الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلاغ سكرتاريا اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي

قاسيون

2004 / 12 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بعد التحليل الدقيق للوضع في أوكرانيا وحولها ترى سكرتاريا اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي ما يلي:

أولاً: من الواضح أن الجذور العميقة للأزمة السياسية الحادة التي اندلعت في أوكرانيا تكمن في التهديم الإجرامي للاتحاد السوفيتي وتجاهل نتائج استفتاء 17 آذار 1991 وإعادة إحياء الرأسمالية من جديد في هذه الجمهورية السوفيتية.
إن أنظمة كرافتشوك وكوتشما حوّلوا هذه البقعة المزدهرة من خلال سياساتهم المعادية للشعب إلى هدف للاستغلال الوحشي للرأسمال المحلي والأجنبي. وكل ما كانت تفتخر به أوكرانيا السوفيتية من صناعة عالية التطور تجاري المقاييس العالمية وزراعة وعلم وتكنيك وتعليم ونتائج مذهلة في تاريخ البلد في المجالين الاجتماعي والثقافي، كل ذلك جرى دوسه بجزمة البرجوازية القذرة التي طافت على السطح بدعم كبير من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو.

ثانياً: إن الأحداث الآن في أوكرانيا تظهر أن الإمبريالية الأمريكية مستخدمةً الحملة الانتخابية قامت بتدخل مفضوح بالشؤون الداخلية لبلد مستقل محاولة أن توصل إلى السلطة في كييف رجلها المعتمد، وهي اليوم تدفع نحو هذا المنصب يوشينكا. وهي غداً يمكن أن تدفع مسؤولاً آخر من هذا النظام الرجعي مقبولاً لديها ويرفع مثلاً شعار: «المصالحة الوطنية».
إن إستراتيجية الولايات المتحدة هي الحصول على أكبر حصة وأدسمها وإذا لم تفلح في ذلك فهي على الأقل تريد الوصول إلى حالة عدم الاستقرار وإيجاد منصة انطلاق لأعمالها اللاحقة الموجهة نحو التحكم بالدرجة الأولى بأوكرانيا وبالذات عن طريق جرها إلى الناتو. ومن يشك بكل ذلك هم البسطاء والسذج، الذي يصدقون أساطير الديمقراطية الأمريكية والقيم الغربية الأخرى.

ثالثاً: من المفهوم أنه يجب ألا يكون أية أوهام لدى الشيوعيين اتجاه سياسة نظام بوتين في الأزمة الأوكرانية. إن الممارسة الواقعية لهذا النظام تقنع أنه وراء كل الشعارات والخطابات وتأرجحات الدبلوماسية الروسية يختفي خط الشراكة الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، مع موافقة على دور تابع خصص لروسيا في هذه الشراكة.
إن موافقة بوتين على انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الحد من الأسلحة الإستراتيجية وتسليم مواقع مفتاحيه في كوبا وفيتنام والموافقة الفعلية على إقامة قواعد عسكرية أمريكية في الجمهوريات السوفيتية السابقة، في البلطيق وآسيا الوسطى، والاعتراف بالأنظمة العميلة في مناطق تحتلها القوات الأمريكية وحلفائها مثل العراق وأفغانستان وإخراج القوات العسكرية الروسية المحدودة من البوسنة وكوسوفو، كل ذلك هو حلقات من سلسلة واحدة تعني خيانة مصالح الأمن الوطني من أجل إرضاء الرأسمال الكومبرادوري في روسيا الاتحادية على أمل الحصول على دعم الولايات المتحدة والناتو في حال حدوث هزات اجتماعية في روسيا.
إن مفاوضات واتصالات بوتين مع الإدارة الأمريكية حول المسألة الأوكرانية والتي انكشفت تفاصيلها في الفترة الأخيرة وكذلك التصريحات المتناقضة لبوتين نفسه تؤكد التخوفات بخصوص التحاق الرئيس الروسي بالسياسة الأمريكية في المسألة الأوكرانية.

رابعاً: إن تطور الوضع في أوكرانيا يبرهن أيضاً أن صراع الزمر الإجرامية على اقتسام ملكية الشعب السوفيتي قد وضع أوكرانيا على حافة الحرب الأهلية. وبجهود البرجوازية القومية الأوكرانية والتي سُعّرت بالدعم الاستثنائي لما يسمى بالقوى الديمقراطية أمكن جر جماهير غفيرة إلى الصراع وأصبح الحديث يجري علناُ على إمكانية انهيار وتقسيم أوكرانيا إلى وحدات وأقاليم مستقلة، وبذلك يجري تطبيق جديد لشعار الإمبريالية:«فرق تسد».
انطلاقاً من كل ذلك يرى الحزب الشيوعي السوفيتي ضرورة تعزيز العمل بين أوساط الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين في أوكرانيا وكذلك أوساط جماهير الشعب السوفيتي لتوضيح الطبيعة الحقيقية وجذور الأزمة السياسية في أوكرانيا والتوضيح أن يوشينكو ويانكوفيتش هما سياسيان برجوازيان ليبراليان يدافعان عن مصالح «أكياس المال». وكذلك من الضروري فضح السياسية الانتهازية لقيادة الحزب الشيوعي الأوكراني التي أدت إلى قطيعة الحزب عن جماهير الشغيلة الشيء الذي سمح للبرجوازية للتلاعب بوعيها وسلوكها.

إن الحزب الشيوعي السوفيتي يقف بشكل حاسم ضد اندلاع حرب أهلية وانقسام أوكرانيا ويدين ممارسات الأوساط البرجوازية القومية التي أدت واقعياً إلى الحالة الراهنة. إننا نتوجه بنداء إلى البروليتاريا الأوكرانية والفلاحين وكل الشعب بالتكاتف والصد الحاسم لمحاولات جرّ أوكرانيا إلى الناتو وكل محاولات المساس بشرف وحرية الشعب الأوكراني.
نحن مقتنعون أن الطريق الأساسي لحل المسائل المعقدة والتي تأزمت أكثر بسبب النظام السياسي الحالي، هو طريق الثورة الاشتراكية التي هي الجواب الوحيد على سياسة النهب التي يقوم بها باعثو الرأسمالية والإمبريالية العالمية.
نحن الشيوعيون البلاشفة مع أوكرانيا اشتراكية، مع سلطة سوفيتية، مع اتحاد جمهوريات اشتراكية سوفيتية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت