الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن ننساك يا كامل

محمد خضير عباس

2011 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لن ننساك يا كامل
مرت قبل ايام الذكرى الثالثة لاستشهاد المناظل والكاتب العراقي كامل شياع وسط صمت مطبق ولا مبالاة من قبل المؤسسة الرسمية ( وزارة الثقافة ) التي عمل بها الشهيد مستشارا ثقافيا منذ اعادة تشكيلها عام 2003 ولغاية استشهاده في 23/8/2008 كان الشهيد مخلصا لنفسه ولوطنه وجد في سقوط الدكتاتورية فرصة لطي صفحة المنافي بكل ما احتوته من ارهاصات الثقافة المغتربة وقرر ان يلتحق بالوطن المحرر من الاستبداد والمحتل من قبل الامريكي ليساهم مع غيره من العراقيين في وضع لمسته الخاصة في بناء حركة ثقافية جديدة وفق رؤى علمانية حديثة حيث عاصر من خلال عمله اربع وزراء للثقافة تعاقبوا على ادارة مسؤليتها واحد منهم كان ظابط شرطة والثاني كان امام جامع اتضح فيما بعد انه ارهابي تولوا المسؤلية بموجب نظام المحاصصة الذي عملت به اول حكومة عراقية وما زالت تعمل به لحد الان والذي ابى الشهيد الخوض في مستنقاعاته الاسنة حيث لم يكن حصة هذه الطائفة او تلك وانما كان يعمل من اجل نهوض الثقافة العراقية عبر تقديمه لمشروعه الثقافي التنويري الذي لم يعجب البعض من المسؤولين ولم يلقي اذان صاغية ممن كان يعمل معهم في الوزارة من الاميين والفاسدين ودعاة الثقافة المذهبية وكان يتصور ان المنصب هو الوسيلة التي من خلالها يستطيع ان يقدم عطاءه في بناء مشروعه الحضاري لا ان يكون وسيلة لتحقيق المنافع الشخصية والاستحواذ على المال العام . لقد عمل الشهيد في اصعب فترة مرت على العراق بعد عام 2003 لذلك فقد راح ضحية تصارع الذئاب على الفريسة لانه اراد اضاءة الافكار المظلمة المعشعشة في عقلية المتسلطين على العراق . لقد امتلك الشهيد العديد من المواهب والمؤهلات التي مكنته من ان يكون متميزا في عمله حيث كان يجيد اربع لغات اوربية مهمة تكلما وكتابة وهي الانكليزية – الفرنسية – الايطالية – الالمانية وعمل في الكثير من الصحف والمجلات العربية والاجنبية التي كانت تصدر في اوربا وترجم الكثير من الاعمال الادبية لمختلف الكتاب الاوربيون وعمل في بعض وكالات الانباء الاجنبية والتلفزيون البلجيكي والف العديد من القصص والروايات وكتب المئات من المقالات وبمختلف اللغات كل هذه الخبرة المتراكمة مكنت عطاءه من ان يتجاوز اروقة الوزارة وانشطتها الرسمية ليتحول الى شخصية ثقافية عامة ارتبطت بصلاة وثيقة مع مؤسسات وجمعيات ثقافية دولية رسمية وغير رسمية لقد فقد العراق واحد من اعز ابناءه المخلصين واكثرهم تواضعا واحتراما واصرارا على العمل خلف الكواليس بلا ضجيج ولا ابواق اعلامية ولا حماية خاصة مدججة بالاسلحة على الرغم من ان المنصب الذي كان يشغله يتيح له ذلك لكنه كان يكره الاستعراضات البوليسية لانه كان يعتقد ان الموت هو بداية لحياة جديدة لا مناص من تقبلها فالف الف رحمة على روحك التي غادرتنا الى باريها وان مثقفوا العراق لم ينسوك ابدا ولم ينسوا تضحيتك من اجل بلدك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل