الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدأت معركة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة

حسن محمد طوالبة

2011 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


منذ زمن والسلطة الفلسطينية تتكلم عن نيتها الذهاب الى الامم المتحدة , بهدف الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة , بحدود عام 1967 , وعاصمتها القدس الشرقية . وقد لقي هذا المطلب تجاوبا من لجنة المتابعة العربية التي عقدت يوم الاحد الماضي اجتماعا في قطر لبحث هذا الموضوع . وأقرت عزمها التوجه الى الامم المتحدة , للبدء بالعمل الدبلوماسي والسياسي والقانوني .
ويبدو أن العمل القانوني على درجة كبيرة من الاهمية . لان الدول تعتمد في مواقفها السياسية على الوثائق والاسانيد القانونية , وعليه فان السلطة جادة في تكليف عدد من المحامين العرب والفلسطينين , بالتعاون مع محامين دوليين في القانون الدولي , لاعداد الوثائق والاسانيد التي تقنع مندوبي الدول بتأييد المطلب الفلسطيني , عندما تبدأ الجمعية العامة للامم المتحدة , في العشرين من شهر أيلول المقبل دورتها السنوية .
أثار الطلب الفلسطيني خوف وحنق الكيان الصهيوني والادارة الامريكية ,وقد هددت الادارة الامريكية بقطع المنحة التي تقدمها للسلطة الفلسطينية ومقدارها 470 مليون دولار سنويا . جاء ذلك على لسان القنصل الامريكي في القدس ,فقد أبلغ صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين , بأن الكونغرس الامريكي قد يقطع المساعدات الامريكية عن السلطة , اذا أصرت على الذهاب الى الجمعية العامة بهدف الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة .وقد سمى القنصل الامريكي الموقف الامريكي ب" اجراءات عقابية " .
أما الكيان الصهيوني فانه يستند الى الموقف الامريكي , وعلى موقف الاتحاد الاوروبي الى حد ما في اجهاض المطلب الفلسطيني , ويرى المسئولون الصهاينة أن الدولة الفلسطينية لن ترى النور الا من خلال المفاوضات , ومن أجل تطمين الحكومة الصهيونية والادارة الامريكية , أعلن محمود عباس رئيس السلطة , أن الاعتراف بالدولة لا يلغي البدء بمفاوضات مباشرة مع الاسرائيليين , شريطة أن تعترف بحدود عام 1967 , وتوقف الاستيطان .
ورغم ذلك فان قدرا من اليأس يسود الاوساط الصهيونية , فقد بعث مندوب اسرائيل في الامم المتحدة تقريرا الى وزارة خارجيته يفيد أن غالبية دول العالم سوف تصوت الى جانب اعلان دولة فلسطينية مستقلة , وقبولها عضوا كاملا في الامم المتحدة .وهذا التقرير يؤشر احتمال فشل الجهود الامريكية في اقناع دول العالم عدم التصويت الى جانب المطلب الفلسطيني , لان غالبية هذه الدول سبق أن اعترفت بالدولة الفلسطينية عندما تم الاعلان عنها عام 1988 في مؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر . كما ان هذه الدول تعرف قدرا كبيرا من معاناة الشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال الصهيوني .
أبدت العديد من دول العالم تأيدها لاقامة دولة فلسطين المستقلة قبل عرض القضية على الجمعية العامة للامم المتحدة في الشهر المقبل , مثل الهند التي سبق أن اعترفت بالدولة الفلسطينية منذ عام 1988 , وكذلك اسبانيا وعدد من دول امريكا الجنوبية . وصرحت وزيرة خارجية اسبانيا ,بأن وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي سيجتمعون في الثاني من شهر ايلول المقبل في بولندا , وقالت " لدينا شعور بأن الوقت حان لعمل شيئ يمنح الفلسطينيين الامل , بأن حلم دولتهم تحول الى واقع, وعلى الاتحادالاوروبي أن يمنح الفلسطينيين بعض الدلالات الايجابية , واذا لم يتخذ الاتحاد مثل هذا الموقف سيؤدي الى احباط شديد لدى الفلسطينيين " .
ستشهد أروقة الامم المتحدة خلال انعقاد دورة الجمعية العامة في أيلول المقبل , معارك سياسية ودبلوماسية , تتخللها صفقات مالية وتجارية . وهنا تكمن القدرة العربية على اللعب يهذه الورقة , لما تملكه من امكانات مالية قادرة على التأثير على مواقف الدول , في وقت تعاني فيه الدول الغربية من انهيارات مالية متتالية , وخاصة الولايات المتحدة , اذ يعاني اقتصادها أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود عدة . ولا أعتقد أن بمقدورها أن تمارس الدور نفسه الذي مارسته , عندما صدر قرار التقسيم رقم ( 181 ) في 29 / 11 / 1947 , اذ مارس الرئيس الامريكي أنذاك ضغوطا على الدول الصغيرة , وقدم لبعضها رشاوى مالية لا تتجاوز (نصف) مليون دولار .
ان الاعتراف بالدولة الفلسطينية , كما يطلب الفلسطينيون , وقبولها عضوا كاملا في الامم المتحدة , وليس عضوا مراقبا , ليس نهاية المطاف , بل هو البداية العملية , والامتحان الجدي للدول العربية , اذ من المتوقع أن تقطع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي المساعدات المالية عن الدولة الوليدة , وتضع الحكومة الصهيونية عراقيل قانونية وأمنية بوجهها .
الدولة الجديدة لابد لها من عملة وطنية جديدة , وهذه العملة بحاجة الى غطاء نقدي,وبحاجة الى حماية أمنية تتعهد بها الامم المتحدة , ولجان قانونية وسياسية ,للاشراف على مفاوضات جادة مع الصهاينة من أجل تطبيق القرار الاممي .
ويرى عدد من السياسيين والاعلاميين , أن قيام دولة فلسطينية , لا يتقاطع مع قيام دولة كونفدرالية مع الاردن , وهذه الدولة الاتحادية هي الضامنة للامن الاسرائيلي .ويستذكر هؤلاء ما حدث عام 1948 , عقت النكبة , عندما توجهت وفود فلسطينية الى عمان لعقد أول مؤتمر أقر ايكال قضية فلسطين الى الملك عبدالله الاول ابن الحسين , ومن ثم عقدوا مؤتمر اريحا الذي طلب الاتحاد مع الاردن , ومن ثم ايده مؤتمري نابلس ورام الله . ويبدو ان هؤلاء يريدون اعادة التاريخ الى الوراء , بنوايا سيئة , وأغراض مبيته . الهدف الاول والاخير هو انهاء قضية اللاجئين , واسكانهم حيث يعيشون الان . ويكون الاردن هو الوطن البديل للفلسطينيين .
انها معركة معقدة , لا أعتقد أن الفلسطينيين قادرون وحدهم على الاضطلاع بها , بل لا بد من جهد عربي موحد , مدعم بقدرات مالية كبيرة , ونوايا صادقة , وجهد مثابر , دونما أية مراعاة لضغوط الدول الكبرى . فهل تنجح الدول العربية في هذا الامتحان ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا