الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا بيض في السلّة السورية المجلس الانتقالي و صياح مؤتمر استانبول

أسامة أبوديكار

2011 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


كثير من الدجاج و قليل من البيض ، هذا هو حال المعارضة السورية هذه الأيام . حيث كل يوم يصل إلينا صياح دجاجة جديدة لدى المعارضة السورية فنقفِز مبتهجين ببيضة ما ننتظرها ـ و بفارغ الصبر ـ لكننا في كل مرة نصاب بخيبة الأمل ... حمل كاذب مرة أخرى ، و لا بيض في السلة السورية .
منذ مؤتمر استانبول الأول ، فأنطاليا ، فبروكسل ، فسميراميس ، فاستانبول الثاني ، وصولاً إلى اليوم ، حيث الدهشة و خيبة الأمل ما زالتا خبز السوريين على موائد إفطارهم و هم يستمعون لبيانات و مقررات و مجالس لا تغني و لا تسمن من جوع . لم يكن هناك من يتوقع أن تكون المعارضة السياسية ـ التي يُفترض بها أن تواكب حركة الشارع السوري ـ بناء مهلهلاً على هذا النحو الكارثي ، يُبعد الأمل خطوة أخرى إلى الأمام فيما تراوح النتائج مكانها دون أي تقدم يذكر . حيث لم تستطع هذه المؤتمرات على كثرتها إنجاز هيئة جامعة موحدة تمثل الحراك الشعبي الداخلي كما تمثل القوى السياسية السورية المعارضة بطيفها المتنوع . و لم تستطع أن تواكب الشارع السوري المعارض الذي يدفع مزيداً من الدم ثمناً لكل يوم إضافي من المهاترات و نظرية حجز الأدوار المستقبلية و تلميع الصور و اقتسام الكراسي و الاستيلاء على قلوب السوريين ،
و هو ما يأخذ بعقول كثير من الديوك من نجوم المعارضة السورية الذين آثروا أن يكونوا في معتزلاتهم النظرية بعيداً عن الشارع الغارق في حمامات الدم .
هكذا سارت مؤتمرات المعارضة وصولاً إلى اليوم حيث ظهر " ضياء الدين دغمش " ليعلن عن لائحة بأسماء أعضاء المجلس الوطني الانتقالي ، و هي لائحة مهذبة عن لائحة ظهرت منذ أيام مع قليل من التعديل ، أو التشذيب طال بعض الأسماء .
ورغم ما تحظى به معظم هذه الأسماء من احترام واسع لدى الشعب السوري ، إلا أن أحداً منها لم يوافق لا قبلاً ولا بعداً على مثل هكذا مجلس ، معتبرين أن ضرورة تشكيل مجلس انتقالي تحتّم وجود نوع من التوافق بين فعاليات الشارع السوري ليست السياسية فحسب ولكن الفعاليات العملانية على الأرض لا أن تكون لائحة المجلس مقترحاً من جهة وحيدة مُلتبَسة أو مُجيّرة لأصحاب الوكالات الحصرية من المحاصصين السابقين في النظام السوري ، ذلك الذي يرى فيه البعض سرقة لدور الشارع في تحديد معالم سوريا الجديدة .
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة على الشارع : لماذا هذا الاسهال في تشكيل المجالس والهيئات واللجان ؟ وهل في هذا مصلحة حقيقية للثورة السورية ؟ وهل هذا ما يدفعها الى الأمام باتجاه تحقيق هدفها النهائي؟ أم أنه زراعة "أمل / وهْم" لدى السوريين يُقصد من خلاله قتل الأمل بالوهم ، وتثبيط فكرة الإسراع بالحل من أجل إبقاء الأزمة مفتوحة ، ومن أجل إطالة عمر الأمل الذي عادة ما يبدأ كبيراً ، ثم يصغر ويصغر يوماً بعد يوم .
في سوريا ديوك كثيرة لكن لا بيض حتى الآن في السلة السورية ، وبرهان غليون الذي أعلن قبل يومين رفضه لفكرة زراعة الوهم ورفضه لفكرة المجلس الانتقالي حالياً ، يتربّع على رأس القائمة الجديدة دون أن يعلم هو بذلك ، وكأنّه سقط من السماء ليتلقّفه مؤتمر استانبول الجديد ، وهذا حال معظم الذين وردت أسماؤهم في قائمة مؤتمر استانبول الجديد ممن لا يعلمون أين تذهب أسماؤهم .
فهل من سامع أو مجيب ؟
لا بد من صيغة جدية لتوحيد المعارضة ، لا بد من إنضاج التوافق الذي ينشده السوريون ، من أجل سوريا الجديدة المدنية العلمانية ، حتى يكون هناك شيء ما في السلة ، لا أن تزدحم بالصياح فقط .





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - عراك الديكة
الان كاردوخي ( 2011 / 8 / 29 - 23:30 )
مشكلة السوريين في الخارج انهم كلهم ديوك وهذه الديوك غير منتجة اي لاتبيض ,
اما الدجاجات فانهم في الداخل وما ان تصل صوتها الى الخارج فانها تصبح ديكا من طراز خاص
ويتعالى صوتها كصياح الديك وهنا تصاب بالعقم اي لايمكنها ايضا ان تبيض فكل ديك يردها لنفسه وتصاب بالغرور وتحسب نفسها ديكا ليس مثل كل الديوك
اي بما معني تقول اننا في الداخل ونحن نقود الثورة ولن نقبل باي ديك سوى ديوكنا البيتية الاصيلة وهنا يشتد العراك الديكوي اما الذين يقودون الثورة فهم ديكة ولكنهم تنقصهم الفحولة لصغر سنها ويتركوا العنان للديوك بان تتعارك كونهم يعلمون بانه لم يبقى لهم حتى القحولة للتلقيح وانما تتصايح فقط للفت الانتباه للقيام وتادية صلاة الفجر اي لاخير فيهم
الم يكن هذا الذي صرح بانها دجاجة من الداخل وخرج الى الخارج واصبح ديكا وشكل المجلس الانتقالي المؤقت
اي

اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا



.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر

.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي



.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ