الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب - الرحلة المجهولة – الهجرة و التأقلم من خلال نظرة ثقافية وطبية-

محمد الكحط

2011 / 9 / 3
الطب , والعلوم


للمؤلف أ. د رياض البلداوي
إعداد: محمد الكحط – ستوكهولم-

صدر في منتصف شهر آب 2011م، كتاب جديد للدكتور رياض البلداوي بعنوان "الرحلة المجهولة" باللغة السويدية، حول الهجرة والتأقلم. والدكتور رياض البلداوي استشاري الطب النفسي والتحليل النفسي ورئيس مركز الشرق العلاجي والتأهيلي في العاصمة السويدية ستوكهولم.
يتناول الكتاب بحث الآثار النفسية والاجتماعية التي تنتج عن عملية الهجرة والتأقلم على المهاجر الفرد أو على العائلة ككل.
ضم الكتاب أربعة فصول وجدولا بالمصادر الأساسية والإضافية لمساعدة الباحثين في هذا المجال، عالج الفصل الاول باسهاب مفهوم الهجرة وإشكالاتها ومراحلها وكذلك الطرق المعقدة التي يضطر المهاجر اتباعها للوصول الى بلد المهجر مبينا ان الغالبية العظمى من المهاجرين يضطرون الى التنقل من بلد إلى آخر وربما لعدة سنوات حتى يصلوا إلى البلد الذي يقصدونه ليمنحهم حق الإقامة الدائمة.
هذه الرحلة الطويلة قد يضطر فيها المهاجر الى الكفاح اليومي من اجل ان يعيش في ظروف اقتصادية واجتماعية غاية في الصعوبة مما يؤثر على الوضع النفسي على جميع أفراد العائلة كبارا و صغارا.
حاول الكاتب من خلال سرد الكثير من الحالات التي استقاها من خلال عمله لتبيان اثر هذه الظروف على نفسية الانسان وخاصة اثرها على نمو الاطفال وتطورهم في البلد الجديد.
وفي الفصل الثاني عالج التحديات الجمة التي تعترض عملية التاقلم في بلد المهجر٠ وأكد المؤلف على ثلاثة من التحديات الكثيرة التي يتعرض لها المهاجر و تؤثر تأثيرا مباشرا في الوضع النفسي، التحدي الأول هو التأقلم مع ثقافة جديدة في بلد المهجر، الكاتب يتعرض لتعريف الثقافة ودورها في تطور الانسان وكيف يؤثر الاندماج مع ثقافة بلد المهجر على المتوارث من عادات وتقاليد يحملها المهاجر معه من وطنه الاصلي٠ التحدي الثاني هو التأقلم مع النظام الاجتماعي في بلد الاقامة الجديد من قوانين وقواعد وانظمة وأعراف، قد تكون في مجملها وجزئياتها مختلفة كثيرا عن البد الأصلي، فالحرية الشخصية مصانة ومقننة، والمساواة بين المرأة والرجل لها أهمية خاصة ومضمونة بقوانين وقواعد صارمة، كل هذا يتطلب من المهاجر استعدادا كاملا للتغيير ومرونة كبيرة، والا وقع في تصادم مع الواقع الجديد الذي قد يؤثر في العلاقة بين الزوج وزوجته أو بين الوالدين وأبنائهم٠ كل هذا ينعكس على الوضع النفسي والاجتماعي للفرد خاصة عند اؤلئك القادمين من خلفية اجتماعية وثقافية قبلية أو عشائرية متزمتة وبعيدة جدا عن بلد ثقافة بلد المهجر٠ التحدي الثالث هو التأقلم مع سوق العمل في البلد الجديد، فمن أجل الاستعداد لإثبات الشخصية في سوق العمل الجديد يتطلب بالإضافة إلى الخبرات، هو بذل مجهود كبير لأخذ موقع في سوق تختلف فيه شروط النجاح عما هو عليه في البلد الاصلي للمهاجر، المؤلف يحاول من خلال كم كبير من الحالات السريرية والنماذج العلمية ان يوضح أثر هذه التحديات على الوضع النفسي٠
أما الفصل الثالث من الكتاب فيتناول بالبحث السريري اثر الصدمات التي كان قد تعرض لها المهاجر أثناء حياته كالتعرض للاضطهاد أو السجن أو التعذيب لأسباب سياسية أو المشاركة في الحروب وغيرها، كل هذا يترك آثارا عميقة في الانسان قد لا تبرز على السطح الا عندما يستقر هذا الانسان في بلد المهجر ويشعر بالاستقرار والطمأنينة والأمن، فتبرز هذه الصدمات على شكل قلق أو كآبة٠
المؤلف يحاول ان يحدد العلاقة التشخصية بين القلق والتوتر الطبيعي المصاحب لعملية الهجرة والتأقلم كرد فعل طبيعي على المتغيرات المصاحبة لهاتين العمليتين وذلك القلق المرضي كرد فعل على الصدمات التي تعرض لها الإنسان سابقا٠
الفصل الرابع من الكتاب يتعرض الى المتغيراث التي تطرأ على العائلة كتركيبة اجتماعية واحدة، وأثرها على العلاقات في داخل العائلة وكذالك على علاقة العائلة بالمجتمع الجديد ومؤسساته٠ من خلال متابعته السريرية التي تمتد لاكثر من ربع قرن في العمل مع العوائل المهاجرة من الشرق الأوسط أو شمال افريقيا الى السويد، يرى المؤلف بان غالبية هذه العوائل لها جذور تركيبة السلطة الأبوية، وعند عيشها في السويد تتغير التركيبة العائلية إلى ثلاثة أنواع فهناك العائلة التقليدية والتي ترى في الحفاظ على التركيبة كما كانت في الوطن الأصلي هو ضمانة للاستمرار والبقاء، هذا النوع من العوائل يقع في الاغلب ومع مرور الزمن في إشكاليات مع مؤسسات المجتمع الجديد، او في احيان كثيرة في مشاكل داخلية كبيرة لاختلاف الرؤى بين جيل الآباء المحافظ وجيل الأبناء الذي يترعرع وينمو ويتربى في ظروف جديدة، الشكل الثاني من العوائل يحاول أن يمزج بين تقاليد الماضي ومتطلبات الحاضر، وهذا ما يسميه المؤلف العائلة الاندماجية، أما النموذج الأخير فهو ما يسميه المؤلف بالعائلة المنصهرة، هذه تحاول ان تحطم كل أرتباط لها مع التركيبة القديمة لتعوضها بتركيبة تريد منها ان تكون مطابقة كما تتصورها التركيبة العائلية في البلد الجديد، هذا النوع من العوائل يتعرض للكثير من التحديات في العلاقات العائلية، خاصة الداخلية منها حيث الجهل في الأسس التي تقوم عليها العائلة في بلد المهجر، مما يجعل التطبيق العملي صعبا للغاية٠
كما يعرض المؤلف بعض الطرق التي من شأنها ان تقلل من الآثار السلبية للتغيرات التي تصيب العائلة وعلى الوضع النفسي للأفراد٠
يقع الكتاب في ٢٢٤ صفحة من الحجم الكبير و مزود بالكثير من الصور والجداول لنتائج البحوث ومجموعة من المصادر التي أعتمد عليها المؤلف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | تشقير الشعر بعصير الليمون.. ترند منتشر على وس


.. «الأيام».. أوسع الصحف البحرينية حضورا على الإنترنت




.. الدويري: الجيش الإسرائيلي تم إضعافه لتضخيم اعتماده على التكن


.. أخصائي جراحة الأسنان خيام مقداد يشرح كيف يعالج أحد الأدوية ا




.. دراسة بريطانية: الوحدة ترفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية