الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشك انها ثورة

وسام امين محمد

2011 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


يبدوا ان فكر الثورة في عالمنا العربي قد تغير ؟ او بالاحرى لا بد ان نتساءل .هل يوجد فعلا" فكرا" عربيا خالصا" لمفهوم الثورة ؟ أليست الثورات مجرد وسيلة لتحقيق الحرية والعدل والمساواة ؟ اليست تلك هي الغايات التي تنشدها كل الشعوب الثائرة من ثورتها ؟ أين نحن من تلك الفكرة البسيطة لمفهوم الثورة . لنسلط المجهر أكثر على ما يحدث في المنطقة من ثورات . او لنرى بعين الخارج عن هذا الإعصار المفاجئ .ما نشاهده الان لا ثورة ضد الظلم والطغيان والعبودية بل ثورة ضد شخص احتل مكانا" يرى الكل أنهم جديرين بهذا المكان - تلك هي الحقيقة -شخصنة الثورة - . قد يقول البعض ان الظلم والطغيان والعبودية متجسد بتلك الشخصية وان زوالها تعني زوال كل المظاهر اللاانسانية .. وقد تجد وجهة النظر هذه مقبولية عند بدء الثورة وقد تكون احدى الوسائل المشروعة التي يرفعها الثوار ولكن على ارض الواقع ، وما يتبع انتهاء الثورة بسقوط الشخص .نجد استبداله بشخصيه اخرى ، ومن ثم ثورة اخرى ضده . ان شخصنه الثوره هذه هي التي ادت الى وحدة نتائجها في جميع الدول العربية التي سقطت شخوصها سواء بثورة شعبية خالصه او بمساعده خارجية بحته. تلك الوحدة التي تجسدت في صراع المجتمع داخليا من اجل الظفر بالكرسي . ولسان حال كل فرد يقول - أنا الأجدر- . وهنا نتساءل أين أهداف الثورة ؟ ان كانت هناك أهداف أصلا" لقيامها غير اسقاط الشخص الحاكم . - وهنا لنحاول ان نجرد هذه المرحلة – مرحلة تغيير الانظمة- من الشعارات الرننانه التي كان المثار عليهم ينادون بها ايضا" -. وقد تقفز هنا وجهة نظر تقول ان الصراع الدائر بين ابناء الشعب الواحد على القيادة هو حالة ديمقراطية طبيعية ناتجه عن سقوط الدكتاتور . وبقراءة مبسطة لواقع المجتمعات العربية لا نجد اي ممارسة سلوكية لمفهوم الديمقراطية لدى الفرد العربي الا ما ندر وان وجد فاستثناء فكيف يمكن ان يُصعد هذا السلوك بقتره زمنية قصيره لمستوى الممارسة على السلطة . ولا احد ينكر الفردانية والدكتاتورية الطاغية على اسلوب الصراع هذا . ومن هنا وجدت الفكره طريقها .. فللثورة هدفين لاثالث لهما . هدف مباشر يتمثل باسقاط الحاكم وهدف غير مباشر هو نيل مكانه لان الكل يرى جدارته فيه . وهذا ليس وليد المرحلة هذه فمن استقراء تاريخ الثورات المعاصره نجد ان اغلب الدكتاتوريات قامت على اطلال ثورات . والثوارت هنا بمعناها الواقعي بعيد عن المعنى الحقيقي الذي يتطلع اليه عامة الشعب الثائر .لانهم الخاسرون في النهاية . والجدارة للاقوى .. وحين نقول - الكل يرى جدارته في السلطة - .فان – الكل – هنا تعني الانسان العربي بما يحمله من فكر وسلوك . فهو المجتمع بكل ما يحمله من تناقضات والفردانية والتعصب والانغلاق سمات امتاز بها وكانت السبب وراء إضفاء افكار وطروحات لاتمت للواقع العربي بصله ومنها الثورات وما يتبعها من افكار سامية في الحرية والعدل والمساواة . ومن سؤال بسيط يمكن ان نعرف حجم الكذبه الي نعيشها نحن العرب ( هل ممكن ان تقام ثورة بمفهومها الحقيقي ضد شيخ عشيره او زعيم قبيله ) وبمجرد القول شيخ عشيره او زعيم قبيله فان الذهن يذهب الى انه الواحد والكل . فشخصيه الشيخ هنا او الزعيم لا يمكن ان تكون بمعزل عن شخصيه كل من في العشيره فهي جزء لا يتجزء من كل فرد .والمحيط الذي نشأت فيه هذه الشخصيه هي ذاتها التي أنشأة الرعية . لذا فشتان بين شخصية شيخ العشيره ورئيس الدولة وبين افراد العشيره وافراد المجتمع المدني . وهذا ما يفسر الاستقرار الواضح في الدول التي تاخذ من الملكية والاماره اسلوب للحكم لانها تمثل اعلى مراحل المشيخه ونظام القبيلة هو النظام الحقيقي السائد في تلك الدول اذا ما نزعنا عنها صفة الدولة . وبالمقابل فان الفوضى والشرذمة التي يعاني منها باقي المجتمعات التي لا تجد من يسوقها امر طبيعي لان الوحدانية امر متغلغل في الشخصيه العربيه وبالتالي لا تستطيع العيش دون الرمز المقدس . لذا نجد الديمقراطية العربية تختلف عن المفهوم الحقيقي للديمقراطية التي هي -حكم الشعب نفسه بنفسه -. فعلا" هي حكم الشعب نفسه بنفسه من هذا التعريف اخذنا نحن العرب الجملة بمعناها الحرفي وأصبح كل عربي يدعي قدرته على قيادة الامه أفضل من غيره مادامت الديمقراطية تعطينا الحق لان نحكم . وعند الحكم تظهر الشخصية العربية على أصولها المتعارف عليه قوة جبروت غطرسة تحمل من البداوة والقبلية ما يجعلها افضع دكتاتور عرفه التاريخ . وبالتالي تعطي للغرب المسوغ للتدخل في كل ما له فينا . لان فكر- الديمقراطية ، الثورة- فكرته واننا مجرد مكافحون من اجل الوصول اليها . والأخطاء التي ترتكب على مستوى إزهاق الأرواح البريئة ما هو الا ثمن لم تلمسه الأجيال السابقة ولن تلمسه اللاحقة . فمن يولد دكتاتور لا ينتظر منه ان يخلق ديمقراطيا" اذا ما نظرنا لأنفسنا جيد . فنحن الذي صنعنا من نثور عليهم ألان . ونحن من نحتاج لثورة داخليه تقلع كل ما يتنافى وروح الانفتاح والتسامح وقبول الآخر والاعتراف بالأخطاء وإعطاء كل ذي حق حقه . فمتى ما ولدت ارادة شعبية نحوا تغيير الواقع وأنفسنا ولدت حقا" الثورة التي تعطي ثمارها للأجيال اللاحقة ودون دماء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ما بعد الحرب.. ترقب لإمكانية تطبيق دعوة نشر قوات دولية ف


.. الشحنة الأولى من المساعدات الإنسانية تصل إلى غزة عبر الميناء




.. مظاهرة في العاصمة الأردنية عمان دعما للمقاومة الفلسطينية في


.. إعلام إسرائيلي: الغارة الجوية على جنين استهدفت خلية كانت تعت




.. ”كاذبون“.. متظاهرة تقاطع الوفد الإسرائيلي بالعدل الدولية في