الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلوجة واسلحة الدمار الشامل

باسل سليم

2004 / 11 / 30
حقوق الانسان


المعيب والمخزي عند قراءة الاخبار، القدرة العجيبة لدى الانظمة العربية على الكذب والتلفيق. فقد فاجئت الحكومة العراقية العالم بالحديث عن مختبر الاسلحة الكيماوية المكتشف في الفلوجة والذي يحوي ايضا على الجمرة الخبيثة ..
الغريب في الامر تلك القدرة العجيبة من "المعارضة" على التحول الى الكذب تماما مثل حكوماتها البائدة وفي لحظة خاطفة بعد الوصول للسلطة وكان الأمر في غاية البساطة ، أم أن المعلم واحد؟ .
فبعد أحداث سبتمبر اطلق الامريكان الخدعة القائلة بأن "الارهابيين" يملكون أسلحة دمار شامل كيماوية وبيولوجية لمهاجمة المدن الامريكية . في حين لم يقصر البريطانيون ايضا فتحت نفس الذريعة ودرئا للارهاب قامت الحكومة البريطانية باحتجاز الاف المسلمين في السجون لمجرد الشبهة بهم وفي جميع الحالات تبين أن الادعاءات كاذبة .
مختبرللاسلحة الكيماوية وفي الفلوجة ... اكاد انفجر من القهر والضحك ، فهذه الحكومة التي بررت الهجوم الذي قامت به القوات الامريكية على الفلوجة بالقول أن الارهابيين حولوا المدينة الى حكم طالباني وأنهم اعادوها الى ما وراء التاريخ تخلفا ، تصدق نفسا وتصف نفس هؤلاء "المتخلفين" بالقدرة على تصنيع اسلحة كيماوية وانثراكس .. كيف يجتمع الامرين في جماعة واحدة ، لا أعرف ، لكن من الواضح ان الحكومة العرقية الجديدة تؤمن بما قاله وزير الاعلام النازي جوبل : "أكذب أكذب حتى تصدق نفسك ، بعدها سيصدقك الاخرون" !!!
في نفس الخبر يعبر أحد خبراء ومفتشي الاسلحة الكيماوية عن استغرابه من الحادثة ويضيف : في أغلب الحالات نكتشف أن الامر لا يعدو التكهنات ...
ولهؤلاء الجاهلين بالف باء الكيمياء نقول : أن القدرة على تصنيع الاسلحة الكيماوية لا تحتاج فقط الى المال والعلماء والمصانع بل تحتاج الى الوقت وهو وقت لم يتح للعجائز فيه أن يهربوا من الفلوجة قبل ان تدفنهم القنابل الامريكية ..
لا أعارض الحكومة العراقية في أن تسعى الى أهدافها وأن كنت لا أومن بها ، فهم أصحاب عشر القرار الآن ، لهم أن يفعلوا بعشر قرارهم ما يشاؤون ، لهم أن يرتبوا للانتخابات بالوقت الذي يريدون ، لهم أن يقولوا أن هدفهم الاستقرار في العراق وأن الارهاب هو السبب في عدم الاستقرار متناسين آفة الاحتلال ، لهم أن يستعينوا بمن شاء ضعفهم على ذلك.. فلهم ذلك ...

لكن قليلا من الحياء ، قليلا من التفكر في أن الحرب التي يشنونها على أبناء وطنهم في الفلوجة لا تعدوا ان تكون حربا طائفية قذرة ، حرب انتهكت كل محضور وجاوزت الحدود ....

المخزي في الضخية أن تصير جلادا .. فالالم الذي عانت لا يعدو أن يكون كذبة في محيط الالم والشقاء الذي تزرعه الآن وهذا الشقاء أن نم عن شيء أنما ينم عن الحقد والضغينة ، والضغائن يا حكومتنا العراقية مصانع الظلم ....وأنتم أدرى... فلكم ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمن العام اللبناني يشدد تطبيق القوانين على اللاجئين السوري


.. اعتقالات تضم الناشطة في المناخ غريتا ثونبرغ بمظاهرة تضامنية




.. بعد اعتقال سنية الدهماني، محامو تونس في إضراب


.. جدل في بلجيكا بعد الاستعانة بعناصر فرونتكس لمطاردة المهاجرين




.. أين سيكون ملاذ الأعداد الكبيرة من اللاجئين في رفح؟