الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حاول المؤلف جعل -أبو طبر- ماركسياً ؟

جاسم محمد كاظم

2011 / 8 / 30
الادب والفن


لم يشرفنا الزمن برؤية "ابو طبر" على حقيقتة .ولم يسجل لة التاريخ نتاجا مقروئا قصيدة شعر بسيطة . قصة متبقية في سطور المجلات او حتى مذكرات ناقمة محفوظة عند الاحفاد ربما تكون مرجعا بسيطا يكشف عن غموض تلك الشخصية التي دفنتها ملفات السلطة وبقيت سرا غامضا اشبة بالاسطورة بين من وعى تاريخ ظهور وتلاشي " تلك الشخصية " .
و كل ماوصلنا عنة كلمات في غير اوانها ابتعدت عن لحظة الوقوع بزمن تطاول على اكثر من ربع قرن عن طريق مقالات لصحفيين في مواقع انترنيتية حتى كان العمل التلفزيوني للكاتب "حامد المالكي " ليكون الاعلان عن تلك الشخصية من الباب العريض للقارى والمشاهد معا .
والذي شاهد مسلسل "ابو طبر" من بدايتة حتى نهايتة بقلم "حامد المالكي " يجد لهذا المهووس بالقتل شخصية اخرى تتكلم بلسان الفلاسفة وعربية فصحى تخالط كلمات العامية تختلف كثيرا عما كتبتة "ويكبيديا الموسوعة الحرة " وكذلك تفاصيل اللقاء الصحفي للكاتب "سلام الشماع " في المقالة المنشورة على وكالة انباء بغداد الدولية مع الضابط الراحل " فيصل محجوب " مدير مكافحة اجرام بغداد في حينها الذي حقق مع " حاتم كاظم هضم " ابو طبر الحقيقي " يجد عكس هذا تماما .
"فابو طبر" حسب مقالة "سلام الشماع " مفوض شرطة فصل من الوظيفة وامتهن السرقة وهذا ماسار علية المسلسل ولم يجد ضابط التحقيق صعوبة في تحصيل الاعتراف منة بعد ان تناول نصف دجاجة مشوية بدينار واحد أعقبها قدحا من الشاي .
لكن المسلسل يظهر لنا "ابو طبر" مثقفا من الطراز الاول يتلاعب بالكلمات. رائعا بتحليلة الاجتماعي بوصف المجتمع " بالقطيع" ذلك الوصف المستخدم في علم الاجتماع والذي استخدمة "فردريك انجلز" لوصف حالة المجتمع قبل الوعي والادراك وكيف يكون الانسان منقادا لافكار غير معقلنة وغير نابعة من تفاصيل واقعة الانتاجي وهي بالتالي تسمى "ايدلوجيا زائفة " ولاتزال اكثر مجتمعات الشرق تعيش هذة الحالة الى اليوم وخاصة تلك التي يعشعش فيها الدين .
ثم انتقل "حاتم جواد " الى التفلسف بعالم الموت بلغة "البير كامو" و"جان بول سارتر " في " سجناء الطونا" و"الوجود والعدم" حيث لاقيام ولانشور في حياة لاتستحق ان تعاش وبالتالي يكون الموت هو الحالة التي يجب ان يقدم عليها الانسان فكان الانتحار حلا من مجموعة الحلول عند " البير كامو " الذي مات في سن ال 47 . وهذا مادفع ضابط المخابرات المنبهر بهذا الحديث الفلسفي في ذلك المشهد الدرامي الى اتهامة بالإلحاد وعدم الإيمان بالبعث والنشور .
والذي قراء "ابو طبر" عند "سلام الشماع " وشاهدة عند "حامد المالكي" يعترية العجب كيف وصل "ابو طبر" الى فهم هذا الكم الفلسفي بلغة فصحى وهو المفوض البسيط الذي توقفت رحلة الدراسية عن اتمام مراحل متقدمة يقرا فيها "ماركس " وسارتر "والبير كامو " ولم تزد رحلتة لالمانيا عن تهريب الكحول الى المملكة العربية السعودية كما يقول بعضض المقالات المنشورة .
ثم انتقل "ابو طبر" بصورة "حاتم جواد " الى التغني بلغة الجنس والحب الذي اعتبرة ساميا مقدسا واعطى فية فلسفة حوار رائعة على لسان المؤلف وكانة يكتب باصابع "لينين" في كتيبة الصغير "بخصوص الحب الحر" في معرض ردة على رسالة المناضلة الفرنسية "ايناسا ارمان" وتجاوز المشهد في رومانسيتة مع طبيبة الاسنان ذات الاصل اليهودي عالم المثل الافلاطوني والذي شاهدة وسمعة يستغرب ان يكون كلا من طرفية شخصين عراقيين كان احدهما مفوضا في الشرطة .
وتدرج المسلسل صعودا نحو نهايتة بالحديث عن السلطة التي ابدع فيها السيناريست بلسان " حاتم جواد " الذي ردد كلمات "ماركس" و "انجلز" وهو يقصم عرى ذلك الوهم المتجذر في النفوس بان السلطة حالة وهم وهي بالتالي ليست حالة متفردة او جوهر ثابت اظهرها الى الوجود جدل المادة وصراع الطبقات وهي بالتالي "تافهة" وتافهة جدا وحقيرة حدود الحقارة بكل مؤسساتها القمعية واللصوصية كما نطقها "المبدع كاظم القريشي " بعد مائتي سنة من رحيل "ماركس وانجلز " تحاول فرض هيبتها عبر مؤسساتها القمعية وخصيانها من القتلة واللصوص كما يفصل ذلك "انجلز" في "اصل العائلة والملكية الخاصة والدولة " وهي لم تكن منذ الازل تسير الى متحف العاديات حالها مثل حال المغزل البدائي و الفاس الحجرية.
ابو طبر مابين سيناريو "حامد المالكي " وحديث الضابط "فيصل محجوب" بقلم " سلام الشماع" ياخذ بونا بعيدا جدا تكون فية الشخصيتان متنافرتان بما لاتقيسة الكلمات .
وان حاول المؤلف خلق شخصية رائعة متمثلة بسفاح متفلسف يتجاوز بشاعريتة وفهمة عقول وفهم جلاوزة السلطة والمخابرات والنجمات البراقة المنبهرين بكلماتة العذبة فانا لانستغرب هذا لان عقول هذة الاجهزة ماهي في حقيقتها الا كتلة من الغباء الشديد ومجاميع من التافهين تتلذذ باهانة الانسان وتعذيبة لم تتصفح في حياتها مقالا او قصة او قصيدة شعر واحدة في صحيفة او جريدة .
والذي قراء الفلسفة بمحتواها السياسي والاجتماعي من "بارميندس حتى عصر النهضة مرورا بماركس حتى سارتر " لايصبح جزارا يتلذذ بذبح الاطفال بل ثائرا يعمل مع التنظيم من اجل اعادة البناء لعالم افضل بديل وليس الهدم وقتل الابرياء يغتصب لحوم الاموات ويغرس نصل سكانينة في جماجم الصغار وطبع كفة الملطخ بالدماء على جدران المنازل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هلوسات 1
سمير فريد ( 2011 / 9 / 2 - 01:36 )
الاستاذ جاسم محمد كاظم المحترم
ابو طبر وجبار كردي وصدام حسين وناظم كزار وبقية القتله المافوزين ماهم الا حثالة لمجتمع كان يغلي كي يخلع عباءة التخلف .لكن هناك من ارجع ذلك العملاق وكبله بسلاسل ارجعته لقرون الظلام .ان من عاصر ابو طبر يذكر ان هناك قوى كانت تجد في ابو طبر نصفها الروحي وكانت تجد فيه مناسبه لتمرير ما تريده من قتل وارهاب وكانت تلك تجربه لترويض المجتمع على اسلوب الخفاراة والمراقبة وتحريض ابتاء المحلة الواحدة لكتابة التقارير بل وتم تصوير الموااطن واصبح كل مواطن متهم الاان تثبت برائته وليس كما قال احد الكتاب انه لم تجرى عملية تصوير .ان ابو طبر كان البروفه للمسرحية التالية من القتل والخطف والرعب اليومي الذي اطلق من دوائر الامن والمخابراة وبقية الاجهزه التي انتشرت كالنار في الهشيم والذي خلف ذلك الرماد وتم اسدال الستار عليه في 2003 وبذلك تم اخفاء وبتعمد كافة وثائق تلك المرحلة ....ان شخصية ابو طبر وصدام حسين كانت متداخلة وخاصة لمدى طموحات ابو طبر وتطلعه للجلوس على كرسي الرئاسة ان اسلوب وافكار ابو طبر يعيد للاْذهان هلوسات ذلك القاتل الذي قاد جيوش الاحتلال وزرعها في هذا الوطن المعذب


2 - هلوسات 2
سمير فريد ( 2011 / 9 / 2 - 01:51 )
اننا الذين عشنا تلك المرحلة نشعر ان ما طرح من افكار عن شخصية ابو طبر كان مقارب للواقع لانه لم يكن شخصية غامضه بل كان شخصية معروفه لدينا نشاهدها كل يوم ونقراء عنها في الصحف وتملاء اسماعنا ليل نهار لكي تكون قدرنا القادم المميت .اما عن طروحات ابو طبر ان كانت تحمل بعض الافكار المشوشه والفوضوية في الحب والسياسة والسلطة فهي ابعد ما تكون عن الماركسية بل وتؤشر على الخلل الذي يعتمر تلك الشخصية وبالتالي تدفعه للاْنتقام من المجتمع الذي لم يستطع التواصل معه ومثلما التقطته قوى التخلف في 1958 لقتل مدرس في مدينته كذلك رعته طوال عمره ودفعته ليقود البلد لذلك الرماد .ومرة اخرى ان الافكار الماركسية تقود الانسان للبحث عن الحقيقة وتسموا به وتدفعه للاستشراف افاق جديده خدمة للاْنسانية ....تحياتي ومحبتي للجميع


3 - شكرا لهذا الرد الرائع
جاسم محمد كاظم ( 2011 / 9 / 2 - 17:20 )
تحية للاستاذ سمير فريد . وشكرا جزيلا لهذا الرد الرائع الذي اهملة سيناريو المسلسل . ونحن قلنا ان الذي قرا الفلسفة لايمكن ان يكون قاتلا . لكننا من خلال رؤية ذلك المسلسل لاحظنا ان السيناريو الذي نطقة ابو طبر لايمكن ان يصدر عن قاتل مهووس . ولولا قرائتنا للماركسية وفلاسفتها ماكان هذا المقال وماعرفنا تلك الحقيقة . تحياتي ومودتي وقبلاتي

اخر الافلام

.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح


.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة




.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ


.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ




.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال