الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الدولة والثورة

جورج حزبون

2011 / 9 / 2
القضية الفلسطينية


حول الدولة والثورة

أغني للوطن الذي يسمى الان وطني ، ولكني أغني ثلاث مرات لما سيكون / مايكوفسكي / قامت الثورة الفلسطينية المعاصرة ، على قاعدة الاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية ، وعبر مسيرتها الحافلة بالتضحيات والصعوبات ، والمعارك السياسية ، واخذا بالاعتبار للمتغيرات المتعددة و المختلفة في المحيط والعالم ، تغيرت الشعارات السياسية ، حتى القبول بدولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران للعام 1967 ، وهي الحدود التي عبرتها القوات الاسرائيلية في ذلك الوقت ، وكانت دعيت بالضفة الغربية وقطاع غزة .
وقد انتقلت السيادة على تلك المناطق من الاردن ومصر الى الاحتلال ثم الى منظمة التحرير الفلسطينية جزئياً ، ومع اقامة السلطة الوطنية ، بدى واضحاً ان اسرائيل لن تقبل باتفاقات اوسلوعلى رغم ضعفها والثغرات التي احتوتها ، بما يودي الى اقامة دولة كاملة السيادة على تلك الاراضي ، بل لقد ثبت بالواقع ان اسرائيل ظلت متمسكة بمضون اتفاقات كامب ديفيد التي وقعها السادات ، والمشتملة على اقامة حكم ذاتي اداري للفلسطينين في الضفة والقطاع ، وهو خيار يوفر مجالا واسعا للاستيطان وضم القدس والمناطق الحرام ( تمثل حوالي 8% ) من مساحة فلسطين وان تصريح شمير ( رئيس وزراء ) اسرائيل الاسبق عشية مؤتمر مدريد حيث قال ( سنبقي المفاوضات مئة عام ) وهو ما يجري فعلياً هذه الايام .
وكخيار اخر اتجهت السلطة نحو الامم المتحدة / او / ( المجتمع الدولي ) لتنتصر به ، على قاعدة ، عدم جواز احتلال اراضي الغير بالقوة ، وحق الشعوب في تقرير المصير ، واقامة دولته المستقلة ، واختباراً جديا للحالة الدولية خاصة في كنف الربيع العربي ، حامل رسالة التغير بالمنطقة حتى ولو كانت ذات بوصلة تتجه نحو اليمين ، الا انها لم تعد تقبل بالهيمنة واستغفال الشعوب ونهب ثوراتها .
ومع كل محاولات الدول الرأسمالية والتي تعاني من أزمة حادة اقتصادية قد تطول بالزمن ، وقد تفرص اساليب حكم واقتصاد جديدة في العالم ، تحتاج عبرها الى دول الاطراف الاستهلاكية والى الشرق الادنى اكثر من اي زمن مضى ، والى ان تأخذ بالحسبان تلك النهضة البازغة من قوات الشباب العربي ، حيث تحتاج الى أساليب تعامل وعلاقات مختلفة تماما عما سلف .
ولقد كان للامم المتحدة حضور دائم في القضية الفلسطينية منذ نشوئها عام 1947 ، سواء برفض التهجير ، وحق اقامة دولة فلسطينية ، وكان من المستوجب التعامل عبر الامم المتحدة في الصراع والنزاع والتفاوض ، فالقبول بالواسطة الاميريكية وقبلها البريطانية ، وكانت تاخذ القضية الى دهاليز التآمر ، فحتى مؤتمر مدريد جاء لكي يجهض قرار للامم المتحدة ، بعقد مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية ، وكان ذلك حسب مقترح سوفياتي في حينه ، تماما حين اعلن السادات ان 99% من الاوراق بيد اميركا ، فاخذته الى كامب ديفيد ، والتي مثلت اكبر هزيمة سياسية للشعوب العربية والقضية الفلسطينية ، واطلقت مفهوم الحكم الذاتي الادراي .
ان اطلاق يد اميركا في تسوية الصراع مع اسرائيل هو تحكيم غير عادل والاخطر انه يتم بمعرفة العلاقة بين اميركا واسرائيل ، ومع الادراك بانحياز تام فقد اصرت الانظمة العربية على اعطاء اميركا الصلاحية الكاملة متذرعين بان الطرف الثاني هو حركة التحرر العربي وحليفها الاتحاد السوفياتي ، وان القبول بالدور الاممي يجعلنا في دائرة صراع الحرب الباردة ، علماً بان الامريكين من ترومن اول من اعترف باسرائيل بعد دقائق ثم ايزنهاور وما اطلق عليه يومها مبدء ايزنهاور لملئ الفراغ . ثم كارترصاحب كامب ديفيد ، وريغان ومباردته عام 1982 في ايلول بعد اجتياح بيروت، ومذبحة صبرا وشاتيلا ، ناهيك عن جزنسون خلال حرب 67 ،ونيكسون وكيسنجر عام 73 .كل هذا ما كان بالامكان ان يمر لو كانت الامور تسير بمظلة الامم المتحدة ، التي تتجه اليها هذه الايام ، فقد ثبت بالتجربة والبرهان ان مصلحة الامبريالية بمختلف مسمتياتها القومية ، معادية للشعوب متحالفة مع القوى الفاشية والعدوان والاستغلال ، بحكم طبيعتها ومبناها الامبريالي.
اتجه الفلسطينيون بعد اضرابهم الطويل عام 1936 ، الى لجنة بيل الملكية ، وحين صدر الكتاب الابيض علق تشرتل امام اللجنة انه لا يعتقد ان للكلب حق في الزريبة !!!!، واستمر الحال على ذات المنهج ، ذلك ان الانظمة العربية من ذات الطينة الطفيلية الطحلبية المرتبطة بالامبريالية مصحلة وبقاء وفساداً وتركيبة اجتماعية .
ان ما يجري اليوم ليس الا تصويباً لنهج استمر طويلاً ، وهو ان من حق الشعوب ان تنتاضل لانتزاع حقوقها وان تظل مرتبطة بالامم المتحدة ، حتى تظل بعيدة عن التأمر ، وان الثورة المعبرة عن ارادة الشعب عليها الوفاء باهدافها وعدم ادخالها سراديب المساومات الدولية ، فكل الدول في العالم لها مصالحها ، ومصلحة اميركا تكمن في الحفاظ على امن قاعدتها العسكرية المتقدمة ( اسرائيل ) وعلى توفير مناخ هادئ لنهب خيرات المنطقة ومقدمتها النفط ، وابقاء السوق العربية بهذه الملايين مجالاً لتصريف منتجاتها ، وتشجيع النزعة الاستهلاكية لاعادة تدوير رأس المال الى بنوكها ، يتعزز ذلك في الفترة الراهنة وهي فرضة لان يضغط العرب على اميركا واسرائيل وليس العكس ، هذا ثقة بما افرزته وما سيتم فرزه من الحراك العربي الهادر ، ومرة اخرى بغض النظر عن وجهات نظر المشككين ، الا ان النهج الماضي لن يعود مع هذا الجيل العربي الشجاع والواعي والخارج لتوه من رحم المعاناة مسلحاً بالمعرفة ومتطلعاً للديمقراطية .
فنقل الموضوع الفلسطيني الى الامم المتحدة ، هو تصويب لحالة مرتبكة طالت ، رغم الاعتراف بان المفاوضات خيار ، الا انها يجب ان تكون تحت الراية الاممية ، كما وعلى الامم المتحدة بكافة اعضائها احترام شرعيتها وتطبيق قراراتها منذ عام 1947 ، حتى تكون امينة لميثاقها ، وبعد ان اصبحت القبضة الاميركية غير مطلقة اليد ، امام نهوض كبير لبلدان الاطراف وصعود عدد كبير من الدول حيث تم فك الهيمنة المالية ايضاً ، وبعد ان اصبحت دول القرار الامبريالي تمالىء الانتفاضات الثورية العربية ، وتدرك ان هذه الثورات تجد في الهيمنة والعربدة الاسرائيلية ، عنصر اعاقة لمسيرتها تخو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ،.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر