الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحة من شهادة وفاة قديمة / السجين رقم 199

سيمون خوري

2011 / 9 / 2
حقوق الانسان


صفحة من شهادة وفاة قديمة.
السجين رقم 199

سيمون خوري

" في البدء كنت رجلاً وامرأة وشجرة..
كنت أباً وابنا ..
وروحاً قدسا
كنت الصباح والمسا
والحدقة الثابتة المدورة
وكان عرشي حجراً
على ضفاف النهر
وكانت الشياه..
وكان النحل حول الزهر يطن
والإوز يطفو في بحيرة السكون
والحياة تنبض كالطاحونة البعيدة !
حين رأيت أن كل ما أراه
لا ينقذ القلب من الملل"

" من قصيدة سفر التكوين للشاعر الراحل أمل دنقل "
-----------------------------------------------------------------------------------
عشرون عام، خدر الصمت ذاكرتي، التهم الصدأ جزء منها. فقد تأخر جداً اليوم الذي كنت أحلم فيه بوردة جميلة، تزين عروة قميصي. يومٌ لا يفتح فيه الخوف كوة على الموت. ولا تبحلق عيني في عدسة الباب الصغيرة ..ترى من الطارق ..؟
بل أفتح الباب لبائع متجول فقير.أو لساعي بريد يحمل بشارة الميلاد، وليس لقاتل طارئ .
كدت أخسر الرهان مع ذاتي . فقد قامرت كثيراً وخسرت كثيراً . بيد أني غالباً ما كنت أبحث عن بصيص ضوء وهمي ، أو خبر عابر للقارات لتظاهرة ما .. أو لصوت معارض ..أو نبأ رحيل ديكتاتور ما.. وأخاطب نفسي ، متى يمكن لشعوبنا أن تغني لأبو القاسم ألشابي.
" إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. "
القدر هو الشعب صانع تاريخه . لماذا تتأخر الأقدار في بلادنا .. رغم كم الصلاة والدعاء واللعنات..؟! ،هل لأن " الله يحب الأغنياء، والفقراء يحبون الله " .... فالغني يزداد غنى ، والفقير يزداد فقراً .أم ترى ، حان موعد استيقاظ الإله أو الآلهة جميعاً دفعة واحدة من سبات كهفي..؟ أم أن الشعب قال كلمته، أنا الشعب..أنا الشعب لا أعرف المستحيل . كما في رائعة " أم كلثوم " وأياً كانت المعادلة . فالشعب هو صانع تاريخه . بعدما استقالت " طيور الأبابيل " من العمل منذ عام الفيل.
ربحت ضميري . فلم يبدل الشتاء جلودنا . ولا غير الصمت ملامحنا، ولا ثيابنا. وبقيت كسرة خبز وكأس نبيذ وحب الإنسان هو العنوان. والحلم بوردة على عروة قميص مفتوح الأزرار للهواء والشمس وطله جميلة لوجه أنثويا. فمن المهم أن تحافظ على وجود الإنسان بداخلك.
على سلم الطائرة المغادرة من طرابلس الى أثينا ، أدرت ظهري للعالم السفلي مثل " أوفيس " الأغر يقي وتحجرت " أفروذيكي " خلفي... استطال ظلي ، وفاق قامتي. كنت هيكلاً عظمياً وزنه 43 كلغم فقط . أقل من وزن كيس الطحين الذي توزعه " وكالة الغوث الدولية " على اللاجئين في زمن ماضٍ وحاضر
.وزني ، اختصر ما آلت إليه حالتي . وسأعفي القارئ من صور ومشاهد السادية المتوحشة .
قلت، لمرافقي الأمني المقدم " م، ن " بحضور كابتن طائرة الخطوط الجوية الليبية، وأحد مسئولي " شركة شحات " الليبية في اليونان، الذي كان على المقعد المجاور لي. أبلغ الأخ " العقيد " شكري على استضافته الجميلة، وأنني لست معروضاً للبيع أو للشراء. ..
أدمعت عين " المقدم " عانقني بفرح، أو عانق أكمام قميصاً يصلح لقياس ثلاثة إكسترا سايز جرى إحضاره على عجل. ربما هو قميص لمعتقل أخر جرى تسفيره الى العالم السفلي ..؟!. وعلى الأغلب هو لجاري السوري في الزنزانة المجاورة. حيث سمعت قبل صباحين صوت " شحشطة " جسده في ممر السجن . وفي ذاك الصباح، لم تنقر أصابعه على جدار الزنزانة كلمة “ صباح الخير ". وابتلعت الأرض آهاته دفعة واحدة.
أنا الأن أصرخ نيابة عنه " آه " كبيرة تحمل كل معاناة البشر والجياع والمحرومين، لمناضلين مجهولي الهوية بلا اسم ولا رسم وبلا وطن .حلموا بوطن يبتسم للأطفال وللنساء ، وللجياع.
اكتشف مرافقي " المقدم " للمرة الأولى في حياته نماذج أخرى من البشر، لا تجيد رصف الطريق بمعلقات المدح على أسوار كعبة " أبا جهل " أو " قذاف الدم ".
في العام 1986 جرى اغتيال أخي وصديقي " ميشيل النمري " في أثينا ،وقبلها بأسبوع تمت تصفية معارض ليبي ، لم أعد أذكر اسمه في حي " ميخالكوبولو " خلف فندق هيلتون في أثينا . وأخي وصديقي " خليل الزبن " المعارض الجميل ، قتل بطلقة أخرى في غزة..كلاهما شاركا بحمل ملف التضامن مع المعارضة الليبية . منذ بداية تشكيل " التجمع الوطني الليبي " الذي أسسه الشهيد " عمر المحيشي " في السبعينات . لكن الغدر لم يمنحهم مزيد من الوقت للاحتفال، كما يحتفل الشعب الليبي الأن . ربما تنعم أرواحهم بالراحة ..بيد أنها لم تكتمل بعد ..فالمشوار لا زال طويلاً نحو " عواصم وقيادات " باعت مواطنيها في مزاد عالمي..
من يشتري شعبنا ونفطنا وكل ما نملك ، على أونه على دوى ..على ترى ...؟! والدفع بالعملة الصعبة والجواري الحسان ..؟! وأبناء الحكام وحاشيتهم يرتعون كالبعير في كازينوهات العالم ومواخيره ومخدراته .
فيما كانت شعوبنا تقتات من " وهم النضال الثوري والقومي ". حتى الماشية صامت عن العشب بحجة التحرير. وأرصدة الطغاة الفلكية تتضخم في بنوك الامبريالية. ويهتفون ويخاطبون الجماهير، بحناجر من ذهب. تسقط الامبريالية ... " طز بأمريكا " .ومعظمهم كان يردد .. تسقط الامبريالية . وحي على الجهاد ..؟ وللحقيقة، لتسقط كل الأنظمة المقنعة ومعها كل القوى التي ساهمت بتخدير العقل في العالم العربي. وأضاعت سنين من عمر المنطقة في شعارات استبدادية وسخيفة معاً.ليسقط كل وعاظ السلاطين وتلك القيادات الكبيرة التي كانت تتضاءل وتتقزم في حضور هذا الديكتاتور أو ذاك . لتسقط كل القوى السياسية التي كان وجودها كارثياً على شعوبها ، وساهمت في تدمير مرحلة تحرر وطني ديمقراطي . لتسقط كافة تلك الأنظمة، وأحزاب العهر السياسي التي عطلت مسيرة الصراع الاجتماعي والنضالات المطلبية في بلدانها بحجة تحرير فلسطين. وهي تدرك زيف وخداع هذه الأنظمة. لكن " كيس النقود " كان أكثر أهمية لاستمرارية الدكان السياسي. بعد أن تحول المناضلون الى مجرد كتبه وموظفين من آل البيت.
ولعبوا دورا " محامي الشيطان "ودار إفتاء لقرارات مزاجية فردية وغبية.
**************
في بداية الشهر الثامن من العام 1991، وصلت ليبيا بناء على دعوة شخصية من أصدقاء قدامى في الجيش الليبي. أقمت في فندق " باب البحر " لمدة أسبوع ثم غادرت ليبيا، وعدت ثانية بتاريخ 27-8- 1991 لحضور احتفالات " الفاتح " بناء على دعوة شخصية من ذات المجموعة. وأقمت مرة أخرى في فندق باب البحر غرفة رقم 633.
مساء ذاك اليوم ، دعيت للعشاء في مطعم فندق " المهاري " مع بعض الأصدقاء . احدهم كان الضابط المناوب تلك الليلة في غرفة العمليات في ثكنة " العزيزية " . اصطحبني معه لاستكمال حوارنا. على مقربة من غرفة العمليات المركزية، توجد مكاتب العميد " محمد المجذوب " قائد اللجان الثورية. اليد الحديدية في حينها . فاللجان في كل مكان ومن تحزب خان ؟!
في ساعة متأخرة أبلغني صديق فلسطيني " و . مطر " أنه رتب موعداً لمقابلة عدد من الشعراء “ الصعاليك " حسب تسميتهم من الشباب المعارضين بمقهى شعبي في سوق الجمعة. وموعد أخر، مع صديق من وكالة أنباء الجماهيرية. في فندق " الواحات ".
في الصباح الباكر، تحول فندق باب البحر،الى ثكنة عسكرية. ثلاثة سيارات جيب مسلحة وأخرى سوداء. ثم اختفيت من على وجه الأرض . الى تحت الأرض في زنزانة انفرادية مظلمة بلا تواليت أو حمام ولا نافذة . دون أي غطاء أو فراش على الأرض. وأصبح اسمي السجين رقم " 199 ".
وبعد مرور حوالي أسبوعا كاملاً، دون طعام أو ماء لم يطرق أحدهم الباب. ولم تفتح فيه تلك الكوة البغيضة العليا والسفلى. ثم جرى إحضار أول وجبة طعام وهي عبارة عن مكرونة بالماء . ونصف علبة حليب كرتونية تحتوي على كمية الماء المخصصة لمدة 24 ساعة .
عند انتهاء مراسم التحقيق، والتعرف على كافة الأدوات التي صممتها أجهزة الأمن الألمانية الشرقية سابقاً. ولا أدري كم من الوقت استغرق التحقيق . طلب مني التوقيع على ملف ضخم، قيل أنه يحتوي اعترافاتي بالتهم المنسوبة لي. ووقعت فلا خيارات أخرى .سألت رئيس لجنة التحقيق هل كل هذا الكلام المسجل هنا هي أقوالي..؟! أجابني بشتيمة يدوية ، صمت على أثرها . وحملوني مرة أخرى الى غرفتي الخاصة. فقد فقدت أقدامي قدرتها على الحركة .
صبيحة أحد الأيام ، سمعت هرجاً وضوضاء في ممرات السجن الانفرادي تحت الأرض. حملني اثنان من الحرس، معصوب العينين الى غرفة رئيس السجن . وهناك كانت المفاجأة الكبرى . وجهاً لوجهة مع " العقيد القذافي " الذي أبلغني في نهاية محاضرته عن الأمن الاستراتيجي للجماهيرية العظمي ، والثورة الخضراء الأممية ، والسلطة الشعبية، ملوحاً بعصا المارشالية ،يتطلع يمنه ويسرة وكأنه يخاطب حشداً من الجماهير ، بقرار ما أسماه " المحكمة الثورية " بالإعدام رمياً بالرصاص . بتهمة المشاركة بالتحضير لانقلاب عسكري، والأعداد لاغتيال ثلاثة من حكام العالم العربي خلال الاحتفالات..؟ والعمالة للإمبريالية والموساد الخ الأجهزة الأخرى.
خاتما كلامه بقوله " باهي... يا ولدي الله غالب شو ندير لك .. الصحراء لا تنبت ورداً بل تنبت رجالاً. نحنا .. نبو أسم واحد تعرفوا.. وبعدها روحك حرة.. والرحمة لروحك ".
انتهت المقابلة بإشارة من عصاه .. رددت مع نفسي قول الشاعر، إذا كان من الموت بد فمن العجز أن تموت جباناً. وأسلمت نفسي للعدم، بانتظار الرحلة الأخيرة.
بعد أيام قليلة ، فجراً جرى إحضار " جلابية بيضاء " ونقلت الى غرفة مدير السجن . تحضيراَ لتنفيذ قرار الإعدام. المجموعة المكلفة كانت بالانتظار.
قال لي مدير السجن ، أكتب رسالة الى زوجتك تبلغها أنك غادرت ليبيا الى إيطاليا. فرفضت . ثم سأل ما هو طلبك الأخير ..؟ قلت كوبا من الشاي الأحمر وليس أخضراً. وأن لا تعصبوا عيناي بهذه " الخرقة " العفنة .إبتسم هازاً رأسه .
لا أدري كم مر من الوقت، وأنا أحتسي الشاي الأحمر.. كان عقلي خارج الزمن الحاضر يستعرض كل صور الماضي.
على صفحة كوب الشاي، مثل بلورة سحرية. ودعت أصحابي وهمست لأصغر أبنائي " أديو " . صحوت على رنين الهاتف في مكتب مدير السجن وصوته الأجش ، قائلاً للطرف الأخر من الهاتف : " مازال ..نعم.. حاضر..حاضر" أدركت أن كوب الشاي الأحمر، أنقذ حياتي، لأن كمية كوب الشاي الأخضر قليلة جداً تنتهي في رشفة واحدة. بعد قليل حضرت مجموعة أمنية لاستلام جثتي المتفسخة قذارة. بعد ترتيبات إدارية تسليم واستلام دون الدخول في العديد من التفاصيل المحزنة. نقلت الى مطار طرابلس مباشرة ثم الى أثينا.حيث رقدت في المستشفى لمدة أربعين يوماً . بعد إجراء العملية الجراحية ، حضر السفير الليبي الحاج " عياد الطياري " ومعه عدد من أركان السفارة، معبراً عن حزنه وألمه الشخصي لما تعرضت له في بلاده. وأبلغته أنني سأغلق فمي. بناء على تعليماتهم ..وإلا ... هناك مسدسات للإيجار عديدة..؟!.
من سوء حظهم أن ذاكرتي كانت قادرة على التقاط كافة أسماء تلك الوحوش البشرية.
هذا مختصر المختصر. فلا أريد أن يسبب السرد التفصيلي صداعاً وغثياناً للقارئ. هناك العديد من التفاصيل، لا تفيد القارئ. والظروف التي تمر بها الحالة الجديدة في ليبيا، لا تسمح لأحد ما باستقراء المستقبل. وعلامات غامضة لا تزال ترتسم على بعض الوجوه، رغم ما حدث من تغيير وإنجاز هام.
الحالة الراهنة، مجرد جسر بين الماضي والمستقبل. لكنها ليست حكماً على الماضي. وبعضهم كانوا جزءا من الماضي البغيض وفي مواقع المسئولية. طبعاً لا أدعوا الى كتابة ثأرية. بل لننتظر، ربما تحمل الأيام القادمة نسمات رطبة لهواء طرابلس الجاف. إذا وضع المستقبل بيد الناس. وليس بيد من كانوا جزء من الماضي. وفي اللحظات الأخيرة انتقلوا من مركب غارق الى مركب أخر..؟!

للموضوع صلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرجل القدوة
ميس اومازيغ ( 2011 / 9 / 2 - 18:53 )
عزيزي سيمون يالها من مقالة اوقفت شعر راسي ودخلت حالة من الشرود افقدتني رؤية الألوان/{اذا كان من الموت بد فمن العجز ان تموت جبانا اسلمت نفسي للعدم بانتظار الرحلة الأخيرة}افلا تكفي هذه الكلمات لأعيش الحالة المذكورة؟
هنيآ لك بحريتك هذه التي جعلتي اتعرف على شخص ممن يتعين ان يكون قدوة لأبناء شعوبنا في تحمل صعاب النضال فطوبى لك عزيزي لما ادخرته من ذكريات حتى وان كانت اليمة فانك من خلالها تعرف ويعرف نسلك ومقربيك واحبتك انك حقا رجل بمعنى ما تحمله الكلمة حقيقة لا زيفا.
عزيزي سيمون انت احق في وظع علامات الأستفهام الكثيرة بشان مستقبل الشعب الليبي لأنك الأدرى بمن يزالون من الحيوات المفترسة في صفة بشر وان كانوا يحاولون ايهام الغير بتغليبهم لهذه الصفة الأخيرة املا في استغلالهم لما الفوه من مسؤوليات.
املي ياعزيزي ان يستطيع احرار ليبيا تخليص شعبهم من الطفيليات السامة.
دمت, دمت ,دمت


2 - تحية و تقدير
بن جبار محمد ( 2011 / 9 / 2 - 20:05 )
عزيزي سيمون , مذكرتك هاته أبحرت بي في عالم سوداوي بغيض , تذكرت أن هناك آلاف الذين رزخوا تحت نير العبودية و الإستبداد في داخل السجون و خارجها ..مقالتك هذه كانت شهادة و مثال للحكام العرب الذين يريدون و يصرون على ركوب شعوبها الى آخر الدهــر .
كما لسيدي الكريم أن التفاصيل التي لم تريد سردها نحن بحاجة إليها , نحن بحاجة لمعرفة ذلك العالم السفلي و إظهار الظلم الذي سلط على الرجال مثلكم لكم مني ألف تحية و تقدير .


3 - الحمد للظروف على السلامه ولاعندي مااقول
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 9 / 2 - 21:26 )
عزيزي اخي سيمون
الحقيقه لاتوجد كلمات انا فقط اردد كما بسطاء شعوبنا الحمد على السلامه
ماالعمل هكذا كتب عليك ان تعاني منذ اليوم الذي اخترت ان تكون ممن يكتبون تاريخنا الصعب
يقول ناظم حكمت -
اذا لم احترق انا
ولم تحترق انت
فمن ذا يضئ الطريق
اقول هذا مع ارق واخلص تمنيات الصحة وطول العمر والتمتع ببهجة الحياة وساشرب اليوم نخب سلامتك وصحتك وراحة بالك وصبرك الاسطوري الجميل
اخوك صادق


4 - 199
شامل عبد العزيز ( 2011 / 9 / 2 - 21:46 )
الأستاذ سيمون
تحية طيبة
عشتُ مع المقال ووصفك لحظات رهيبة وتذكرتُ القوقعة التي أرسلها لنا الأستاذ نادر قريط
لماذا ؟ دائماً لا قيمة للإنسان في بلاد العربان ؟
وفي البلاد التي تنتهج ما تنتهجه تلك البلاد التي لا تعرف سوى التغني بالقائد والحزب والقومية الأحزاب التي جلبت الويلات لهذه الشعوب المغلوبة دوماً على أمرها
يبدو أن معاناتك فوق الوصف و لا استطيع أن ألمم جراحاتك بكلمات بسيطة ولكن الشيء الحسن أنك تشهد نهاية هؤلاء الآفاقين الذين لا يعرفون أي معنى من معاني الإنسانية
خالص الشكر والتقدير يا سجين 199


5 - المجد للإنسان ، وعلى الأرض السلام
الحكيم البابلي ( 2011 / 9 / 2 - 23:40 )
صديقي الأثير سيمون خوري
يخجل كل من له ضمير وشرف وذرة إنسانية حين قراءة التجارب الشخصية لجذور الألم في أوطان هذا العالم العاهر ، أما من دُفنت تجاربهم معهم ، فلا نستطيع أن نقول فيهم غير : المجد للإنسان
إستوقفني ملياً المقطع الذي تقول فيه : هذا مُختصر المُختصر ، ولا أُريد أن يسبب السرد التفصيلي صُداعاً أوغثياناً للقارئ
وأعلم يقيناً بأن هناك حكايا وقصص أليمة ومآساوية تنز قيحاً في ذاكرة ملايين البشر في ذلك (( السرد التفصيلي )) الذي قد يخجل منه حتى الخجل !!، فكيف لم يخجل حكامنا ، وكيف لم يخجل البشر الذين كانوا خلف كل تلك التفاصيل السردية الصغيرة الكبيرة المُدمرة للنفس البشرية !!؟ لستُ أدري
متى سيستحي هذا العالم الذي يدعي التحضر ؟
متى ستخجل كل حكومات الأرض من ذنوبها وخطاياها المميتة ؟
وهل هناك مطهرٌ !! أم أن درب الجحيم سالكة ؟
أما السؤال الأكثر وروداً في أذهان الناس الطيبين فهو : هل سيتعلم الحكام الجدد من تجارب الحكام البائدين ؟
الجواب على سؤالي موجود في المخصيين من حكام بغداد الجدد ، والكلاب على أشكالها تقع
باقة ورد بيضاء لكَ يا سيمون ، فالأرض لا زالت تدور
تحيات وأشواق


6 - معادلة صعبة
عدلي جندي ( 2011 / 9 / 3 - 00:21 )
إذا وضع المستقبل بيد الناس. وليس بيد من كانوا جزء من الماضي. وفي اللحظات الأخيرة انتقلوا من مركب غارق الى مركب أخر..؟! مسك الختام وصعب علينا نحن الذين كنا نري ونسمع ونهتف فقط في أعماقنا وأكثر ما إستطعناه هو الرحيل دون حتي كلمة وداع وما أتذكر مما عانيته ثلاث أيام سجن فقط داخل حفرة لها شباك حديدي وحرس من فئران جبلية و..هل سنري فعلا نهاية ظلام عشش في عقول الشعوب العربية لدرجة ربما يصعب علي أمهر الساسة والحكام وأكثرهم نزاهة علي المضي شريفا متحضرا ومثقفا للنهوض بتلك العقول؟أنها معادلة في منتهي الغرابة والصعوبة الإيمان بالغيبي الديكتاتوري والتمتع بالحرية الفكرية في آن واحد


7 - الريجيم - في سجون الشيطان الرجيم
ليندا كبرييل ( 2011 / 9 / 3 - 00:27 )
أعانق سلامتك من كل شر أخي الحبيب ، لم أتمالك نفسي في بعض المقاطع ، وخصوصاً عندما طلبتَ الشاي الأحمر
معروف أستاذ أن الشاي الأخضر مفيد للصحة ومذيب للكوليسترول والدهون ( والحياة ) في سجون الكركوز الأخضر الذي يذكرني بفيلم ( ماسك ) وأنا أرى بطله يضع ماسك أخضر على وجهه ، ويعربد بالطرقات .
ماسك وابن ماسك وإخوته وحاشيته الخضراء هوت إلى بحر الظلمات بينما بقيت الحقيقة ساطعة .
يحيا الأحمر .. يحيا الشاي الأحمر ، لقد أخطأ العقيد عندما اختار ( الماسك الأخضر ) المذيب المُهزِل المُسهِل لوجوده ، اختار نهايته بيده .
وأكثر من العقيد يسعدني نهاية الأصلع ، والبابا حسن السويسري ، والماما حسن الشانزليزية الشقراء داعية حقوق المرأة .
الحمد لله على سلامتك وأرجوك ألا تتوانى عن كتابة مذكراتك عن فيلم ( ماسك) لتظهر لنا واحدة من أفظع الويلات التي مرت على شعوبنا وشكراً


8 - لاتعليق
Aghsan Mostafa ( 2011 / 9 / 3 - 04:17 )
لم اشأ ان اقرأ النص بدون ان اعلمك انني قرأته وشاهدته!!! ....معذره منك معلمي سيمو لاتعليق!!! عندي اليوم على مقالك .... غصصت لمجرد تخيلي لحالتك وانت تكتبه الآن بالزمن الحاضر!!!!!!؟

تقديري واحترامي


9 - رد الى الأحبة
سيمون خوري ( 2011 / 9 / 3 - 07:48 )
الى أصدقائي جميعاً شكراً لكم هذا ردي جزء من قصيدة الراحل أمل دنقل سفر التكوين:
قلت فليكن الحب في الأرض
لكنه لم يكن!
قلت فليذب النهر في البحر
والبحر في السحب
والسحب في الجدب
والجدب في الخصب
ينبت خبزاً ليسند قلب الجياع
وعشباً لماشية الأرض
وظلاً لمن يتغرب
في صحراء الشجن
رأيت ابن آدم
ينصب أسواره حول مزرعة الله
يبتاع من حوله حرساً
ويبيع لإخوته الخبز والماء
يحتلب البقرات العجاف
لتعطي اللبن
قلت فليكن الحب في الأرض
ولكنه لم يكن
أصبح الحب ملكاً
لمن يملكون الثمن
ورأى الرب ذلك غير حسن
قلت فليكن العدل في الأرض
عين بعين وسن بسن
قلت هل يأكل الذئب ذئباً والشاه شاة
ولا تضع السيف في عنق إثنين طفل وشيخ مسن
ورأيت ابن آدم يردي ابن آدم
يشعل في المدن النار
ليغرس خنجره في بطون الحوامل
يلقي أصابع اطفاله علفاً للخيول
يقص الشفاة ورداً تزين مائدة النصر
وهي تئن
أصبح العدل موتاً
وميزانه البندقية
أبناؤه صلبوا في الميادين
أو شنقوا في زوايا المدن
قلت فليكن العدل في الأرض
لكنه لم يكن
أصبح العدل ملكاً
لمن جلسوا فوق عرش الجماجم
بالطليسان.. الكفن
ورأى الرب ذلك غير حسن-

مع محبتي للجميع ..سيمون


10 - تحية وتعليق
محمد أبو هزاع هواش ( 2011 / 9 / 3 - 10:40 )
الاخ الكريم سيمون..بصراحة العقل عاجز عن وصف عقلية هذه المستحاثات التي عاملتك بهذه الوحشية والسوء. كلماتك الجميلة المعبرة القوية هزمتهم ولم يكونو لي وأنا أقرأ ماخطته يداك سوى جزارين من دون عقول.

أنظر إلى نهايتهم وإلى ماذا جرو بلادهم وكيف ضيعو ثرواتها؟ هل لدى هذه الشلة عقول؟

لاادري ماأقول وأنا أقرأ وأشاهد سهولة ماعملوه معك بنظرهم وكيف انهم قد فعلو ذلك بالالاف من البشر من مختلف البلدان، أين هي المحاكم الدولية؟

أكتب واخبرنا عن افعالهم فبصوتك هذا ستكون قد أديت خدمة للإنسانية ولأهل اللذين اختفو في معتقلات المعتوه القذافي.

مع التحيات والتمنيات بصحة جيدة دوماً...


11 - اخي العزيز استاذ سيمون خوري
مرثا فرنسيس ( 2011 / 9 / 3 - 11:04 )
صباح الخير والحياة والحب
اشكر الله ان ماحدث لك هو ذكرى مهما كانت مرة ، واشكر الله انك قادر على مشاركتنا به بعد كل هذه السنوات، بكيت وانا اقرأ سطورك ومشاعر قلبك وفرحت انك نجوت وانك تتنسم نسيم الحرية الآن
ارجو ان تبرأ جروحك من هذا التاريخ المؤلم
الظلم والاستبداد والوحشية والجبروت الظالم .. هل له نهاية؟
محبتي وتقديري


12 - سؤوال
Aghsan Mostafa ( 2011 / 9 / 3 - 13:31 )
تحياتي معلمي المحترم، واشكرك على القصيده الرائعه... اختيار موفق!!!...... اسمح لي معلمي ان اوجه لحضرة الرقيب سؤوال، اتمنى ان يجيبني عليه.... ماذا بتعليقي خالف النشر!!!! لينشره الكاتب كالعاده على مسؤوليته، هل استفزتكم كلمة لاتعليق!!!! الى هذا الحد، جعلتوني احس ان كل من يكون بموقع سلطه يكون بنفس اخلاق ماكتب عنه اليوم اعلاه!!!! ....... الا يكفي تصرفات استبدايه؟!!! هل هذا هو مفهومكم للسلطه الرقابيه؟!!! ان يمنع اي تعليق لشخص لمجرد اختلافكم معه شخصيا؟!!! ياجماعه عيببببببببببببب عيبببببببببببب انتم موقع اسمه الحوار المتمدن!!!!!، فلنكن على قدر من المسؤوليه لأنكم سفراء لهذا الموقع .......شكرا


13 - استاذنا العزيز سيمون خوري
خالد أبو شرخ ( 2011 / 9 / 3 - 20:52 )
بعد التحية
في البداية اعتذرعن تاخري بالتعليق على مثل هذا المقالة والتي لم استطع ان استوعب ما بها الا بعد ان قراتها مرة اخرى
اعادتني مقالتي لدورية -النشرة- وصفحات ميشيل النمري وخليل الزبن ولمرحلة عشناها معهم عبر اقلامهم بحلوها مرها
لا يؤسفني انك لم تستطع كتابة ما حدث لك من قبل والتمس لك العذر بذلك ولو فعلتها لما تسنى لنا معرفة ما حدث لك, فلم يكن وقتها يسار الكتروني ومن المؤكد كانت ستتم مصادرة جميع الاعداد الورقية ومصادرة حياتك وقلمك معها, وبالطبع التبرير كان سيكون جاهزا
حمدا لفنجان الشاي الاحمر الذي ابقى سيمون خوري بيننا
ولك اجمل تحياتي


14 - الكاتب والصديق القادم من الإعدام
مريم نجمه ( 2011 / 9 / 4 - 11:01 )
يا ابن عكا والجليل لك السلام يا أخينا سيمون خوري

طاب صباحك بالأيام الجديدة يا إبن المعمودية بالماء والروح والنضال ..والتجارب المرّة ..
..
ألم تكن إبن فلسطين المغتصبة وشعبها المشرّد حتى الساعة .. إبن المخيمات ومجازرها !؟
سفرك محفوظ عندنا ولدينا لا تندم , ( الذي لديه عمر لا تقطعه شدة ) ولا ساطور وسكين جلاّد ولا مشنقة ديكتاتور معمّر , لتروي لنا شهادة حية من ضمير حي ..
كل سجوننا العربية ينطبق عليها مثلنا الشعبي : - الداخل إليها مفقود والخارج مولود - ,
الحمد لله على سلامتك أيها الكاتب الممتلئ نعمة وقداسة المناضلين الأوفياء للأرض والإنسان .. لك كل الحب عزيزنا .

اخر الافلام

.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي