الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفتنة على سوريا

محمد السينو

2011 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لأن سورية ليست ليبيا، ولا هي اليمن، فقد بقيَ جيشها، الوطني والقومي العقيدة، محافظًا على ولائه للدولة، التي لا تميز بين طائفة وأخرى، ولا بين مذهب وآخر.
فالجيش العربي السوري، الذي تنامت عقيدته القتالية على مواجهة "إسرائيل" يوم كان الرئيس الراحل حافظ الأسد قائد قواته الجوية، قبل أن يصبح رئيسًا أعلى للبلاد، هو اليوم في عهدة نجله الرئيس بشار الأسد يحافظ على الخط القومي الذي لا يحيد عن مسلمات القوة والمنعة، ولهذا السبب لم تهزه رياح التآمر الخارجي وهو اجتاز تجاربها بنجاح لوأد الفتنة، غير عابئ بالتضحيات في تصديه للمتسللين والمندسين على أطراف الحدود.

ولم تثنِه الشعارات، المنسلة تحت جنح المساجد، عن أداء دوره الوطني لإنقاذ سورية من أكبر إستهداف لوحدتها وولائها للقيادة برغم الحملات الإعلامية التي شُنت على مهماته الأمنية لأنه يدرك، من خلال قياداته، حجم المؤامرة على بلاده من أجل إحداث شرخ طائفي بغيض، يناقض طبيعة النظام القائم على أُخوة الجميع في بوتقة الدولة.

ولقد أعطت تجربة الحراك الشعبي في مصر مثلاً عن التحول الذي طرأ على ميدان التحرير، عندما رفع جماعة الإخوان المسلمين رايات الدولة الإسلامية، مِما إضطر شباب مصر إلى الإنسحاب من التجمع الأخير، لئلا ينحرف مسار الإنتفاضة عن طريقه الديمقراطي التعددي بعيدًا من طروحات الدين في أنظمة الدولة.
لقد كان الرئيس بشار الأسد متنبهًا، منذ اللحظة التي إندلعت فيها شرارات التحرك في مناطق ذات حساسية طائفية، لهذا التوجه المبيت، ولخطورته على مستقبل بلاده وأجيالها الجديدة، فحسم الأمر في التصدي لهذه التحركات. قبل أن يستفحل أمرها وتُحول الساحة الداخلية إلى صدام طائفي لا يستفيد منه إلا العدو "الإسرائيلي" الذي يطمح إلى إقامة كيانات طائفية من حوله تتماهى مع كيانه العنصري الطائفي المتمثل بالقومية اليهودية، وتبرر قيام مثل هذه الدولة.

فاستهداف سورية هو إستهداف لعرين العرب، الذي وقف في وجه أعتى الهجمات على العراق عام 2003، وعلى لبنان عام 2006، وعلى غزة عام 2008. ولولا دعمه لحركات المقاومة في وجه هذه الهجمات، لأصبح الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس، في متناول القوى الكبرى وتحت سيطرة الكيان العبري.

لقد عرف الرئيس بشار الأسد، أن بلاده معرضة لِما عجز الغرب و"إسرائيل" عن تحقيقه بالحروب والفتن، فذهب رأسًا إلى وأد الفتنة في مهدها، واستطاع أن يضع حدًا لاستغلالها ساحة المطالب التي كان في طليعة المنادين بها، والعاملين على تحقيقها بسلسلة من الخطوات الإصلاحية، التي شرع بها منذ تسلمه مقاليد الحكم عام 2000، إلا أن ظروف الحرب الأميركية على العراق سنة 2003، وما تعرض له من ضغوط وأحداث في لبنان عام 2005، وما أعقبها من إعادة قواته إلى سورية، حالت كلها دون مضيه في هذا السبيل، برغم ما أحدثه من تحديث في إدارة البلاد وتحرير الإقتصاد من قيود التعامل في الإستثمارات والمشاريع المصرفية والإنشائية.
لم يكن الرئيس الأسد ليساوم على كل ما يمس بحقوق بلاده أو بالحقوق العربية، ولم يتنازل قيد أنملة عن دعمه لعناصر التصدِي المقاومة للإحتلال "الإسرائيلي"، لأنه لو تنازل لَكان الدعم الغربي طوع بنانه.

ولأنه رجل دولة، فقد قاوم بمواقفه السياسية المتمسكة بهذه المسلمات كل إغراءات الترغيب والتهويل والوعيد، ما حمل الغالبية الشعبية في بلاده، والقوات المسلحة في سورية على الولاء له برغم التشهير الإعلامي الذي حاول أن يقلب الوقائع لصالح خطة تستهدف النظام السوري المنيع.

وبرغم بعض المطالبات الخارجية بوقف حملة حفظ الأمن التي يقوم بها الجيش والقوى الأمنية، فقد ثابر الرئيس الأسد على التعامل مع أوكار الفتنة بالحزم والحسم، لأنه يدرك أنه لا بد من تأمين الأمان الداخلي من أي خرق خارجي، ليتمكن من إفساح المجال للقوى الإيجابية في سورية من طرح الأفكار البناءة في هيكلية الدولة، وفي كافة القطاعات المدنية، وتلبية المطالب المحقة في مناخ لا تسوده الفوضى التي تصرف الجيش عن واجبه القومي في الدفاع عن الحدود التي يتربص بها العدو ويتحين الفرص للانقضاض عليها، متى سنحت له الفرصة.

إن سورية، التي خرجت من تحديات خارجية أكبر، هي اليوم أقوى من أن تنال منها الفتن المفتَعَلَة، لأن جيشها هو صمام الأمان لخروجها من هذه الأزمة.
وكانت تقارير إعلامية عربية وعالمية قد ذكرت ان أحدث طرق الجاسوسية التي تقوم بها كل من المخابرات "الإسرائيلية" والمخابرات الأمريكية عن طريق أشخاص عاديين من لا يعرفون أنهم يقومون بمثل هذه المهمة الخطيرة ، حيث يعتقدون بأنهم يقتلون الوقت أمام صفحات الدردشة الفورية واللغو في أمور قد تبدو غير مهمة، وأحيانا تافهة أيضا ولا قيمة لها
منوهين أن الخطير في الأمر هو أن الشباب العربي يجد نفسه على صفحات الفيسبوك مضطرا او بالاحرى مستعجلا تحت اسم مستعار ودون أن يدري للإدلاء بتفاصيل مهمة عن حياته وحياة أفراد أسرته ومعلومات عن وظيفته وأصدقائه والمحيطين به وصور شخصية له ومعلومات يومية تشكل قدرا لا بأس به لأي جهة ترغب في معرفة أدق التفاصيل عن عالم الشباب العربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من حسن حظ الشعب الليبي
مصطفى أزراد ( 2011 / 9 / 2 - 19:14 )
ومن لطف الاقدار عليه ان سوريا ليست ليبيا وان المثقفين الليبيين قلما تجد فيهم من يمجد نظامه مثلما نجدهم بكثرة في سوريا ومن حسن الشعب الليبي ان الاغلبية الساحقة منه لا تؤمن بأن ليبيا هي (ليبيا القذافي) مثلما تؤمن شريحة مهمة من الشعب السوري عامتهم ومثقفوهم ان سوريا هي (سوريا الاسد) وانهم مدينون للاسد بأن آواهم في سوريته..ولهذا ترى ان الشعب الليبي تخلص من اسده غير آسف عليه ليشق طريقه نحو مستقبل افضل بعيدا عن الاسود.وهذا ما نتمناه ايضا للشعب السوري الشقيق
لا اعلم عن اي عنصرية تتحدث وعندك اكبر نظام عنصري شوفيني ،لا يعترف بأية قومية في (سوريته) غير القومية العربية. ومن يقول انه ليس عربيا عليه ان يرحل من (سوريته) كما يؤكد ويصر ذلك النظام العروبي المتسلط. ومن المؤسف جدا انه ارضع عنصريته وشوفينيته البغيضة لشريحة هامة من الشعب السوري ،.ومن يريد ان يتأكد مما اقول ، عليه ان يحتك بعامة السوريين خصوصا -لانهم هم من يتحدثون بتلقائية -فأول ما تسمع من السوري في بداية التعارف هو قوله : افتخر بكوني عربي سوري من سوريا الاسد..!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



2 - تعقيب على احدى مقالاتك السابقة
مصطفى أزراد ( 2011 / 9 / 2 - 19:46 )
وهي بعنوان : مسخرة الثورات العربية
لفت انتباهي ما جاء في الاسطر الاخيرة من تلك المقالة حيث قلت :نعم كلنا ضد معمر و زين العابدين وعلي صالح وغيرهم ممن كان مستعملا ومستخدما لخدمة امريكا ..
الثورات التي قامت في المنطقة قامت بها تلك الشعوب قبل كل شيء لتتخلص من استبداد انظمتها وتسلطها واستعبادها لعقود من الزمن هي ثورات لاجل الحرية في المقام الاول، وحال تلك الشعوب هو حال الشعب السوري المنتفض ضد استبداد البعث الاسدي المتربع على السلطة لازيد من نصف قرن.
الشعب الليبي هو ليس بحاجة الى تعاطفك يا حضرة الكاتب ولا اعتقد انه يشرفه ويشرف تضحياته ان يدعي التعاطف معه شخص يمجد نظاما بعثيا قمعيا يبيد شعبه من اجل البقاء في السلطة خصوصا اذا كان ذلك النظام دعم ومازال يدعم مجنون ليبيا حتى وبعد الاطاحة به
الاولى بك ان تتعاطف مع شعبك المذبوح وتتعاطف قبل كل شيء مع نفسك وتخلصها من نير عبودية الحاكم مهما كان فنحن في زمن آخر وقد ولى زمن تأليه الحكام والزعماء

اخر الافلام

.. العربية ويكند | زوجة الأمير هاري تكشف للمرة الأولى عن أصولها


.. العربية ويكند | دراسات الجديدة: إبر فقدان الوزن تقلل خطر الإ




.. العربية ويكند | الإعلان عن نسخة ثورية من برنامج الذكاء الاص


.. العربية ويكند |-تيك توك- يعتزم وضع علامة على المحتوى المنتج




.. فيديو تعزيزات أمنية مكثفة في كاليدونيا الجديدة • MCD