الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسد سوريا مزرعة .. نصرالله سكرات الموت

مسعود محمد

2011 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الثورة السورية مستمرة ولا عودة للوراء، هذا هو لسان حال كل القوى. فالثورة التي تخطى عدد شهدائها ال 2000، وعدد المعتقلين من ابنائها ال 15000 معتقل، لم يمل ثوارها الصامدين في ساحات حماه، وحمص، واللاذقية، وريف دمشق، ودير الزور، والبوكمال، وعاموده، والقامشلي، لسان حالهم يقول، انها ثورة سورية سلمية مستمرة، بجهد ابنائها، دون أوهام الاتكال على الخارج، حتى النصر مهما بلغت التضحيات. خاصة وان استمرار الحرب التي يشنها بشار الأسد على شعبه في كافة مناطق الانتفاضة الشعبية، أثبت أن الجهود التركية والأميركية قد باءت بالفشل .. وتأكد ذلك عندما رفضت وزيرة خارجية أميركا هيلاري كلينتون، طلب المعارضة السورية بعد اجتماعها معها بأن يطلب الرئيس أوباما من الرئيس السوري التنحي علنا، بل تحولت كلينتون للحديث عن أن تشديد العقوبات والضغط الدولي الذي يتنامى على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أجدى من الجداول الزمنية العشوائية أو دعوات التنحي الانفرادية من واشنطن والتي لن يكون لها تأثير كما تقول كلينتون دون تنسيق دولي واقليمي في هذا المجال. لتخطي هذا النقاش وفتح أفق أوسع أمام الثورة السورية وتحت شعار الاتكال على النفس، ولتكريس جهود الثوار والثورة، هناك جهود حثيثة لتشكيل مجلس انتقالي يكرس سلطة الشعب، ويحضر لمرحلة ما بعد بشار الأسد، متوقع تبلوره وتبلور خطة عمله خلال شهر. مقابل موقف الثوار هناك موقف الرئيس السوري بشار الأسد الذي مازال يتعامل مع سوريا وشعبها كمزرعة ورثها عن أبيه الرئيس الراحل حافظ الأسد، وخير تعبير عن تلك المزرعة كان الاعتداء السافر على رسام الكاريكاتير علي فرزات، قال له الشبيحة بعد أن ضربوه " حتى لا تتطاول على أسيادك بعد اليوم". اعلان التلفزيون الرسمي السوري عن قتلى النظام دون الاعلان عن قتلى الشعب دليل آخر على الاستخفاف بدماء الشعب، هل هناك دولة تعلن عن قتل قوى الأمن ولا تعلن عن قتلى الشعب، هذا دليل على أن هذه الأنظمة تعتبر نفسها وطنية، وشعوبها خائنة وهي تحتقرها. هو السيد والناس عبيد هذه نظرته، الرئيس السوري يرى انه لا تناقض فيما بين الاصلاح وجهود الأمن، أي اصلاح بالنار والحديد، حوار منفرد، تحاور فيه سلطته نفسها. انها دكتاتوريات تستهتر بشكل كامل بالأفراد وحقوقهم، ركيزتها رئيس يحكم بشكل فردي بالاستناد الى جيوش رديفة كالشبيحة والمخابرات. الكاتبة أحلام مستغامني قدمت صورة وصفية لتلك الدكتاتوريات قائلة " عندما يقول الطاغية سأحارب حتى آخر قطرة دم .. هو يعني دم الآخرين، وحدهم الطغاة يقيسون كرامتهم بدم مواطنيهم .. لا بماء وجوههم لاعتقادهم انهم يساوون الآلاف من تلك (الجرذان) البشرية وأن مقامهم العالي لا يسمح لهم بأن يغادروا سدة الحكم بأبخس ثمن. أي عار هذا أن يرحل طاغية السلطة دون دمار، أن يرحل بتحضره تاركا كل شيء على حاله!! . التطور الأهم خلال الاسبوع المنصرم كان تقلص دائرة داعمي النظام السوري وتغير موقف حلفاء سوريا، حيث شهد الموقف الايراني تطور تدريجي تجاه الثورة السورية فبعد أن دعا أحمدي نجاد الشعب السوري والسلطة الى التفاهم بعيدا عن العنف وقال، في مقابلة مع قناة المنار اللبنانية إن "الشعب والحكومة في سورية يجب أن يجلسوا مع بعضهم البعض ويصلوا إلى تفاهم"، مؤكدا أن"الإصلاحات التي هم بحاجة إليها يقومون بها بأنفسهم". دعا وزير خارجيته علي أكبر صالحي الحكومة السورية الى تلبية مطالب شعبها المحقة. التحق بموقف المنددين بتنكيل النظام السوري لشعبه النائب البريطاني جورج غالاوي الذي لطالما كان مساندا للدول التي تسمى ممانعة، لم يتحمل مشاهد البطش فخرج عن صمته وقال " ان الجانب المظلم للنظام السوري بطابعه الشمولي، وعقلية الدولة البوليسية وقبل كل شيء الفساد عميق الجذور وهو في تفاقم خيالي عن طريق التحول الليبرالي الجديد مع الخصخصة المصاحبة له، واستبدال ملكية الدولة بالملكية الخاصة التي تذهب لفئة معينة مرتبطة بالنظام، كان هذا الجزء من الحقيقة مخفيا جزئيا بالطابع المعادي للامبريالية وبالقومية العربية للشعب السوري وحكومته، هذه هي التجربة المعاشة لأكثر السوريين لأكثر من أربعين عاما .. هذا ظلام كثيف" وقال غالاوي " ان وصف الانتفاضة الشعبية في سوريا، التي تستمر يوما بعد يوم منذ أشهر مع ارتفاع مستمر بالثمن الذي يدفع بالدماء بأنها أعمال (ارهابيين) و(مسلحين) هو تشويه جسيم للواقع، النظام نفسه هو من يظهر أكثر وأكثر كالارهابي .. وهو بالتأكيد صاحب العناصر المسلحة". وحده أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله غائب عن المشهد السوري فهو على خطى النظام وايران مقتنع بمؤامرة تحاك ضد ممانعة سوريا، عندما شاهدته يصرخ على الشاشة الصغيرة، مؤيدا النظام السوري، متهجما على المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الحريري وشهداء ثورة الأرز. واعدا المتهمين بقتل الرئيس الحريري بمكافئة يوم القيامة، لتحملهم وزر الدفاع عن المقاومة، تذكرت قولا يقول "الصراخ على قدر الألم" الا أن هذا القول لا يعبر عن حالة السيد حسن حتما، فصراخه كان أشبه بهلوسات الخوف و (سكرات الموت).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانحناء للهلوسات
فرج الله عبد الخق ( 2011 / 8 / 29 - 11:38 )
ليس غريبا على من يتغنى بتصريحات اردوغان،اباما و كلينتون أن بهاجم حزب الله، أنا معك أنه في سوريا جرائم ترتكب،لكن اعطني البديل ألوطني لا البديل ألأمروصهيونواخواني. لا تنسوا العراق, اسف لأني قاسي في كلامي لكني لا استطيع أن أضع العملاء مع الشرفاء في نفس الجرة كما فعلت أنت،فقتلة الحريري موجودون في عوكر ومثيلاتها من الاوكار.


2 - اعجبنى المقال
ناديه احمد ( 2011 / 8 / 29 - 12:55 )
اعجبنى مقالك ياسيدى ولكن لى تعليق بسيط بخوص التدخل الامريكى ايا كان توعه , فأنا اعتقد ان مجرد مطالبة الاسد بالتنحى سوف يزيد من شعبية الاسد فى سوريا . ان شعوبنا على الطرف النقيض من امريكا وضد كل ما تقوله امريكا,بل سوف تكون هذه الكلمه ـ مهما كانت تافهه ـ زريعه لتشويه صورة الثوار .


3 - بلا خجل وحياء
علي روندي - طهران ( 2011 / 8 / 29 - 14:05 )
اتعجب من أناس مازالوا يدافعون عن قلب -الممانعة- العربية ( ممانعة دخول العرب للحداثة!) ونظام الجلاد : الاسد.. والحزب الألهي وخرافة ولاية الفقيه، بتبريرات واهية : الامبريالية والصهيونية والاسلاموية
اتفق مع الكاتب المحترم ان تصرفات - هلوسات- هولاء أشبه بسكرات الموت


4 - اقتربت نهاية الأسد
حسني إبراهيم عبد العظيم ( 2011 / 8 / 29 - 17:24 )
لقد اقتربت نهاية الأسد ذلك الطاغية الذي يخير شعبه بين خيارين أما الذل والاستعباد وإما الإبادة الشاملة. ليته يستوعب درس استاذه وملهمه القذافي الذي دخل التاريخ من أسوأ ابوابه وأقذرها.
العجيب حقا اولئك المدافعون عن ذلك النظام بدعوى الممانعة والصمود، أما السيد حسن نصر الله، فقد تهاوى عرشه من قلوب الملايين.

اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح