الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيزياء العالم الآخر - ج 1

وليد مهدي

2011 / 9 / 4
الطب , والعلوم


المقدمة


رغم ان تجربة مايكلسون- مورلي لحساب سرعة الضوء وما تلاها من نتائج ادت لظهور النظرية النسبية قد اطاحت بفكرة " الاثير ether " كوسط كوني اساس ناقل للموجات الكهرومغناطيسية مطلع القرن العشرين ، إلا ان الوعي الثقافي الإنساني العام لا يزال يتمسك بفكرة وجود " جسم اثيري Etheric Body " روحي يناظر الجسم المادي للإنسان ، هذا الجسم الاثيري او " الهالة Aura " لا تزال بعض المدارس الفلسفية و الثيوصوفية تحديداً تعتقد بوجوده مستقلاً عن مقاييسنا الفيزيائية التقليدية ، واعتقادها هذا جازماً بطبيعة الحال لانه مبني على مشاهدات وتجليات ذهنية لدى العارفين وبعض ذوي المواهب ..

فما قبل تلك التجربة التاريخية كانت الروحانية قد اندمجت مع المادية في الوعي الثقافي الغربي ، اي اصبح لدى النخب الثقافية املٌ في أن تفسر " الروح " تفسيراً مادياً اساسه " الاثير " بعد قرون طويلة من " الثنائية " المعرفية السائدة المادة – الروح ..

لكن اليأس والصدمة البالغة قوضت هذا الاندماج بعد تلك التجربة التي اطاحت بالأثير للابد ..
وعادت المعرفة الروحية لتتقوقع على نفسها معتبرة " الروح " من امر الله الذي لا يدركه ولن يدركه يوماً البشر ..

هذا الجسم الاثيري ( الروح ) كما تصفه الفلسفات الروحانية الشرقية يمثل حقولاً من " الطاقة الروحية " تحيط وتتداخل مع الجسد البشري الحي دون ان تتمكن تقنياتنا المعاصرة من رصدها او تحديدها رغم التطور الكبير الذي تشهده هذه التقنيات على كافة الصعد ..

فهل يمكن للفيزياء ان تخطو خطوة جديدة للأمام وتضع يدها على هذه الطاقة ( إن وجدت ) وتتمكن من استثمارها مستقبلاً ، أم ان العلم مهما تقدم لا يمكنه بلوغها او اكتشاف اسرارها لأنها ما وراء عقلية وتمثل بنية ما ورائية روحية يختص بها الإله ولا يمكن للبشر بلوغها مهما حاولوا ( حسب الراي السائد لدى كافة النخب الدينية حول العالم )..؟

فرغم زوال فكرة الاثير والاجسام الاثيرية من مسرح ابحاث الفيزياء المعاصرة ، إلا إن فكرة " الفراغ الكمي Quantum Vacuum " تجعلنا نعيد النظر بفكرة وجود عالم " آخر " أو عالم منطوي or Enfolded Implicated حسب تعبير عالم الفيزياء ديفيد بوهم .

المفارقة الهامة هذه المرة هي إن ما كان يعرف روحياً بالعالم الآخر أو عالم ما بعد الموت يتحول وفق إطار الفراغ الكوانتي الكمي إلى " جزء مخفي " من عالمنا الحقيقي المادي يمثل خلفية انبثاقه وولادته ....!
فقد لا يكون هو عالماً آخر منفصلاً كنظير عن عالمنا المادي المحسوس كما تصور الاقدمون ، إنما جزءاً فاعلاً وأساسيا من عالمنا هذا لكنه مخفيٌ عن الحواس ولا تحيطه ادواتنا المعرفية علماً كاملاً حتى اليوم ..

لهذا السبب ، وكما سندرس بعموم بحث اليوم ، الجسم الاثيري لو وجد ، فهو لا يعدو ان يكون تجلياً ذهنياً رؤيوياً في الاحلام أو احلام اليقظة للجانب " المنطوي " من الوعي والذاكرة البشرية ..

هذا التجلي عادة ما يتخذ الصورة الاثيرية لدى العارفين والروحانيين وهو لا يمثل مطلقاً شكلاً من الطاقة الطبيعية المألوفة الخفية مثل الموجات فوق الصوتية أو الكهرومغناطيسية غير المرئية والتي استثمرها الإنسان في الرادارات و الاتصالات ..

الجسم الاثيري لو وجد فهو ليس بجسمٍ اثيري بما في الكلمة من معنى وإنما " كيان منطوي " يمثل العقل والوعي في ابعاد أخرى " مكملة " فوق الابعاد الزمكانية المعروفة وليس منفصلاً عنها ، وحين نحاول التدرج في تشريح الجسد الإنساني فإن هذا الكيان المنطوي لا يعدو ان يمثل قواعد المعلومات والعمليات العقلية الممثلة للذاكرة والوعي للدماغ البشري المادي .. !

و يبقى المستقبل وحده حاملاً لتباشير الانتقالة المعرفية التاريخية لبلوغ هذه الابعاد المخفية من الوجود العقلي ، قواعد بيانات الوعي والعقل الإنساني consciousness and Mind Data ، وسيبقى العمل الإنساني ماضياً في الدرب لكشف بقية الاسرار بالأمل بما نمتلك نحن البشر من إرادة وعزم ..

موضوع اليوم ، والواقع في قرابة العشرين صفحة ، نحاول من خلاله استكمال ما بدأناه في المواضيع الثلاث السابقة حول وجود بنية ما قبل وما بعد فضاء – زمنية للكون يمكن لبيانات ذاكرتنا الدماغية ان تكون موجودة فيها وهو ما يعني امكانية استمرار وجود وعي ذاتي لنا من نوع ما حتى بعد الموت ..!

سندرس في موضوع اليوم اهم سمات القوانين المكتشفة حديثاً في حقل فيزياء الليزر و الهولوغرام والتي يعتقد بعض العلماء انها تشابه سمات الذاكرة البشرية ، حيث هذه القوانين تبدو مثل جزيرة معزولة في محيط المعارف والعلوم ولا تطالها نظريات الفيزياء التقليدية كالنسبية عدا ارتباطها البسيط مع قوانين الكم , كون الليزر ظاهرة كمية ( كوانتية ) بحتة ..

لكن الليزر ، الاشعاع الاساس في صنع الهولوغرام ، يبدو وكانه يقودنا إلى " العالم الآخر " المجهول ، عالم البيانات والوعي الدماغي المنطوي ..

وكما سنرى في عموم الدراسة ، هذا العالم الآخر يختلف في تعقيده و " جماله " عن العالم الروحي الكلاسيكي الذي وصفته الديانات..

فقد سبق وبينا في المقال السابق بأن " الليزر " واستثناءً على باقي المكتشفات العلمية يعد الحالة الفريدة في الطبيعة ، اذ لا يوجد ليزر طبيعي المنشأ .. الموجود منه فقط ما يصنعه الإنسان ..!!

الكهرباء , الطاقة النووية ، الكومبيوترات ، الآلات ، الكاميرات ، الطائرات ، المروحيات .. هذه كلها اشياء لها نظير طبيعي ، لها صور طبيعية متنوعة ولا تقتصر على الاكتشافات والاختراعات البشرية ، عدا الليزر ، فهو فريدٌ في الطبيعة إلى درجة أنه يبدو وكانه لا يوجد من خالقٍ له إلا الإنسان ..!

لكننا في هذه الدراسة ، سنفهم إن الليزر في حقيقته طبيعي هو الآخر لكنه ينتمي للعالم الجميل " المخفي " او المنطوي الذي عادة ما تعودنا تسميته بالعالم الآخر ..

هذا العالم الآخر الذي سندرسه عبر دراسة الليزر و الهولوغرام هو اجمل جزء مخفي من عالمنا ينتظر من البشرية استكشافه والدخول إليه من حيث التنظيم ذو الطابع " الكرنفالي " الدقيق الذي يحكم هذا الجزء من العالم ، ممثلاً بالنسقية أو التشاكهية Coherency(1) مقارنة بنظيرتها العشوائية والمصادفة التي تحكم عالمنا المحسوس..

وهو ما قد يعني في النهاية الوصول إلى قناعة بان عالم ما بعد الموت مجرد استمرارية في حياة " اكثر نظامية " للخارج من الزمان والمكان تتميز بالطابع المنظومي الجمعي وليس الفردي بالنسبة للوعي للخارج من منظومة العالم الحسي المدرك ..

الدراسة قد تكون مطولة بعض الشيء ، وقد لا تظهر بعض الصور والمخططات في المنشور الخاص بالحوار المتمدن ، يمكن المراسلة على البريد الإلكتروني الآتي للحصول على نسخة اكروبات واضحة مع الصور :

[email protected]


محاور البحث:


الفصل الاول : الليزر و الهولوغرام

• مبدأ الهولوغرام
• انواع الهولوغرام في الطبيعة
• النظام الهولوغرامي المنطوي


الفصل الثاني : الذاكرة البشرية و الهولوغرام والعالم المنطوي

• النوم والاقتراب من الموت
• اين تختزن الذكريات ؟
• دمج النظرية الهولوغرامية مع الرقمية
• التنظيم الاجتماعي والعالم الآخر
• الهولوغرام والحياة ونظرية التطور
• واقع الحياة بعد الموت في ضوء هذه النظريات

الفصل الاول : الليزر و الهولوغرام



مبدأ الهولوغرام


لا تقتصر كلمة الهولوغرام في هذه الدراسة على المسمى المتعارف اليوم عن تلك التقنية لإظهار الصورة ثلاثية الابعاد التي اكتشفها دينيس غابور في سبعينيات القرن الماضي وحاز على اثرها على جائزة نوبل ..

الهولوغرام كما سندرسه يشمل كل ظاهرة في الطبيعة تماثل الاجزاء الصغيرة فيها كلاً شاملاً جامعاً اكبر منها ..!

ما معنى ذلك..؟؟

يمكن أن يسمى هذا المبدأ اختصاراً بمبدأ ( مماثلة الجزء للكل ) فكل جزء هو عبارة عن صورة مصغرة عن الكيان الكلي الذي يكونه مجموع هذه الأجزاء التي تكون مطابقة تماما ً للصورة الكلية ..

إذ يتألف مصطلح " الهولوغرام " من مقطعين :

Holo ، وتعني الكلي ، Gram ، وتعني التسجيل باللاتينية (2)

استخدم في السبعينيات من القرن العشرين لوصف ظاهرة تخزين صورة ثلاثية الأبعاد على لوح فوتوغرافي بواسطة شعاعين متداخلين من الليزر ، فالتداخل Interference يؤدي إلى تكوين مناطق معتمة على اللوح تمثل تشفيراً للصورة ..

تتميز هذه الصورة بخصائص كلية Holistic properties ، فكسر اللوح الفوتوغرافي يجعله يسترجع الصورة مصغرة ولكن بتشوه بسيط ، وفي حالة تسليط الضوء الاعتيادي على اللوح وهو ينقل جزء من الصورة المحتواة فيه ، تظهر فقط الأجزاء التي لا يحتويها الضوء من الصورة بطريقة تشبه عمل ذاكرة الدماغ ، حيث يمكن أن تذكرنا صورة بمشهد آخر كان ملازما للصورة ( او احساس معين ) في ذاكرتنا ..

و بنفس المنوال تتخذ صيغة الهولوغرام لها نظاماً مختلفاً بعض الشيء في المبدأ البيولوجي الطبيعي الخلوي الوراثي ، كون الصورة أكثر تعقيداً وليست بسيطة كالمجال المغناطيسي أو لوح الليزر ، حيث تحتوي كل خلية من خلايا أجسامنا البالغة آلاف المليارات نفس الشيفرة الوراثية في شريط الــ(DNA ) ، فكل خلية من خلايانا تحتوي صورة مصغرة عن شكل ووظائف الجسد بالكامل ، بمعنى أن الهولوغرام في صورة مجال المغناطيس وصورة الليزر المجسمة يكون ثلاثي الأبعاد، لكنه في الجينات رباعي الأبعاد 4 Dimensions Hologram .

فبالإضافة لشكل الجسد ثلاثي الأبعاد ، تختزن الجينات آليات عمل ووظيفة الجزيئات و الأعضاء الخلوية ، فالوظيفة أنشطة متغيرة مع الزمن ، ولهذا فالرسم الناتج عن هولوغرام الــDNA يجب أن يكون رباعي الأبعاد ، أي هندسة شكل الجسد بجزيئاته و أعضاءه التي تكونه مضافا ً إليها مسار الزمن للديناميكية التي تعمل بها هذه الجزيئات كنشاطات وظيفية Physiological Activities يؤديها الكائن الحي ..

كذلك الدماغ البشري ، يظهر العديد من خصائص " الهولوغرام " الليزري في استرجاع الذكريات ، فالعقل أصلاً يخضع لقوانين الهولوغرام كما أكد على ذلك علماء الأعصاب ومنهم كارل بريبرام .

وفي نفس المنوال أيضاً " المغنطة magnetization " ، إذ تشكل في جزيئات المغناطيس الحديدي مجالاً مغناطيسياً كلياً يمكن أن يتجزأ إلى مجالات أصغر تحتفظ بنفس الصورة عند تكسيره إلى قطع صغيرة تكون مجالاتها نسخة مصغرة عن مجال المغناطيس الكبير الأصلي .

سنبين بعض الأمثلة الطبيعية بمزيد من التفصيل..


انواع الهولوغرام في الطبيعة


• هولوغرام الصورة المجسمة ثلاثية الأبعاد 3 D Holograph

" الهولوغراف " في الفيزياء هو اللوح الفوتوغرافي الذي يخزن الصورة بهيئة حزوز تداخل Interference fringes ، فهو يتأثر بأشعة الليزر فيخزن الصورة ثلاثية الأبعاد بطريقة مختلفة عن ألواح الفوتغراف العادية التي تتأثر بالضوء الاعتيادي فتطبع هذه التأثيرات عليها مكونة صورة ثنائية الأبعاد .

ففي حالة الهولوغراف ، فإن الصورة تنشأ على اللوح الهولوغرافي من تداخل شعاعي ليزر يحمل احدهما " صورة " ثلاثية الأبعاد ، أي موزعة على جسم و منعكسة عن أبعاده الثلاثة ، والآخر يلاقي شعاع الصورة فيتداخلان لأنهما متماثلان بالطور ( توقيت انطلاق واحد ) والسعة والتردد ، هذا التداخل ينعكس على اللوح بزاوية معلومة فتختزن بشكل أهداب تداخل بهيئة دوائر متحدة المركز .

هذه الدوائر ، ما أن يسقط عليها شعاع الليزر نفسه ، و بنفس الزاوية المعلومة في حالة الخزن ، حتى تظهر نفس الصورة بشكل " شبح " ثلاثي الأبعاد واضح خلف اللوح واقل وضوحاً أمامه ، أي النتيجة نسختين للصورة .

و عندما يتكسر " الهولوغراف " الليزري الخازن لصورة معينة ، فإن كل جزء من هذه الأجزاء يعكس نفس الصورة الكلية و لكن بشكل مصغر ( مع تشوه بسيط ) ..

الشكل التالي يمثل شعاعي ليزر متداخلين يحمل أحدهما الصورة ( تفاحة ) التي تختزن مشفرة على اللوح بهيئة أهداب تداخل . (3)




أما الشكل التالي فيوضح عملية استرجاع الصورة ( التفاحة ) من اللوح وذلك بإسقاط نفس شعاع الليزر وبنفس الزاوية فتظهر صورة شبحية ثلاثية الأبعاد خلف اللوح قد توهم الرائي بأنها تجسد حقيقي وليس صورة ..!






ولننظر كذلك إلى صورة الهولوغرام التالية ، فهي مجسمة ثلاثية الأبعاد كما تبدو في الواقع ، قامت شركات عدة بالاستفادة من هذه التقنية في عرض الصور المجسمة ، ومنها محطات البث التلفزيوني ، وكما في الصورة الملتقطة من مشهد فيديو ، المقدمة جيسكا يلن ، تظهر مجسمة بالصورة والحركة في بث مباشر أمام المقدم في شبكة الــ CNN الأمريكية .. كأنها كيان جسدي حقيقي وليست مجرد ضوء !!





الفائدة الكبرى لهذه التقنية الفتية في التصوير ستكون في مجالات عدة من حياتنا عبر تمكنها من تصوير الأشياء تصويراً مجسماً ، خصوصاً بعد تطوير تقنيات كافة أجهزتنا الشخصية لتتناسب معها ، مثل الهواتف الجوالة والكومبيوتر المحمول ، سوف تشكل ثورة في مجال نقل البث الحي التلفزيوني الهولوغرامي ثلاثي الأبعاد ، وقد بدأت أجهزة مثل هذه بالظهور فعلا ، حيث يبدو المشهد و كأنه حقيقي يشغل حيزاً من المكان أمام المشاهد ، كما الصورة أعلاه

( المرأة في الصورة مجسم هولوغرامي ضوئي غير حقيقي ثلاثي الابعاد !) .


• هولوغرام المغنطـــة Magnetic Hologram

الشكل التالي يوضح قطبي مغناطيس حديدي ، والفيض المغناطيسي الخارج من القطب الشمالي ( N ) والداخل للقطب الجنوبي ( S ) ، لكن عندما نكسر هذا المغناطيس إلى أجزاء فإن كل جزء يكون قطبين أيضا شمالي وجنوبي وتمثل كل قطعة صورة مصغرة " بمجالها المغناطيسي " عن الصورة الكلية للمجال في المغناطيس الأم .



المغناطيس ، ورغم سعة تداخله في بناء حضارتنا العصرية ، كونه أهم وسيط في تحويل أشكال الطاقة ، إلا إن الفيزياء لا تزال تجهل عن ماهية المغنطة الكثير ..

بالرغم من أن هناك معادلات كثيرة تصف المجال المغناطيسي وسلوك ثنائي القطب المغناطيسي المتحرك وعلاقته بالشحنات الكهربائية وظاهرة الإشعاع الكهرومغناطيسي ( أساس تقنيات الاتصال المعاصرة ) فإننا لا نزال لا نعرف ماهية المجال المغناطيسي وأسرار تكونه ، ولماذا لا يتواجد المغناطيس مثل شحنات الكهرباء المنفردة السالبة والموجبة ، فلا يمكن أن نجد في الطبيعة مغناطيس شمالي فقط أو جنوبي فقط ، المغناطيس دائماَ ثنائي الأقطاب ..!!

كيف تنشأ هذه الأقطاب ، وما علاقتها بالشحنات الكهربائية التي لو تحركت خلقت المجال المغناطيسي .. ؟

لماذا يمتلك المغناطيس خصائص الهولوغرام ( الكل يشابه أجزائه ) ، فكل المغناطيس يتألف من جزيئات مغناطيسية تماثله مهما صغرنا القطع التي نقسمه إليها ؟

سيشكل حل الغازه مدخلاً هاماً لفيزياء " العالم الآخـــر " مستقبلاً ..


• الهولوغرام الـــبيولوجي


في حالة الـــ DNA فإن كل خلية جسمية في أجسادنا تحوي صورة " جينة " ثلاثية الأبعاد مشفرة عن تركيب جسدنا بكامله فيه وهو موجود في نواة هذه الخلية ..

الشكل التالي يوضح حقيقة تخزين الصورة ثلاثية الأبعاد فقط لجسد فرد بشري في نواة الخلية الحية الحاوية على المورثات ، هناك بعدٌ آخر لهذا الهولوغرام ، يمثل " مسارات " حركة الكريات الدموية ، انتقال الإشارات الكيمياوية و العصبية ، طبيعة توزيع الخلايا ، وهو فرع حديث ٌ جداً من البيولوجيا يعمل عليه حالياً العالم المصري أحمد زويل ( الحاصل على جائزة نوبل 1999 ) ..

إذا اطلق زويل على هذا الفرع الوليد بالبيولوجيا رباعية الأبعاد 4 Dimensions Biology ،

الفريق الذي يرأسه زويل في الولايات المتحدة ، ينطلق من التصوير الإلكتروني الفمتوي الذي يصور أحداثا ً تقع في واحد مليون من مليار جزء من الثانية ..

وتطورت هذه التقنية مطلع هذا القرن كثيراً و أصبح بالإمكان رصد تصرف الجزئيات الحيوية الأساسية والتنبؤ بفعالياتها المستقبلية لذلك سمي الجهاز الذي يصور هذه الأنشطة الدقيقة بالمجهر الإلكتروني رباعي الأبعاد four-dimensional (4D) electron microscopy ، فيمكن من خلاله التنبؤ بمسارات وخريطة زمنية للأنشطة الجزيئية ، ما يتيح الفرصة مستقبلاً لرؤية هولوغرام رباعي الأبعاد للجسد البشري قابع في DNA الخلايا ..!




هذه التقنية الجديدة تفتح الباب أمامنا لعلم بيولوجيا جزيئية رباعية الأبعاد تضيف للتصور المعرفي بعداً آخر يتمثل في مسارات أو خطوط احتمالية كوانتية لكل جزيئة على حدة ، قد تتمكن كومبيوترات فائقة من جمع هذه المسارات المستقبلية لإظهار " صور " تنبؤية عن مستقبل الجسد بصورة كلية قد تخبرنا عن الانتكاسات أو التطورات الحيوية التي ستحدث فيه خلال أشهر ..

هذا يذكرنا في حقل الباراسايكولوجي بمشاهدات الهالة Aura ، حيث يرى الكثير من الموهبين حول العالم هالة شبحية حول الجسد تحدث فيها تشوهات في مناطق معينة قبل أشهر من حدوث مرض في المنطقة المناظرة لها من جسم الشخص المفحوص .. (4)

ولو افترضنا ان هذه الهالة ما هي إلا المسارات الزمنية التي يحاول المجهر رباعي الأبعاد التنبؤ بها ، لكنها تظهر في الهالة بصورة كلية كتجلٍ عقلي ، هذا يعني إذن ، ان العقود المقبلة من هذا القرن سوف تشهد تصوير هالات كل البشر بدون كاميرات وإنما باستخدام محاكاة حاسوبية تعتمد مبدأ النسقية الكلانية الهولوغرامية ..

فالهالة Aura ستكون البعد الرابع المنطوي للجسد وليست كياناً روحياً منفصلاً عن المادة ..!


هل الذاكرة الدماغية هولوغرام ايضاً ..؟؟


هناك ادلة قوية أيضاً ، بان الذاكرة البشرية تختزن المعلومات بالهيئة الهولوغرامية ثلاثية الأبعاد أو ربما رباعية الأبعاد ، فقد أثبتت أبحاث العالم الفرنسي كارل بريبرام وتجربة العالم الروسي برنشتاين في الثلاثينيات ورؤية وافتراض عالم الفيزياء ديفيد بوهم بأن النظم الدماغية والكونية هولوغرامية ..

إذ قام نيكولاي برنشتاين بوضع عدة أشخاص في غرف مظلمة وهم يرتدون ملابس سوداء ، ووضع نقاطاً بيضاء متألقة على مفاصل أصابعهم و أرجلهم و أيديهم وسمح لهم بأداء حركات عشوائية وانتقائية ، وعندما قام بتصوير هذا المشهد المظلم ظهرت النقاط البيضاء وهي تتحرك ( مجردة ) عن هيكل الجسد ..

شكلت هذه الحركات صور لمنحيات متحركة بيضاء توافقت كثيراً مع معادلات رياضية تسمى متسلسلات فورييه ، المفارقة في الموضوع ، أن الحركات كانت متفرقة مشتتة لدى أدائها من قبل هؤلاء الأشخاص مثل الرقص والطباعة على الآلة الكاتبة لكن متسلسلات فورييه تمكنت من دمجها في صورة كلية أو قيمة رياضية موحدة (5)

لاحظ الشكل التالي :




الجسم المتحرك ، كأن يكون لعبة روبوت بهيئة دودة مركبة من خمسة قطع ميكانيكية متحركة تؤدي حركة ترتفع فيها القطعة الثالثة الوسطى وتنخفض ( الشكل أعلاه ) ، فإن تسجيل هذه الحركة إذا ما صبغنا اللعبة بالأسود ووضعناها في غرفة سوداء سيرينا النقاط البيضاء وهي تتحرك ، وبنفس المبدأ الذي طبقه برنشتاين في الثلاثينيات حول توحيد الحركة لإظهار النسق الكلي التموجي لها ، يعمل التصوير رباعي الأبعاد الذي فتح بابه أحمد زويل على تبيان البعد الرابع ( في الأسفل ) لهذا الجسم ..!

قد يتبادر للقارئ السؤال : هل يوجد لكل واحدٍ منا هيئة رباعية الأبعاد ؟

هل هناك " مسار " يمثل بعداً رابعاً لأجسامنا مرتبط بالهولوغرام الكلي الكوني ؟

هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا الفصول اللاحقة ، في موضوعنا اليوم سنحاول إيجاز صورة مبسطة و منوعة عن هذا الموضوع الشائك والمهم جداً .

الصورة التالية ، تمثل جزيئات صورها زويل وفريقه لحركة جزيئات كيميائية ، نلاحظ أن هذه الصور الست اعتيادية لكن كل واحدة منها تمثل حركة وتغير للأشكال الجزيئية الدقيقة ( أعلى يمين كل صورة ) في ربع مليون المليار جزء من الثانية ( ) ، باجتماع هذه اللقطات ، تكون مدة التصوير مليون المليار من الثانية . (6)

هذه التقنية الجديدة في التصوير ستفتح الباب أمام علم البيولوجيا رباعية الأبعاد مستقبلاً ، وتحديداً : هولوغرام الدماغ والـــDNA ..

فدمج مسار حركة الجزيئات كما فعل برنشتاين مع حركات الأفراد في شبه معادلات فورييه ، سيقود حتماً إلى كشف " النسق " الكلي أو النظام الهولوغرامي الذي يحكم مسارات الجزيئات والذكريات في أربعة أبعاد ، لكن هذه الخريطة " الكلانية " لمسار الجزيئات لن تحل طلاسمها إلا الحواسيب فائقة القدرة التي يكون بمقدورها دمج مسارات الجزيئات الكلية وهي تصل للمليارات فتظهر من هذه المليارات من المسارات هيئة كيانية كلانية تمثل الاحتمالات المتوقعة لسلوك الأفكار والجسد خلال فترة زمنية معينة ..!





وهو ما قد يعيدنا إلى نقطة رؤية الموهوبين للهالة المسارية الزمنية Time Track Aura ( إن صحت التسمية ) المحيطة بالجسد كما وصفها العديد من المرضى للطبيبة التركية شفيقة قره غول حيث تنبؤا بدقة بحدوث امراض مستقبيلة لأشخاص آخرين اعتماداً على رؤية اضرار تقع في الهالة المحيطة بهم .. فتعقيد دماغ البشر ، وفي مستوىً اعماقي معين يناظر تعقيد الكومبيوترات التي ستتمكن مستقبلاً من رسم مسارات التفاعلات والعمليات المادية بصورة رباعية الابعاد ما قد تعطي تنبؤات دقيقة عن اي امراض مستقبيلة ..

البيولوجيا رباعية الابعاد ستكون الرائد لتصوير هذه الهالة " رياضياً " وليس فوتوغرافياً ..

بمعنى ، الموهوبين حول العالم الذين يشاهدون الهالات المحيطة بالجسد على إنها الروح كما عرفها الاقدمون ، هم في الحقيقة يشاهدون " مخططاً " رياضياً لواقع عمليات الجسد خلال اشهرٍ أو سنين قادمة يقوم به دماغهم في مستوىً معين من مستويات اللاوعي !

ما يشاهدونه تجلٍ لبرمجة هندسية – عقلية تنبؤية لمسار الفعاليات البيولوجيا ، العالم العربي الاصل زويل يضع في القرن الحادي والعشرين اولى الاسس لعلم المسارات الحيوية الجديد هذا بمسمى البيولوجيا رباعية الابعاد ..

ويبقى السؤال الملح الاكثر اهمية حول الموضوع :

هل هذه " المسارات Tracks " لها وجود فعلي بالنسبة للعالم رباعي الابعاد ، ام انها مجرد مخططات رياضية افتراضية ..؟؟

في الحقيقة ، وحسب النظرية الهولوغرامية لكارل بريبرام وديفيد بوهم عن المادة عموماً في الكون ، فإن المادة في الكون اصلاً هي مجرد " هيكل افتراضي Virtual Structure " يتجسد في الوعي بعملية الإحساس على إنه " مادة " ..

وبما إننا نسير في هذه الدراسة على خطى هذه النظرية ، فإن المادة عموماً تكاد ان تصبح اسطورة كما قال عنها جون كريبن و باول ديفز في كتابهما " اسطورة المادة matter Myth " ، لهذا السبب ... التعامل مع المادة والمسار الهيكلي الممثل لها كبعد رابع يكون على إنهما كيان واحد كلي " افتراضي " غير حقيقي ..

ولا ننكر بأن هذا يقودنا إلى إشكالٍ اكثر تعقيداً ممثلاً في تساؤلٍ جديدٍ بالغ الخطورة :

اذا كانت الابعاد الثلاثة المحسوسة للمادة والاشياء حولنا غير حقيقية ، وكذلك بعدها الرابع الممثل لمسارات الاشياء الحركية ، اذا كانت هذه كلها غير حقيقية ، فما هو الحقيقي اذن والذي تجري به عملية " الوعي " و " الإحساس " ، ما هو الجوهر الحقيقي لإدراكنا لعالمنا المحيط ...؟؟

جواب هذا السؤال قد يبقى لفترة طويلة محتجباً عن ساحة المعرفة البشرية في المستقبل القادم ، لكنه سيكون السؤال الخالد الجديد الذي ستسير على دربه الإنسانية كي تحصل على إجابته ..

سنناقش لاحقاً نظرية إدوارد فردكين Edward Fredkin و سيث لويد Seth Lloyd و ستيفن و ولفرم Stephen Wolfram ، المعروفة بنظرية الميكانيك الرقمي ..

وتدور حول مسالة ان تكون العمليات الكونية برمتها نتاج نمذجة حاسوبية رقمية لكومبيوتر كوني عملاق ، وهي تتلاقى مع النظرية الهولوغرامية في اعتبار كل المادة نتاج لانعكاس رقمي يخلق الوعي بالذات اولاً والوعي بالمحيط المادي ثانيا ..

وبكل الاحوال ، وكما سنرى من خلال هذه المواضيع ، لا يمكن للعقل العلمي الهروب لفترة طويلة من حقيقة باتت شبه مؤكدة في فيزياء اليوم وهي إن العالم المادي هو هيكل افتراضي يدركه العقل منبثق عن " بيانات Data " من ماهية ما لا نعرفها بعد ..

تطور التقنية القادم سيتخطى وهم المادة ( كما آمنت الفيدا الهندية بوهم العالم Maya ) وسيصبح اكثر سيطرةً وتحكماً بها على هذا الاساس ..!



النظام الهولوغرامي المنطوي


أثبت العديد من علماء وباحثي الأعصاب والسيكولوجيا المعاصرين ، إن الذاكرة البشرية تشبه الهولوغرام في العديد من الخصائص و أهمها تلازم عناصر أو وحدات الصورة ..

فمشاهدة صورة زهرة مألوفة في حياتنا اليومية ( مثلاً زهرة جورية )، يجعلنا نشعر ( أو نتذكر ) و كأننا نشم رائحتها .

كذلك عندما نسلط ضوءا ً لصورة واحدة على لوح الهولوغرام الحاوي على مشهد مكون من عنصرين يمثلان صورتين مجسمتين منها هذه الصورة الوحيدة ، فإن الصورة التي ستنعكس هي الصورة الأخرى وليست الصورة الساقطة ، تماماً كمثال تذكر الرائحة بمجرد مشاهدة صورة ، أو سيلان اللعاب لمجرد شم رائحة طعام ..

هذه الخصائص وضعت العلم في محل التساؤل :

ما هو النظام الذي يحكم " عالم " الهولوغرام الذي ينتمي إليه الدماغ والــDNA ..؟؟

سنتعرف على المزيد من خصائص الهولوغرام بمتابعة خواص " الرنين Resonance " في العالم الذري والذي من نواتجه هو الانبعاث المحفز للإشعاع المعروف باسم الليزر Laser ..



• نسقية أو تشاكهية أشعة الليزر Laser Ray Coherency


أشعة الليزر ، التي يعتبر توليدها بالرنين في مستوى المدارات الإلكترونية حول نواة الذرة ظاهرة كمية بحته ، تسير لمسافات أطول من الضوء الاعتيادي لأنها لا تتشتت لتوحد الطول الموجي لموجاتها التكوينية ، أي هي موجات أحادية اللون وكذلك موحدة في الطور ( توقيت زمن الانطلاقة ) ، فوقت بداية كل موجة يكون متزامنا ، بينما تظهر موجات الضوء الاعتيادي سلوكا عشوائيا بالنسبة للأطوال الموجية و الأطوار ، حيث تتغاير ألوانها وزمن بداية كل موجة فيها ما يشبه مسيرة غير منظمة في سباق ماراثون ، هذا ما يجعل الضوء الاعتيادي يتشتت ويتبعثر ...


فيما نلاحظ العكس في سلوك ضوء الليزر ، فهو أحادي اللون والطور ، تسلك موجاته كما لو إنها موجة واحدة مثل الكراديس العسكرية في الاستعراض ، حيث حركة اليد واحدة و الانطلاقة متزامنة ومنسقة ( متشاكهة ) Coherent ، ( الشكل ( 13 ) ) ..

لهذا السبب ، فضوء الليزر " هولوغرام " أيضاً لأن كل موجة جزئية فيه صورة مصغرة ومماثلة للموجة الكلية التي تتشكل بسبب توحد الطور والطول الموجي مما يزيد في سعة موجة شعاع الليزر الكلية التي تساوي مجموع سعة كل الموجات الجزئية ، وهذا يتسبب في " شدة " لمعان الليزر الذي يؤثر على العين أكثر من تأثير النظر للشمس مباشرة ..! (7)











• مالذي يجعل موجات الليزر متشاكهة نسقية كرنفالية الطابع بهذا الشكل ..؟؟


حينما يدخل فوتون الضوء الاعتيادي الذرة العائدة لتشكيلة جزيئات الوسط الفعال في جهاز توليد الليزر ، يقوم هذا الفوتون بعملٍ سحري عجيب بتحفيز فوتون آخر محمول في مدارات هذه الذرة على الانطلاق بصحبة هذا الفوتون بنفس الطور والتردد ..

وهكذا ، عملية الانبعاث المحفز للضوء التي تسمى اختصاراً بالليزر تؤدي في نهاية المطاف إلى احداث سيل من الفوتونات المنتظمة فيما يشبه الكردوس العسكري ..

الإشكالية تكون في " ماهية " الرسالة التي ينقلها فوتون إلى الفوتون الآخر ..؟!

اغلب المشتغلين بحقل الفيزياء بتمسكهم بالهيكل الرياضي لعملية الانبعاث المحفز ( الليزر ) ، يتصورون إنهم يمتلكون تفسير الظاهرة ..

الحقيقة إن البنية الرياضية تصف الظاهرة فقط ، لكنها لا تفسرها ..

فالمعروف إن الجسيمات الصغيرة Particles تتبادل فيما بينها الطاقة بهيئة فوتونات او كمات من الطاقة ..

لكن ، الفوتون نفسه ، باي صورة ٍ يتبادل الطاقة مع الفوتونات الاخرى مثله ...؟؟

وهنا ندخل في ضبابية المشهد الكمومي تحت الذري حيث لا تستطيع الرياضيات ان تفسر ، علماً إن العام 2001 شهد في جامعة بيرنستون في الولايات المتحدة تجربة اكدت بأن الفوتونات تتبادل الطاقة فيما بينها ، بطريقة تفوق سرعة الضوء ..!

وهي تجربة غرفة بخار السيزيوم المعروفة ، واستعمل فيها " الليزر " ايضاً ...

اذ ادخلت نبضة من شعاع الليزر من طرف لغرفة مفرغة من الهواء ومليئة ببخار السيزيوم ..
كانت المفاجئة أن تخرج النبضة من الطرف الآخر بما يفوق سرعة الضوء ..!

والحقيقة ، أن الاشعة الداخلة لم تتجاوز سرعة الضوء ، لكنها حفزت الفوتونات في مدارات ذرات السيزيوم على الانبعاث بنفس الطور والتردد عبر تبادل " إشارة كمية " تفوق بسرعتها سرعة الضوء ولهذا السبب سجلت اجهزة القياس اختراقاً تاريخياً لسرعة الضوء طالما اعتبرته النظرية النسبية خطاً أحمرا لا يمكن تجاوزه من قبل " الاجسام " ..

العديد من العلماء اعتبر هذه التجربة رغم ثوريتها بانها عادية ولم تطح بالنظرية النسبية لكونها لم توصل اي جسم لسرعة تفوق سرعة الضوء وفسرت على ان الفوتونات الليزرية الداخلة بصورة نسقية تشاكهية توائم للفوتونات الخارجة وليست نفسها ..

لكن ، التأثير الذي تبادلته هذه التوائم كان متجاوزاً لسرعة الضوء ، فما هي ماهية هذا التأثير ؟

سبق وتناولنا هذا الموضوع في موضوعنا السابق " الوجود قبل خلق العالم .." حيث إن الموجات العابرة للزمان والمكان ( خارج هيكل الكون الذي تفسره النسبية ) من الطبيعة ان تبدو بانها اسرع من الضوء ، بل هي بسرعة مطلقة تنتقل لحظياً لانها فوق زمنية ..!

وهكذا ، الليزر بصورة عامة ، هو اساس فيزياء العالم الآخر لكونه ينشأ عبر اشارات عابرة للفضاء زمن " لحظية " ..

اما الهولوغرام الذي يشكله تداخل هذه الأشعة فهو اساس بنية الذاكرة والوعي ، وكذلك بنية وهندسة الكون بصورة عامة ..

وعموماً ، الفيزيائي ستيفن ولفرام طرح فكرة ان يكون الكون برمته تجلٍ لعمليات " رقمية " في حاسوب كوني عملاق ..

وحسب منهجنا في هذه الدراسة ، العالم الآخر ما قبل وما بعد الوجود المدرك كما نعرفه ، يمتاز عن عالمنا بالنسقية ( التشاكهية Coherency ) ، اي توحد " الإشارة " في مجاميع تكوينية غريبة عن تصوراتنا وخيالنا المبني على عالمٍ حسي من العشوائية والحرية ..

العالم خارج الفضاء زمن اكثر تقييداً وتكاد تنعدم فيه الحرية ، لكنه كرنفالي جميل كما سندرسه عبر دراسة الذاكرة والليزر معاً في الجزء القادم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - FOXO
Almousawi A. S ( 2011 / 9 / 4 - 15:00 )
يوجد في الكون 100 نوع مختلف من الذرات وكل شيء حولنا هو مكون من الـ 100 ذرة تلك

جاءت تسمية كلمة ليزر من
LASER
Light Amplification by Stimulated Emission of Radiation
وتعني تكبير الضوء بواسطة الانبعاث الاستحثاثي للإشعاع الكهرومغناطيسي وقد تنبأ بوجود الليزر العالم البرت اينشتاين في 1917
وتم تصميم أول جهاز ليزر في 1960بواسطة العالم ميمان ويعرف بليزر الياقوت
Ruby laser
جين FOXO
يقوم بتنظيم ادارة اعمال الجينات الاخرى ايضا نفس العدد 100


2 - الأخ المحترم وليد
محمد ماجد دَيٌوب ( 2011 / 9 / 4 - 15:35 )
إضافة بسيطة فقط لعرضك الممتاز
مفهوم المادة يقوم أساساً على مفهوم الكتلة مثلاً قانون نيوتن :ق=ك×تع
نرى فيه أن ق هي القوة الؤثرة وتع هو معدل تغير السرعة في واحدة الزمن ولكن ك هي الكتلة هذه الكتلة التي كما تلاحظ من القانون عبارة عن رقم لم يُعرف حتى الساعة ماهيته ولا ماا يمثل سوى أنه خاصية لكل شكل مادي منفرد فأن تقول وزنك 50كغ فهذا يعني أن الرقم الدال على كتلتك هو 50 مما يجعلنا نستنتج وبحذر شديد أن الوجود المادي برمته هو وجود رقمي دالٌ على علاقات بين القوى المؤثرة في الأشكال المرئية في الطبيعة والتي تسمى مادية
الأمر الآخر له علاقة بالهولوغرام فلو رجعت إلى معادلة شرودنغر لوجدت أن كل جسم مادي بالمفهوم السائد هو عبارة عن صرة من عدد هائل من الأمواج الثانوية والمنضوية تحت شكل موجي واحد يعبر عنه كما لو قلت هناك موجة كبير السعة تضن وعلى توافق معها مليون موجة أخرى تتحرك داخلها كما تظهر حركة ذرات الماء العشوائية في نهر ضمن الحركة الكلية الظاهرة لماء النهر ككل ولك كل التقدير والإحترام


3 - المعرفة العلمية
سيمون خوري ( 2011 / 9 / 4 - 17:09 )
أخي وليد المحترم تحية لك والتقدير الكبير لجهدك هذا في توصيل ونقل المعرفة العلمية من الخزائن الى الشارع . كم نحن بحاجة الى نشر المعرفة العلمية التي تساعد على تعلم العلم , وتساهم في التخلص من ركام الجهل والتخلف العلمي . . أشكرك كما أشكر الأخوة المعلقين على مداخلاتهم الهامة . بالمناسبة هذه المرة قرأت المقال لكن وقتي لا يسعفني للحديث عن تجربة الديانات الشرقية في جنوب وشرق أسيا ونظرتهم لمسألة الروح والتصعيد ..الخ المهم شكراً لك


4 - المصادر؟
سرور براك ( 2011 / 9 / 5 - 03:20 )
نثمن بشكل كبير محاولات الكاتب العلمي الأستاذوليد مهدي لتوضيح الحقائق العلمية الحديثة وتبسيطها قدر الإمكان وهذه ولا شك وحدها لا يقدر عليها سوى العلماء الكبار
ولكنني اتمنى عليه لو زودنا ببعض المصادر التي يعتمد عليها خصوصا فيما يتعلق بالإسناد إلى بعض أو مجموعة من العلماء أو الباحثين فمن المعلوم أن الإطلاع على نصوص الأبحاث الأصلية يرسّخ القناعات العلميّة كما أرجو أن يحاول نشر أطروحاته في بعض الدوريات الأكاديمية لنتعرّف على ردود أفعال الإختصاصيين أمثاله مع أننا نتمنى أن نتعرّف على الإختصاص العام والدقيق للأستاذ كاتب المقال إذ سيعين ذلك على اتجاهات بحثه
أرجو أن يتقبل وافر تقديري واحترامي
وأكرر تثميني لجهوده وأهميتها العلمية من جوانب عديدة


5 - الاخ الموسوي مع التحية
وليد مهدي ( 2011 / 9 / 5 - 05:44 )
اشكر مداخلتك اخي الكريم

واشكرك لك هذا التوضيح من زاوية اخرى لمعنى كلمة الإنبعاث المحفز


خالص التحايا


6 - الزميل ماجد ديوب المحترم
وليد مهدي ( 2011 / 9 / 5 - 05:55 )
رائع ما تفضلت به

وهو يقارب المفهوم البنيوي الاساس للنظريتين الهولوغرامية والرقمية

الف شكر لك , مع الاعتزاز


7 - الاستاذ الزميل سيمون خوري مع التقدير
وليد مهدي ( 2011 / 9 / 5 - 06:09 )
اشكرك جزيل الشكر على هذه الكلمات

دمت لنا ذخرا واخا كبيرا ايها العزيز

سيكون لنا نقاش حتماً في موضوع الديانات الشرقية التي ترى ان الروح تسير إلى مسرب كلاني جامع في النهاية

سارسل لك نسخة من الموضوع اكروبات على بريدك الإلكتروني الآن

خالص تحياتي


8 - الاستاذ سرور براك مع التقدير_1
وليد مهدي ( 2011 / 9 / 5 - 07:10 )
الاستاذ الفاضل

ما انشره سيدي الكريم يتضمن اشارات وإحالات مرجعية لكتاب وعلماء معروفين

مجرد كتابة اسم العالم او الباحث تظهر النتائج , خصوصاً وغنني اشير عند الظرورة لاسم الكتاب او الدراسة ومكان نشرها , في هذا الجزء لم تظهر المصادر والهوامش

الجزء الثاني الذي سانشره بعد قليل سيتضمن اهم المراجع التي استندت إليها

بالنسبة للنشر في الدوريات الاكاديمية

الموضوع سيدي الكريم ( شبه متخصص ) وليس بتخصص تام

لان الرياضيات هي اساس الفيزياء المعاصرة , وما اكتبه لا يتضمن تمثيلات رياضية مبتكرة إنما هي استقراءات واستنتاجات مبنية على تمثلات هندسية اجريها وابحث فيها شخصيا وبمجهود ذاتي صرف منذ ما يقارب العشر سنوات

ساحاول ارسال نسخ هذه الدراسات لك في البريد سيدي الكريم متضمنة شروحاً اوفى مع المراجع والإحالات والهوامش

بالنسبة لتخصصي الدقيق , لدي بكولوريوس في البيولوجيا منذ العام 1999

لكنني اليوم تجاوزت البيولوجيا ، ادرس الفيزياء والرياضيات منذ طفولتي
اهتمامي بالباراسايكولوجي منذ الصغر هو ما دفعني لدراسة البيولوجيا مع الفيزياء والبحث عن التوازيات والتقاطعات فيما بينهما

يتبع لطفاً


9 - الاستاذ سرور براك مع التقدير_2
وليد مهدي ( 2011 / 9 / 5 - 07:20 )

تتمــة

فكما تعلم سيدي الكريم

اجمع غالبية علماء النيوروبيولوجيا اليوم على ان كشف اسرار الدماغ تتطلب معرفة بعلم الاعصاب والفيزياء والبيولوجيا الجزيئية معاً في آن ...!!

وهو ما لا يتوفر في اي اختصاصات عصرية

وفي حقيقة الأمر , كانت لي محاولات بعرض هذه الابحاث على مختصين

لكن المختصين في الفيزياء يرونها تدخل في حيز النيوروبيولوجيا , والمختصين في النيوروبيولوجيا يجدوها متعلقة اكثر بالفزياء منها غلى معرفة فيزيولوجيا الدماغ

وهكذا , تبقى هذه المواضيع مقاربات لعدة اختصاصات ومنها ايضاً علم الإدراك

Cognition

باعتباره فرعاً من فروع السيكولوجيا

ساحاول العثور على بريدك سيدي الكريم لارسال المواضيع

دمت بالف الف خير

واشكر لك ملاحظاتك واستفساراتك الهامة


10 - رائعة نضريتك لكن نضريتي تختلف..
بوبكربويحي بن براهيم ( 2012 / 2 / 6 - 08:37 )
انا ممن يعيشون العالم الاخر ....وقد درست الضاهرة ولم ازل....المهم انا لا اعتقد ان التموجات هي اساس الموضوع ال فيما يخص الروح فمتجربتي في العالم الاخر تؤكد ان الوزن يتصاعد الى ان اصل الى مرحلة وضوح الرؤية عندها اصير خاضعا للجادبية الارضية ....ثم اني لاحضت عند الضهور الاول في العالم الاخر جسمي يصير مغنطيسا للخشب والزجاج والبلاستيك في العالم الاخر ...كما اوفقك في نضرية توازي العوالم في خط مستقيم يمثل المستقبل والماضي واضيف اليها نضرية انتشار الالوان والاجسام المضادة لاجسامنا في العالم الاخر يمكنك الاتصال بي 20646448 تونس

اخر الافلام

.. ابتداءً من 6 مايو | أثر الطائر الطنان | ناشونال جيوغرافيك أب


.. هكذا نحمي أطفالنا من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي




.. قوات الأمن الأمريكية تمنع وسائل الإعلام من تغطية اعتصام معهد


.. الجزيرة ترصد تزايد أعداد السفن المنتظرة في المياه الإقليمية




.. واشنطن تستعمل التكنولوجيا لكسب تأييد جزر المحيط الهادي