريداً على ثلاثة مستويات: العالمي والمركزي (أي القومي) والمحلي، في عشرات الآلاف من المراكز التي يقيمون فيها حول الكرة الأرضيّة.

ونجد ان حضرة بهاء الله رسول الدين البهائى خاطب العالم في لوح الدنيا (مترجم عن الفارسيّة) بما يلي:
"يا أهل العالم إنّ فضل هذا الظهور الأعظم هو أنّنا محونا من الكتاب كلّ ما هو سبب الاختلاف والفساد والنّفاق وأبقينا كلّ ما هو علّة الألفة والاتّحاد والاتفاق نعيما للعاملين."
يوجد مثل واقعي ودليل عملي على إمكانية سياسة شؤون المجتمع بنظام يتفق مع العصر وفي نفس الوقت يقتلع شوائب النظام الديمقراطي التي ذكرناها آنفاً من جذورها. ومن العجيب أيضا أن هذا النظام قد أخذ جذوره في القرن التّاسع عشر: إنّه النظام الإداري البهائي!

ويوضّح شوقي أفندي، وليّ أمر الدين البهائي، في كتابه "دورة بهاء الله The Dispensation of Bahá’u’lláh" (مترحم عن الإنجليزيّة):
إن هذا النّظام الإداري الرّحب ... ليس فريد فقط، من الوجهة النظريّة والعمليّة، من بين كامل تاريخ المؤسّسات السّياسيّة فحسب، بل لا يوجد له نظير في سجلات تاريخ أي من منظومات أديان العالم المعترف بها أيضاً. لا يمكن لأية صيغة لحكومة ديمقراطيّة، ولا لأية منظومة أوتوقراطيّة أو دكتاتوريّة، ملكيّة كانت أم جمهوريّة، ولا لأي برنامج وسط لنظام أرستقراطي صرف، ولا حتى لأي من أشكال الثيوقراطيّة، أكانت رابطة الشعوب العبريّة أو شتّى المنظمات الكهنوتيّة المسيحيّة، أو نظام الإمامة أو الخلافة في الإسلام -- لا يمكن لأي منها أن تماثل أو يقال عنها بأنّها تطابق النّظام الإداري الذي فصّلته اليد الماهرة لذلك المعماري الأمثل.

ومع أن النظام الإداري البهائي يميل إلى الديمقراطيّة، لكنّه لا يمكن اعتباره ديمقراطيّاً بحتاًً، نظراً إلى أن الافتراض الأساسي الذي تستند عليه كلّ الديمقراطيات، وهو الحصول على تفويض من الشعب، لا وجود له بتاتاً في هذا النظام. فالمُنْتَخَبُون إلى الهيئات الإداريّة البهائيّة في مستوياتها الثلاثة ، ليسوا مسئولين أمام أولئك الّذين يمثلونهم، وبينما عليهم التعرّف على أحوال المجتمع والجامعة وميولهما وأفكارهما، لا يمكن لهم أن يتأثروا بهذه الميول والأفكار في أخذ القرار، بل عليهم أن يستجيبوا، بتضرّع وخشوع، لما يوحي ويملي عليهم وجدانهم. لأن تعليمات بهاء الله كما وردت في الكتاب الأقدس لأعضاء الهيئات الإداريّة هي: أن يكونوا أمناء الرحمن بين الإمكان ووكلاء الله لمن على الأرض كلها ويشاوروا في مصالح العباد لوجه الله كما يشاورون في أمورهم (ق 30).

يتضح فوراً من هذه التعليمات أنّه لا يمكن أن يوجد أحزاب، لأنّ المسئولين "أمناء" أمام الله، ولا يمكن أن يعتبروا أنفسهم يمثلون جزء من الشعب أو من المجتمع ذات مصالح خاصة لأنّهم "وكلاء" الله لجميع البشر، ولا يمكن لأي فرد أو مجموعة أن تستقل بأخذ القرار لأن عليهم أن "يشاوروا" في أمور العباد "لوجه الله".
لا وجود للترشيح ولا للحزبية ولا للدعاية ولا لحملات انتخابيّة في نظام الانتخاب البهائي. بالاختصار فهو نظام غير حزبي وبالتالي لا وجود للتنافس. وتتم عمليّة الاقتراع بطريقة سريّة. ويقوم الفرد بالاقتراع وهو مقيّد فقط بضميره لا غير، ويختار من بين من يعرفهم من المجتمع من يتوفر فيهم، حسب تقديره، صفات الولاء الذي لا يرقى إليه شك، والنيّة الخالصة، والعقل الراجح، والخبرة المشهودة، والمقدرة المعروفة. و إذا انتخب إلى عضوية الهيئة، فهو يقبل بكل رضاء وتفان، ويضحي بوقته ومجهوده وحتّى ماله وعمله، إذا لزم، في سبيل القيام بالخدمة التي عهدت إليه. هنا نجد روح الإيثار متجليّة بأبدع صورة. ويتساوى المرأة والرجل في جميع مؤسسات الإدارة البهائيّة على المسويات الثلاث – المحليّة والمركزيّة والعالميّة عدا الهيئة العالميّة العليا – بيت العدل الأعظم.

ولأنّ الاقتراع سرّي وبدون دعاية ولا ترشيح، ولا قوائم انتخابيّة، ولا أحزاب، لا يوجد مجال "للتنافس". علام يكون التنافس ؟
ويدخل الأعضاء إلى قاعة المشاورة، من دون فكر منحاز أو مقيّد حول المواضيع التي ستعرض عليهم. ويتشاورون في مصالح الناس كما لو كانت مصالحهم الشخصيّة. لا وجود لحب الذات هنا، إنّه التعاون الصرف بين الأعضاء على حلّ المشاكل بمنظار لا تقيّده مواعيد الانتخابات المقبلة ولا السعي لاكتساب رصيد سياسي، ولا حساب لمعارضة.
وبالاختصار، فإن النّظام الإداري البهائي لا يفسح المجال لحب الذات والتنافس ويثبت روح الإيثار والتعاون، ويبدّل فكرة وجود المعارضة بأن يحل محلّها التآزر والتشاور المثمر. كذلك لا تختصر الأمور تحت ضغط قرب موعد الانتخابات، لأنه لا يوجد سعي للفوز مرّة أخرى في الانتخابات. فتعالج الأمور طبقا لحاجتها: على المدى البعيد إذا لزم أو القصير إذا يكفي، في مكان محدود أو بالتعاون عبر الحدود.
يعتقد البهائيون أن هذا النظام إلهي المصدر، ولذلك فممارسته مبنية على احترام قواعد اللّياقة والحديث الوقور. المشاورة متاحة لكل الأعضاء، بحيث يستفاد من تعدد المنظور والآراء، وعند الوصول إلى قرار بالإجماع أو بأغلبيّة الأصوات، فإنّ ذلك القرار يصبح قرار كلّ الأعضاء.
ثمرة بذرة النّظام الإداري البهائي الإيثار والتعاون والتآزر. سرعان ما سوف يشهد العالم كمال ذلك النظام وملاءمته لمطالب العصر، ويأخذ به لأنّه التطوّر الطبيعي للديمقراطيّة القائمة اليوم.
ليس القصد أن أمضي في تقديم النظام الإداري البهائي في تفاصيله وتبيين كلّ مزاياه وإحاطته، وسأكتفي بما سبق الذي أعتقد أنّ منه يتضح أن حركة التطوّر في أنظمة الحكم، التي رأت النّور في القرن التّاسع عشر، قد وصلت بالعالم إلى الديمقراطيّة التي بدورها ستترك مكانها لنظام بهاء الله في مراحل تطورها الطبيعي. تشاهد هذه النقطة بوضوح لكل متابع لنموّ تأثير روح التعاليم البهائيّة على الفكر العالمي من جهة ونموّ الجامعة البهائيّة حول العالم من جهة أخرى، كما سيوضح في فصل آخر من الكتاب.
The World Order of Bahá u lláh
Western Liberal Democracy by Dr. Michael Karlberg
The Imperishable Dominion by Udo Schaefer
Bahá’í Administration
Wikipedia








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط شرطة يدخلون كلية مدينة نيويورك لاعتقال وتفريق المتظاهري


.. اقتحام الشرطة الأميركية جامعة كولومبيا واعتقال العشرات من ال




.. شرطة نيويورك تعتقل عددا من الطلاب المتظاهرين في جامعة كولومب


.. الشرطة في جورجيا تشتبك مع متظاهرين خرجوا ضد مشروع قانون -الع




.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطيني