الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقول محررة

عبدالله الدمياطى

2011 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


احتدم الخلاف و الجدل هذه الأيام بين مختلف التيارات السياسية حول مستقبل الدولة في مصر خاصة بعد قيام ثورة 25 يناير والتغيير الذى يتخيله احد ودخول أفكار و اتجاهات و قوى كثيرة الي المعترك السياسي ومن هذا المنطلق اقول .
لاوجود للتغيير السياسي دون تغيير في تفكيرنا ...
نعم هذه هى الحقيقة
لن يتغير حالنا إلى أن نتغير نحن هذه هى سنه الله ولن تتبدل بالأمنيات والأحلام لن يتغير الواقع إلا إذا تغيرت النفوس التي تحيا هذا الواقع. لذا فنحن في حاجة إلى عقول بلا خوف، إن العجز الذي نعيشه ليس بسبب خلل في قيمنا وتصورتنا وإنما هو في حالة الانفصام التي نعيشها مع قيمنا، فالتطبيق العملي للقيم التي نملكها يكاد يكون معدوماً. والخروج من هذا المأزق هو ليس بالتخلي والانفلات من عقيدتنا وقيمنا، وإنما بتنقيتها من الشوائب وتصفيتها مما أصابها من تصورات دخيلة.
إننا لا نعاني من نقص القدرات أو العقليات المتميزة، ولكننا نعاني من القيود الحقيقية والوهمية التي تحجم من قدرة العقول الجادة على الانطلاق بالأمة إلى الأمام. لن نخطو إلى الأمام إلا إذا تحررت العقول من عقد التردد نحن في حاجة ماسة وملحة لعقول واعية متحررة لا أعني هنا بالتحرر من القيود الانفلات من ضوابط الأخلاق لا أو الانقلاب على العادات والقيم لا . ولكنني أعني التحرر من الجبن والخوف والتخلف ومن التسليم بواقع مريض،نحن بحاجة الى عقول قادرة على صياغة حياة حقيقة وحضارة حقيقية نملكها نعيشها وتمثلنا وتعبر عن ثقافتنا ،عقول بلا خوف هى الطريق إلى اليوم الذي لا ترتبط فيه أمتنا وديننا وحضارتنا بالفقر والجهل والمعاناة والاضطهاد والارهاب والتطرف. عندها فقط يمكن لأجيال المستقبل أن تحيا حياة تجمع بين الحضارة الحقيقية، وبين الحفاظ على الثقافة والعادات والقيم ونحن بحاجة إليهم معاً لنحافظ على هويتنا ولنلحق بركب الأمم المتقدمة التي ترقى بالإنسان والمجتمع معاًً، وتحفظ كرامة الفرد وللحصول على هذا المستقبل الواعد نبدأ بالتخلص من الخوف والنفاق والتحرر من القيود الوهمية التي تعوق انطلاق العقل إلى آفاق التجديد والتطوير.
يجب أن نكره أن تقيد عقولنا لأي سبب وتحت أي مبرر، وكما أن الإنسان العاقل يدرك أن الحرية مرتبطة بانضباط أخلاقه وقيمه وعلاقته بالآخرين، فالإنسان العاقل يدرك أيضاً أن حرية عقله مرتبطة بحسن استخدامه لهذا العقل بما يفيد النفس والغير وهذا ما جاء به القرآن الكريم وجاءت به الأديان
إن العقل الحر هو فقط العقل القادر على الإبداع والتميز أما العقول المقيدة فهي كالأبدان المقيدة طاقات معطلة .. وأعباء على أصحابها ومجتمعاتها ولذلك فنحن في حاجة إلى عقول حرة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة