الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الكردي جزء من الأمة الكردية والشعب العربي جزء من الأمة العربية - القسم الثاني

خالد يونس خالد

2004 / 12 / 1
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الشعب الكردي جزء من الأمة الكردية والشعب العربي جزء من الأمة العربية

الدكتور خالد يونس خالد
مؤتمر دوكان 18-19/11/2004
إتفق المجتمعون في منتجع دوكان الكردستانية في 18-19 نوفمبر 2004 حول التطورات الأخيرة في العراق، والانتخابات المرتقبة في 30 يناير/كانون الثاني 2004 على جملة نقاط أساسية، وأصدروا بلاغا ختاميا جاء فيه:
"في الثامن عشر من تشرين الثاني 2004 عقد 15 حزبا اجتماعا تداوليا في منتجع دوكان/السليمانية وبدعوة مشكورة من الاخوين العزيزين مسعود البارزاني وجلال الطالباني وتدارس الاجتماع مايدور في الوطن من تطورات سياسية، وما يشهده من احداث، والوضع الامني المعقد الذي سببته الاعمال الارهابية والتخريبية والتدخلات الخارجية، من نتائج محزنة طالت الكثير من الابرياء من ابناء شعبنا، واشاعة التوتر وعدم الاستقرار في ربوع وطننا، وعرقلة عمليات الاعمار واعادة البناء ودمرت الكثير من بناه التحتية. وقد اكد الاجتماع على ضرورة انهاء الاوضاع غير الطبيعية، ووضع حد للأعمال الاجرامية، وتحشيد طاقات جميع القوى الخيرة واستنهاض جماهير شعبنا لدعم العملية السياسية، وتعزيز مسيرة التحولات الديمقراطية لبناء عراق ديمقراطي فدرالي تعددي موحد مستقل. وارتباطا بذلك كله بحث الاجتماع في انجاز الاستحقاق التاريخي، اجراء الانتخابات العامة ، واكد على اهميتها وضرورتها لاضفاء الشرعية الكاملة على السلطة الوطنية،, ولاقامة المؤسسات الديمقراطية ، وبناء دولة القانون.
وشدد المجتمعون على اهمية توفير الظروف السياسية والامنية والادارية والفنية المناسبة التي من شأنها تيسير اجراء العملية الانتخابية بكل حرية ونزاهة ومصداقية، وتمكين جميع العراقيين بكافة مكوناتهم للمساهمة الفاعلة فيها، والى الادلاء باصواتهم بحرية كاملة لتقرير مصائرهم واختيار من يمثلهم دون عوائق او عراقيل وبعيدا عن التهديد والارهاب. ولاجل ذلك اتخذ المجتمعون جملة من القرارات التي تستهدف تحقيق الاهداف اعلاه بالاتصال بالجبهات المعينة، ودعم التوجهات التي تعزز الجهود الوطنية لتحسين الوضع الامني، وتعزيز السيادة وتوفير الظروف المناسبة لاجراء الانتخابات، ومحاكمة صدام وزمرته، والعمل على تنفيذ البند(58) من قانون ادارة الدولة والمتعلق باعادة الاوضاع الطبيعية الى مدينة كركوك. فضلا عن العمل للوصول الى اتفاق لتشكيل قائمة وطنية موحدة للمساهمة في الانتخابات القادمة. ولمتابعة تنفيذ قرارات الاجتماع تم تشكيل لجنة من الاحزاب المشاركة تقدم حصيلة نشاطها الى لقاءات دورية موسعة للقوى والاحزاب السياسية المعنية ".

الكتلة الكردستانية والأقليات القومية والدينية العراقية مصير واحد
لاشك أن التكتل الكردستاني أكثر ضمانا وأمانا لضمان حقوق الأقليات القومية والدينية في العراق. وقد اثبت الكرد نجاح تجربتهم الديمقراطية منذ أيار 1992، حيث يتمتع إخواننا الكلدو آشور والكرد الأيزيديين والتركمان بحقوقهم وممارسة طقوسهم الدينية بحرية. ويعترف أكثر هؤلاء، مستثنيا بعض الذين لايريدون للعراق خيرا وأمانا ممن لهم ارتباطات مشبوهة، بأنهم مارسوا حياتهم الديمقراطية في كردستان. وبعد سقوط صنم ساحة الفردوس، وانهيار نظام صدام الفاشي، لجأ آلاف الأخوة الكلدو آشور الى كردستان هربا من الممارسات الإرهابية التي تعرضوا لها في المناطق العراقية الأخرى من قتل وحرق كنائس وملاحقة. ووجدوا من كردستان ملاذ آمنة. وعليه فإن مصير هذه الأقليات القومية والدينية مرتبطة بمصير الشعب الكردستاني ككل.

ضرورة تعاون الكرد مع الجهات التي تؤمن بحقوق الشعب الكردستاني
الانتخابات العراقية تجربة مهمة للعراقيين عامة، وللكرد خاصة في تحديد الأعداء والاصدقاء. وقد برزت اصوات معادية لحقوق الشعب الكردستاني علنا، لم يكن يفكر الكرد بها، اذ كانوا يعتبرها مؤيدة ومساندة لهم. فمن أهم مزايا الديمقراطية هي فرز المواقف وتبيانها، لرسم استراتيجية واضحة المعالم على المدى البعيد، ليس فقد على المستوى المحلي إنما على المستويين الأقليمي والدولي أيضا. وبفضل الديمقراطية تمكن الكرد أن يعرف أصدقاءه الحقيقيين للتعاون معهم في الانتخابات. ومن الضروري أن يكون الكرد صريحين في منتهى الصراحة بأن هناك خطوط حمراء لايمكن تجاوزها، وأن التعاون الكردستاني مع الجهات العراقية يكون على اساس الثوابت الكردستانية بتحديد جغرافية كردستان بما فيها المناطق التي عربت وهي كركوك، خانقين، مندلي، سنجار، كفري، جلولاء، توزخورماتو، شيخان، بحران، تلكيف وبعشيقة. إضافة الى المحافظات الكردستانية المعروفة وهي السليمانية واربيل ودهوك وتوابعها.

الشعب الكردي جزء من الأمة الكردية والشعب العربي جزء من الأمة العربية
العروبيون ولا سيما أولئك الذين لا يؤمنون بحقوق الشعب الكردي يرددون شعارات صدام حسين البالية بأن العراق جزء من الأمة العربية. هذه الأطروحة أبدت فشلها نهائيا في العراق. فالكرد ليسوا عربا، وكردستان ليست أرض عربية، والشراكة العربية الكردية هي في العراق كدولة لها خصوصيتها، وأن العراق يتكون من شعبين هما الشعب العربي والشعب الكردي إضافة إلى أقليات قومية ودينية. واعتبار العراق جزءا من الأمة العربية محاولة لصهر الشعب الكردي والأقليات القومية الأخرى في بوتقة الأمة العربية، ولذلك لايجوز قبول مثل هذه الأطروحات الشوفينية. فالأخوة العربية الكردية لا تعني انصهار شعب أو قومية في بوتقة شعب أو قومية أو أمة أخرى. فبينما ينص قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية، الصادر في 9 مارس 2004، في مادته السابعة، فقرة (ب) أن "العراق متعدد القوميات والشعب العربي فيه جزء لا يتجزأ من الامة العربية" ، تريد سوريا أن تلغي ارادة العراقيين، وتطالب بأن تؤكد مؤتمر شرم الشيخ بالانتماء العربي للعراق ككل، وهي بذلك تريد جعل أقليم كردستان جزءا من الوطن العربي، وجعل الشعب الكردي جزءا من الأمة العربية. فأي جهل سياسي هذا اذي يعيشه هذا العقل في العولمة، وكأننا نعيش في زمن القوقعة. وعلى أي حال فهناك دول عربية تدرك عن وعي وتفهم بعقلانية حالة العراق، وفسيفساء الشعب العراقي وتكوينه، وترفض مثل تلك الطروحات البعثية التي لا تختلف عن الطروحات الصدامية التي جرت العراق الى الحروب والويلات. ولا يستغرب أي انسان عاقل بأن الآيديولوجية البعثية هي أكثر الايديولوجيات خرابا للعقل العربي، وعداءا لمصالح العرب. ونحن لا ننسى مقولة الرئيس عبد الناصر برفضه الوحدة مع نظام البعث السوري عام 1963 أثناء مباحثات الوحدة الثلاثية العراقية السورية المصرية، وقال: "شعب سوريا الآن في معسكر إعتقال كبير والوحدة هي عملية تقرير مصير ولا يمكن أن تتم عملية تقرير مصير تحت ظلال المشانق أو في معسكرات الاعتقال". (أمين هويدي، كنت سفيرا في العراق، ص 129).

الشعب الكردي يرفض تدخل دول الجوار العراقي
يرفض الشعب الكردستاني تدخل دول الجوار العراقي ولا سيما سورية وتركيا وإيران، وهي الدول التي تحكم الشعب الكردستاني في كردستان بالعلاقات الإستعمارية. فقد تعلم الشعب الكردستاني من التاريخ المأساوي لمؤمرات هذه الأنظمة التي تتحكم بكردستان وشعبها، ولقاءاتها الماراتونية، وإتفاقاتها ومعاهداتها بضرب الحركة التحررية الكردستانية، إبتداءا من معاهدة السنتو ومساهمة كل من إيران وتركيا بضرب الثورة الكردية عام 1963، ومرورا بالإتفاقية العسكرية العراقية السورية عام 1963 ودخول عشرات الآلاف من الجنود السوريين في الحرب الى جانب النظام الدكتاتوري العراقي لضرب الثورة الكردية، ثم المعارضة السورية لإتفاقية 11 آذار عام 1970 التي تضمنت الحكم الذاتي للكرد في كردستان الجنوبية، وإنتهاءا بإتفاقية التعاون والأمن بين سورية والعراق وتركيا وإيران عام 1978، واعتبار استخدام النظام العراقي السلاح الكيماوي في حلبجة الكردستانية زوبعة في فنجان. ولا زالت هذه الأنظمة تحاك المؤمرات ضد العراق وشعب العراق ولا سيما الشعب الكردي، بجعل العراق محمية سورية إيرانية أو محمية تركية. وللتاريخ نسوق مثالا لمشاركة دول الجوار مع النظام العراقي البائد في ضرب كردستان العراق وحركتها التحررية من خلال حلف السنتو الإستعماري، وفقا للبرقية السرية التالية:
"إلى فرقة 1 رئيسي فرقة 2 رئيسي
من مديرية الحركات العسكرية-العراق
العدد: 3478/س
التاريخ: 2/7/ 1963
تم الإتفاق مع السلطات التركية والإيرانية بالسماح لطائراتهما باجتياز خط الحدود والوصول الى الخط العام المار من سرسنك-عقرة-راوندوز لاستطلاع أماكن تحشدات العصاة داخل الأراضي العراقية والتعاون مع قطعاتكم لضربهم". (منشورات الإتحاد الديمقراطي الكردستاني، سورية ، 1977، ص24).
ونسوق مثالا ثانيا لتدخل الجيش البعثي السوري في المعارك لضرب الحركة التحررية الكردستانية في كردستان الجنوبية (كردستان العراق) وذلك طبقا للإتفاقية العسكرية العراقية السورية المعلنة في 8 أكتوبر 1963 وجاء فيه:
"إعلان الوحدة العسكرية بين القطرين العراقي والسوري وتشمل كافة القوات المسلحة للجمهورية العربية السورية والجمهورية العراقية" ، وأصبحت دمشق مقرا للقيادة العامة. (أمين هويدي ، كنت سفيرا في العراق ، دار المستقبل العربي ، ص 139). ودخلت القوات العسكرية السورية كردستان الجنوبية، وهي تحصد أبناء شعب كردستان بأسم العروبة والوحدة العربية. وصدق الشاعر الفلسطيني محمود درويش في قصيدته (معك) :
" الموت للأكراد إن قالوا لنا حق التنفس والحياة
ونقول بعد الآن فلتحيا العروبة
مري إذاً في أرض كردستان مري يا عروبة
هذا حصاد الصيف هل تبصرين؟
لن تبصرين إن كنت من ثقب المدافع تبصرين".
فهل يعيد التاريخ نفسه؟
ونشرت صحيفة الحياة اللندنية يوم 20/11/2004 بوجود تنسيق سوري – ايراني – تركي بحجة «ضبط النزعات الانفصالية» لدى الاكراد و«تفتيت العراق باستبعاد أي طرف او شريحة». وأن الجانب السوري سيركز على ثلاث نقاط هي: «الانتماء العربي للعراق، وحدة العراق ارضاً وشعباً، انتخابات شاملة ونزيهة في جميع انحاء العراق» وتأكيد عبارة «كل العراق».
طبيعي لايمكن للشعب الكردستاني قبول الإنتماء العربي للعراق لأن كردستان الجنوبية ليست أرضا عربية بأي حال من الأحوال. فالمطالب السورية، تعني إفشال العملية الديمقراطية في العراق، وعدم الاعتراف بحق الشعب الكردستاني في الحرية. وطبيعي لايمكن للشعب العراقي أن يقبل بنظام كالنظام البعثي السوري أن يحكم العراق، لأنه نظام بعيد عن الديمقراطية. وبالنسبة للكرد فإن النظام البعثي السوري لا يختلف كثيرا في جوهره عن النظام البعثي الصدامي المنهار في معاداته للشعب الكردستاني ليس في كردستان سوريا فحسب بل في عموم كردستان. فحبذا لو طبقت سوريا المتحمسة للمراقبة الدولية على الانتخابات العراقية، المعايير الدولية في مهزلة الانتخابات السورية المزيفة التي لاتختلف عن انتخابات صدام حسين في الحكم الفردي الاستبدادي العشائري العروبي التقدمي. وقد عبر كاتب سويدي بأن "المأساة بالنسبة للشعب الكردي هي أن الأنظمة التي تتحكم بكردستان ترفض حقوق هذا الشعب حتى لو عاش في أستراليا" لأنها أنظمة تخاف من ظلها. فالعراق يرفض أي تدخل أجنبي في شؤونها، وشعب العراق أوعى بقضاياها من الشعوب الأخرى لأن أهل مكة أدرى بشعابها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ