الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي .. في نقد توظيف النزعات العرقية لخدمة الأجندة الفرانكفونية-الصهيونية في المغرب العربي

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2011 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


يواجه الربيع العربي؛ اليوم في أقطار المغرب العربي؛ تحديات في غاية الخطورة؛ و ذلك نتيجة انبعاث النزعات العرقية؛ الموجهة لخدمة مصالح خارجية؛ هذه النزعات التي أصبحت تعلن بشكل مباشر و صريح؛ عن عرقلة هذا الحراك الشعبي؛ إن لم يخدم مصالحها الفئوية الخاصة؛ التي لا تنفصل طبعا؛ عن مصالح النيوكولونيالية .
و إذا كان التطرف العرقي الأمازيغي؛ لم يطف إلى الوجود إلا مع الحركة الاستعمارية؛ التي ضربت الاستقرار الأمني و الثقافي لمجموع دول المغرب العربي؛ فإن الأجندة الاستعمارية التي مثلتها هذه الحركات العرقية؛ استمرت رغم انسحاب الاستعمار الفرنسي؛ على وقع ضربات المقاومة المسلحة؛ و كان استمرارها أكبر مؤشر على استمرارية الاستعمار؛ بأشكال غير عسكرية؛ عبر الاختراق الثقافي و اللغوي .
اليوم؛ تحضر هذه الحركات العرقية المتطرفة؛ حاملة لمشروع استعماري جديد؛ يسعى إلى استغلال اللحظة الثورية؛ قصد التدشين لمرحلة جديدة في المغرب العربي؛ و أهم ملامح هذه المرحلة؛ تتجلى في محاربة الانتماء الحضاري العربي/الإسلامي للمنطقة؛ لغة و ثقافة؛ و انتماء سياسيا و اجتماعيا كذلك؛ و ذلك من خلال بناء مشروع إيديولوجي متكامل؛ تلعب فيه فرنسا في شراكة مع الكيان الصهيوني؛ دور القيادة .
و قد بدأت ملامح هذا المشروع تعلن عن نفسها بجلاء؛ من خلال الحديث عن دور حركات التطرف الأمازيغي؛ في صياغة مستقبل منطقة المغرب العربي؛ على المقاس الاستعماري القديم؛ الذي استخدم جميع أنواع الأسلحة؛ لفرض حائط برلين الذي يفصل بين الأمازيغ و العرب؛ و ذلك لتسهيل مهمة الاستعمار في فرض الهيمنة الاقتصادية و السياسية و الثقافية؛ عبر تفعيل خطة ( فرق تسد ) .

1- درس حركات التحرر الوطني
جاء الربيع العربي كتتويج لعقود من النضال العربي المشترك؛ ضد الأجندة الاستعمارية خارجيا و ضد عملاء المستعمر في الداخل. و قد كان الإجماع وطنيا و قوميا على محاربة كل من يسعى إلى زعزعة الانتماء الحضاري للشعوب العربية؛ و ذلك لأن قادة النضال كانوا على علم تام؛ بأن المدخل الأساسي للاستعمار و الهيمنة؛ هو إفقاد الشعوب العربية امتدادها الحضاري.
و ضمن السياق التاريخي الذي نعيشه اليوم؛ فإن الأمر أكثر خطورة من سابقه؛ خصوصا و أن هناك من يسعى إلى قلب التوازنات السائدة؛ خدمة لأجندة استعمارية لا يشترك معها سوى في الفتات؛ و ذلك حينما يسعى إلى إفراغ هذا الزخم الثوري من انتمائه الحضاري؛ لتحويله إلى جثة هامدة بلا روح و بلا حراك .
إن حركات التحرر الوطني؛ حينما كانت تواجه بقوة النزعات العرقية؛ فإنها كانت على إدراك تام لخطورة هذه النزعات؛ التي تسعى إلى عرقلة النضال الحقيقي؛ من أجل الاستقلال و التحرر؛ و تحويله إلى نزاعات إقليمية/داخلية تشل الحركية النضالية وتجرها إلى الخلف.
و من هذا المنظور؛ فإن الاستعمار الفرنسي في المغرب العربي؛ حينما خطط لشل حركية النضال الوطني؛ لجأ إلى شحن هذه النزعات العرقية؛ و عمل على تفجيرها في وجه حركات التحرر الوطني.
و إذا أخذنا المغرب كنموذج؛ فإن سنة 1930 تؤرخ لهذه المؤامرة الاستعمارية الخبيثة؛ التي سعت إلى تحويل وجهة الصراع؛ من صراع المغاربة (جميع المغاربة) ضد المستعمر؛ إلى صراع من نوع آخر؛ كان يسعى الاستعمار إلى تدشينه؛ و هو صراع المغاربة ضد بعضهم البعض؛ و طبعا الرابح الأكبر من هذه المعركة (الدونكشوطية!) هو المستعمر؛ الذي يسعى إلى بسط هيمنته على الجميع في الأخير.
وحسب الأستاذ محمد عابد الجابري؛ فإن 1930 هي السنة التي اختارها الفرنسيون؛ للإعلان عن الشروع في تطبيق مخططهم الاستعماري-الظهير البربري- الذي كان يهدف إلى النيل بكيفية خطيرة و مباشرة من الكيان المغربي؛ الاجتماعي و السياسي و الثقافي و الديني؛ و ذلك بالفصل في سكان المغرب؛ بين ما كانت تسميه سلطات الحماية –العنصر العربي- من جهة و –العنصر البربري- من جهة أخرى؛ فصلا حضاريا شاملا؛ كان المقصود منه فرنسة القسم الأكبر من الشعب المغربي؛ هذا القسم الذي لم يكن قد استسلم بعد؛ بكيفية نهائية لسلطات الاحتلال . (1)
إن استحضار الخلفية التاريخية هنا؛ ليس لترسيخ نظرية المؤامرة؛ و لكن للتحذير من مخاطر الطريق التي يمكنها أن تهدد الربيع العربي في أي حين؛ و هي مخاطر جدية و ليست من نسج الخيال؛ خصوصا و أن التهافت على قطف الثمار قبل نضوجها؛ بدأ يفرض نفسه بقوة؛ من خلال ارتفاع الأصوات المنادية باستثمار هذا الحراك الشعبي؛ للتأسيس لمرحلة جديدة؛ قوامها رد الاعتبار للنزعات العرقية؛ التي اختفت مع النضال الوطني؛ و ذلك باعتبارها سلاح المعركة الجديد؛ الذي صنعه الغرب و صدره لنا؛ كي نستعمله للإجهاز على كل آمالنا في التحرر من الاستبداد و التسلط؛ كما صدره لنا في مرحلة سابقة للإجهاز على آمالنا في التحرر و الاستقلال .
2- أجندة فرانكفونية-صهيونية مفضوحة
حينما نتحدث عن هذه النزعات العرقية؛ فإننا نقصد بوضوح تام؛ ما تشكله حركات التطرف العرقي الأمازيغي؛ من تحديات مستقبلية؛ خصوصا في دول المغرب العربي؛ و التي أصبح تروج لمغالطات مفضوحة؛ تقوم على أساس تزوير التاريخ؛ لاستثمار اللحظة الثورية؛ لخدمة أجندة خارجية بالدرجة الأولى. و يمكن تصنيف هذه الأجندة إلى مستويين على الأقل:
2-1- أجندة فرانكفونية
وهي أجندة ترتبط بمصالح فرنسا في مستعمراتها السابقة؛ و لهذا الاعتبار مسوغه المنطقي؛ فالاستعمار الفرنسي قبل أن ينسحب؛ فإنه خلف نخبة إدارية و عسكرية؛ شكلها على مقاسه في مدارس البعثة الفرنسية؛ التي كانت موجهة بالأساس لأبناء الأمازيغ؛ سعيا منه لخلق أتباع قابلين للتوظيف.
فقد عمدت الحماية الفرنسية في هذا الميدان إلى إنشاء ما أسمته بالمدارس البربرية-الفرنسية؛ و هي المدارس التي كان الهدف منها إنشاء جيل مقطوع الصلة تماما؛ بالتراث العربي الإسلامي من جهة؛ و متشبع أكثر ما يمكن بالتراث الفرنسي و القيم الحضارية الغربية المسيحية؛ من جهة أخرى. (2)
و لعل هذا هو ما تحقق فعليا؛ فأخطر ما تواجهه دول المغرب العربي اليوم؛ هو هذه النخبة الأمازيغية المفرنسة؛ التي نجح الاستعمار في فصلها عن انتمائها الحضاري العربي/الإسلامي؛ الذي شكل على الدوام الهوية المغاربية.
و هذه النخبة مستعدة في كل حين لعرقلة أي حراك اجتماعي؛ لا ترى أنه يخدم مصالح المتربول الذي تمثله؛ و نحن هنا لا نعدم الأمثلة؛ فهي كثيرة؛ و لكن لنقتصر منها؛ على قبايليي الجزائر؛ الذين تحولوا إلى دمى في يد فرنسا؛ تحركها في أي اتجاه تريد؛ و في الوقت الذي تريد؛ و جميع هذه التحركات تكون إجابة من فرنسا على قضية خلافية تجمعها مع الحكومة الجزائرية؛ و قد وصلت غاية هذا التوظيف؛ من خلال إعلان؛ الحكومة القبايلية لتمثيل أمازيغ الجزائر؛ بدعم فرنسي كامل و قوي؛ ردا على الدعوات الجزائرية المطالبة؛ باعتراف فرنسا بالجرائم التي اقترفتها خلال المرحلة الاستعمارية .

2-2- أجندة صهيونية:
بالإضافة إلى التوظيف الفرنسي للأمازيغ في المغرب العربي؛ فإن الصهاينة يلتحقون اليوم بهذا الركب؛ و هم يدخلون الآن من بوابة دعم الأقليات في العالم العربي؛ في انتظار توظيفها لوأد الطموحات الوحدوية للشعوب العربية؛ و هي طموحات تعرف إسرائيل قبل غيرها؛ أنها اليوم وصلت إلى درجة النضج؛ بعد إسقاط الأنظمة الديكتاتورية؛ التي كانت تحمي مصالحها سابقا.
و لذلك فإن الصهاينة يستعدون الآن لكسر الأفق الوحدوي العربي؛ عبر توظيف حركات التطرف الأمازيغي في المغرب العربي؛ في انتظار عزلها عن التحولات الجارية في المنطقة العربية؛ و من هنا يمكن أن نفهم الحديث المتكرر اليوم؛ عما يسمى بثورات شمال إفريقيا؛ كبديل لمسمى الربيع العربي؛ الذي فرض نفسه أكاديميا و إعلاميا؛ عبر العالم و بجميع اللغات .
و في هذا الصدد يمكن استحضار دراسة إسرائيلية أعدها (تسيفي مزائيل) الخبير الإستراتيجي الإسرائيلي وسفير تل أبيب السابق لدى القاهرة؛ ونشرها المركز الأورشليمي للدراسات السياسية والإستراتيجية (3) ؛ رصد من خلالها موقف إسرائيل حيال التغيرات السياسية؛ التي يشهدها العالم العربي؛ ومدى تأثيرها على أوضاع الأقليات الدينية والقومية؛ مشيرا فى بدايتها إلى أن السؤال الذي يطرح نفسه في تلك المرحلة هو: هل الهدف من وراء الثورات التي شهدتها مصر وتونس ولازالت تشهدها أقطار عربية أخرى؛ هو تلبية رغبات العرب والمسلمين في تلك البلدان؛ أم أنها جاءت لتلبي مطالب جماعية، أي بما فيها مطالب الأقليات ؟
و قد تناول الخبير الصهيوني في دراسته؛ جوابا على هذا السؤال؛ ثلاثة محاور أساسية؛ حاول من خلالها توضيح الرؤية الإسرائيلية لملف الأقليات فى العالم العربي:
• يثير الخبير الصهيوني من خلال المحور الأول؛ قضية الأكراد في العراق وتركيا؛ باعتبارها مجالاً خصباً للتدخل الإسرائيلي في ملف الأقليات بمنطقة الشرق الأوسط .
• و في محور آخر؛ يثير الخبير الصهيوني قضية الأقباط في مصر؛ باعتبارها الورقة الرابحة؛ للضغط على مصر للالتزام باتفاقية " كامب ديفيد" التي تقيد مصر و تمنعها من ممارسة كامل سيادتها على أرضها؛ وكذلك على قرارها السياسي.
• لكن تركيز الخبير الصهيوني في الدراسة؛ كان أكثر على الأمازيغ؛ في دول شمال أفريقيا, حيث أشار فى دراسته؛ إلى أن هؤلاء البربر عاشوا طوال القرون الماضية تحت (الاحتلال) العربي؛ على الرغم من أنهم (السكان الأصليين) في شمال أفريقيا؛ التي تضم الجزائر والمغرب وليبيا؛ وقد أطلق عليهم الرومان؛ البربر لعدم حديثهم باللاتينية أو اليونانية؛ وهم أصحاب ثقافة زراعية سابقة عن ظهور الإسلام ويطلقون على أنفسهم أسم الأمازيغ.
و يجد هذا التركيز الإسرائيلي؛ على الأمازيغ في شمال إفريقيا؛ يجد تفسيره في العلاقات المفضوحة التي أصبحت تربط الكيان الصهيوني؛ بحركات التطرف الأمازيغي؛ سواء في الجزائر أو في المغرب (وفي ليبيا و تونس الثورة)؛ تحت ادعاءات واهية ترتبط بالانتماء العرقي؛ لكنها تخفي في الحقيقة؛ ما أصبحت تمثله هذه الحركات؛ من خطر داهم على سيادة و وحدة دول المغرب العربي.
و في هذا الصدد فإن هذه الحركات العرقية؛ تتبجح بعلاقاتها المشبوهة بالكيان الصهيوني؛ هذه العلاقات التي يعتبرها أحدهم "إحدى وسائل الدفاع عن النفس، ضد الاستهداف الذي يتعرض له أمازيغ المنطقة المغاربية من القوميين العرب ومن بعض المتطرفين الإسلاميين.(4)
و إذا كان الكيان الصهيوني ينظر للعب ورقة الأقليات في العالم العربي؛ لكبح جماح المد الثوري العربي؛ فإن إسرائيل نفسها لا تعدم وجود هذا التعدد العرقي و اللغوي؛ لكنها تقاربه بطريقتها الخاصة المرتبطة بالوحدة القومية.
ففي حديث الرئيس الإسرائيلي السابق (إسحاق فانون) عن موضوع صراع "التجمعات المختلفة" في ( إسرائيل)؛ أقر بأنه يوجد في( إسرائيل) ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف يهودي (في ذلك الوقت) جاؤوا من 102 بلدا ويتكلمون 81 لغة، ومن المهمات الرئيسية لإسرائيل؛ أن تعرف كيف توحدهم في قومية واحدة، وأكد أن هذا سيتم خلال 30-40 سنة، بحيث لا يصبح هناك إلا مواطنون إسرائيليون فقط؛ وتنسى المجموعات أصولها الأولى؛ وتنصهر في بوتقة المجتمع الإسرائيلي الواحدة" .(5)
هذا في إسرائيل؛ أما في العالم العربي فما هو حرام عليكم حلال علينا؛ إنه الكيل بمكيالين؛ وهي صنعة يتقنها الكيان الصهيوني؛ بشكل جيد وأكثر من أي أحد غيره؛ ففي الوقت الذي تمارس إسرائيل تطهيرا عرقيا لا مثيل له في التاريخ؛ لتشكيل الدولة اليهودية الخالصة؛ من منظور هتليري؛ يقوم على أساس نظرية النقاء العرقي؛ في هذا الوقت بالذات تسعى إلى تقديم الدروس الرخيصة للعالم العربي؛ الذي عاش قرونا من الوئام والتعايش بين مختلف الأعراق والإثنيات؛ عبر المزاوجة بين الانتماء الحضاري العربي/الإسلامي من جهة؛ و المحافظة على خصوصيتها من جهة أخرى؛ و لذلك فإن العرب/المسلمون لم يمارسوا في تاريخهم أي تطهير عرقي؛ بل إن الجذب الحضاري الذي مثلته الحضارة العربية لأقوام و أعراق و إثنيات مختلفة؛ كان ينطلق من معيار ( و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .

3- تعدد الأعراق و وحدة المنظور الحضاري
لقد كانت التعددية في العالم العربي واقعا معاشا؛ و لا يشكل أي عائق في وجه الانتماء الحضاري العربي/الإسلامي؛ لأن جميع الأعراق و الإثنيات انتمت إلى الحضارة العربية/الإسلامية عن طيب خاطر و من دون أي عنف رمزي.
وهذا ما أهلها لتكون فاعلة في بناء الصرح الحضاري العربي/ الإسلامي من دون أي عقد نقص؛ بل على العكس من ذلك ساهم البربر و معهم الفرس و الأتراك؛ من موقع ريادي؛ في تطوير العلم و السياسة و الاقتصاد؛ بلغة عربية فصيحة و بمتخيل عربي/إسلامي أصيل.
إن الثقافة العربية؛ كما تشكلت تاريخيا؛ مقوم أساسي من مقومات الشخصية العربية؛ وعنصر أساسي كذلك في وحدة الأمة العربية؛ غير أن الوحدة الثقافية على صعيد الوطن العربي (..) لا تعني قط فرض نموذج ثقافي معين على الأنماط الثقافية الأخرى المتعددة و المتعايشة (..) إن التعدد الثقافي –يؤكد الأستاذ الجابري- في الوطن العربي واقعة أساسية لا يجوز القفز عليها؛ بل بالعكس لا بد من توظيفها بوعي؛ في إغناء و إخصاب الثقافة العربية القومية؛ وتطويرها وتوسيع مجالها الحيوي. (6)
يركز الأستاذ الجابري على التشكل التاريخي للثقافة العربية (الثقافة العربية كما تشكلت تاريخيا)؛ و ذلك للتأكيد على الانفتاح الذي تميزت به؛ فهي لم تفرض نفسها كمنجز كامل؛ يرتبط بمرحلة زمنية و انتماء جغرافي؛ بل تشكلت عبر التاريخ بمساهمة فاعلة لكل الأعراق التي انتمت إليها؛ و لذلك فإن الانتماء الحضاري العربي/الإسلامي؛ ليس انتماء قوميا مغلقا يتخذ طابعا عرقيا؛ بل هو انتماء حضاري مفتوح على كل أشكال التطوير و البناء .
من هذا المنظور –إذن- تعايشت مختلف الأعراق ضمن الانتماء الحضاري العربي/الإسلامي؛ لقرون؛ من دون أن يثار إشكال العرق؛ و كان الجميع يشعر بانتمائه الحضاري و يمارسه؛ من دون أي مركب نقص أو تفوق.
لكن البدايات الأولى لظهور هذه النزعات العرقية؛ كانت بالأساس منذ الهجمة الاستعمارية على العالم العربي؛ حيث سعى الاستعمار إلى توظيف هذا التعدد؛ لبلقنة المنطقة العربية؛ و ذلك لتسهيل مهمته في بسط نفوذه الاستعماري؛ عملا بالمقولة الاستعمارية (فرق تسد).
و رغم هذه المجهودات الاستعمارية الكبيرة؛ في فرض البلقنة و التشرذم كأمر واقع في العالم العربي؛ بذريعة الأصل و الانتماء العرقي؛ فإن الوعي القومي الذي كان يخترق الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج؛ بعامتها و نخبها؛ هذا الوعي ساهم إلى أبعد الحدود؛ في تكسير هذه الإستراتيجية الاستعمارية على صخرة الواقع؛ الذي يثبت أن العالم العربي شكل تاريخيا وحدة حضارية؛ لا يمكن لأي قوة في العالم أن تفككها؛ و قوة هذه الوحدة تكمن في تجاوزها لمعايير السياسة؛ لتخترق اللاشعور الاجتماعي و الجمعي؛ عبر صياغة رؤية مشتركة للعالم و متخيل مشترك و بنية فكرية مشتركة ... و هذه مقومات حضارية؛ لا يمكن لسياسي مؤدلج أن يفهمها؛ لأنها تحتاج إلى مجهود أركيولوجي و جينيالوجي؛ يتجاوز قدرات إيديولوجية البلقنة و التقسيم .
إن ورقة الأمازيغ التي تسعى فرنسا؛ في شراكة مع الكيان الصهيوني؛ إلى لعبها في المغرب العربي اليوم؛ لتشكيل المنطقة على المقاس؛ خدمة لمصالحهما الإستراتيجية؛ هذه الورقة أصبحت رثة و فاقدة لأية قيمة؛ وذلك لأن الوعي الشعبي في العالم العربي من المحيط إلى الخليج؛ وصل مرحلة الرشد؛ و لن يسمح بأية رقابة خارجية؛ تعتبر من جنس الاحتلال؛ الذي تمت مواجهته بحكمة و قوة؛ حينما سعى إلى لعب هذه الورقة خلال المرحلة الاستعمارية.
و لذلك فإن المد الثوري الذي يضرب العالم العربي؛ مبشرا بعهد جديد؛ يقطع مع عهود من الاستبداد و التسلط؛ هذا المد يمتلك وعيا حادا بانتمائه الحضاري العربي/الإسلامي؛ و هو مستعد في أية لحظة لدمج تحديات الخارج مع تحديات الداخل؛ كلما أحس أن قوة خارجية تسعى إلى استثماره في تحقيق أهدافها الخاصة.
و لعل أبرز دليل على ذلك؛ هو ما عاشته مصر خلال الفترة القريبة؛ حينما تحول ميدان التحرير في القاهرة؛ إلى مكان مشحون بالرمزية و الدلالة؛ و هو يثور بنفس الشعارات و بنفس الزخم الشعبي؛ ضد الاستبداد و التسلط؛ و كذلك ضد كل الخطط الصهيونية؛ التي تسعى إلى الصيد في الماء العكر؛ و كم كان هذا المشهد مؤثرا و تاريخيا إلى أبعد الحدود؛ حينما اختلط البعد الوطني بالبعد القومي؛ و تداخلت تحديات الداخل مع تحديات الخارج؛ و ثارت الكرامة العربية في وجه الصهاينة؛ و هي في عز نزيفها !!!
هذا المشهد ليس استثناء في العالم العربي؛ و لكنه يمثل القاعدة؛ فما حدث في مصر؛ يمكن أن يتكرر في المغرب و الجزائر و ليبيا و في سوريا و العراق و اليمن... و بنفس الشكل و المضمون؛ فلا يظنن أحد أن الفرصة مواتية لفرض أجندة استعمارية على الشعوب العربية؛ لأنه رغم عقود من الاستبداد و التسلط و العمالة للخارج؛ لا زال الوعي العربي حادا؛ و هو مستعد للانتفاض في أية لحظة؛ ضد كل الأجندة الاستعمارية؛ التي يسعى الغرب إلى توطينها؛ بمساعدة قوى داخلية؛ ترضى بالعيش على الفتات .



الهوامش:
1- محمد عابد الجابري – أضواء على مشكل التعليم في المغرب – دار النشر المغربية –ط: 1- 1973 ص: 29
2- نفس المرجع – ص: 29
3- تسيفي مزائيل- الوقع الرسمي للمركز الأورشليمي للدراسات السياسية و الإستراتيجية .
4- تصريح الناشط الأمازيغي أحمد الدغرني لموقع قدس بريس؛ نقلا عن موقع هسبريس على الرابط التالي: http://hespress.com/permalink/14662.html
5- تصريح اسحق فانون( الرئيس الاسرائيلى السابق) لمراسل صحيفة لوموند الفرنسية في 23/02/1983 .
6- محمد عابد الجابري - إشكاليات الفكر العربي المعاصر- مركز دراسات الوحدة العربية – ط: 1 - 1989 - ص: 42








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نظرية الموامرة في خدمة القومجية
أمناي أمازيغ ( 2011 / 8 / 31 - 14:45 )
تعتبر نظرية الموامرة من أهم الادوات التي يلجأ إليها القومجيون العرب من أجل إجهاض الحركات التحررية من دون وجع الرأس .
عوض أن تقدم حلولا تتصل بالواقع الذي يميزه التعدد الثقافي ، تتهم من يخالفونكم الافكار بالعمالة والخيانة ، وأنهم ينفدون أجندة أجنبية !!!، نفس الأسطوانة المشروخة التي يكررها نظام بشار الأسد الدموي لإسكات شعبه التواق إلى الحرية بالبنادق والدبابات و لم لا فهي مؤامرة صهيونية !!!. نريد أن نعرف موقف الكاتب من الثورة السورية ؟ أم أنها مؤامرة وليست ثورة من أجل الحرية والكرامة .
مسألة العرق غير مطروحة في القضية الأمازيغية يا أستاذ ؟ هل تعلم لماذا ، لأن الامر لا يعدو كونه ثرثارة زاعقة تصرفنا عن ما هو مهم ؟ الامازيغ هم بصدد الدفاع عن ثقافتهم ولغتهم وهويتهم التاريخية في أرضهم ،باختصار نريد أن نكون.


2 - تكملة
أمناي أمازيغ ( 2011 / 8 / 31 - 14:51 )
اسلوبك العنصري والإقصائي في الخطاب لا يخدمك ،و أرى فيه مبررا لقومية بعض الأمازيغ وعنصريتهم تجاه أمثالك . لأنه من المنطقي جدا أن ينكرك من تتنكر لحقوقه .
منطق الكيل بمكيالين حاضر في هذه المقالة كديدن القومجيين ، فهم يقفون بالمرصاد لسياسة التهويد في إسرائيل !! و في نفس الوقت لا يخفون دفاعهم عن التعريب والتخريب ، بل إن سياسة التعريب أخطر من التهويد من حيث اهدافها وجوهرها ، فإسرائيل لا تمنع العرب من تسمية ابنائهم بأسماء عربية ، كما هو حاصل في بلاد الأمازيغ .هذا على سبيل المثال لا الحصر .
فلتسأل عربيا من عربي الداخل الإسرائيلي هذا السؤال : هل تفضل أن تعيش في أي دولة من الدول المستبدة المسماة عربية أم في دولة إسرائيل ؟ أنا متأكد أنك تعرف الجواب .
إسرائيل دولة ال-48 ما فتئت تقدم لدول الغزاة العرب والمسلمين الدروس تلو الدروس في الديمقراطية ،وتعتبر من الدول المتقدمة على شتى الاصعدة في منطقة الشرق الأوسط ، لكن هذه الحقائق تتنكرون لها ، فهذه هي طبيعتكم ، وهذا مرده إلى بعدكم عن الواقع وغرقكم في أوهام الوطن العربي الوهمي ، والأدهى والامر هو عندما تطرحونه كبديل لا محيد عنه لبناء الديمقراطية (كذا !!!


3 - الإسلام والقومجية
أمناي أمازيغ ( 2011 / 8 / 31 - 18:24 )
عن أي حضارة عربية و إسلامية تتحدث أيها الكاتب ،سبي النساء و إستعباد الناس ومضاجعة ملكات اليمين والسرائر و الإستيلاء على ثرواتهم وأراضيهم و احتلالها مدى الحياة ، هل هذا ما تسميه ثقافة ؟ على من تضحك ، يا رجل أنت تسيء للحضارة اليونانية والفرنسية و المصرية القديمة، حينما تصف هذه الجرائم على أنها حضارة .
الإستبداد والعنصرية والإقصاء و التخلف الذي نتمرغ فيه نتاج الثقافة العربية الصحراوية البدوية ، ذلك المشروع السياسي الذي أوجده محمد بالسيف و حق القوة .
أنت تقول : -لقد كانت التعددية في العالم العربي واقعا معاشا؛ و لا يشكل أي عائق في وجه الانتماء الحضاري العربي/الإسلامي؛ لأن جميع الأعراق و الإثنيات انتمت إلى الحضارة العربية/الإسلامية عن طيب خاطر و من دون أي عنف رمزي.- ما هذا الكذب والتدليس ، الحقيقة التاريخية التي لا ينكرها إلا جاحد ، هي أن الغزاة العرب المسلمين دخلو إلى شمال إفريقيا بالسيف وليس بالورود ، وفرضو ثقافتهم الصحراوية والبدوية على شعوب مسالمة- ذنبها أنها لا تدين بدين محمد - بمنطق القوة ، لو كان الامر طيب خاطر ، لما اعتنقه أقحاح العرب أنفسهم في مكة


4 - الإسلام والقومجية 2
أمناي أمازيغ ( 2011 / 8 / 31 - 18:32 )
إن دينك الذي تستعمله كورقة مهمة لخدمة المشروع القومجي العنصري ، أساء كثيرا إلى الإنسانية ، وأغرق مليار انسان في التخلف إلى درجة يستحيل معها التفكير في اللحاق بقطار التقدم والحضارة الإنسانية ، هل ثقافة التخلف هي ما تسميه حضارة ؟؟
والجريمة الإنسانية التي ارتكبها دين محمد هي أنه تسبب في إبادة حضارات إنسانية عريقة ، كالفرعونية والامازيغية والسريانية ... ، ليحل محلها ثقافة بدوية صحراوية ترعى الخنوع والإستبداد .
تنميرت


5 - الى العزيز امناي امازيغ
ميس اومازيغ ( 2011 / 8 / 31 - 22:14 )
عزيزي امناي امازيغ ازول امغناس/ اعتقد ان ما اوردته في تعليقك كاف لأيقاف هذا الشخص عند حده وبالتالي ارى ان لا حاجة لمسايرته فيما يهدف اليه والذي لا يخفى علينا نحن الأمازيغ اذ لغبائه يعتقد انه بمحاولة احيائه لمواضيع سبق الحسم فيها واسيل بشانها كثير من الحبر قد يجعلنا ندور في حلقة مفرغة في الوقت الذي يتعين علينا فيه ان نشمر على سواعدنا لتحقيق اهافنا بعد ترتيب بيتنا الأمازيغي الشمال الأفريقي والعمل بكل ما اوتينا من جهد لللحاق بركب الحضارة البشرية بعد فك الأرتباط بالفكر البدوي العربي الخرافي والنهل من منابعنا ألأصلية.
لم يبقى لهاذا الشخص سوى البحث عن فؤاد بوعلي عله يساعده في جر المحراث
لقد سبق ان قرات مقالة هذا الشخص ولم اكلف نفسي عناء التعليق الذي يرغب فيه لأنني اشعر بانه يريد ه مسكنا له لتعذيبه نفسه
ثمنسيوين ايغوذان


6 - ليس اشد اعمى من الذين لا يريدون ان يبصروا
اسماعيل ( 2011 / 9 / 1 - 10:50 )
مجزرة التطهير العرقي التي قامت بها صدام بطل -البوابة الشرقية للعروبة والمسلمين- ضد الشعب الكوردي المسلم المسالم في كوردستان العرق سنة 1988 عندما قام قواته العسكرية بهدم 4000 قرية وتسويتها بارض مع مدارسها وجوامعها بعمليات تطهير عرقي مبرمج ومستخدما الاية القرانية-انفال- وماكانت علينا سوى السكوت لانه لو كنا ترفع صوتنا لابادنا لانعتتنا اجهزة اعلامه بالخونة والجيب العميل وتعاملت معنا الاخرين من الشعب بنفس المنطق ولاسلوب لانهم كانوا المستفادين وسميت الاراضي الزراعية للاكراد وامتعتهم التي وزعت على العسكريين والعرب الوافدين الجدد الى المنطقة من قبل الحكومة ب-الغنائم- مطبقا ومجددا اساليب الدعوة الاسلامية التي مورست منذ بداية الفتوحات الاسلامية. وعلى العكس لو نريد بناء مجتمع مدني جديد لاجيالنا القادمة يجب الاعتراف باخطاء الماضي والبحث عن جذور المشاكل والمعوقات التي عانت منها شعوبنا وخاصة الاقليات والاقوام والاديان الاخرى التي تعيش منذ الاف السنين في المنطقة ولا ننعتهم بالكفار او الخونه لانها مودة قديمة ومن يريد الحرية لنفسه عليه اولا ان يدافع عن حرية واختيار الاخر المختلف عنه


7 - الساكت عن الحق شيطان اخرس- مثال قديم
اسماعيل ( 2011 / 9 / 1 - 14:44 )
السيد الكاتب: بعدم سماحك للجزء الاول من تعليقي فقد تسببت بعرض موقفي بشكل مجزء وغير كامل فالتعليق الثاني كانت مكملا للتعليق الاول وحبذا لو تتسعصدرك -القومجي-للحوار والسماح للراي الاخر للظهور واعطاء القراء الاعزاء فرصة التعرف على اراء المختلف بخصوص حقيقة ما يجول ويدور في ما يسمى ب-الوطن العربي- زورا وبهتانا وهي بلد الكثير الكثير من الاقوام الاخرى من-الاقليات- الدينية والقومية والثقافية العائشين على ارضهم وارض اجدادهم منذ الاف السنين واخيرا وهل تعرف يا اخي ان مقياس تحقيق العدالة في اية بلد تكون اعتمادا على ضمانة الحقوق(الثقافية واللغوية والاقتصادية والاجتماعية) وغيرها للجميع لتتمتع بها الاقليات وكذلك الحريات الفردية التي تتمتع بها الفرد في تلك المجتمع لا على درجة تخوين وتكفير و انصهار وتهميش ومحاربة المختلف وتذكر مقولة غاندي العظيم عندما قال: كن انت التغيير التي تريد ان تراه من الاخرين، فاذا كان هذا حال من يدعي الثقافة والحوار فكيف بالتي لا يتقن حتى القراءة و70 بالمائة من شعوبنا وفي منطقتنا الموبوءة بالجهل والدكتاتورية لايعرفون القراءة والكتابة فكيف ناتي بمجتمع عادل بعد عقود الدكتاتورية


8 - دعوه يبتلع المرارة..
إدريس أزيرار ( 2011 / 9 / 1 - 20:33 )
كل ما قاله الكاتب في هذه المقالة من اتهام الامازيغ بالعمالة سبق وان قرأناه له سواء في مقالاته السابقة او في مختلف ردوده على تعليقاتنا..
لن اسهب مرة اخرى بتذكيره بالتاريخ والجغرافية التي تأبى الا ان تقول : شمال افريقيا هي ارض الامازيغ التاريخية مثلما ان جزيرة العرب هي ارض العرب..فقد سبق ان واجهناه بهذه الحقائق ولكن ما وقر في الفكر والوجدان قد وقر ولا سبيل الى زحزحته.
اود ان اصحح- للقراء البسطاء-بعض المغالطات التي جاء بها الكاتب
يقول : جميع الأعراق و الإثنيات انتمت إلى الحضارة العربية/الإسلامية(( عن طيب خاطر و من دون أي عنف رمزي)).
زعمه هذا ما هو الا محض افتراء وتضليل فبالاضافة الى ما ذكره الاخ امناي امازيغ في تعليقه (3) اضيف ان العرب وخصوصا العروبيون منهم حتى يجبروك على تقديس العروبة وقطع لسانك الامازيغي يمارسون عليك ضغوطا معنوية من قبل: النبي عربي.القرآن عربي.اللغة العربية لغة مقدسة وهي لغة اهل الجنة وبها سيحاسب الناس. الآدان والصلاة بالعربية.اللغة العربية افصح اللغات.آدم عليه السلام كان يتحدث العربية...
يتبع


9 - يتبع
إدريس أزيرار ( 2011 / 9 / 1 - 21:00 )
وللاسف الشديد يردد هذه الخزعبلات بعض الامازيغ من المستلبين والجهلة الذي لا يقرأون ولا يبحثون فقد واجهني احد هؤلاء دات مرة على الشات بحكم قاطع حيث قال لي حرفيا (no arab no muslim) اي اذا قلت انك لست عربيا فذا يعني بالقطع انك لست مسلما.ولا ادري في اية آية من القرآن قرأها
اما عن ترهات من مثل : خطر داهم على سيادة و وحدة دول المغرب العربي
اقول : لقد اعفت الانظمة العروبية الشمولية المتعفنة الامازيغ من ان يشكلوا خطرا على(وحدة دول المغرب العربي) فهي من تولت ذلك وهي بتنافسها المحموم وباطماعها اللامحدودة خلقت عداوات ابدية بين شعوبها. والنمودج الجزائري-المغربي خير دليل. هذا ان كانت اصلا الشعوب(العربية) في المشرق والمغرب تؤمن بانها وحدة موحدة ،فقد قالها المشارقة في امثلتهم ( ايش لم الشامي على المغربي ؟!)
اخيرا اقول : الامازيغية تشق طريقها لترى النور في ارضها التاريخية ومن لم يستطع ان يبتلع مرارته عليه ان يمتلك الجرأة وليذهب ليضرم في نفسه النار امام مقر البرلمان احتجاجا على ما انجزته القضية الامازيغة وما انتزعته من اعتراف ولو ناقص.
تحياتي


10 - القومية العربية
فاطمةالزهراء ( 2011 / 9 / 4 - 18:33 )
الاستمرار في الاستناد إلى العروبة العرقية لتحديد هوية المغرب كدولة عربية، فالمواطن الذي يعيش بالأرض الأمازيغية بالمغرب، هو إذن ذو انتماء هوياتي أمازيغي سواء كانت أصوله العرقية عربية أو يهودية أو أندلسية أو رومانية أو فينيقية... وهذا التحديد الترابي للهوية هو وحده القادر على تجاوز النزاعات العرقية التي تحركها النزعات العرقية،فهو ممارسة صهيونية بصيغة قومية عربية . فإذا كان العروبيون بالمغرب يحاربون حقا الصهيونية المحتلة لفلسطين، فعليهم أن يقطعوا مع القومية العربية ويعلنوا الحرب عليها لأنها لا تختلف في مبادئها ومضمونها وأصولها الفكرية عن الصهيونية، ويطالبوا بالاعتراف بأمازيغية الدولة المغربية كهوية منبثقة من الأرض الأمازيغية.




11 - عندما تتجذر الأدلجة العروبية .
الطيب آيت حمودة ( 2011 / 9 / 10 - 15:03 )
حرص القوميين العرب الدفاع عن عروبة شمال إفريقيا باسم الحضارة والثقافة نفاق ، فكل الذين ردوا على صاحب المقال هم خريجوا المدرسة العربية الإسمية ، يتكلمون بنفس اللغة وبنفس الثقافة وبنفس المنهج وبذات التفكير .... هل ميس أومازيغ والسيد أزيرار.... على سبيل المثال عرب ، أم أنهم أمازيغ ناطقون بالعربية ، وأعتقد جازما بأن أغنية الفرنكوفونية والتصهين التي يرمى به الأمازيغ ما هي إلا ابتداع غرضها النيل من مطالب الأمازيغ الأصيلة والشريفة .
قد يكون الطرح مقبولا عندما يصدر من العوام ، أما أن يصدر من لدن كاتب يحمل دكتوراه دولة فذاك تبعية و انسلاخ وفسخ ومسخ ، أو هي( مركوبية ) بأسمى تجلياتها حسب تقديرمولود قاسم رحمه الله .

اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان