الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية من وجهة نظر مادية

رائف أمير اسماعيل

2011 / 9 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كما هو معروف ان الديمقراطية تعني حكم الشعب الذي يتحقق بنظام اداري للدولة. وبالممارسة العملية تبين انه حكم الاغلبية مع ضمان حقوق الاقلية وحقوق الافراد .
وبما أن التجارب السياسية اثبتت ان النمط الديمقراطي للحكم هو الافضل كحاصل نهائي بالمزايا والنتائج ، فانني اود ان اعزز الرأي في هذه التجربة ومدياتها بالتعمق باسسها المادية لتكون اداة لفهمها بشكل اوسع وادق :-
باختصار.. قبل الزمن صفر الذي يمثل بداية تشكل الكون كانت المادة متشابهة المضمون بالمقارنة بالشكل والتشكيلات التي نتجت بعدها ، حيث كانت عبارة عن كتلة هائلة هائلة الكثافة وبدرجة حرارة لانهائية ، وبعد الانفجار (بك بانك) وتوسع الكون بدأ التنوع بالتشكل في تكوين الجسيمات دون الذرية وانطلاق الضوء ثم تكون الذرات وتنوع العناصر والمركبات التي اصبح بامكان الظروف الذاتية والخارجية أن تكون منها ما لانهاية من التشكيلات المادية . وعلما أن حالة الانفلات بعد الانفجار قد عاكسه قوى معيقة لهذا التغيير او التطور منها الجاذبية والكهرومغناطيسية وانواع القوى النووية . وهنا بدأ اول صراع بين الماضي والمستقبل، بين قوى تحاول الحفاظ على الشيء على ان يبقى على شكله وبين قوى تحاول ان تحافظ على الذات بتغيير الشكل بما ينسجم مع الخارج او التضحية ببعض الذات او تجزئتها او دمجها مع غيرها . ان هذا الصراع مازال، وسيستمر في كل الأشياء ومنها الانسان.وبتخصيص ذلك على المادة الحية وصولا إلى الإنسان الحالي يكون معلوم انه سليل تطور بايولوجي بدأ منذ 4 مليارات سنة على هذا الكوكب ، اخذت المادة( الطبقة) الحية ( البايو سفير) خلال هذه المدة تتشكل وتتميز وتتكيف وتنتشر ( تبعا للدفع الذاتي والظروف الخارجية) فظهرت للوجود ملايين المخلوقات الحية صعودا الى العقليات ( النوسفير ) يتوجها الانسان . وهنا يجب التركيز على الحقائق التالية وباختصار ايضا :-
1- الانسان عبارة عن مركبات كيميائية تكونت باطار عام من مركبات كيميائية مستنسخة هي الجينات . وهذه الجينات ونسب وانواع المركبات التي تبني عليها تختلف من فرد انساني لآخر وينعكس التفكير البشري والسلوك تبعا لذلك . بمعنى ان الافراد هم اصلا مختلفون ماعدا التشابه العام بالحاجات الاساسية مثل الاكل والشرب والتكاثر والحركة وغيرها، الذي هم ايضا يختلفون فيه بحسب طبيعة ونوع وحجم هذه الحاجات الحاجات . لذلك لايمكن وضعهم في قالب فكري واحد عدا القالب الذي هم فيه مختلفون ( وهي حالة صحية للمجتمع الذي هو متكون أصلا من التنوع ) مع ضمان الحقوق والحريات الفردية التي يتضارب أو لاينسجم البعض منها مع قواعد المجموع . والديمقراطية بذلك تضمن حق الفرد في العيش والعمل والتعلم والمعتقد والتناسل وغيرها مع حالة تعاونية تضمن للكل البقاء تجاه التهديدات . 2- الإنسان بوضعه الحالي وتنظيمه لايشكل الحالة النهائية للتطور بسبب التغير المستمر في الكون والأرض وبسبب إن شكله ووضعه هذا الذي يلبي الحاجات الداخلية والغرائز لا يضمن له الخلود أو البقاء الطويل ويجعله قاصرا على تحمل الألم والمرض والجوع . لذا استمر أفراد النوع الإنساني بالصراع مع الطبيعة وبشكل تصاعدي من اجل خلق حالات أفضل للعيش . إن اختلاف تحديد التحديات والأهداف باختلاف الأفراد يجعل القوالب الفكرية الباقية ( غير الديمقراطية) قامعة لحقهم في التصرف كل حسب مسيرته بل أن الاختلاف يؤدي إلى التميز والابتكار فتأتي الديمقراطية لتخلق حالة تعاونية بنقل المعلومات والخبرات فيما بين الأفراد وتكون داعمة لموقف كل منهم وتنصب الديمقراطية قيادة جماعية لمجموعة من البشر أو الدول أو لكل البشرية تغير شكلها وتنظيمها حسب كل ظرف تمر به. وبما أن التنوع في الحياة كان هو سبب ظهور الديمقراطية واستمرارها فإنها ستكون بمثابة القالب الهلامي الذي يحافظ على الجميع وكلما تطورت التقنية الإدارية للديمقراطية وسارت فوق سطح العلم د آخذة بنظر الاعتبار الفهم الصحيح للإنسان وحقوقه في كل مرحلة ، كلما نتج خلق وإبداع واختراع وتنوع في كل المجالات لتجعل المجتمع والفرد فيه أكثر أمنا وسعادة . 4/6/ 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة