الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تحتاج الشعوب العربية

قصي حسن

2011 / 9 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ماذا تحتاج الشعوب العربية
ان معظم شعوب العالم الثالث و من ضمنها الشعوب العربية تعيش حالة الدولة ما قبل البرجوازية بغض النظر عن أساليب الانتاج، انها دولة الاقطاع المستشري في كل مناحي الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، من المنزل الى المصنع الى المزرعة، فالمدرسة و الجامعة و مجالس النواب و الوزراء و المدراء و غير ذلك من مناحي الحياة في هذه الدول.
فالاب أو- البطريرك- كما يحلو للبعض أن يسميه هو السمة الغالبة على كل مناحي الحياة في هذه الدول فالاب في المنزل و الاب في المدرسة و الاب في المصنع و الاب في المزرعة و الرئيس هو أب و الملك هو أب و الوزير هو أب و ...الخ فالاب هو الحاكم الفعلي و كل ماعدا ذلك هي مجرد شكليات للاستهلاك الخارجي .
فالرئيس رئيسا" فقط اذا ما قام بزيارة الى دولة أخرى و الملك ملك فقط و الوزير ووو ...ألخ أما عندما يتم الحديث عن البلاد فتبرز صفة الابوة الاقطاعية التي تعتبر هذه البلاد ملكا" لها و هي تمن على العبيد الاجراء بما تريد من عطايا جزاء ولائهم للأب القائد أو للأب الملك أو أي أب آخر و مهما تطورت وسائل الانتاج و تغيرت من المزرعة الى الجمعبة الفلاحية من الورشة الى المصنع يبقى اسلوب الحياة البطريركي هو الغالب على مجمل مناحي الحياة في هذه الدول و بالتالي فكل شيء مفقود في هذه الدول و كل شيء متاح فيها بما يتناسب و رغبات الاب أو الاخ و بما يتناسب مع القوانين التي يسنها الاب لمصلحته هو بالذات و ليس لمصلحة القطيع الذي يرعاه أو الاجير الذي يعمل له في الارض أو المصنع أو الفندق ريثما يتمكن الاب من انتاج أولاد كثر من صلبه أو من صلب أبيه أو قبيلته أو الموالون له لكي يقوم بطرد هذا الاجير من المزرعة و المصنع و المدرسة و الفندق .
هذه ليست قصة أدبية أو خيالية بل هي واقع نعيشه في كل الدول العربية و العالمثالثية ربما، أما لماذا نحن هكذا فالاسباب كثيرة و أهمها :
1-الغرب
2-بنية المجتمع الغير قابلة للتطور و التغير لأسباب وراثية أو عقائدية دينية.
.فماذا يحتاج العرب اليوم هل يحتاجون الى الحرية أو الى الديمقراطية أم الى المجتمع المدني ؟
مما لا شك فيه أنه آن الاوان للتغير و التطور في مجتمعاتنا العربية و لكن المشكلة ليس هنا بل المشكلة أن التطور و التغيير لا يأتي نتيجة حاجة داخلية فقط بل ان الكثير من هذه الحاجة تنبع من حاجة الخارج للتغير لكي يتثنى التعامل مع العرب بطرق أسهل و أكثر استغلالا" و ليس صحيحا" أن الحراك الحالي هو ناجم عن حالة داخلية بات يعيشها العرب في بلادهم .
هل نحتاج للحرية ؟
برأيي أن الحرية ليست مفقودة عندنا بل بالعكس الحرية متوفرة و متوفرة بشكل يجعل الانسان العربي أكثر حرية بكثير من الانسان الغربي فمن يدعي بأننا بحاجة الى الحرية انما هو يضع اصبعه لكي لا يرى الشمس .
ان الانسان العربي ليس بحاجة الى الحرية بل بحاجة الى القوانين التي تحد من الحرية تقيد حرية الانسان العربي من الاب الى الابناء كل سواسية في هذا الامر فالاب الرئيس أو الملك أو الوزير ليس هناك من قوانين تحد من حريته في السلب و النهب و الاستغلال للنفوذ و السطو على أموال الناس اذا نحن لسنا بحاجة الى الحرية بل نحن بحاجة الى قوانين تحد من الحرية كما الصحافي و الاحزاب فليس هناك من رادع يردع الصحافي أو الحزب أو أي تكتل قطيعي من أن يقوم بالتعامل مع دول معادية لبلده لكي يحقق مصالحه الشخصية أو الحزبية أو القطيعية بل بالعكس الصحافي العربي هو أكثر حرية بكثير من الصحافي الغربي الذي يخضع للقوانين و الاحزاب العربية هي أكثر حرية بكثير من الاحزاب الغربية و بالتالي نحن لا نعاني من نقص في الحرية بل العكس هو الصحيح نحن نعاني من فائض في الحرية لو وزعناه على العالم لفاض عليه.
هل نحن بحاجة الى الديمقراطية ؟
بالطبع هذا السؤآل ينبغي أن تتم الاجابة عليه بالشكل التالي -أية ديمقراطية تعني ؟
ان كنا نريد الديمقراطية الغربية التي هي كذبة كبرى و لعبة تلعبها البرجوازية الغربية على شعوبها قبل أن تكذب علينا،
فنحن أبدا" لسنا بحاجة الى مثل هذه الديمقراطية لانها لن تجلب لنا سوى المزيد من العبودية و الرق والفساد و خصوصا" اننا نعرف جميعا" أن الديمقراطية الغربية انما تقوم بالاساس على أن السياسة ينبغي أن تخدم الاقتصاد بما يعني أن أي عمل سياسي تقوم به الحكومات الديمقراطية الغربية انما هو لكي يخدم رأس المال الغربي بما يتناسب و استمرارية استغلال الانسان للانسان و استمرارية استغلال الدول الكبرى للدول الصغرى و بالتالي استمرارية الظلم و عدم المساواة في كل مناحي الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية فبالرغم من أن الديمقراطية البرجوازية الغربية هي أفضل بكثير من الحرية العربية الا أننا لا نحبذ انتقال المجتمع العربي من الحرية العربية الى الديمقراطية الغربية التي هي في أحسن الاحوال عبارة عن نظام رق مبطن باسم الديقراطية و لا ترقى لان تكون نظام انساني اجتماعي عادل يتيح الفرص لكل أفراد المجتمع بالتساوي بغض النظر عن الوضع الاجتماعي و الاقتصادي للأفراد .
نريد مجتمعا" عادلا" حقيقيا" :
فحتى يصبح المجتمع عادلا" و انسانيا" ينبغي اعادة اقتسام الثروة و الارض في الدولة التي تسعى الى العدالة و الحرية و المساواة اقتساما" جديدا" يتيح الفرصة لكل ابناء المجتمع في تلك الدولة ليكونوا أناس أحرارا" و مواطنين حقيقيين و ليس هذا يعني نظاما اشتراكيا" شيوعيا" أبدا" و لكن نحن نعرف أنه خلال تطور المجتمعات العربية و غير العربية و بسبب النظم الاجتماعية الغير عادلة تركزت الثروة في أيدي حفنة قليلة من الناس و أصبحوا هم السادة و باقي الناس هم العبيد و العمال و الاجراء و الفلاحين و بالتالي جرى توزيع غير عادل للثروة و الارض أدى و يؤدي الى التفاوت الاجتماعي و الطبقي الذي نحن فيه اليوم و ما الحراك الذي يجري في العالم العربي اليوم الا حراكا" ضمن الفئآت المستغلة بكسر الغين من فئة في ضمن السلم المستغل تريد اعادة القوانين و الحريات ليتناسب وو ضعها لكي تتطور و تكبر و تصبح أكبر قدرة على استغلال المجتمع العربي و بالتالي ينتقل المجتمع العربي باسم الحرية و الديمقراطية و المساواة الى مجتمع آخر حرية و ديمقراطية في الشكل و استعباد و رق في المضمون فباسم دعه يمر دعه يعبر استطاعت البرجوازية الغربية أن تزيد من سيطرتها على الثروة و الارض في الدول الغربية و باسم حرية التعبير و الديمقراطية شكليا" تريد الفئات المتسلطة في العالم العربي صعود سلم الاستغلال الى الأعلى و بالتالي تكون المجتمعات العربية خرجت من تحت الدلف لتحت المزراب .
فبدون اعادة اقتسام الثروة و الارض بشكل متساوي بين كل أفراد المجتمع و صياغة قوانين جديدة تقيد حرية الناس رؤساء و مرؤسين أفرادا" و احزاب تقيد طمع و ليس طموح بعض الاشخاص لامتلاك ثروات هائلة على حساب افراد المجتمع تعيد النظر في قوانين التوريث تحديدا" لن نكون قد قمنا بشيء سوى باعادة اقتسام الكعكة بين الفئات المتسلطة في المجتمع فبدل أن تكون الكعكة متركزة بيد حفنة قليلة من المتسلطين تكبر الحفنة و تبقى القوانين التي سوف تسمح لهذه الحفنة بأن تصغر تحت اسم الحرية و الديمقراطية و العدالة و المساواة .
و بالتالي الحراك العربي اليوم بالرغم من أنه يأخذ طابعا" شعبيا" مثله مثل باقي ثورات العالم ليس سوى محاولة اعادة تموضع للفئات المستغلة في المجتمع و العالم و هذا لا يعني بالطبع أننا ضد هذا الحراك بل بالعكس نحن معه و مع أي حراك ضمن المجتمع حتى لو كان حراكا" طائفيا" أو فئويا" من باب أن الحراك يدفع المجتمع الى اعادة التفكير في كل شيء و ما لم نستطع تحقيقه الان لاسباب شتى يمكن لنا أن نحققه في المستقبل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط