الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرصنة الاسرائيلية والتعتيم الاعلامي على غزة

طلعت الصفدى

2011 / 9 / 2
القضية الفلسطينية


القرصنة الإسرائيلية، والتعتيم الإعلامي على غزة
No SIGNAL لا يوجد إشارة
No Show لا يوجد عرض

يبدو أن البعض العربي الإسلامي، والغربي الصهيوني الاستعماري، يعتبر غزة قطعة من جهنم، تشكل عبئا على مشاريع الاستسلام والهيمنة والإلحاق، وكأن الشعب الفلسطيني ذو التاريخ الحضاري الكنعاني لم يبلغ بعد سن الرشد، ويحتاج للوصاية. يحلمون كما حلم وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق اسحق رابين أن يفيقوا ليجدوا البحر، وقد ابتلع غزة، وأجهض مقاومتها ، وأطفأ ثورة أهلها ضد المحتلين والغزاة، وكل العابثين بأمنها وسلامتها، ونسوا أن بحر غزة هو جزء أصيل من الأرض الفلسطينية، والوجود الفلسطيني، حتى أن الفضائيات العربية تتعامل بنفس المعادلة والمنطق مع أحداثها، فلم يعد نصرة ألشعب الفلسطيني ضد الظلم والقهر والاضطهاد القومي والطبقي هي مهمة إعلامية من الدرجة الأولى، فخفت دورها الإعلامي، والمهني، وتراجعت تغطيتها الإعلامية في فضح الانتهاكات التي يتعرض لها المواطن الفلسطيني، وتجاهلت الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لبره وبحره وسمائه، وانتقلت أخباره إلى آخر صفحاتها الإخبارية.
يتعرض الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصا في قطاع غزة منذ فترة طويلة لحملة تطهير وتعتيم إعلامي، وحصار من نوع جديد، بهدف عزله عن العالم، وخصوصا عن شعبه الفلسطيني في الداخل والخارج، وعن أمته العربية، وثوراته وانتفاضاته، في محاولة إسرائيلية للاستفراد به، والإيحاء بأنه وحيدا في معركته الوطنية ضد الاحتلال، وأن قضيته الوطنية خاسرة لإجباره التعاطي مع الواقع ألاحتلالي . وإذا كانت أجهزة الإعلام الإسرائيلية، ومراكز بحوثها تعمل على تضليل الرأي العام الدولي وكسبه إلى صفها، وإقناعه بأنها الضحية بدعم وإسناد من العالم الغربي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، فإنها في نفس الوقت تحاول عزل العرب عن أصدقائهم، والتأثير عليهم، ومنع الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية، وتعطيل حقه في العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وممارسة الضغوط على الفلسطينيين لمنعهم التوجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وفي نفس الوقت لا تتورع عن افتعال الأزمات بين الدول العربية وإغراقها في الصراعات والنزاعات الحدودية والمذهبية والطائفية، والترويج للمقولة الزائفة والخادعة، بأنها تشكل واحة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة .
المشاهد ألغزي للفضائيات العربية والأجنبية، وكل التليفزيونات سواء صناعة صينية أو كورية أوربية أو أمريكية تحجب الرؤية والصورة الحقيقية عنه، وهو المتلهف لمتابعة نشرات الأخبار أو المسلسلات أو الأفلام، بسبب عين الزنانة التلصصية الإسرائيلية ( طائرة استطلاع التجسسية ) التي تسبح في السماء، ترصد كل حركة وهمسة في غزة دون رقيب أو حسيب، تعطل الإرسال سواء للأقمار الاصطناعية أو القنوات الفضائية، وتشويش الصورة، وتمسحها من الوجود الارسالي، ليشاهد المواطن ألغزي على شاشة تليفزيونه خربشات وخطوطا وألوان غير متناسقة، وأصوات مزعجة، تمنع الرؤية وتعطل تتبع الأخبار والبرامج المختلفة ليلا ونهارا، سواء أكان الجو ساطعا أو ملبدا بالغيوم، ويتكرر المشهد مع إشعارات باللغة العربية أو الانجليزية لعشرات المرات دون صورة، لا يوجد إشارة ( No Signal )، ولا يوجد عرض (No Show). إن التدخل الخارجي والقرصنة الإسرائيلية، ومحاصرة غزة، يمنع استلام واستقبال الإرسال وكافة الرسائل الاتصالية أو استلامها بشكل منقوص، مما يؤدي إلى صعوبات الاستقبال أو التفسير أو الإدراك وبهذا تكون قد حققت أهدافها من هذا السلوك الذي يشكل قرصنة إعلامية ضد الشعب الفلسطيني.
فهل يسمح العالم المتمدن، ومنظمات حقوق الإنسان، بهذا الخرق الفاضح، والتعدي على حقوق المواطن الفلسطيني؟؟ هل يمكن فضح هذا الانتهاك الفظ لحقوق الإنسان الفلسطيني، حقه في المعرفة واستقبال المعلومات التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية، وتقديم شكوى للجهات ذات الاختصاص ضد إسرائيل لانتهاكها لتلك الحقوق، والذي يعتبر عدوانا ضد الإنسانية، ويتنافى كليا مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي تضمن التزامات قانونية على الدول الأطراف، العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكذلك الحقوق المدنية والسياسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟