الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يريدون افراغ الشريط الحدودي لاقليم كوردستان من سكانه؟

عبدالوهاب طالباني

2011 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بات واضحا حسب الكثير من المراقبين السياسيين ان استمرار ايران وتركيا بقصفهما لجبال قنديل والقرى الواقعة على سفوحها او وديانها العميقة والخط الحدودي على العموم انما تنفذان مخططا له عدة اهداف خطيرة جدا ، منها الحاق الاذى بالتجربة الكوردستانية في جنوب كوردستان ، هذا الهدف الذي يجب ان ينتبه لخطورته كل الاطراف الكوردية على السواء ، ويتحسبوا له جيدا ، الا ان هدفا اخر يحاول الايرانيون والاتراك تحقيقه و هو محاولة افراغ هذه المنطقة الجبلية العصية والوعرة جدا من السكان الكورد بأي وسيلة وخلق منطقة خالية منهم على الحدود التركية الايرانية ، ولا يهم ان كان هؤلاء الكورد من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني او من "البزاك" او من اي مجموعة كوردية اخرى ، المهم لديهما ان يخرج الكورد منها وبأي طريقة ، تركيا وايران تعتقدان أن مادام الكورد يبسطون سيطرتهم على هذا السنام الجبلي القاسي والوعر، وهو وطنهم وارضهم ، فأنه لا راحة لنظاميهما ، والاخطر هو ما تسربه دوائر سياسية عن نية ايرانية لجلب بعض القوى الارهابية من افغانستان او من الارهابيين الذين كانوا قبل سنين يحاربون الحركة الوطنية الكوردية في اقليم كوردستان لاسكانهم في جبال قنديل ، واحلالهم محل مقاتلي حزب العمال الكوردستاني ، وبذلك يتوفر لها اولا خلق حالة من اللاستقرار للمنطقة ولاقليم كوردستان ، وتخلق جبهة اخرى امام الاميركان وتفتح طريقا سهلا بينها وبين بعض الدول الاقليمية التي تشاركها اهواءها في محاربة الحركة الكوردية .
وبالنسبة لتركيا ، وعلى الرغم من ادعاءات حكومتها الحالية بالانفتاح على القضية الكوردية في الاناضول ، الا ان الامور تبدو تسير نحو الانغلاق على القضية الكوردية والاستمرار في النهج المتعالي المعتمد على التصعيد وادامة الحرب المدمرة التي كان اخر ضحاياها استشهاد سبعة مواطنين مدنيين من اقليم كوردستان فيما كانوا يحاولون النجاة من قنابل الطائرات التركية. .
وفي حين هناك الكثير من الاوراق التي يمكن الركون اليها في سبيل معالجة الوضع الكوردي في الاناضول بصورة سلمية ودون اراقة الدماء الا ان القيادة التركية لا تعرف في النهاية سوى لغة التهديد والوعيد ، وبالتأكيد ان تمركز اية عصابات ارهابية عالمية مثل "انصار الاسلام" في قنديل سيكون خطرا كبيرا جدا على الحركة التحررية الكوردية ، والخشية كل الخشية في ان تكون جهات تركية قد تورطت في هذا الاتجاه مثل جارتها ايران ، وبالتأكيد ان تحقيق هذه الفرضية ليست سهلة ، كما لا اعتقد انه يكون مقبولا من قبل اميركا والاوروبيين ايضا.
وفي حال قدرة القوات النظامية التركية او غيرها احتلال بعض ممرات الجبل العتيق الا انها لن تستطيع الصمود والبقاء فيها ، امام هجمات مقاتلي حروب العصابات الذين يعرفون كل شبر من دروبها و"يعشقون" قساوتها ، ان جبال قنديل هي بمثابة مثلث الموت لكل من يحاول التمكن منها ، والمسألة كورديا ، في رأيي المتواضع تتعلق بالامن الكوردي بصورة عامة ، فسقوط قنديل ..المستحيل، لا يعني الا سقوط الحلم الكوردي .... منذ الاف الاعوام وكوردستان تتعرض للحروب والغزوات من الشرق والغرب والشمال والشرق ولكن صدر قنديل كان يحميهم ويبعد عنهم شرور الغزاة ، الكل ذهبوا وبقي الجبل الاشم يحتضن اهله .
ان الغرب على الرغم من احتضانه لتركيا كعضو مدلل في الناتو الا انهم على اطلاع بضحالة الادعاءات التركية حول الشأن الكوردي، ويعرفون ان كلمات السلام والديمقراطية عند النظام التركي لا تعني الا المزيد من الحديد والنار ضد السكان المدنيين والاصليين لشعب قنديل وجبال زاكروس عموما ، لذلك اعلنت احدى عضوات البرلمان الاوروبي قبل فترة ان تركيا لن تستطيع الوصول الى الاتحاد الاوروبي الا عبر بوابة "ديار بكر" ، ويبدو ان الامريكان ايضا منزعجون من الاتجاهات التركية في استمرار الحرب في شمال كوردستان هذا على الرغم من رأيهم حول حزب العمال الكوردستاني ، فقد نشرت وكالة ( به يامنير) خبرا قبل حوالي السنة يؤكد هذه الحقيقة ، قال الخبر : ان اوردوغان طلب من الرئيس اوباما تزويد تركيا ببعض الطائرات المتقدمة كي تساهم في العمليات الحربية في جبال قنديل الا ان الرئيس اوباما رفض طلب اوردوغان ولكن بطريقة لبقة اذ قال له - حسب الوكالة - ان وضع تركيا عند اعضاء الكونغرس الاميركي حاليا سيء ويعاني من برود فليس من المعقول في هذه الحالة تقديم اي طلب من هذا النوع اليهم لانهم سيرفضونه "

مشاكل ايران وتركيا لن تنتهي باغلاق ممرات" قنديل ... المستحيل" ، او بقتل المدنيين ، او بافراغ الشريط الحدودي من سكانه ، وتركيا مع الاسف ليست في وارد ان تفهم اسرار الجبل الكوردي اوتحترم رغبات اهله لذلك فستكون امامها سنوات عصيبة ، ولكن عسى ان تفهم اخيرا ان السلام والتفاهم والمحبة هي فقط الطريق السالكة التي تفتح لها قلب الجبل العتيد ، وتنتهي فصول المكابرة الفارغة ..ويتوقف سفك الدم التركي والكوردي، ويعيش الكورد والترك والفرس والعرب في المنطقة بسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا