الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفاوضوا مع الساعدي القذافي

العفيف الأخضر

2011 / 9 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


رسالة إلى عقلاء ليبيا: تفاوضوا مع الساعدي القذافي

" و إن جنحوا للسّلم فاجنح لها" (61- الأنفال)
نزلت حسب أسباب النزول، في بني قُريظة و عن السدّي:" إذا أرادوا الصلح فأَرِدْه".
يبدو أن ابن القذافي و قائد كتيبة في الجيش دعاكم أمس(01-09-2011) إلى التفاوض"لوقف حمام الدم" كما قال.
حاولوا المصالحة معه فقد تكون مدخلا للمصالحة مع باقي كتائب الجيش الموالية و مع قبيلته و ربما أيضا مع معظم القبائل التي قاتلت تحت راية أبيه.
عدوى المصالحة الصحية قد تقطع الطريق على أحد الاحتمالات المشؤومة لليبيا ما بعد القذافي : الاقتتال بين الجهاديين و الليبراليين داخل المجلس الوطني الانتقالي، و هو احتمال كفيل بتدشين سلسلة من الحروب القبلية التي ستُعيق إعادة اللإعمار، تاركة بلدكم واقفا أمام مجهول.
اقرؤوا رسالة نلسون مانديلا إلى تونس و مصر و التي حثّ فيها نُخبْ البلدين على المصالحة الشاملة و الفورية للتفرغ لبناء المستقبل بدلا من التسمّر في مرارات الماضي.
استمعوا لنصيحته الحكيمة:" إن أنصار النظام السابق ممسكون بمعظم المؤسسات الاقتصادية التي يشكل استهدافها أو غيابها أو تحييدها كارثة اقتصادية أو عدم توازن أنتم في غنى عنه الآن".
الجماهيرية قامت على كواهل قوى الجيش و الأمن و التكنقراط المنحدرين أساسا من ثلاثة قبائل: القذاذفة ، ورفلة و المقارحة، استغناؤكم عن خدماتهم لبناء دولة ما بعد الجماهيرية سيكون تكرارا مأساويا لخطيئة "بريمر"، أول حاكم أمريكي للعراق، الذي استغنى عن خدمات جيش و شرطة و تكنقراط صدّام و هكذا فتح على العراق علبة الفوضى الخلاقة للفوضى التي دمرت العراق و ما تزال.
التذكير بالفوائد السياسية و الاقتصادية للمصالحة الوطنية لم تُنس نلسون مانديلا، المتشبع بالقيم الانسانية التي تجعل الانسان و حقوقه في صدارة القيم، تذكيرنا بالواجب الأخلاقي العقلاني الذي يأمر باحترام الحقوق الانسانية لكل انسان بما هو انسان لأنها في حد ذاتها مقدسة و جديرة بالتقديس. اقرؤوا في رسالته مثلا:" عليكم أن تتذكروا أن أتباع النظام السابق هم في النهاية مواطنون ينتمون لهذا البلد فاحتضانهم و مسامحتهم هي أكبر هدية للبلاد في هذه المرحلة، ثم إنه لا يمكن جمعهم و رميهم في البحر أو تحييدهم نهائيا كما أن لهم الحق في التعبير عن أنفسهم و هو حق ينبغي أن يكون احترامه من أبجديات ما بعد الثورة".
في ختام رسالته يُذكركم نلسون مانديلا بأن قصة جنوب افريقيا ما كانت لتكون " أروع قصص النجاح الإنساني اليوم" لو أن مانديلا و رفاقه "ركزوا على السخرية من البيض و تبكيتهم و استثناءهم" من المشاركة في بناء الدولة الوليدة.
مسك الختام في رسالة العلماني نلسون مانديلا هي : أتمنى، يقول مانديلا، أن تستحضروا قولة نبيكم :" اذهبوا فأنتم الطلقاء" و التي عفا بها عن مُشركي قريش الذين أذاقوه الأمرين و أرغموه على الهجرة من وطنه.
عندما قال قائد كتيبة الأنصار سعد ابن عبادة و هو يدخل مكة فاتحا " اليوم يوم الملحمة= الحرب) هذا يوم تُُذل فيه قريش". انتزع نبي الاسلام الراية منه أي عزله قائلا :" بل هو يوم المرحمة، هذا يوم تُعزُّ فيه قريش." قريش التي مازالت آنذاك على الشرك، و عندما جاءه أحد رؤوس الشّرك، الموعود بالقتل، صفوان ابن أمية متسائلا:" يا محمّد، هذا يقول إنك عفوت عني؟" أجابه نبي الاسلام:" بالحقّ نطقْ" فردّ صفوان: " يا محمّد اعطني شهرين فإما بقيت على ديني و رحلت عن مكة و إما دخلت في دينك"، أجابه محمّد:" بل أعطيناك أربعة يا أخ العرب"

صفوان هو أحد العشرة الذين أهدر النبي دمهم و توعدهم، في نوبة غضب، بالقتل"و لو كانوا متعلقين بأستار الكعبة" و لكنه بعد فتح مكة عفا عنهم جميعا.
هذه هي السُّنة المحمدية: النصر على العدو ليس يوم ملحمة بل هو يوم مرحمة.
هذه السُّنة المحمّدية الرائعة و الجديرة بالدرس و التدريس و الاقتداء أماتها أقصى اليمين الاسلامي في إيران الخمينية و السودان الترابية و تونس النهضوية الغنوشية و مصر الإخوانية لأنه يمين مجروح جرحا نرجسيا و مسكون بالثأر الجاهلي، فلماذا لا تحيوها أنتم، عقلاء ليبيا، لتكون تأشيرة دخولكم إلى نادي الأمم المتحضرة التي نبذت العنف السياسي وراء ظهرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ضاقت أرواحنا منكم يا حكام العرب
Akram Hawwash ( 2011 / 9 / 4 - 21:19 )
تعنت الرئيس العراقي صدام حسين وضيق أفقه السياسي جلب لأهل العراق الخراب والويلات وأكثر من مليون عراقي قتيل واحتلال العراق من قبل أمريكا، بالاضافة للفوضى التي عمت ولا تزال تعم العراق الآن. واليوم يعيد علينا معمر القذافي نفس المشهد ويدعو الشعب الليبي للحرب فيما بينهم على الرغم من خسارته العسكرية وخسارته قبضة الحكم في ليبيا وآخر كارت في حوزته هو دعوة القبائل الموالية لقبيلة القذافي للدفاع عن سلطته المقوضة ليس من أجل إعادة حكمه على ليبيا بل من أجل نشر الفوضى وعدم استقرار ليبيا. القذافي يقول للشعب الليبي إلى الأمام... إلى الأمام ... ونحن نقول له وباعلى صوتنا .. إنصرف.. إنصرف ..وارحل.. وارحل ..


2 - اسمعوا نصائح الحكماء
إقبال قاسم حسين ( 2011 / 9 / 5 - 16:36 )
دائما اعتبرك حكيم ونصائحك عظيمة يجب ان يعمل بها,اتمني ان يستمع ويقرأ الاخوة اللبيون مقال هذا ويعملوا به


3 - سؤال واستفسار
ابوالحسن ( 2011 / 9 / 5 - 19:48 )
:- ورد في مقالك هذه الجملة وارجو معرفة مصدرها ومدي صحتها؟
صفوان هو أحد العشرة الذين أهدر النبي دمهم و توعدهم، في نوبة غضب، بالقتل-و لو كانوا
متعلقين بأستار الكعبة- و لكنه بعد فتح مكة عفا عنهم جميعا.
فهل فعلا عفا عنهم جميعا يا استاذ عفيف؟
اما باقي المقال فكنت اتوقع يا استاذ عفيف انك تعلم كم هو مجرم هذا النظام واتباعه فكيف والحال هكذا تطلب من الثوار التعاون معه بعد ان استولوا علي البلاد الا قليلا


4 - بديل اكثر فعاليـــــــــــة
كنعــان شـــماس ( 2011 / 9 / 6 - 15:46 )
ايها النبيل العفيف الاخضر من تنادي بـــــدو ايديهم ملوثـــة بدماء الاف الليبين ولاينفع معهم الا( فلا تهنــــوا وتدعــو الى الســــلم وانتم الاعلــــون ) ) فهولاء البـــدو قد تسببوا بمقتل عشرات الاف من الشباب الشجعان المتعطشين للحرية ولم يجنحوا للسلم حتى ضاقت بهم الصحراء الكبــــــــرى والعالم المتمـــدن تحية


5 - عفو عام
سالم الطيب ( 2011 / 9 / 6 - 19:16 )
افضل السبل هو اصدار عفو عام واشراك الجميع في العمل السياسي اما المزاديدات حول من يمثل الحق او دم الثوار تعادلها ايضا مزايدات ان جلب الاجنبي وقتل افراد الجيش الليبي بواسطة الناتو فضلا عن الكل انخرط في جرائم قتل بما فيهم من ثار ضد القذافي.ان البنية الاستبداية في النهاية هي المسؤولة عن تورط الاغلبية وبزوال البنية يصبح الناس اكثر حرية وبالتالي امكانية محاسبتهم لانهم يكونو قد اختاروا فعالهم .الم يكن عبد الجليل وزيرافي حكومة القذافي؟كيف يقبل المنصب في نظام دكتاتوري فالقذافي اصبح طاغية في نظر عبد الجليل فقط مابعد يوم 17 فبراير اما البقية فااغلبهم كان منخرط في النظام او يعيش في الغرب مرعوبا لاينبت ببنت شفة خوفا من القذافي.العفو العام وتعويض الضحايا بلااستثناء بما فيهم افراد الجيش الليبي الذين قتلوا على يد الناتو او الثوار هو الحل الوحيد وبعكسه سيبقى الحقد والكراهية والتخريب قوة صامته تتحين الفرص

اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا