الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادب الاختلاف

عبدالله الدمياطى

2011 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الاختلاف في الرأي حالة طبيعية فقد اقتضت مشيئة الله ،أن يخلق الناس مختلفين في قدراتهم الفكرية، قال تعالى: وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. فتختلف بسبب ذلك أنظارهم وأفهامهم، ويعطي هذا الاختلاف والتنوع للحياة مظهر التجدد، ويبعدها عن التكرار والرتابة، ويمكِّن من تنويع الإنتاج الإنساني، ومن تكثير الصور الفكرية للموضوع الواحد، ويظل هذا الاختلاف المنتج للتنوع، إيجابيَّاً ومفيداً ما دام نابعاً من تلك الفروق الفطرية، ومن التباين الموضوعي في البحث عن الحق، عنذئد يصبح الحوار ونحن مختلفين ممكناً ويصبح الاحترام المتبادل شرطاً لاستمرار هذا الحوار
إننا إزاء عصر أثبتت فيه تجارب الشعوب إنه لا يمكن إقامة مجتمعات متقدمة تواكب مسيرة التطور وتستفيد من حضارة الإنسان على الأرض، ويستمتع فيها الإنسان بالاستقرار والحرية ويتفرغ لبناء مستقبل أفضل إلا إذا تمتع الإنسان بحقوقه وعرف واجباته واهم حق للإنسان حقه فى حرية الرأي وقد كفل الإسلام الحرية وفي مقدِّمتها حرية الرأي حقاً من الحقوق التي كفلها للإنسان، فلا قيمة لحياة الإنسان بدون الحرية ، ذلك أن الإكراه يفسد اختيار الإنسان، و يجعل المكره مسلوب الإرادة، فينتفي بذلك رضاه و اقتناعه،ولقد بلغ من تعظيم الإسلام لشأن الحرية أن نفى الإكراه في الدين، وإذا تأملنا قول الله تعالى لاَ اكره فِي الدِّينِ قَد تبين الرشد مِنَ الغى نجد أن الإسلام رفع الإكراه عن المرء في عقيدته، وأقرَّ أن الفكر والاعتقاد، اللذان هما أساس لحرية الرأي والتعبير لا بد وأن يتسما بالحرية
والإسلام أعطى للإنسان حرية الفكر والكلام والعمل ولكن ضمن حدود أن لا يؤذي نفسه، وكذلك ألا يؤذي الآخرين، سواءً بالقول أو الكتابة أو بأية وسيلة أخرى مادِّيةً كانت أو معنويةً، أو الدعوة إلى التمييز العنصري أو الكراهية أو التحريض على العنف وإثارة الفتنة، كما يجب عدم الإسراف في استخدام هذا الحق بما يتجاوز الحدود القانونية أو يتنافى مع الثوابت العقدية والقيم الأخلاقية للمجتمع
اختلافنا أمرا طبيعيا وله اهمية كبيرة اى مكان يوجد به بشر يجب أن يكون الحوار هو همزة الوصل بينهم لذا كان لاختلاف الرأي ثقافة،فالاختلاف حق مشروع طالما لم يخرج عن إطار الأدب ، وقواعد الاحترام ، ولكن وللأسف هناك أناسا لا يعرفون للحوار ثقافة أبدا، تراهم يطلون عليك بآرائهم ، وكأنهم يحملون اسواطا يجلدونك بها ، ينادون بحرية الرأي ، فأن اختلفت معهم هاجموك ولم يدعوا لك مجالا للمناقشة يمارسون التحيز في الرأي
ويطلقوا ارائهم وكأنهم أصابوا كبد الحقيقة،ولا يعنيهم باقي الآراء فلا يسمعوا إلا انفسهم ولا يترددوا أبدا في ذم آراء الآخرين وتسفيهها ، ولا يقدروا مجلسا يتواجدون ,ولن تجد لهذا لهؤلاء مستما ولا متلقيا وان امتلكوا القدرة على تداول فكرتهم..
إن أصحاب العقول لا يمكنهم أبدا أن يتقبلوا الرأي من أفواه صاخبة، أو أنفس متعالية أن الرأي النافع هو الذي يصدر من نفس متواضعة، كريمة الخلق، نبيلة الطبع، لها في الحياة تجربة تشفع لها، وسيرة حميدة تزكيها، يقودها عقلا متعلما قادرا على التخطيط، والاستنتاج .
وفى النهاية إن حرية الرأي تعد بحق مدخلاً مهمَّاً إلى الوحدة بين فئات المجتمع، وذلك بما تحدثه في العقول من خصائص منهجية مشتركة تتكون بالتلاقي والحوار والتبادل فتنشأ من ذلك وحدة فكرية بالمعنى المنهجي، تفضي إلى التقارب في التحليل والتعليل والحكم، ينتهي بنا إلى الوحدة في الأهداف، والوحدة في طرق الإنجاز الموصلة إلى تلك الأهداف، أهداف تحقيق النهضة والتقدم والتفوق والنصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت


.. تأجيل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية | #أميركا_اليوم




.. دبابة إسرائيلية تفجّر محطة غاز في منطقة الشوكة شرق رفح


.. بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المناطق السكانية ف




.. وصول عدد من جثامين القصف الإسرائيلي على حي التفاح إلى المستش