الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا التشنج هو الذي سيقصم ظهر العراق

سردار عبدالله

2004 / 12 / 1
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


التهبت مواقع الانترنيت وبعض الصحف بمقالات وخطب نارية بخصوص قضية كركوك ، في البداية كان يمكن اعتبار ذلك مجرد مصادفة ، ولكن اصرار بعض الأخوة على استخدام لغة طنانة مقاتلة لاتخدم العراق واستقراره وازدهاره ، يجعل المرء يتردد قبل الحكم على براءة هذه الحملة الملتهبة هذه الايام . هناك من قرر ان ينظر الى مجمل الكون من خلال قضية كركوك ، والأدهى من ذلك هو انهم قد اتخذوا وعن سبق اصرار وترصد موقفاً معادياً من القيادات والنخب السياسية الكردية ، وحكموا بتآمر هذه النخب في قضية كركوك فأخذوا يرجعون حدوث كل شيء الى هذه القضية الحساسة وباتوا يركزون على احكام عجيبة غريبة لا تستند في الواقع الى اسس حقيقية وواقعية بل هي اصلاً لا تستند وللأسف إلاّ الى حفنة من الأكاذيب العاجزة والبعيدة كل البعد عن الحقيقة . البعض اخذ يربط موقف بعض الأحزاب والنخب العربية السنية في العراق من قضية تأجيل الإنتخابات بالمؤامرة الكردية الجاهزة على الدوام . ان غرق هؤلاء الأخوة في مستنقع الطائفية المميت هذا وكذلك ظروفهم الشخصية الخاصة قد ادى بهم الى توهم مسائل لا اساس لها ، وهو لن يعود لا على العراق ولا على اية طائفة من طوائفه إلاّ بالخراب والويلات .
ان المواقف العجيبة والغريبة لبعض الأخوة تستدعي الوقوف ، او على الأقل طرح بعض التساؤلات الملحة ، واخص بالذكر هنا الأخ رياض الحسيني الذي دعوته سابقا الى التريث قليلاً قبل الخوض في هذه القضايا ، وها انا ادعوه مرة ثانية الى التريث والدقة وتبين الحقائق من الاخبار الغير دقيقة ، وارجو ان يلقى ندائي المخلص هذا صداه عند اخي وزميلي الحسيني . يا أخي ، ارجوك ، اتوسل اليك ، لم كل هذه العجلة في الكتابة عن قضايا بكل هذه الحساسية والخطورة ؟ وهنا اقترح عليه صادقاً ان يتوقف ولو لأيام قليلة عن الكتابة عن هذه القضية بهذه الروحية المتخندقة والمتشنجة ، ونعده بأن نكون على تواصل معه وهو ان اراد اية معلومة فلن يبخل عليه بها اي عراقي مخلص ووطني وشريف . وهناك الف طريقة للتأكد من مصداقية هذا التعاون .
اعود الى طرح التساؤلات الملحة ، يا اخوتي ، اليس من حق اصغر اقلية في العراق الجديد التمتع بحقوقها المشروعة ؟ وهنا اقصد كل الطوائف وصولاً الى الأقليات وحتى اصغر اقلية والتي هي الفرد العراقي الذي يجب ان يتمتع بكامل حقوقه كرامته . اذن لم نصر على الصاق تهم عجيبة وغريبة بأخواننا وشركاءنا في الوطن والمصير ؟ لماذا نسمح لأنفسنا بممارسة الظلم على اخوتنا العرب السنة ، ان هم طالبونا كأخوة لهم بمراعاة الخصوصية والحساسية التي تمر بها بعض مناطق العراق ؟ ام هل تعتقدون بأن ليس من حقهم المطالبة بحقوقهم المشروعة والعادلة ؟ ولماذا الإمعان في هذا الظلم ليصل الى حد تصوير الأمر وكأنه تخطيط شيطاني كردي ،الغرض الوحيد منه اقتطاع كركوك من العراق ورميه الى الإمبريالية والصهيونية العالمية ؟ ثم وعلى الجانب الآخر ألا يحق للكردي المطالبة بتنفيذ القانون في بلده ؟ ان ما يطالب به الكرد وقياداتهم بخصوص كركوك لا يتجاوز ابسط الممارسات الديمقراطية المتمثلة في طلب تنفيذ القانون . ان ما يصر عليه الكرد اليوم ويدعمهم في ذلك الكثير من اخوتهم ومن مختلف الوان الطيف العراقي هو تنقيذ المادة (58) من قانون ادارة الدولة للمرحلة الإنتقالية ، وهو كما لا يخفى على احد نفس القانون الذي يقر وينظم الإنتخابات التي يصربعض الأخوة على اعتبار كل من يطالب بتأجيلها ولو لأيام قليلة، خائناًً ومتآمراً .
طبعاً القضية ليست قضية تأجيل او اصرار على اجراء الأنتخابات في موعدها المقرر ، والمؤكد ان اجراء الإنتخابات في موعدها المقرر افضل الف مرة من تأجيلها ولو ليوم واحد ، ويجب ان تنصب كل الجهود على اجراءها في موعدها المحدد ولكن بشرط تأمين الأرضية الملائمة لإنجاحها ، فهذه الإنتخابات لا تحتمل نتائج وسطية ، وهي اما ستكون ممتازة ، او لاسمح الله كارثية . لذلك يجب على الجانب الآخر العمل على انجاحها وبأي ثمن . ان اجراء الإنتخابات في موعدها المقرر سيزيد من حلاوة الإنتصار الديمقراطي العراقي الكبير، وسيزيد من ثقة الفرد العراقي بنفسه وكذلك بنخبه السياسية التي تمثله ، وعليه فيجب ان نعمل على رفع كل العراقيل التي تقف حائلاً في طريق اجراء هذه الإنتخابات في موعدها المقرر واولها طبعا تنفيذ القانون الذي يدارالعراق على اساسه اليوم ، وهنا يجب التركيز على ان تنفيذ المادة (58) من قانون ادارة الدولة للمرحلة الإنتقالية يشكل صمام الأمان لهذه المعضلة . ايها الأخوة الأعزاء لايمكننا ومنذ الان التعامل مع بنود القانون وروحه بهذه الإنتقائية المميتة ، اذ لم يدمر العراق ، ولم يؤخره إلاّ هذه الأساليب الفنتازية والإستبدادية في التعامل مع القانون واحكامه . اذن بالله عليكم اليس من الظلم تصوير الأصرار على الظلم وكأنه دفاع عن الحقوق الإنسانية ، بينما يصور اصرار الكردي العراقي على تنفيذ القانون تمرداً ، وربما يتحول الكرد من جديد الى عصاة ومخربين ، لا لشيء إلاّ لأنهم يصرون على تنفيذ القانون العراقي الذي لولا احترامهم الشديد له والتزامهم به، لما تمسكوا به وطالبوا بتنفيذه ، وهم لم يستخدموا في هذا المجال إلاّ الطرق والأساليب القانونية والمدنية والديمقراطية . ان اخوتكم الكرد لم يأتوا بهذا القانون من المريخ ، ولم يأتوا بشيء من جيبهم ، القانون هو قانون العراق الذي اقرته قوى عراقية تمثل اطياف سياسية متنوعة ومن جميع الوان العراق ومناطقه ، والذي من المفروض ان نحترمه ونلتزم به ونقف امامه كلنا وبصورة متساوية. ارجوكم لنكف عن هذا التخندق وهذه الروحية العدائية في التعامل مع بعضنا البعض ولنعد الى لغة الحوارالإنساني البناء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة