الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إما أن ننقذ الثورة الآن و إما أن ننعيها

أحمد حسنين الحسنية

2011 / 9 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بدون الحكم ليست ثورة ، إذا يجب الإستيلاء على الحكم .
الثورة الناجحة لا تترك لأعدائها أي نفوذ ، إذا يجب إقتلاع أعداء الثورة نهائياً من السلطة .
لماذا الإنتظار ؟
سؤال أوجهه للأحرار ، و ليس للعملاء ، و ليس للذين باعوا ثورة الشعب المصري لقاء وعود بمقاعد برلمانية ، أو ربما وزارية ، و مناصب حزبية و صحفية .
هل بقى هناك شيء يستحق الإنتظار ؟
هل هناك عاقل ينتظر نتيجة الإنتخابات البرلمانية القادمة ؟
لقد أُعلنت نتيجتها علنياً من الخليج في إبريل الماضي ، و أرجو مراجعة مقال : من الخليج أعلن شرف نتيجة الإنتخابات القادمة ، نشر في الثامن و العشرين من إبريل 2011 .
و الإخوان أعلنوا قبل ذلك التاريخ حصتهم في البرلمان .
كل شيء تم توزيعه من قبل ، فقط لم يبق إلا أن يُعلن عن الصفقة السرية مع بعض القيادات الشبابية ، لنعرف أيضا حصة خونة الثورة في البرلمان القادم ، إلا لو جرى تعديل بعد هذا المقال .
هل هناك من ينتظر الإنتخابات الرئاسية ؟
لقد سبق أن أعلنت عن عزمي خوض الإنتخابات الرئاسية عن حزب كل مصر ، فإذ بي أتلقى الكثير من التهديدات بالإعتقال لو عدت إلى مصر ، فهل ستكون هذه إنتخابات حرة ، عندما يتم تهديد مرشح بالإعتقال لو عاد إلى وطنه ؟؟؟
الحلفاء الجدد للسلطة - و أعني قادة الإخوان - يعرفون قواعد هذه اللعبة الجديدة جيداً ، أو توزيع الأدوار في التمثيلية المقامة - فهم شركاء فيها من البداية - و أعلنوا مقدماً عدم دخولهم بمرشح رسمي لهم ، و اللبيب يفهم .
إن أردت أسم الرئيس القادم - لو سارت الأمور كما خططت السلطة - فأقول : ، كان مرشح السلطة في فبراير ، و مارس ، 2011 ، هو عمرو موسى ، و يمكن مراجعة مقال : عمرو موسى مرشح عمر سليمان ، و نشر في الأول من مارس 2011 ، لكن الآن من الواضح أن مرشح السلطة هو شخصية عسكرية ، بعد أن رأت السلطة تلاشي المد الثوري ، و لم تعد السلطة بحاجة لتقديم شخصية جعجاعة مثل عمرو موسى ، و المرشح الأكثر حظاً الآن هو واحد من إثنين : طنطاوي ، كما ذكرت في مقال : المشير طنطاوي شيطان في كل الأحوال ، و نشر في السادس عشر من أغسطس 2011 ، أو حتاتة ، الرئيس الأسبق لأركان القوات المسلحة المصرية في عهد مبارك الأثيم ، أي من السلطة ، و يحظى بقبول عمر سليمان ، و هو كارت لم يحترق مثل طنطاوي ، و إن كان لا يقل سوء عنه ، و لا يهم بالتالي من سيرسو عليه إختيار السلطة .
إذا تركنا جانباً السياسة ، و دخلنا في موضوع العدالة ، و حقوق الإنسان .
هل يتوقع أحد أن يحدث تحسن في ميزان العدالة المصرية في المستقبل القريب أو المتوسط ؟؟؟
هل يمكن التغاضي عن التوسع في إستعمال القضاء العسكري مع المدنيين ، و الذي يتناقض مع أبسط قواعد العدالة ؟
هل تم خلال الأشهر الماضية تنقية القضاء المدني من القضاة الفاسدين ، و الذين تعرفهم السلطة بالإسم ؟
هل يتوقع أحد إعدام مبارك ، أو العادلي ، أو كبار ضباط جهاز الشرطة الذين أسهموا في قتل شهداء الفصل الأول لثورة 2011 ؟؟؟
هل يتوقع أحد حتى محاسبة صغار ضباط الشرطة ، و صغار أعضاء جهاز الشرطة من أمناء شرطة ، و من هم أدنى منهم في السلم الوظيفي ، من الذين قتلوا شهداء الفصل الأول لثورة 2011 ؟؟
لا أعتقد إنه حتى سيتم محاسبة البلطجية الرسميين المقيدين في صفوف أجهزة القمع الرسمية .
و إذا لم يحاسب قتلة شهداء الفصل الأول لثورة 2011 ، فلا حساب لكل من قتل ، و عذب ، خلال الثلاثين عاماً الماضية ، لهذا لا يمكن توقع أي تحسن في ميدان حقوق الإنسان في مصر .
هل تم تحرير الإعلام ، و إطلاق حرية الكلمة ، أم أن الوضع الآن أسوء ؟؟؟
الحاضر سيء ، و المستقبل لا يبشر إلا بالأسوء .
دعونا الآن ننتقل لميدان أخر إعتبره بعض الثوريين ميدان نضالهم المفضل ، ميدان إسقاط الحكومات ، و الوزراء .
لقد أدمن بعض الثوريين فكرة إسقاط الوزرات و تعديلها ، ظناً منهم إنها مفتاح التغيير ، فهل بعد إسقاط حكومة شفيق ، و تعديلات شرف ، هناك أي تحسن إيجابي شعر به المواطن المصري ؟
لقد سدت كل المنافذ ، و أستهلكت كل الأعذار ، التي كان يمكن بها تأجيل إستكمال الثورة .
آن الأوان للكف عن المطالبة ، و التحرك لأخذ المبادرة ، و الإستيلاء على السلطة ذاتها .
لم يعد أي شعار ، أو هتاف ، يبدأ بكلمة : نطالب ، إلا خيانة للثورة ، لإنه يعني إعتراف بسلطة مرفوضة الآن من الشعب بعد أن إستنفذت كل فرصها للقيام بإصلاح حقيقي في فترة تقارب الآن سبعة أشهر .
كلمة نطالب أيضا دليل على الضعف ، و الثورة يجب أن تكون أقوى من أعدائها .
إنها كلمة إستجداء ، و الثورة لا تستجدي .
و بالتأكيد فكرة التفاوض مع تلك السلطة تعد خيانة لإنه إطاله لعمرها ، و إتاحة الفرصة لها لتلعب لعبة خبيثة أخرى توقع بها بين قوى الثورة .
لا يكفي الآن منع إنتخابات مجلس الشعب .
بل يجب الآن إسقاط النظام بأكمله ، و القبض على أعضائه ، كباراًً و صغاراً .
لا يكفي إسقاط النظام ، و الإستيلاء على السلطة ، بل يجب أيضاً القبض على رموز النظام ، و أعوانه كباراً و صغاراً ، و التحفظ عليهم لحين تقديمهم للقضاء المدني النزيه ، و محاكماتهم بقانون مدني عادل ، تحت إشراف حكومة منتخبة بمعرفة الشعب .
لا إعدام خارج نطاق القضاء ، و لا إنتهاك لأي حق من حقوق الإنسان .
نهجنا يجب أن يظل سلمي حضاري ، من البداية ، إلى النهاية .
نريد فقط السلطة ، و القبض على رموز السلطة الحالية ، و السابقة ، و أعوانهما .
لا حل وسط لدينا .
حان وقت إكتساح النظام .
آن الأوان لتحويل الهبة إلى ثورة .
آن الآوان لأن تصبح ثورتنا ثورة بمعنى الكلمة .
إما أن ننقذ الثورة الآن و إما أن ننعيها .

04-09-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة