الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدراما ومستويات النص الدرامي

سلام الاعرجي

2011 / 9 / 3
الادب والفن


الجزء ال16 من حوار افتراضي بين المخرج والمتلقي
المخرج : النظرية الدرامية تعددية نظرية تطبيقية , حافظت على مفهوم الدراما , فهو واحد , يصدر عن محاولات انسانية قرائية حركية لتجربة تقوم على الصراع بغض النظر عن كونها واقعية اوميتافيزيقية , فهي تقوم على نسق تشكيلي تتجمع كل عناصره في خط واحد / تجاذب . او تتفتت تلك الانساق تتنافر الى عناصر لايمكن انتظامها .
المتلقي: ومامدى تاثير ذلك على بنية النص ؟
المخرج : ان بنية النص حدث اتصالي لغوي في انساق لغوية تمنحه هويته الاسلوبية الا ان تلك الانساق - الاسلوبية الشكلية - تتوفرعلى مجموعة من النظم العلاماتية المشكلة لعناصر البنية في مستواها الكيفي - الدرامي - والنظم الدلالية المنتجة للمعنى ان هذه المستويات في علاقة تبادلية جدلية توافقية تحدد البنية الادبية للنص . ان النص الدرامي يتحرك من النصية الادبية الى خطاب العرض جراء دراميته المتوفرة على فعل التحول الحتمي من الماهية الى الصورية , تحول يواجه الانساق الدلالية النصية بنظم دلالية مادية ليست لغوية تترك اثرها حتما على المستويات الاخرى , الاسلوبي - خصائص اللغة الدلالية وتراكيبها – والدرامي ( التركيبي ) - الانساق الوضعية المنتجة لفكرة تعد غائية النص في تناميه .
المتلقي : اعتقد اننا نواجه ذات الاشكالية المكتوب المتخيل / المتخيل المجسد عبر العرض والانساق التي تشكل اساسا له ؟
المخرج : اذا تجاوزنا الجدل في هذا الأتجاه النص / العرض , الاسبقية , الاهمية , الاولوية ,سنجد ان علامية النص الدرامي تمنحه صلابة وقدرة على مقاومة الاختراق القرائي وتحاول ان تمنحه سمة المركز في العرض المسرحي , بالتالي سيكون النص المسرحي مجرد احد الانساق التعبيرية المتعددة في خطاب العرض وربما المهملة كما اكد ذلك جيرزي كروتووسكي , وانتونين آرتو وغيرهم من المخرجين
المتلقي : الا اني اعتقد ان بنيوية براغ قد تجاوزت هذه الاشكالية من خلال تاسيسها لعلامية النص المسرحي واعني سيميائيته وهذا يخرجه من دائرة التبعية اليس كذلك ؟
المخرج : ابدا ان بنيوية براغ حاولت ذلك , وجائت تلك المحاولات على يد ( يان موكاروفسكي ) مثلا الذي اجتهد في التاسيس لسيمياء خاصة في العرض مصنفا مجموعة من العلامات الايمائية في دلات ايقونية او اشارية وربما رمزية , كما ان ( او تاكار زيش ) كان يؤكد ان آلية اشتغال النص المكتوب ومكانته تكمن داخل ( نسق الانساق الذي يقوم بالتمثيل الدرامي كله ) . فيما نفى ( فريماص ) تماما امكانية حل مثل هذه الاشكالية عبر محاولات البنيوية ومحاولات السيميائية التي يعدها غير مؤهلة بعد لدراسة كل الانساق العلامية الظاهراتية والخفية . كما ان مثل هذه الاشكالية خارج التنظير السيميائي والبنيوي تنزاح وتتنحى مثلا لدى ( برتولد برخت / المسرح الديالكتيكي ) ويكاد التناقض بين النصين الدرامي والمسرحي يكمن في العلاقة بين السمعي والصوتي من جهة ومصادر انتاجه على المسرح من جهة اخرى وبالتالي فان كلاهما يشكلان وحدة تكاملية , بمفهوم آخر ان السياق المسرحي وحده القادر على تفعيل النص المكتوب وبآلية انتقائية وباتجاهين اما من خلال جسد الممثل او من خلال مؤسسات الفضاء الدرامي الوصفية , ذلك ان الثيمات او الوحدات الدرامية بمؤسساتها الكيفية ( لايفترض ان ينظر اليها على انها وحدات النص اللساني التي يمكن ترجمتها الى ممارسة مسرحية بل على انها تدوين لساني لأمكانية المسرح التي تشكل القوة المحرضة للنص المكتوب كما يقول كير ايلام في سيمياء المسرح والدراما ). بمعنى اننا ازاء تناصية خطابية, ذلك ان مستوى النص الدلالي يمثل منطقة اشتغال الرؤية الاخراجية او النظرية الاخراجية فهو المنطقة التي تشهد التحولات وهي تحولات تترك اثرها على المستويين آنفي الذكر – الاسلوبي والدرامي – وتاخذ اتجاهاتها بحكم تفاعلها مع الانساق الدلالية النصية وكما يلي :
اولا : أعتماد الانساق الدلالية اللغوية واحالاتها المرجعية في الرؤية الاخراجية , اي تفسير الوحدات المعنياتية النصية على اساس احالاتها الوظيفية والفلسفية , وهذه الرؤية او القراءة الاخراجية لاتغفل فكر المؤلف - النص الدرامي – وفلسفته وعصره ومعطياته الآيديولوجية .
ثانيا : التعامل مع الانساق الدلالية النصية الدرامية على انها انساق دلالية تاريخية يمكن مواجهتها بانساق دلالية معاصرة الا انها تتوفر على تراكم كمي دلالي واحالي حتى يبدو وكانه النص الموازي الذي سيشتغل بمحورين الجدل مع دالات اللغة واقصائها او يؤدي المؤول جدلا بما يتوفر لديه من انساق دلالية فاعلة .
ثالثا : كل معنى للانساق الدلالية النصية داخل النص الدرامي يمكن نقضه من داخل النص بالاشتغال على الحقول اللفظية الدلالية على انها تعددية معنياتية أيحائية فالنص تعددية نصية ضمنية يمكن التعامل معها على وفق نهجين , الاول وثيقة تاريخية تواجه بقراءة مادية ديالكتيكية تقاوم آيديولوجيا النص بالفعل ونقيضه والثاني التعامل السلبي مع النص على انه حقل صراع عقائدي يستحيل التواصل فيه وبه ومعه على اساس معطيات لغته فتفقد اللغة جديتها . رابعا : الارتقاء بلغة النص الدرامي الى مستوى اللغة الحلمية , لغة تفقد متصلاتها المنطقية ومرجعياتها الدالية تاكيدا لنسبية العلاقات عامة ويصبح التراكم الصوري بموجوده المادي آنية دلالية تحاور وجود التلقي .
خامسا : ياخذ الزمان والمكان قيمته الدلالية جراء توفر الصورة الكلية الشاملة . المتلقي : استطيع القول ان العلاقة التبادلية بين النصيين انتجت تناصية فعالة تمظهرت على وفق علامات لغوية ومادية رمزية اشارية او ايقونية , وبما ان النص الدرامي نسقا لغويا فانه حتما سيكون ملفوظا في اي مشهد من مشاهد نموذج العرض المقترح وبذلك يكون النص المسرحي مستفيد وقد يكون مقيد ببعض اشارات النص الدرامي ولكن هل يخضع الفضاء المسرحي لذات الاشكالية طالما انك تشير الى ان زمكانية النص المسرحي ستتوافر في الصورة الكلية الشاملة ؟
المخرج : ان فضاء النص المسرحي قادر على مغادرة فضاء النص الدرامي عبر فرضية رؤيوية تطوح بذلك الفضاء الى حد كبير من خلال الترميز الى مؤسسات ذلك الفضاء . الا ان المسافة تزداد كبرا بين مستثمرين متناقضين , المستثمر الاول القارء للنص الدرامي والمستثمر الثاني المتلقي للنص المسرحي ! فالقارء قادر على تخيل الفضاء خارج اطار التراتبية المشهدية كما انه يعيد تشكيله على اساس قوة مخيلته ووعيه ثم انه قادر على اعادة ترتيبه على وفق آلية ذاتية فيما يتعامل المتلقي مع ملفوظات متتالية مستمرة , كما ان المتلقي يتعامل مع مجموعة انساق علاماتية اكثر تنوعا .
اشارة : الى كافة الاصدقاء المتابعين لهذه السلسلة من المقالات سيكون الاجزاء القابلة ابحاث تطبيقية , ستشتغل على جيل الرواد وما بعد الرواد في المسرح العراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اريد المساعدة
dodo ( 2012 / 2 / 21 - 14:31 )
سلام انا طالبة في الادب العربي جامعة محمد خيضر بسكرة الجزائر اريد ان تساعدودي في ايجاد بعض المراجع في الدراما لان عنوان مذكرة التخرج درامية النص الشعري في ديوان نور الدين درويش لذالك انا لم اجد المراجع الكافية فارجو منكم المساعدة ...............................................................

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟