الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولايات المتحدة ، حالة زائلة تتصادم مع التاريخ

سليم نقولا محسن

2004 / 12 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


اتفق الغرب الأوروبي على تعدد توجهاته منذ قرون على تخريب البنى الثقافية ‏وإعدام العقل العربي بالحقن الثقافي ( باتخامه تابعا )، أو بالإفراغ المعرفي ، ‏ولأسباب عديدة ومنها قصور رؤاه أمام المكاسب الآنية : لم يتمكن من الغوص ، بقي ‏على السطح المجتمعي لمسارات النخب، لذا نجت في العمق شعوب المنطقة – المجال ‏الحيوي لتكّون وانتاج الفاعلية الذهنية المنتمية، المؤسسة مادتها على ظروف علاقات ‏إنتاجية ترتبط بالأرض، وجهد كسب الرزق، مضاف إليها جدلية متداخلة لتراكم ‏التجارب المجتمعية المحلية والإقليمية المتوضعة إيجابيا في الذاكرة، والكافية لصنع ‏إنسان يتجدد من نسيج الوطن.‏

وفي محاولة للاستفادة من المناطق المروضة عناصرها سعت الولايات المتحدة ‏لتصدير مآزقها الاقتصادية والمجتمعية الداخلية الى المنطقة بانتصارات عسكرية ‏مفترضة في العالم الخارجي -عودة لأساليب الدول الأمبراطورية مع اختلاف ‏المضمون - وقد ظن بعض أصحاب مواخير العهر في جوار العراق بان الفرصة ‏يمكن أن تسنح للارتزاق إذا ما تزاحمت الأقدام، فتقدمت بخدمات أولية للجيوش ‏المعادية التي انطلقت من أراضيها لتخريب العراق.‏

وفي أجواء الرعب والبطالة والفراغ المحدثة في المنطقة كتحضيرات استقبال ‏ممهدة لتصدير مآزق بنية النظام الدولتي للولايات المتحدة- التي لم يعد يسمح التراكم ‏الربحي لديها بالاعتماد على التعامل التقليدي في تطوير الرأسمال الاستثماري – ‏شاعت الخرافة المشحونة في أوساط النخب: يركضون إليها، يتحّلقون حولها كمعطى ‏أو مكتشف جديد، رفض آباؤنا: المخلوق أو المولود الشبح، المجهول المنشأ رفضوا ‏أن نخاف من شبح لا جسد له ولا رائحة ، فهو غير موجود، الإنسان الطاهر لا يأتيه ‏الشبح نهارا كان أو ليلا ، الولايات المتحدة : أعلنت نفسها شبحا ، تعبير عن مضمون ‏حقيقي مستور، بنية الدولة تعصف فيها التناقضات، بين ادارة السلطة المركزية ‏للدولة والولايات، تكاليف السلطة وفق منهجها تتعاظم ، كأفق مسدود في وجه تنامي ‏الشركات ، تناقضات يثيرها الرأسمال ، تدور حول كلف الإنتاج، والقوى الشرائية ‏ومزاحمة الأسواق الخ ، بعض آلات الموت أسمتها الإدارة الأمريكية شبحا ، بعض ‏معاركها أيضا ، الولايات المتحدة تعلن عن نفسها بأنها شبح ، النخب المتوضعة على ‏سطح الوطن بلا عقل تصدق الخرافة الشبحية المدمجة بأمريكا كقوة فائقة لا تقاوم ، ‏تخاف منها ، الشعوب تستوقفها الأفعال فقط، إنجازات أفعال المقاومة في العراق تنفي ‏قوة الشبح.‏

في هذه الأجواء تزاحم الراكضون الى الشبح والخائفون منه والهاربون.‏
‏ ‏
كما ظهر الإنسان الببغائي الممسوح متشوفا متحركا في فضاء الخرافة كحالة ‏خاصة من شرائح النخب أفرزته أوضاعا جعلته على هامش العلاقات المجتمعية ‏الاقتصادية في الأوضاع الدولتية وخارج مغانمها التى أحدثتها التحولات وذهنية ‏احتكار الدولة وتورّم الطبقة المتعلمة بما يفيض عن حاجة منظومتها، التي هيأت ‏لانقطاعه الوجداني وانشداده لما يلمع في الغرب وما يسوّق في إعلامه ملائما أو ‏متنافرا فيقلده بما يلبس وما يقول وما يطرب، وقد حظي هؤلاء مع قدوم المشروع ‏الأمريكي الرعاية والحماية بعلامات موضّحة بخطوط حمر معلنة ، لا يجرؤ أحد ‏على تجاوزها، والى هؤلاء تنتمي طائفة واسعة من صغار الكتبة المرتزقة، ‏والمشعوذين والعرّافين ومدعي الطرب، وأيضا دعاة حرية العهر وديمقراطية الشذوذ ‏وحق العبادات المحرمة، يضاف إليهم مبشروا الاصلاح حسب التوجيه الأمريكي ‏الغربي المعلق بالفراغ دون قاعدة اقتصادية وعمالة بشرية متوسعة ترتكز على مفهوم ‏الإنتاج وانما على تشغيل كم بشري منفلت السلوك والاستهلاك ينشر رائحة أسواق ‏المواخير ويؤصل عاداتها، بما يعني كل هذا من تقسيم للمجتمع وإرجاعه الى حالة ما ‏قبل الدولة بعصبيات وثأريات وإشعاله بالفرقة المتقاتلة تحت شعار حقوق الأديان ‏وحرمة العقائد والطوائف والأقليات والرأي والرأي الآخر.‏
‏ ‏
لم تكن الحروب يوما رغبة مجردة تتبع أهواء السلاطين والقادة ، إذ لها نتائجها ‏المدمرة وأكلافها واحتمالات تتبع الربح والكارثة ، وهي الآن في منطقتنا أفعال ‏تتطلبها مصالح الولايات المتحدة للخروج من أوضاعها المتأزمة داخليا وعالميا، ‏ومع مسار تكوين هذه الدولة وظروف نشوئها قد تحولت الى آكلة لقوة العمل لا تشبع ‏وبالوقت ذاته مبذرة وهادرة لانتاجها ، مما جعل منها وضعها هذا حالة شاذة تتصادم ‏مع التاريخ لبقائها، ويدفعها بإلحاح الى التسابق مع أندادها للقبض على مخانق العالم ، ‏التاريخ ارتقاء واعمار إنساني ، يتناقض مع جرائم إخلاء الشعوب من أوطانها، وهي ‏من باب الاقناع لذاتها والعالم تستعير قيادتها كجنون نيرون روما رؤى وأوامر ‏لرسائل إلهية تكلفها بالعقاب والثواب.‏

وعلى هذا لا يمكن أن يفسر اجتماع شرم الشيخ لدول الجوار بغير كونه محاولة ‏إنقاذ جراحية مستحيلة لحالة النزع الأخير لمشروع غزو العراق الرسالي ذي التكليف ‏الإلهي، وهو اجتماع إدارات دول في معظمها تابعة ، وأذرع ممتدة للإدارة الرئيس ‏الأمريكية في مناطقها ولكونها مشاركة ومساهمة وفق النمذجة الأمريكية في ‏مؤسسات الرأسمال الاستثماري الأمريكي المعولم كأفراد وإدارات سلطات حاكمة في ‏بلدانها الإقليمية تعمل على تخديمها لمصلحته بما يتناقض ومصالح دولها وشعوبها ‏وعلى هذا فهي جزء من القرار القاضي بالعدوان على العراق، فلقد انطلقت الجيوش ‏الغازية كما جرى تمويلها وتموينها من أراضيها، وعليه فإنها حكومات معتدية ومدانة ‏في مفهوم القانون الدولي وليست في وضع يمكنها من تنصيب نفسها حارسا وقاضيا ‏إقليميا صالحا لإصدار القرارات.‏

وبناءعلى ما سبق كان لا بد أن تنسجم نصوص قرارات هذا المؤتمر مع وظائف ‏إدارات هذه الدول المشاركة فيه بأدوارها الإقليمية كامتداد للاستثمار الأمريكي ‏المعولم وأن تتضمن إعلانا لا سابق له رضيت أن تقبل به دولة -رغم محاذيره القاتلة- ‏كان لها ثقل في مشروع التحرير القومي العربي ويصدر من أراضيها يقضي في ‏مضمونه الغاء دور الشعوب وحقها في النضال من أجل التقدم وتحرير ما اغتصب ‏من أراضيها والى الاعتراف بالسطو العالمي المسلح على مقدراتها وثرواتها وتأييده، ‏وهي إذ تعلن ذلك تعلن انفصالها عن اماني شعوبها كطبقة كما تعطي لها بالمقابل ‏حقا أيضا في إلغائها وسحب الاعتراف بها كحكومات رسمية متفق عليها لبلادها، ‏وهي إذ تجاهر هذه الحكومات بتصعيد عدائها فإنها تعمل على دفع شعوبها الى ‏الاصطفاف الى جانب المنظمات العنفية الرافضة والمقاومة المسلحة في أراضي ‏العالم الساخنة- أفغانستان وفلسطين والعراق- ونقل أعمالها لأراضيها وإذا كان دور ‏العمل السياسي هو فعل سلمي يتجاوز التناقضات المقبولة في المنظومة الدولتية ‏لتحقيق مصالح الشعوب، فإن وقاحة هذا الإعلان يمكن أن ينقل الحراك السياسي ‏للمجموعات الرافضة فيها الى مرتبة أكثر عنفا في معادلة لعنف الدولة، كما وأن ‏امتياز الإدارات الحاكمة بخاصية امتلاك قوة الدولة وثروات الشعوب ومواردها يمكن ‏أن يغريها بما تخوله لها المنظومة القانونية للدولة لاستخدامها في غير وظائفها ‏الطبيعية في مجمل المواقف المضادة المنتجة للإفقار والقهر والإبادة لا يمكن ‏الركون إليها، إذ يمكن أن يفسح الوضع المتأزم المجال لتخريب هذه الثروات ‏واستنزافها وجعلها قوة مرهقة مضادة، كما يحدث ميدانيا في بعض المناطق المشابهة، ‏إن إعلان الحرب على المقاومة في العراق - كحالة مكثفة لطموحات شعوب المنطقة ‏والعالم للخلاص من الظلم - وبدء الإجراءات العلنية الوقحة لمحاصرتها، إنما هو ‏إيذان لبدء معارك الشعوب الإقليمية والعالمية ضد هذه الإدارات.‏

وعليه فان هذه القرارات وان كانت ساقطة أصلا ولا قيمة لها في أفعال المقاومة ‏الميدانية المستقلة ضد الاحتلال التي لم تستأذن أحدا في انطلاقتها وبقائها واستمرارها ‏غير الواجب الأخلاقي والوطني اتجاه شعوبها، المفاجئة لهذه الإدارات، كما فاجأها ‏مواقف الشعوب الداعمة لها، ربما قد يكون لما صدر في شرم الشيخ بعض المساحة ‏الإعلامية المؤثرة لحفظ ماء الوجه، في المفارقة الحادثة بين استعراض القوة من ‏جانب المعتدي والاندحار غير أنها يمكن أن تكون أداة تحريضية عنيفة للشعوب ‏لتبرير فعل انتفاضي لها مباغت على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. كما أن ‏المقاومة العراقية وان كانت تنفذ من الثغرات التي تحدثها مآزق الرأسمال العالمي ‏وتناقضاته في مساراته العالمية مما قلب المعادلة وجعل من حسابات القوى المتعددة ‏المعنية بما يحدث على الساحة باتت أكثر ارتباطا بإيقاعات المقاومة واشتداد وتائر ‏معاركها في العراق ومؤثراتها.‏

كما لم تكن يوما تنطلي الأقوال المراوغة على شعب العراق العربي وشعوب ‏دول الجوار - وقد ارتبطت وتعايشت بمصائر المنطقة في صحوات التاريخ الزاهرة ‏وكوارثه- ولا التصريحات الملتوية الناطقة من قبلها بالحق العربي مقابل باطل ‏العدوان في موضوعي العراق وفلسطين التي كان يصدرها بالتتابع حقنا مخدرة ‏ممثلوا الإدارات الحاكمة في الدول المعنية المرتبطة أو المرهونة قسرا لمسار ‏الرأسمال المعولم ومخططاته الاستثمارية، منذ ما قبل قرار بدء الإعداد الأنكلو ‏الأمريكي لغزو العراق.‏
‏ ‏
وإذا كان حال ممثلي دول الجوار هؤلاء قد بدا مأساويا في مشهد اصطفافهم في ‏اجتماع شرم الشيخ كأولاد أيتام أمام موجّه قميء في فصل لاصلاحية متردية، فلقد ‏كانت القرارات الصادرة مع ما ظهر من تهلهل في المشهد متفجرة بكل الاتجاهات ، ‏بحيث لا يمكن ادراجها ضمن النيات الحسنة لاستقرار الأوضاع في العراق بتأييد ‏حكومة متذيلة مستقدمة من المرتزقة مهزوزة بأشخاصها والاعتماد عليها، ‏وعلىمرجعيات دينية ذات هوس مسكون بشيطان الانتقام فاقدة الحس تمنعها تعاليم ‏مرجعيتها لكونها غير معصومة أن تحل عوضا عن الامامة بالرأي او المشورة أو ‏الافتاء أو أن تنوب عنها في الأمور الدنيوية بما لا علم لها فيه ومنها الأمور ‏السياسية وعلاقاتها وأفخاخها بما يؤدي بمن يتبعها من أصحاب التشيع الى التهلكة، ‏وهذه القرارات هي من البشاعة أن مساحة التحضيرات الإعلامية التي سبقت بهدف ‏تجميلها لم تستطع أن تخفف من وقعها، كما لم تجعلها مقبولة كل الأبواق الجوّالة ‏المؤجرة ، وإذا كانت تحاول هذه في وقاحة قراراتها- بما تحفل من تناقض منطقي ‏وقانوني يجافي الواقع وما تتضمن من كذب وغش وافتراء- صدم الشارع العربي ‏فإنها واقعا قد كشفت له قدر رعبها من ظلام مستقبلها بعد أن تورطت لحسابها والغير ‏في جرائم كبرى مدانة أمام مجتمعها والمجتمع الدولي، لا يمكن أن تنقذها من ‏قصاصها ما يمكن أن تكون كسبته من زمن يضاف في استمرار سلطتها كما جعلت ‏من وضعها هذا إذ استتبعت الولايات المتحدة في تصادم مع التاريخ ينتهي بتفجرها ‏ككيان دولة مع منظومتها الأم وأن بدايته تبدأ مع تحرير الشعوب وخلاصها ، ورغم ‏أن مآزق الولايات المتحدة هي انكسارات في بنيتها الاقتصادية والمجتمعية تشكل ‏ارتدادا عصريا للنمط الإمبراطوري من حيث شكل الريعية المشاركة والمساهمة ‏للطبقة الإدارية الحاكمة في نشاط الدولة، وأيضا نمطية الاقتصاد السائدة العائدة في ‏بعض أشكالها الى الربح القسري الناتج عن مكاسب الغزو والتهديد البلطجي لأنظمة ‏وشعوب العالم ومنظوماتها في اضطرارها لتعويض الفجوة الحاصلة بين متطلبات ‏الإدارة الحاكمة من نفقات باهظة لاستمرارها والتراجعات الحاصلة في ناتجها القومي ‏العام ، مما يجعل ذلك منها دولة عرضة للإفلاس في حال فشلها أمام ممانعة الشعوب ‏لضغوطها وحروبها، وهذا ما يؤكد بأن سلوك الولايات المتحدة وان اتخذ شكلا ‏إمبراطوريا فان هذا لا يمكن أن يجعلها في ذاتها دولة إمبراطورية وهذا عائد للتداخل ‏في شكل ونوع استثماراتها الداخلية والعالمية وأيضا لأشكال الاستثمار المتطورة ‏الحاصلة لدى الشعوب الضعيفة التي يمكن أن تتيح إنتاج الأساسيات القادرة على ‏ممانعة الهيمنة والغزو، كما أن المناخ السائد في الاستثمار الربحي الكوني المتعارض ‏معها والمنافس بالنوع لا يمكن أن يسمح بعودة هذا النوع من الأنظمة الدولية ‏ومضامينه وسلوكه وبما يمتلكه أيضا من قوى ردع وتوازن ،لذا فان اصطفاف الشعب ‏الأمريكي وراء تلك الإدارة وأيضا كل عملائها التابعين من إدارات لمؤسسات ‏استثمارية مالية وأنظمة دول إنما هو تعزيز لأمل مصادم للتاريخ محكوم بالفشل يحلم ‏بالتعويض المستقبلي عن كل التراجعات والخسائر الحاصلة بطموحات طامعة بما ‏ستجنيه الفتوحات والحروب المنتصرة.‏

وعلى ما تقدم يمكن أن تطرح تساؤلات يستحيل الجواب عليها بالعرف السياسي ‏التقليدي الا بالعودة الى سياسة دفع شعوب العالم الى حافة الهاوية للخروج من المآزق ‏الدولية عبر الابتزاز واشعال الحرائق والجنون، فكيف اذن يمكن لهذه الدول أن تقبل ‏مهام المخلب وأن تنفذ سياسة فك المآزق عن الدولة الأم العاثرة ، وأن تتورط بمنح ‏الشرعية لعدوان غاشم غير مبرر مخالف للشرعية الدولية وبأن تسقط وجود العرا ق ‏كحكومة ودولة، وأيضا بأن تحجب الشرعية عن الشعب العراقي البطل لما يقوم به ‏من أفعال المقاومة التي تقرها الشرعية الدولية وأعرافها وقراراتها في مواجهاته ‏الدفاعية ضد عدو جائر ومدان أدى الى خراب العمران جراء عدوانه المخالف ‏للشرعية الدولية ولما يقوم به أيضا من أجل ازالة آثار ما نجم عن هذا العدوان لاعادة ‏الحكومة الشرعية واسترجاع الدولة المسروقة.‏

‏ مما يجعل من هذه القرارات ومن يدخل في خانتها أداة لتوريط العالم وهي وان ‏كانت مشروعا ساقطا أصلا بما صدر عنها وسابقة خطيرة لادخالها في حلول المعادلة ‏المستحيلة انقاذ الولايات المتحدة من أزماتها ومآزقها وأيضا نظامها الاستثماري ‏العالمي، واما انهيار واحتراق العالم ولا يمنع هذا من التلطي وراء حفنة من ‏شخصيات الذيل ومن اتبعهم وبعض من مرجعيات التشيع الخارجة المخالفة ومن ‏أضلتهم بما أجازت وأغرت في السلطة والحكم بما هو مرفوض من جلّ أبنائها، ‏كما يمكن أن تؤدي قرارات هذا المؤتمر الى تصدّع العالم وخرابه في اسقاط ضوابطه ‏، اذ تسقط مصداقية الشرعية الدولية المتمثلة بالأمم المتحدة ومنظماتها كما تعطل ‏العمل بالقانون الدولي، وذلك بجعل الشرعية للقوة العدوانية، والاقرار بصحة ما ينتج ‏عن ممارساتها من وقائع متحققة بلأرهاب والغزو والاحتلال، وأيضا بقانونية الأفعال ‏الجرمية المصاحبة التى شارك أصحابها في أعمال الابادة واللصوصية ، والأفعال ‏التي أشاعت الفتن بين الفئات والاقتتال بهدف تمزيق وحدة الوطن والعبث باستقراره ‏واباحة حدوده وأراضيه، وجرائم ضد الدولة والحكومة الشرعية ومؤسسات الدولة ‏والعاملين فيها، بما يخالف قوانين الدولة العراقية والقوانين الدولية المعمول بها ‏ويشكل جرائم خيانة.‏

‏ وبما أن هذا لا يمكن أن يستقيم مع الشرع والمنطق والعقل، وان اقرار ذلك ‏يؤدي الى نتائج كارثية ، تطال الشعوب والدول والحكومات والمنظمات الانسانية ‏والى فوضى عالمية نتجت أساسا عن مجانبة العدل ،تبيح استعباد الشعوب واضطراب ‏المعايير والأحكام ، والى حجب كل حق ومنها حق ممارسة المقاومة الفلسطينية ‏لمهامها وتجريدها من مكاسبها وانجازاتها التي استخلصتها بكفاحها لنصرة قضية ‏عادلة عالمية وهي مأساة فلسطين الانسانية، بهدف تطويقها وانهائها ، الى جانب ‏القضية العراقية المؤرقة، وان هذا يمكن بالتالي أن يشرع لكل مقاومة تمتلك القوة ‏المجابهة ، ويؤكد حقها بالمجابهة مع افتقاد الوسائل الأخرى واستخدام كل الوسائل ‏المتاحة بما لا يمكن مستقبلا ضبطها أداة وحيدة شرعية لاسترجاع الحقوق المهدورة ‏وتحقيق العدالة. ‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدبلوماسية الأمريكية: أي أمل لغزة ولبنان؟ • فرانس 24


.. هاريس - ترامب: أيهما أفضل للعالم العربي والمنطقة؟




.. تونس: ماذا وراء حبس -صنّاع محتوى- بتهم أخلاقية؟ • فرانس 24 /


.. ما أسباب توقيف طالب فرنسي في تونس بقرار من القضاء العسكري؟




.. تونس: السجن أربع سنوات ونصفا لناشطة تونسية على إنستغرام بتهم