الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة صريحة حول المجلس الوطني السوري الموعود

فراس المصري

2011 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


آخر المبادرات التي طرحت لتأسيس مجلس وطني سوري يمثل الثورة هي مبادرة الدكتور برهان غليون وهو مفكر سياسي لا شك في كفاءاته وقدراته وإن لم يُجرّب في عمل سياسي جماعي. وأعتقد أن نجاح مبادرة غليون تتوقف على قدرته على قراءة الواقع الثوري والمعارض داخل سوريا وخارجها. ولا يمكن لمبادرة غليون أو لغيرها أن يكتب لها النجاح إن لم تتعاون أو تندمج مع مبادرة الهيئة العامة للثورة السورية التي تمثل الشريحة الكبرى من الثوار في الداخل، وتستوعب في نفس الوقت التيارات المهمة في المعارضة. أي مجلس وطني حقيقي بحاجة لتمثيل جيد من الذين يعملون في الميدان ليعكس نبض الثوار ومطالب الثورة الشعبية ولكن هذا المجلس أيضاً بحاجة لسياسيين غايةً في الخبرة والكفاءة للتعامل مع واقع داخلي وإقليمي ودولي صعب ومعقد. أي باختصار يجب أن يكون المجلس ذو كفاءة وفاعلية عالية لكي يستطيع قيادة دفة الثورة بأمان نحو تغيير النظام ووضع حجر الأساس في بناء الدولة المدنية التعددية الديمقراطية.

من أسباب فشل كثير من مؤتمرات المعارضة ومشاريع المجالس الوطنية هو تبنيها من قبل هذا التيار أو ذاك دون مشاركة من كل أو معظم ألوان الطيف السياسي ،بالإضافة للحساسيات الشخصية والأيديولوجية التي تعرقل في كثير من الأحيان أيّ عمل جماعي موحد للمعارضة السورية. وأنا منذ البداية أعارض أن يتصدّر الإخوان المسلمون المبادرات أو أن يدعوا إلى مؤتمرات أو يتبنوا مشاريع مجالس وطنية رغم قدرتهم على ذلك، لاعتبارات متعددة من بينها عدم إثارة المخاوف داخلياً ودولياً حول محاولة اختطاف الثورة. وأنا أعلم أن من يقوم بمثل هذه المبادرات ـ ربما عن حسن نية ورغبة في العمل ـ هي مجموعة داخل الإخوان ذات صلات إعلامية ومالية قوية لكنها غير مرتبطة بالقيادة مباشرةً وهي للأسف تثير كثيراً من التساؤلات عن دور الإخوان وتؤثر سلبياً على مصداقية الإخوان ومكانة المعارضة بشكل عام، وأنا أنصح القيادة الإخوانية أن تمسك بزمام الأمور بحزم ولا تسمح بالمزيد من هذا التخبط. لقد شاركت شخصياً في مؤتمري بروكسل و الإنقاذ ورغم أنهما ساهما في تنشيط الحراك السياسي المعارض في الخارج، لكنهما لم يسفرا عن نتائج ذات قيمة في توحيد الجهود الفاعلة. ولا خلاف في أن الأخوان المسلمين هم جزء مهم من المعارضة السورية ومشاركتها أمر ضروري سواء في مسيرة الثورة أو في بناء المجتمع السوري كباقي مكونات وتيارات الشعب السوري، وكلامي هو من باب الحرص على الإخوان وعلى نجاح الثورة.

وعودة إلى مبادرة الدكتور برهان غليون أقول أنها لم تصرح بأسماء اللجنة المكلفة بإجراء الاتصالات واختيار أعضاء المجلس المزمع تشكيله والاعتماد في هذه المبادرة كلياً على اسم وسمعة الدكتور غليون، والمتحمسون لهذه المبادرة كثيراً ما يظهرون ميلاً إلى التشبث بالزعيم المنقذ بسبب اليأس ربما من نجاح المعارضة قي تشكيل هيئة سياسية جامعة تمثل الثورة السورية. وفي كل الأحوال ستكشف الأيام القليلة القادمة إمكانية قيام هذه المبادرة على أسس سليمة ومدى جديتها وتحقيقها للنتائج المرجوة. وإنا لمنتظرون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انتظر ما يحلو لك
راجي الشيخ ( 2011 / 9 / 4 - 22:24 )
لكنك ستنتظر طويلاً يا حريص على جماعة الإخوان وعلى حصيرة الثورة يا ثوري

اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون