الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدور طبعة بغدادية لكتاب عزيز الحاج - بغداد ذلك الزمان-

مازن لطيف علي

2011 / 9 / 5
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


صدر عن دارميزوبوتاميا-2011- في بغداد الطبعة الثانية لكتاب "بغداد ذلك الزمان" للكاتب الكبير عزيز الحاج، الذي كتب مقدمة جديدة للكتاب حيث ذكر ان هذا الكتاب صدر في أواخر التسعينات، حيث كان نظام صدام قد أمعن في بغداد والعراق والمجتمع خرابا بعد خراب، وأطلق حملته الإيمانية، التي تعود اليوم، وبعده، تحت ثوب ديني مذهبي جديد،لتنقض على الحريات الفردية وعلى الموسيقى والفنون والحرية الدينية وحقوق المرأة أراد النظام المنهار اجتثاث كثير من فضائل أهل العراق وتراثنا الحديث، وبرهن التاريخ على ان من كل من يحاول ذلك لن يلقى غير الخسران وسوء المآل.

بغداد كانت قلب العراق وما يحل ببغداد ينعكس لا محالة على كل العراق، ومن هنا فإن مركزا للدولة في بغداد ديمقراطيا مدنيا وعلمانيا هو الضمان الحقيقي للحقوق والحريات وللتقدم والازدهار، بما فيها حقوق الشعب الكردي كاملة وحقوق الأقليات القومية والدينية وحقوق المرأة. والبديل ليس بين مركز مفرط في المركزية المستبدة وبين حالة انتفاخ صلاحيات المحافظات لحد أن منها من تتصرف وكأنها مستقلة، مع التاكيد على اختلاف حالة إقليم كردستان الفيدرالي، الذي تجتمع فيه كل مقومات الفيدرالية من تاريخ وجغرافيا ولغة وتقاليد وتطلع قومي. والمؤسف أن الدستور العراق المشوه قد خلط بين الصلاحيات مما جعله متعدد التفسيرات وبما يسمح لهذه المحافظة الجنوبية او تلك بالمطالبة بالفيدرالية.

كتابي عن بغداد كان صرخة من الأعماق تنديدا بما حل بالعراق عهد ذاك، وحنينا جارفا لأيام أعتبرها كانت، وبالمقارنة مع اليوم، عهدنا الذهبي، وهذا برغم ما مر في تلك العهود من آثار بعض السياسات ومن ظلم، ولاسيما في الريف. فالعهد الملكي لم يكن جنة ولكنه لم يكن جحيما كما صور البعض، وعهد الثورة من بعده، قدم لنا الزعيم عبد الكريم الذي كان رمزا للتآخي والتسامح العرقي والمذهبي والديني وعلامة مضيئة في النزاهة. وقد غاب عنا وهو لا يملك قصرا ولا راتبا دسما ولم يعرف عنه أنه استولى على قصر لدولة أو لشخص. فأين نحن اليوم من رواتب المسئولين والنواب، ومن انتشار الفساد عرضا وطولا، وعمقا؟!

قسم الكتاب الى سبعة فصول وملحق، حيث تطرق المؤلف لولادتة وطفولتة بين الكاظمية وكرخ الشواكة و باب السيف والصالحية، و حياة الحاج علي حيدر واصدقاؤه، الشخصيات المحلة في الشواكة وباب السيف ، وجغرافية المحلات.
تناول المؤلف ذكرياته في اربعينيات القرن العشرين حيث اطلق عليها تسمية"أعوام التحولات
وذكريات كرادة مريم" حيث ذكر: أكملت المتوسطة في مدرسة "التفيض" في أحد أزقة "العاقولية" بالشرق من "الحيدرخانة". وأذكر أننا كنا ننزل غلى الزقاق من شارع "الرشيد" على درجات من الطابوق، وكان الزقاق ينتهي شمالاً إلى "قنبر علي"، وجنوباً إلى "جديد حسن باشا"، وغرباً "للحيدرخانة". وبعد إكمال دراستي في المتوسطة، انتقلت إلى "الثانوية المركزية" (1941-1942) في منطقة "السراي" مقابل مبنى البريد المركزي (عهد ذاك) بساعته الكبيرة. وكنت أحياناً أقطع إلى المدرسة "سوق السراي"، ملقياً النظرات على الكتب والمجلات، (المصرية أساساً)، وسائراً بموازاة سراي "القشلة"، فمبنى وزارة التربية، ثم موقف شرطة السراي، (الذي اعتقلت فيه مراراً بعدئذ)، وحتى الثانوية. وكان ممكنا،ً قبل بلوغ المدرسة الثانوية، الانحراف قليلاً إلى اليمين للدخول إلى سوق الميدان، وهو سوق "الهرج" الكبير (تمييزاً له عن سوق "الهرج الصغير بجوار المدرسة المستنصرية). في تلك السوق كانت تباع مختلف السلع، وتجرى المزايدات المتنوعة، ويمكن الوقوف هناك لشرب عصير الزبيب مع الصمون (الخبز) والجبن أو مع الصمون وحده، كما كان يحدث لي أحياناً، فيما بعد، عند عودتي من الكلية. وينتهي السوق إلى الجامع الأحمدي ومقهى الميدان الكبير، الذي اخترته مع زميل السجن حميد حمدي بعد خروجنا من السجن عام 1958 لتحرير أربعة أو خمسة أعداد من مجلة أسبوعية وضعت تحت تصرفنا. وفي زاوية تطل على شارعين، كانت المدرسة المأمونية الشهيرة، وبجوارها أحد أبواب وزارة الدفاع و "طوب أبو خزامة" الذي كان العامة ينسبون له المكرمات!
تناول المؤلف اقوام بغداد من كرد فيلية ويهود العراق ونبذة عن مسيحييّ بغداد ، وكذلك كتب عن حمامات بغداد، و بغداد في رحلة أوليفيهعام1791، وبغداد 1941 في عين بريطانية جيرالد دي كاوري، وبغداد في ذاكرة الصحفي اليهودي المهاجر لإسرائيل منشّي زعرور,
تألف الكتاب من 166صفحة من القطع الوسط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عواقب كبيرة.. ست مواقع بحرية عبر العالم يهددها خطر الاختناق


.. تعيش فيه لبؤة وأشبالها.. ملعب غولف -صحراوي- بإطلالات خلابة و




.. بالتزامن مع زيارة هوكشتاين.. إسرائيل تهيّئ واشنطن للحرب وحزب


.. بعد حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف ال




.. خطر بدء حرب عالمية ثالثة.. بوتين في زيارة تاريخية إلى كوريا