الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد غلوط ..صرخة وصورة

محمد سعيدي

2011 / 9 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


محمد غلوط المناضل المختزل في رقم 70840 داخل سجون النظام ، هو صرخة قوية في وجه القمع ، صرخة ضد الصمت والتواطؤ على الجريمة، وهو إلى جانب هذا صورة حية من العهد الجديد.
البعض ربما صدق حديث النظام عن الأوراش والإصلاحات الكبرى، ووصف محمد الصبار للدستور الجديد بأنه صك من صكوك حقوق الإنسان، وما جاء في مقابلة محمد اليازغي مع قناة العربية بعد خطاب 17 يونيو لما بشر المغاربة بديقراطية عريقة في أقل من خمسة أيام مع هذا الدستور.
الآن، بعد شهرين من الإستفتاء على هذا الصك لم ألاحظ أي تعامل جدي مع شهادات عن الإغتصاب خرجت بشكل متزامن من داخل السجون ومخافر الشرطة ومن معتقلين لهم توجهات سياسية وإيديولجية أحيانا متناقضة؛ مما يبعد عنها شبهات الحبكة ويعزز صحتها.
إن شهادة تعذيب المعتقل السياسي محمد غلوط كنموذج ، المؤرخة في فاس 08/06/2011، تؤكد أن النظام المغربي لا يحن فقط إلى الماضي، بل مازال يعيش فيه. فهو في الوقت الذي يتحدث فيه عن التخلص من وسائل التعذيب المستعملة خلال الألفية الجديدة، مازال يحتفظ داخل المخافر بالعصي والقنينات المطلية بدماء المعتقلين وبولهم وبزارهم من الستينات والسبعينات و ما قبلها،وما بعدها . إن المسؤولين على هذه المخافر يحتفظون بهذه الوسائل داخل مكاتبهم، ويدبجون فوقها أوراقا تسمى محاضر الشرطة تقدم للقضاء في ملفات رائحتها الكريهة تفوق رائحة هذه العصي...
الضرب، والسب والشتم، والتجريد من الملابس، والإغتصاب بالزرواطة، وحالات الإغماء المتكررة.. وصفها محمد غلوط في شهادته بدقة وشجاعة، أما الجلادون فاكتفوا ببلاغ تكذيب ، والقاضي الذي استقبل غلوط لم يستطع رؤية الدماء العالقة بسرواله ربما بتأثير المفعول الكيماوي الذي تتركه هذه العصي على الملفات التي بين يديه. إن الحفاظ على هذه الوسائل، هو حماية مفاعل خطير على بصيرة الناس؛ والأجدر بنظام يتحدث عن الشعارات الكبرى، أن يبدأ بحملة نظافة بمعناها البسيط داخل مخافر الشرطة وداخل السجون..فرائحتها تزكم الأنوف.
أخيرا، أحيي الرفيق محمد غلوط وكل الشرفاء الذين لا يترددون في كشف صورة النظام الحقيقية. غلوط.. إن شهادتك المؤثرة شرف لك، ومهما حاول الجلادون تحطيمك، فأنت أقوى منهم بمواقفك وأفكارك..هم لا يستطيعون التأثير فيك وزعزعة قناعاتك، يركزون على جسدك لأن لا مواقف بعينها لديهم يحاورون بها عقلك..كل ما تلقنوه هوتطبيق التعليمات ، وأرقى ما تعلموه هو استهداف بعض أعضاء جسمنا، حتى إذا تبولنا عليهم أو رميناهم ببزارنا، ضحكوا وتلذذوا بالمشهد وانتشوا..هذا شرفهم الذي يتسابقون لنيله؟ ولا يعرفون إلى أي عصر همجي ينتمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية