الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش الحقيقة

أحمد الجنديل

2011 / 9 / 1
حقوق الانسان



من حصة الفقراء الثورة على مَنْ ظلمهم ، ومن حقهم الاصطفاف في خندق المعارضة ضدّ مَنْ أهانهم وسرق حقوقهم كمواطنين في هذا البلد الغارق ببحر الخيرات والثروات .
ومن حق الفقير أن يسرق إذا لم يجد فتات رغيف يسدّ به رمق أطفاله الجياع ، وهو يرى مشهد النهب والسلب والاختلاس والتبذير والإسراف من قبل سماسرة الشعارات الفارغة الذين كانوا يرفعون اسمه عاليا ، ثمّ انقلبوا عليه أثناء كرنفال توزيع الكراسي والمناصب فيما بينهم .
ومَنْ كان شجاعا من الفقراء ، فمن حقه أن يرفع صوته بوجه مّنْ زرع الفقر في دهاليز الوطن ، ونثر بذور الذل ، وحوّل البلاد إلى مستودع يفيض بالمال والجاه والبطش ، وآخر لا ترى فيه غير الرماد والجفاف والإحباط .
ومشروع الفقراء يكمن في انتزاع السوط الذي ألهب ظهورهم ، ليلهبوا به ظهور الذين احتالوا على طموحاتهم وأمانيهم في حياة كريمة .
ومَنْ أراد الإصلاح والتصفيق ، لعل في ذلك نفعا له ، فعليه الهرولة إلى مكامن العفاريت ، حيث لا يراه أو يسمعه أحد ، فالجميع هنا مشغول حتى فروة رأسه بسرقة أموال البلاد والعباد .
من حق الفقراء الثورة ، وهذا الحق موقوف لهم دون غيرهم ، ولا نستثني أحدا ، كون الاستثناء يتقاطع مع أخلاق المنطق ، ويتجافى مع منطق العقل ، فالجميع ساهم في خلق الفجيعة التي حلـّت بالبلاد ، والجميع سعى إلى تعميقها وتوسيعها ، دون أن نرى إصبعا يلوّح بالإنكار ، ولا صوتا يرتفع بالاحتجاج .
وإذا كان من حق الفقير سرقة ما يحتاجه لكي يعيش ، فليس هذا الحق من نصيب الذين ارتدوا أثواب الطواويس ، وألصقوا بالصمغ تاج الهدهد على هاماتهم ، لأنهم سرقوا حتى امتلأت خزائن المصارف بالمال الحرام ، وتزينت شوارع وساحات الكون بعقاراتهم ، وشمل تبذيرهم وإسرافهم كل ملاهي الدرجات الممتازة ، وجيوب الحسناوات العاهرات فيها ، ورغم كل ما فعلوه فلا زالوا يخرجون كل صباح وبلا حياء وهم يتحدثون عن الوطن والوطنية ، والمثل العليا والشرف الرفيع ، و حتى صغار الجن وديدان الأرض تعرف ، أن لا شرف لسارق ، ولا وطنية لقاتل ، ولا فضيلة لمنتهك عرض ، ولا أخلاق لخائن ، ولا دين لمن يتوضأ بدموع الأرامل والأيتام ، ويتيمم بلهاث الجائعين والمحتاجين لرغيف الخبز .
وثورة الفقراء والجياع ستكون عاتية ، بحجم مأساتهم وخيبتهم ، وستطيح بعروش وكروش ، كما فعلت بالطغاة الذين لم يسمعوا صوت شعوبهم ، ويحترموا إرادة مَنْ يتطلع إلى أمانيهم ، فما حصل بالأمس القريب كان شاهدا على إرادة هذا الشعب الصبور ، فهل يتعظ المتكبرون !!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار