الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفة رائعة مع الانسانية

يونس حنون

2011 / 8 / 31
حقوق الاطفال والشبيبة


لا اعرف ماذا يجب ان يكون شعور الانسان عندما يرى فلما لشاب يافع ولد بيدين مشوهتين وساقين تحملانه بصعوبة ومع ذلك ياتي بكل شجاعة ليشارك في حفل لاكتشاف المواهب الغنائية امام جمهور ضخم في استراليا
وماذا سيكون رد فعلك عندما يكون هذا الشاب انسانا بشوشا مبتسما طوال الوقت يرد على اسئلة لجنة التحكيم بدون تكلف وبلا اي استجداء للعطف
وماذا ستكون احاسيسك عندما تسال لجنة التحكيم هذا الشاب عن عمره فيجيب : "لست متاكدا بالضبط ...لاني ولدت في العراق ، وتركتني عائلتي على باب ملجأ انا واخي التوأم ونحن رضيعين في كرتونة احذية لاننا ولدنا مشوهي الاطراف"
وكيف ستنظر الى امه الاسترالية الواقفة بفخر تشجعه في هذا الموقف وبجانبها شقيقه الذي يمتلك نصف الاطراف العليا فقط ، هذه المرأة التي جاءت بهما من العراق الى استراليا في البداية للنظر في امكانية اجراء جراحات تقويمية لهما ثم تبنتهما واصبحا ابناءا لها
بماذا ستشعر عندما يبدا العراقي الاصل ايمانويل كيللي بغناء رائعة جون لينون "تخيل " او "ايماجن" بصوت عذب جعل دموع اعضاء لجنة التحكيم تنهمر خارج السيطرة والجمهور المذهول يهب واقفا للتشجيع ،وشقيق ايمانويل يصفق لاخيه بما تبقى له من طرفين علويين فرحا بالتشجيع الذي ابداه الجمهور الهائل
بماذا يمكن ان تفكر عندما يقول الحكم لايمانويل بعد انتهاء وصلته : "لم تهتز مشاعري في حياتي كما اهتزت امام اداءك الرائع ، انه شيء عظيم ، شجاعتك لا تصدق"

ساكون صريحا واقول اني فقدت السيطرة تماما على مشاعري وانا اشاهد هذا الفلم
لست اريد ان اجري مقارنة انسانية بين فعلة المراة الاسترالية التي تبنت الطفلين المشوهين واوصلتهما الى هذا الحد من الثقة بالنفس ليظهر احدهما ويغني امام الالاف بدون حرج مع فعلة العائلة الاصلية التي رمتهما وهما رضيعان حالما اكتشفت التشويه الذي ولدا به ، فانا كطبيب شاهدت عشرات الاطفال المعاقين في العراق والذين لاتتخلى عنهم عوائلهم حتى اخر لحظة .....لكني فقط اريد ان اسأل : كم في شرقنا المؤمن يمكن ان تتبنى امراة او عائلة اطفالا مشوهين من دولة اخرى وتربيهم بكل هذا الحب والحنان الدافق والذي يمكن رؤيته عندما تتبادل عائلة "ايمانويل" التهاني بنجاحه ؟
تذكرت مقولة الداعية عائض القرني الذي وصف المراة في الغرب بانها : امرأة متبرجة ، جاهلة ، سخيفة ، عارضة أزياء سلعة منبوذة ، بضاعة رخيصة تعرض في كل مكان، لا قيمة لها ، لا عرض ولا شرف ولا ديانة
كم وددت ان ارسل له الفلم مع تساؤل عن مدى انطباق وصفه للمراة الغربية على هذه الانسانة
لكن مانفع الكلام ؟
ادعوكم ياسادتي لمشاهدة الفلم فهو ابلغ من اي كلام
http://www.youtube.com/watch?v=W86jlvrG54o&feature=related








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصه رائعه
سرمد الجراح ( 2011 / 8 / 31 - 21:30 )
عزيزي دكتور يونس, هذه واحده من الاف القصص الانسانيه الكبيره
تذكرني هذه القصه بواحد من اجمل افلام سنه 2009 والمسمى
The Blind Side
اتمنى ان تشاهده ويحكي قصه حقيقيه عن فتى اسود مشرد تحتضنه امراه وتجعله احد ابناءها ليصبح واحد من اشهر لاعبي كرة القدم الامريكيه
تحياتي لك وعيدك مبارك


2 - كل الحب والاحترام
ياقو بلو ( 2011 / 8 / 31 - 21:35 )
كل الحب والاحترام دكتور يونس،واود لو تعرف،ان هذا الفيديو انتشر بين الناس كما النار في الهشيم بسرعة هائلة،والجميع ذرفوا الدموع الغزيرة كما فعلنا انت وانا والاف غيرنا
تحية حب واحترام لكل يد تمد لمن يحتاجها بالحب والسلام


3 - رائعه
رنا المنداى ( 2011 / 8 / 31 - 22:49 )
عزيزى الدكتور يونس ......والله دموعى جرت من عيونى من غير مااحس... هذه قصه جدا مولمه ... طبعا هذوله الاخوان انكتبت لهم حياه وعمر جديد على يد هذه المراه العظيمه......وهاله الغربيين عنده محبه وتفانى اكثر من عندنه.... هذه قديسه وعنده قلب يوسع الدنيا بحاله ...هنيا لهم حياتهم الجديده ونتمنى لهم كل الخير مع هذه الام العظيمه


4 - الانسانيه
نهاد ( 2011 / 8 / 31 - 23:13 )
الدكتور يونس
سلمت يدك على المقاله الرائعه وانا متاكده ان رايك سوف يسفه من قبل البعض الذيم وضع الله في رؤسهم حجرا بدل الدماغ ولا يعرفون للانسانيه معنى اما راي العائض فهو لان المراه الغربيه بكل بساطه لا تلبس الحجاب
دمت


5 - شكر ا دكتور
عبد القادر أنيس ( 2011 / 8 / 31 - 23:59 )
شكرا دكتور .
أمثال القرني يعارضون منذ قرون التبني لأسباب بليدة ويحكمون على أطفال أبرياء بالعيش بلا هوية ولا كرامة ولا حتى اسم.
هؤلاء يقعون تحت طائلة محكمة الجرائم الدولية على جرائم كثيرة منها التمييز العنصري ضد الأطفال والنساء.
تحياتي


6 - اشكرك
فرات الشايب ( 2011 / 9 / 1 - 00:07 )
دكتور دائما تفاجئنا بمقالاتك ...
ولكن هذه المرة اعترف لقد هزتني هذه المقالة .. والتي جعلتني اعيد حساباتي عن معنى السعادة .... والقدرة على العطاء من دون تبرير عجزنا
اشكرك كثيرا على هذه المقالة


7 - الانسانيه
ابو ايمان ( 2011 / 9 / 1 - 00:32 )
ولهذا السبب فتح الله سبحانه بعض خزائن علومه لجنود الانسانيه والرحمه واقفلها وحرمها
علينا نحن المسلمون قاتلي الابرياء ةالاطفال


8 - شكرا جزيلا عزيزي الدكتور
Thamer ( 2011 / 9 / 1 - 00:53 )
الف شكر عزيزي الدكتور على هذه الكلمات
لانها عبرت تماما عن ما دار من حديث بيني وبين زوجتي عندما شاهدنا البرنامج من شاشة التلفزيون
وماادهشنا كذلك تعليق المحكمة التانيه ان رويتك تجعلنا نحس بسخافينا امام شجاعتك
وكذلك تعليق المحكم الثالث انك تستحق ان ترشح للمرحلة التاليه لاشفقتا بك بل لصوتك العذب ولشجاعتك
علما ان السيده التي تبنة الطفلين كانت ةد ساهمة سابقا بجلب طفلتين من الهند ملتصقتين جسديا واجريت لهن عمليه ناجحه في استراليا


9 - أرجو أن تتفضل بقراءة مقالي وشكراً
ليندا كبرييل ( 2011 / 9 / 1 - 04:04 )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=226239
يسعدني أن أكتب إليك وقد مرت الذكرى السنوية الأولى على واحدة من أطيب الحوادث في حياتي ( من أندونيسيا عليكم سلام) عانيت كثيرا وأنا أكتب المقال آملة أن أوفي (أحمد) حقه، ولا أزعم أني استطعت أن أشرح مشاعري تماما
شكل أحمد يشابه بطل قصتك على أسوأ، فهو مشوه إلى درجة تدمي القلب، ومع ذلك لم يقع فريسة إعاقته، وتفوق على نفسه أن عمل في لمّ قمامة الشارع وبيعها على مدّ يده للمحسنين
شاب من عمر ابني، استطعت أن أعبر معه مرحلة بؤس وشقاء، وهو اليوم موظف عليه القيمة والقدر ومحبوب من الجميع لنزاهته وإخلاصه الشديد في العمل فرفعوا معاشه وأحاطوه حبا، كما يعيش الآن قصة حب مع زميلة معاقة مثله، وسنحتفل بزواجهما في الشتاء القادم، وقد قرر الاثنان بكل وعي ونضج أن يعيشا لبعضهما دون إنجاب
أشكرك على المقال كأنه جاء في موعد مقصود لأحتفل بمرور سنة على الحادثة التي حدثتكم عنها في المقال من عام . أعمل في خدمة المعاقين منذ فترة بعيدة وقد ألمحت إلى هذا في مقالاتي الأخيرة عن الزلزال والتسونامي الذي دهم اليابان في ليل أسود مخيف . أكرر شكري وأتمنى النجاح والسعادة للجميع


10 - ابكيتنا ايها المعلم
احمد عبيد ( 2011 / 9 / 1 - 06:56 )
شكرا على ذلك


11 - هنيأ لكم
كامران عبدالرحمن ( 2011 / 9 / 1 - 08:47 )
تحياتي لك دكتور يونس والف شكر على انسانيتك ونبل مشاعرك
الصوره لاتحتاج الى تعليق , ولن ابكي على الطفلين بعدما مدت لهم امهم ( الكافره ) حبلا يتعلقون به على الحياه ويبدعون فيها .. ولكن عزائي على المشهد الخلفي للصوره وما يحويه من بشاعه وتشويه في القيم الانسانيه عند البعض , وياترى كم طفل رمى به القدر في حاويات القمامه او كراتين الاحذيه غير هؤلاء ؟
هنيأ لكم دينكم يا ساده وازيدوا من دعواتكم لكل ( الكفره ) بالنار والسعير !ا
وهنيأ لك يا أيمانويل حياتك الحره الكريمه !ا


12 - الانسانية غير مرتبطه بدين او ملة معينة
بشار ( 2011 / 9 / 1 - 08:53 )
من خلال عملي كمستشار جراحي للاطفال في السويد تاكد لي بما لا يقبل الشك ان الانسان الغربي الفاعل للخير هو افضل من المسلم الذي يعمل المعروف لضمان موقع في الجنة. لقد التقيت و تعاملت مع مئات من السويديين الذين تبنوا اطفالا من مختلف دول العالم المثقله بالكوارث و المآسي من فرط انسانيتهم و يتقبل المجتمع السويدي المتميز بعدم تدينه (كي لا اقول الحاده) هولاء الاطفال
بكل ترحاب
اشكرك لانك شاركت في نشرهذه القصة المؤثرة لتكون عبرة انسانية للجميع


13 - روائع الغرب
Aghsan Mostafa ( 2011 / 9 / 1 - 11:57 )
تحياتي دكتور يونس المحترم
عندما قرأت مقالك امس وبعد مشاهده الفديو لم اتمكن من كتابة التعليق....اليوم اكتب لأعلمك لنا الشرف بأن نتعرف على انسان حقيقي يشاركنا مواقف انسانيه، نحن العرب ومن اعمالنا!!! افتقدناها !!! بينما بالغرب وكما قال صديقنا سرمد الأمثال كثيره!!! انت جميل والأولاد حلوين..... والأم لايحضرني اي وصف لها غير انها الأنسانه الأجمل

شكرا دكتور


14 - ما اجدرهــا بتمثـــــــال في حديقة الامــــة
كنعــان شـــماس ( 2011 / 9 / 1 - 15:41 )
تحية ايها النبيل يونس حنـــــــون شاهدت الفيلم وبكيت ان اقامة تمثال لهذه القديســـــــــة في ساحة التحرير او حديقة الامـــــة سيعطى راحة للكثير من الاحزان العراقية ويصفع الاحقاد الغبية بين البشــــــر تحية لهذه الام الاسترالية كيللي وسحقا للام الاصلية العراقية التي تركت رضيعها وهربت


15 - الانسانيه ديني ... والرحمه وطني
ساره احمد ( 2011 / 9 / 1 - 17:17 )

شكرا لك يادكتور يونس على الموضوع

اانه يثير المواجع ..فعلا تبا للام التي تترك
اطفالها هربا من المسؤوليه
كما في المثل العراقي.. الام اللي تربي مو الام اللي تخلف !!!

اينما تتواجد العداله والانسانيه والرحمه هذا هو وطني

اصبحت الانسانيه دين لمن لادين له.. الانسانيه وطن لمن لاوطن له
تبا لكل شي لايحمل معنى للانسانيه والرحمه والضمير
موضوع جدا مؤلم..حقيقه لانجد مايكفي من كلمات وسطور نعبر عنها
في مجتمعات تتباهى بالاسلام خالي من المضمون والانسانيه.


16 - بكيت بكاءا يغمره الفرح
سامر عنكاوي ( 2011 / 9 / 1 - 23:34 )
بكيت بكاءا لذيذا وانا مرفوع الراس لا بكاء منكسر مهزوم
شكرا لك ايها الانسان يونس حنون
وشكرا للام الاسترالية الانسانة واكثر من اكبر عمامة او رجل دين عاطل عن العمل يحقن البسطاء بالخرافة والجهل
بكيت بكاءا سعيدا لعراقي انتصر على عوقه بفضل الام الاسترالية وحبها الغامر
ارجوا ان يكون درسا لكل القساة الذين يعتقدون بان كل الخير عندنا وكل الشر عند الاخرين
شكرا لك اخي يونس حنون مرة اخرى واحي فيك الانسان الجميل لك كل المحبة والود


17 - الروعه في الكتابه
haitham dada ( 2011 / 9 / 2 - 06:35 )
اخي الكريم يونس
الروعه في الكتابه لاتقتصر على الاسلوب فقط ولكن اساسها الاختيار المناسب للموضوع في الوقت المناسب وهذا ماتعودنا عليه في كتاباتك الرائعه هذا اولا
ثانيا ماحصل مع الطفلين البريئين معجزه بكل المقاييس ولولا هذه المرأه الاستراليه الرائعه لما وصل هذين الطفلين الى هذه المرحله من الابداع والثقه بالنفس والحقيقه هذا مانشاهده دائما هنا في استراليا وهذه المراه مثال بسيط لالاف من الاستراليين من امثالها والحقيقه الاعاقه لاتعني الاحباط ولكنها تجعلك اقوى
اتمنى ان يشاهد هذه المعجزه السياسيين العراقيين والعرب ليتعلموا درسا بيسطا في الانسانيه ويخجلوا من انفسهم بعد ان دمروا الفطاحل والعلماء وقتلوا الابرياء وحطموا انسانية البشر وهم اصحاب القرار يمتلكون القوه والمال وهذه المرأه لاتمتلك الا الاراده والهدف السامي والاخلاق
مره اخرى سلمت يداك على هذا الموضوع الرائع


18 - اشاركك المشاعر
صالح حبيب ( 2011 / 9 / 3 - 02:48 )
فعلا يا دكتور و أشاركك الرأي تماما بأن لا أحد يستطيع ان يسيطر على مشاعره عند رؤية هذه الموهبة الفذة التي تشمخ حتى بلا أطراف و حقيقة انني اطرقت برأسي حزنا و خجلا من عائلة الشاب الموهوب البايولوجية و لا اعرف من اي طينة خلقوا و اي قلب و ضمير ميتين تحمل
و لكن ما يؤاسيني هو انني ايضا رأيت بدلا من تلك العائلة الميتة الضمير أمهات و آباء عظام في مجتمعنا يرتقون الى مستوى تلك الام الاسترالية العظيمة التي احتضنت الطفلين العراقيين و أعطتهما كل ذلك الحنان و الثقة بالنفس.


19 - الانسان في العالم الغربي
طلال سعيد دنو ( 2011 / 9 / 3 - 02:49 )
الدكتور الحبيب
اعيش في كندا منذ بضع سنوات ولقد لمست كيف يربون اولادهم على حب التبرع وفعل الخير .كيف يتغالبون في هذه الامور فرحين بهذا التنافس الجميل .زالاعلانات في اغلب القنوات التلفزيونيةتشجع على تبني اطفال من افريقيا وخاصة الصومال واذا لم يستطع ايوائه فيستطيع ان يكفله ماديا حتى تتبناه الملاجيء يعيشون في عالم نحن لا نعرغفه وكنا نتصور ان لا شيء يهمهم وبالتجربة اتضح العكس ونحن غلاظ القلوب خشني الطباع وليس هم ..شكرا لكلماتك الجميلة


20 - الام الاستراليه
هيثم دادا ( 2011 / 9 / 6 - 03:50 )
الاعزاء القراء
هل تعلمون ان ام مانويل الاستراليه كيلي قالت ان هدفها الاساسي الان هو البحث عن اهل الطفلين الحقيقين في العراق حتى يجمعوا مع الطفلين ؟
ليسمع ويشاهد حكامنا وقادتنا ومشايخنا فهل سيتعلمون ؟
الغالبيه العظمى منا وانا واحد منهم نزدري الفعل الاانساني الشنيع بتخلي الاهل عن اولادهم وهذه المرأه العظيمه تبحث عنهم لتجمعهم باولادهم بعد ان منحتهم الحب والعلم والثقه بالنفس.لايوجد اي تعليق اخر ممكن ان يصف هذه المراه الرائعه اطلاقا

اخر الافلام

.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين


.. الأمم المتحدة التوغل في رفح سيعرض حياة الآلاف للخطر




.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة