الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جفاف الاحزاب وإقصاء الثقافة

واثق الجلبي

2011 / 9 / 5
الادب والفن


جفاف الأحزاب وإقصاء الثقافة

إستطاع المفكرون أن يؤسسوا المناهج الفلسفية الحزبية والتكتلات الفكرية على أساس المنهج الديني الواحد فجاءت الأحزاب الوحدوية مؤسسة على مبادئ الكمال الفكري وبلوغ المآرب الإنسانية نتيجة للوصول إلى الهدف المعلن أو المخفي لهذه الأحزاب...
كان مفهوم الحزب الواحد يخفي من حيث لا يعلم تحت طياته مفهوم الدين الواحد وإنطلق من هذا المفهوم المخزون في اللاوعي الإنساني ليمتد ويثقف ويعطي الإنطباعات بأنه الحزب المنقذ من ضلالة الأفكار وركوس الإنسانية في مستنقعات الفقر والجهل والتخلف .
كل أبجديات الأحزاب الورقية تدعو إلى رفاهية العيش ووصول الإنسان إلى الكمال وإلى أقصى غايات الأنسنة ولكن النتيجة كانت بالعكس..
فالأحزاب الرأسمالية التي أتخم أصحابها كان الفقر والتشرد الصورة الثانية لها أما الأحزاب الإشتراكية فلم يكن بمقدارها الإستمرار لعدم فهم حاجات الإنسان المتغيرة بتطبيقها من قبل جهات صدّقت الورق وكذبت الحياة...
هنا في هذه الأسطر لا أهاجم فيها التعددية الحزبية ولا أساسيات ومناهج أي حزب ولكنها لفتة لمحتويات الإنسانية وطريقة معالجتها ومسايرة التطورات الهائلة للحاجات الفردية والجماعية وما على الأحزاب من واجب إنساني وطني للتصدي لهذه التحديات ومحاولة فهم الإنسان بطريقة معاصرة وبتقنيات تتيح للإنسانية أن لا تقوم بلعن كل كتلة أو حزب أو تيار شكلته الظروف أوجهات داعمة لخلق توازن حزبوي طائفي أو فئوي أو قومي لضرب كل حزب بالآخر.
لا نستطيع أن نلم بكل الأديان والمعتقدات كما لا نستطيع أن نجزم بأن الأحزاب وعلى إمتداد التاريخ قد وفرّت للإنسان مسافة كافية لملئ فراغاته الدينية بغيرها من السياسية وكانت الأحزاب بصورة أو بأخرى صدى لتلك المعتقدات والمذاهب الدينية وإن بدت في الوهلة الأولى رافضة لها ، فالراسب المجتمعي تجّذر في عمليتي الرفض والقبول وإن سعى الإنسان إلى الكمال الأوحد فإنه يتشتت في ذلك بثنائية قديمة جدا والتي تتلخص بمبدأ الخير والشر.
هل إستطاعت الأحزاب أن تخلص الإنسان من آلامه ؟ هل إستطاعت كل حركات التحرر أن تتيح للبشرية رؤية المستقبل الغامض أو الحاضر البائس أو الماضي المحتضر؟
في عمق الإنسان أن كل هذه الأشياء واهمة ولكنه يضطر إلى تصديق حتى الخرافة تأمينا وتطمينا لنفسه ولكنه في الداخل مضطرب غير واثق تماما من صلابة الأرض التي يقف عليها... لذا إضطر الفلاسفة بعلمهم أو بغيره إلى أن يلبسوا وجه الأشياء وظاهرها بالإنسانية ولكن الجوهر في أغلب الحالات يبقى غير بشري بالطبيعة ولهذا فإن الأفكار تتولد بإستمرار لإلتقاط بعض الأنسنة يبوسة الأرض ورطوبة الماء وحرارة النار والصفاء المترتب في النسيم .
إذا طبيعة الأحزاب من الداخل تتمثل في رفض الثقافة وإن بدا عكس ذلك ، لأن السياسة بطبعها ثقافة هجينة تحاول إكساء العري بثوب ليراها الجميع بأفضل صورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح