الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراجيح العيد هم جديد

محمد داود

2011 / 8 / 31
حقوق الاطفال والشبيبة


للأطفال النصيب الأكبر من العيد، تلك الطفولة المظلومة المكبوتة والمحاصرة، ولكن أن ينقلب الفرح إلى ترح فهنا الفاجعة فخلال أيام العيد تزخر مستشفياتنا بالعديد من الأطفال المصابين، فقد وصل إلى قسم الاستقبال بمستشفى الشفاء خلال اليومين الماضيين عدة حالات لأطفال سقطوا من أعالي المراجيح المنتشرة في شوارع وأزقة أحياء قطاع غزة، لتغتال البراءة وفرحة الطفولة وتتسبب لهم بالأذية وكسور مختلفة، منها: في جمجمة الرأس لطفل عشرة أعوام، ولفك لطفل ثاني وطفل ثالث قد سقط على رقبته، حيث لم يجد من ينقله إلى المشفى وبقي يصرخ لفترة طويلة وهو ملقى على الأرض، والتسبب بجرح أطفال آخرين بجروح مختلفة في الرأس واليدين .. نسأل الله الشفاء العاجل لهم.
الأهالي غير معافين من المسؤولية عن متابعة أبنائهم، إذ لا يمكن حرمان الطفل من فرحة العيد، ولا يمكنهم أن يقفوا حارساً أو حصنا منيعاً أمام أطفالهم الذين يبحثون عن وسائل ترفيه وإسعاد لهم، فالمراجيح هي أحد طقوس العيد السعيد، إلا أننا نحمل المسؤولية الكاملة لأصحاب هذه المراجيح الذين يستهترون بحياة أطفالنا، دون الحرص عليهم بوضع وسائل الأمان والحماية والسلامة لأطفالنا، فنجد من يدير هذه المراجيح أطفال لا يملكون من الوعي ولا القوة شيئاً، همهم الوحيد الكسب والربح، فتلك المراجيح توضع في أماكن متخصصه ويديرها رجالها الذين يحافظون على وضع الأوزان وتوزيع الحمولة بما يتناسب، وجلوس الأطفال في مقاعدهم والسيطرة على الأطفال والمرجيحة.
لم يتوقف الأمر عند هذا الشأن، فهناك عدة وسائل ترفيهية باتت منتشرة في قطاع غزة، أصبحت أشد خطراً على حياة أطفالنا، الذين يتلقون العيدية فيسارعون إلى الشارع فتستقطبهم المراجيح ومحال الألعاب والترفيه التي تفتقد إلى وسائل الأمان، وقد نجحت الجهات المختصة في كبح جماح مروجي المفرقعات التي انتشرت لفترة وخلفت عشرات الإعاقات والحروق، إلا أن ظاهرة جديد باتت تطفوا على السطح وتروج لاتقل خطورة عن المفرقعات والمراجيح هي "الدراجات النارية" صغيرة الحجم التي تستهدف الأطفال و"التوكتوك"، إذ تسبب الأخير في سقوط طفل، بعد أن أرتطم التوكتوك في أحد المطبات وهو محمل بعشرات الأطفال الذي يجوب بهم في شوارع الحي، فقذف الطفل خارج صندوق التوكتوك وطرحه أرضاً وقد تسبب في جروح كبيرة للطفل، نقل على أثره إلى المشفى.
لم ينتهي الاستهتار بأرواح أطفالنا مقابل حفنة من المال، إذ سارع أصحاب هذا الكار بتوسيع أعمالهم بإدخال درجات نارية صغيرة الحجم ذو عجلتين وأربعة عجلات والسماح للأطفال بقيادتها، والتسابق فيما بينهم، وقد تسببت أيضاً في سقوط ضحايا من الأطفال .
إننا في هذا المقام الرفيع نناشد الجهات المسؤولة في المتابعة والسلامة بوضع ضوابط لهؤلاء المستهترين بأرواح أطفالنا الأبرياء وخطفت البسمة عنهم واغتالت فرحتهم؛ لأنهم أرادوا إسعاد أنفسهم فنقلبت السعادة إلى حزن ومأساة. وقد صدق قول والد أحد المصابين جراء سقوطه عن أحد تلك المراجيح بأنها هم جديد لنا.
وكل عام وأنتم بخير
كاتب وباحث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و


.. لحظة اعتقال قوات الاحتلال حارس القنصل اليوناني داخل كنيسة ال




.. حملة أمنية تسفر عن اعتقال 600 متهم من عصابات الجريمة المنظمة


.. لبنان وأزمة اللاجئين السوريين.. -رشوة- أوروبية أم حلول ناقصة




.. وقفة لرفض اعتقال ناشط سياسي دعا لا?سقاط التطبيع مع الاحتلال