الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيش السوري-عَسكَر لَمِين وعلى مِين...؟!-

وهيب أيوب

2011 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


منذ انقلاب حزب البعث عام 63 وتسلّمه السلطة في سوريا، لم تعُد سوريا لكل السوريين، بل قُسِمت إلى فسطاطين: البعثيون ولهم كل شيء، والسوريون، الفُتات أو لا شيء.
هذا الحزب العصبيّ الفاشيّ الذي نصّب نفسه قائداً للدولة والمجتمع، عبر الخمسة عقود المُنصرِمة، أوصل سوريا والشعب السوري إلى كارثة، لا نعلمُ تماماً السبيل للخروج منها أو الأثمان التي سيدفعها الشعب السوري للانعتاق من تلك العصابة التي تتمادى يوماً بعد يوم، في الإغارة في لحم ودماء هذا الشعب، والذي كل ما فعله، أنّه قرّر استعادة حريّته وكرامته المهدورة على أيدي هذه الطغمة المُجرِمة.
قُبيل هزيمة الـ 67، قام وزير الدفاع في حينه حافظ الأسد، بإزاحة جميع ضبّاط وقادة الجيش السوري غير الموالين له، واستبدالهم بآخرين غير مؤهّلين أصلاً لجبهات القتال، إذ كان يكفيه ولاؤهم وحسب.
في بانياس بالقرب من تل الفخّار وتل العززيات في الجولان المحتل، كنا نذهب للسباحة في بركة سباحة "مسبح" بانياس الواقع على نهرها، والذي كان مُخصّصاً للضباط السوريين قبل أن يتلقوا الأوامر من وزير دفاعهم حافظ الأسد بالانسحاب الكيفي، فهربوا تاركين خلفهم الجولان للعدو الإسرائيلي دون قتال، منسحبين باتجاه دمشق؛ عدا موقع "تل الفخار" الذي عصا قادته الأوامر، وقاتلوا حتى الرمق الأخير، فسقط منهم ستون شهيداً وأوقعوا بالعدو ستين قتيلاً.
أذكُر حين كنّا نرتاد المسبح أنا وبعض الرفاق، عباراتٍ كُتِبت على أحد جدران المسبح بالخط العريض، "جيشنا العقائديّ، أمل العرب بتحرير فلسطين"! فما قاتلَ لتحرّير فلسطين، ولا قاتل للصمود على أرضِ الجولان...!
بعد الحركة الانقلابية الثانية عام 70، والذي تسلّم على أثرها حافظ الأسد الحكم في سوريا، وأسماها "الحركة التصحيحيّة"، وهي حقيقةً، حركة تآمريّة وتخريبيّة بكل مجرياتها وتفاصيلها؛ استمرّ الأسد بعد إمساكه تماماً في السلطة، بعزل ضباط ونقل آخرين من غير الموالين له ولعصابته الجديدة، وتعيين آخرين مِن أتباعه، سواء كانوا مُقتنعين أو مخدوعين. ثم بدأ بإنشاء مؤسّسات واتحادات كـ "طلائع البعث" و "شبيبة الثورة" وغيرها، عدا تأسيس أكثر من 15 جهاز أمن ليُمسِك بكل تلابيب البلد، ويصهرها في بوتقة نظامه، عبر غسل أدمغة الأطفال والشباب من تلك التنظيمات، وإقناعهم، أنّ كل من عارض الحزب والنظام، فهو عدو للوطن والشعب والأمّة، وهؤلاء يجب عدم رحمتهم، وضربهم بكل الوسائل.
وهكذا، قام بتأسيس جيش عرمرم من أكبر جيوش المنطقة، وأنفق على تدريبه وتسليحه مليارات الدولارات بحجّة محاربة إسرائيل. وعبر صفقات السلاح، كانت تتم السرقات الكبرى والفساد الأعظم، ونهب اقتصاد البلد دون حسيبٍ أو رقيب، ناهيك عن مدخولات النفط السوري، التي كانت تُحوّل إلى القصر الجمهوري مباشرة، لا إلى ميزانية الدولة.
كل ذلك تمّ تحت خديعة كُبرى ابتدعها حافظ الأسد ومصطفى طلاس، وهي مقولة "التوازن الإستراتيجي" مع العدو التي استمرّت لأكثر من عقدٍ ونصف، فأنهك الاقتصاد السوري ودمّره وأفقر الشعب.
وبعد حرب التحالف الدولي على العراق عام 91 التي شارك بها النظام السوري مقابل أثمانٍ، منها مقبوض ومنها مؤجّل، تحوّل بعد مؤتمر مدريد إلى خديعة جديدة، أن الخيار الإستراتيجي لسوريا هو تحقيق "السلام العادل والشامل" عن طريق المفاوضات مع إسرائيل.
ثمّ أخذ وبطريقة مُمنهجة، إذلال هذا الجيش وتفريغه من معنوياته ومهماته في محاربة العدو، وحوّل الجنود والضباط إلى خدمٍ وحشم في قصور ومزارع المسؤولين وقادة أجهزة الأمن، وتحوّل الإذلال والقمع والاستعباد إلى حالة تراتبيّة من أعلى إلى أسفل، حتى تصِل إلى شرطي السير أو حارس مخزن، يقمع المواطن العادي الذي دونه في المرتبة، فباتت سوريا مملكة عبيد، وحفنة صغيرة من "الأسياد"، لا ينظرون للشعب سوى كونهم قطيع أغنام لا أكثر.
كان النظام يختبئ دائماً خلف تلك الإستراتيجيات الواهِمة المُخادِعة، لتحقيق إستراتيجية أولى لا شريك لها؛ وهي إعداد كل مقدرات البلد بما فيها الجيش للمحافظة على النظام. وبات الشعب السوري هو العدو الأساسي لهذا النظام، إذ لا يتورّع هذا النظام عن قتل نصف شعبه في سبيل البقاء.
ما نشاهده، يُبيّن أن الجيش السوري، يتصرّف في المدن والقرى السورية كجيش عدو، لا كجيش وطني؛ بحيث يقوم بالقصف والتدمير والقتل، وتحطيم ممتلكات الناس، من سيارات، ومحلات تجارية وبيوت وسرقة المتاجر والمحلات ونهب البيوت! كأنه في غزوة، لا يعادلها إلا غزوات المغول الهمجية في القرن الثالث عشر، إلى حد أن بلغت هتافات المتظاهرين، "خاين خاين خاين، الجيش السوري خاين".
لكننا لا ننسى توجيه التحيّة الوطنية الخالصة، لكل عناصر وضباط الجيش السوري الذين رفضوا توجيه بنادقهم والانخراط في قتل شعبهم، ومنهم من سقطوا شهداء ببنادق "رفاقهم".
ويستمر النظام وأجهزته الإعلامية بالكذِب جهاراً نهاراً، فممارسة الكذِب المفضوح وقلب الحقائق، هي أقل صفات هذا النظام المجرِم!
الطاغية ابن الطاغية، والكذّاب ابن الكذّاب، بشار حافظ الأسد، يقول بكل وقاحة، إنه لم يستخدم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في قمع المظاهرات، بينما تجوب الدبابات والطائرات المدن السورية وإطلاق نيران الرشاشات الثقيلة أثناء تبجّحه بهذا الكلام...!
أكثر من مرّة قام الطيران الإسرائيلي بقصف مواقع داخل سوريا، ثم تدمير ما سُمّي المفاعل النووي في دير الزور، وتحليقه فوق القصر الجمهوري في دمشق، فكان النظام دائماً يتشدّق باسطوانته المعهودة، "سنرد في الوقت والمكان المناسبين" ثم لا يأتي الوقت ولا المكان ....!
إذاً، لماذا تم بناء كل هذا الجيش بمئات الآلاف، ومئات الطائرات، وآلاف الدبابات، وكلف مليارات الدولارات التي دُفعت من قوت ولحم ودماء الشعب السوري؟ أكان حقّاً كل هذا العسكر والعتاد من أجل محاربة العدو وتحرير الجولان ...؟ أم عسكَر لمِين وعلى مِين...؟؟

الجولان السوري المحتل/ مجدل شمس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين هو صالح شمس؟
نبيل السوري ( 2011 / 9 / 6 - 08:58 )
أين تعليق صالح شمس الجولان السوري المحتل الذي يلحقك في كل مقال عالدعسة كي يظل معلمينه بائعو الجولان راضيين عنه ويظل يستلم المعلوم منهم؟

أقترح عليك، ومن باب عدم المساهمة بقطع الأرزاق، أن ترسل له مقالك بنفس الوقت الذي ترسله للحوار مما سيتيح له الرد المناسب عليك في المكان والزمان المناسب، بالتالي لن يشعر الممانعون أن هناك تراجع في مستواه أو أن ضميره قد صحي لاسمح الله

أخيراً نود أن نرى كيف سيكون رد فعل هؤلاء الأعوان حين سيتم طرد النظام اللص شر طردة، وهل يظنون أنهم سيأخذوهم معهم إلى طهران أو بيلاروسيا أو حتى بوركينا فاسو، الملاذ الجديد للطغاة المليئين بمسروقات من دم شعوبهم؟ وماذا سيحل بهم حين يذهب المال ويظل القرد على حاله

الخبر اليوم بفلوس وبكرة ببلاش


2 - الأستاذ الفاضل وهيب أيوب
إسراء لبابيدي ( 2011 / 9 / 6 - 11:08 )
قرأت ربع مقالك ثم قلت بنفسي شو هالمراوغة من هالإنسان معقول هكذا ينقلب الإنسان بين ليلة وضحاها من مؤيد لنظام فاشي إلى ضده ؟ تاري يا أستاذ خربطت ما تواخذني وتاخدت بالاسم وشبهت اسمك لكاتب آخر على نفس الوزن . مرحبا يا سيدي وبلغتك الرائعة أحييك وأهنؤك على هذه الروح الرافضة للطغيان. لما شفت كيف نزلوا تمثال صدام حسين ونازلين فيه ضرب بالصرامي أنت أكبر قدر قلت يا رب يجي عليك اليوم يا الأسد الكبير والوسطاني والصغير وكل حاشيتهم لاحظ أستاذ بكل بلد عربي عندهم هالنمازج التلاتة كأنها كليشة عربيةفإذا مدينا النظر شوي سنرى أن نظام كوريا التي يأيدها بشارنا نفس الشيءهكذا كل ألأنظمة الديكتاتورية محاها الله أو غيره من الوجود . يشككوا بلفيديوات ؟ سنراهم لما يلحق مصيره مصير رفاقه وآخرهم القذافي . تحية لك وللحاضرين


3 - الى نبيل -السوري-.. لا تستعجل قدرك
صالح شمس الجولان السوري المحتل ( 2011 / 9 / 6 - 11:25 )
كما هي عادتكم بشكل عام تأتون بكلام وبأرقام تدغدغ العقل.. ولكن ما يلبث القارئ أن يسأل ما هو اثباتكم أو دليلكم على هذا الكلام؟؟ فما اثباتك على وجود هه15 جهاز أمن؟؟ أو أن مدخولات النفط كانت تحول الى القصر الجمهوري؟؟ طبعاً لا يوجد لديكم دليل فأنتم من اخترع هذه الأمور فكذبتم وكذبتم حتى صدقتم وآمنتم.. ثم ان الأوصاف التي تطلقها على الناس أخ وهيب هي أبعد ما يكون عن التحضر و -التمدن-.. فيا للعجب تطالبون بأمور ولا تتحلون بها.. ثم الا تعتقد ان السير وراء العاطفة وعدم وجود قوة كافية كانا سببين رئيسيين في خسارة حرب 67 وقد استفاد السوريون من ذلك فبدل دخول حرب معروفة نتائجها وتبعاتها من الأفضل ايجاد- توازن استراتيجي- لمواجهة العدو بقوة مماثلة.. وهذا -وبدون معلميي عليك أخ وهيب- لا يتم في ليلة وضحاها بل يحتاج الى -قليل- من الوقت وكما قال نبيل -السوري- الذي أصبحتُ هاجساً له وحاضراً في احلامه وكوابيسه: الخبر اليوم بفلوس وبكرة ببلاش


4 - المنحبكجيي ....!
وهيب أيوب ( 2011 / 9 / 6 - 16:21 )
لا يوجد نظام عربي واحد من المحيط إلى الخليج ، يستحق كلمة ثناء واحدة ......
فما بالكم بأكثرهم استبداداً ووحشية وهمجية، وأبلغهم في الانحطاط الأخلاقي .
والمقصود طبعاً النظام الفاشي في سوريا.
- شريحة من المؤيّدين لهذا النظام المُجرِم، لهم مصلحة في وجوده واستمراره كونهم شركاء في الفساد والسرقة ...
- وبعضهم، يؤيّدونه خوفاً ورعباً ، إذ ما زالوا يعيشون ثقافة الخوف المتراكمِة ...
والبعض ما زال يؤمن أن الشعوب العربية دون البشر، وهم لا يُساقون إلاّ بالعصا والدوس على رؤوسهم ، وهؤلاء أصحاب ثقافة متدنّية وبائسة ...
- وآخرون، لديهم شعور دائم بالدونيّة نحو أي سلطة، أو حتى موظّف حكومي. وهؤلاء يؤيّدون من أجل كلمة إطراء من مسؤول أو بالربت على كتفهم، ليُثبتوا خضوعهم وولاءهم، حتى لو تلقّوا هم أنفسهم قمع واضطهاد السلطة وازدرائها، وتلك حالة -مازوخية- مرَضيّة معروفة.
يتبع...)


5 - المنحبكجيي ...!
وهيب أيوب ( 2011 / 9 / 6 - 16:22 )
- وبعضهم يفعل الكبائر في سبيل تأييد السلطة، من أجل تحقيق مصلحة دنيئة خسيسة صغيرة، حتى ولو كانت إعفائهم من دفع ثمن طابع بريد أو تمرير معاملة. وهؤلاء أسمّيهم -صغار الكسَبَة- من النظام، وهو يزدريهم ويحتقرهم، كما يحتقر الآخرين جميعاً.
- وهناك شريحة من الجهَلة الغوغاء، لا يدركون الذي يجري حولهم، ولم يقرأوا في حياتهم كتاب، أخذوا اليوم يتنطّحون في النقد والتحليل.
هؤلاء بمجملِهم، لا يُدركون معنى الوطن والمواطنة والانتماء، ويصرّون على ربط انتمائهم بالنظام وبالقائد الديكتاتور، لا بالشعب والوطن.
بعض هؤلاء يُرثى لهم ، ويستحقون الشفقة ...
والبعض الآخر، سوف يحاسبهم الشعب ويحاكمهم على جرائمهم ، أو تغطيتهم للجريمة.
ما يهمّني في الأمر : أنّ قافلة الثورة السورية تسير .....




6 - لصالح شمس: لم تخب ظني
نبيل السوري ( 2011 / 9 / 7 - 06:55 )
فأنت فعلاً وراء وهيب
وأنا لا أستعجل قدري كما تفضلت، بل أستقرىء مستقبلك الذي ربطته بعصابة قطاع طرق صارت مخجلة للكل،لكن حظهم، وربما جيبهم من مال حلال على رأيك يبقي لهم أبواق ما زالت تصدح، وهؤلاء أسماهم صبحي الحديدي بصدق بالشبيحة الإعلاميين

عرضك الكرونولوجي عن خسارة الحرب مثير للشفقة
ربما وهيب أيوب هو من كان وزير دفاع عام 67 وقرر خوض حرب مع قيادة فاشلة مثله، وخسارتها
وربما هو أيضاً من أصدر بيان العار عن سقوط القنيطرة مما أدى لهزيمة نكراء
ووهيب هو من تمت مكافأته برئاسة ثم بتوريث
وهو من سرق أموال النفط طيلة 41 عاماً
وهو من يستعمل كل الأسلحة لإبادة الشعب السوري الأعزل
وهيب أيوب هو من نشر الفساد والمحسوبية في سوريا
وهو من يحرس حدود إسرائيل بحيث أصبح الجولان أكثر أمناً من أروقة الكنيست
في حين الأسود كانت تكافح إسرائيل وتذيقها المنون والتهديدات المرعبة بالرد في الزمان والمكان المناسب وتكافح الفساد في أروقة سيرياتيل والحسابات السرية والعلنية في بنوك الإمبريالية ماغيرها

يقول المثل: إقعد أعوج واحكي جالس
ويقول: اللي استحوا ماتوا
قليل من الحياء، ولانقول صحوة ضمير
وربما كلاهما غير موجودين


7 - ؟؟؟؟
صالح شمس الجولان السوري المحتل ( 2011 / 9 / 7 - 11:15 )
كلام.. كلام.. كلام.. ولكن أين الدليل؟؟


8 - بعثيات
نبيل السوري ( 2011 / 9 / 8 - 07:34 )
درجت الثقافة البعثية (إن كان بالإمكان تسميتها ثقافة ) على أن مريدي النظام وشبيحته الإعلاميون يستعينون بقلة الأدب عن قلة الحجة
وكذلك نفي الشمس في رابعة النهار
وسينتفون كلهم إلى قعر مزبلة التاريخ، وقريباً جداً
وسنرى حينها كيف سيستعينون بالوقاحة على تبرير الجرائم

اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟